أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبو قمر - السبهلله (18)














المزيد.....

السبهلله (18)


محمد أبو قمر

الحوار المتمدن-العدد: 7281 - 2022 / 6 / 16 - 04:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان من الطبيعي أن ينشأ صراع علي السلطة بعد موت عبد الناصر ، وفي مثل هذه الصراعات تكون المصالح الوطنية معرضة دائما للخطر ، لكن ما هو غير طبيعي بالمرة أن يضحي الرئيس في صراعه علي السلطة بدعوي الحفاظ علي المصالح الوطنية لا بالمصالح الوطنية فقط ، وإنما يضحي بالشعب ، ويضع الوطن بتاريخه وقواه الفكرية والعلمية والأخلاقية والقانونية والفنية والإبداعية في مهب الريح.
لم يحلم الاخوان منذ نشأة عصابتهم في العشرينات بهذه الفرصة التي منحها إياهم الرئيس السادات في السبعينات ، كانت قد مرت خمسين سنة وهم يقتلون ويتآمرون ويتسللون ويستخدمون كل الوسائل الدينية دون أن يتمكنوا من إحداث عملية اختراق ذات قيمة نوعية للضمير الشعبي حتي جاءتهم الفرصة التي منحها لهم السادات مجانا ودون حتي تعهد منهم بالحفاظ علي حياته هو شخصيا.
لم يضيعوا الوقت ، اكتسحوا الجامعات ، استولوا علي جميع النقابات ، اخترقوا جميع المؤسسات بما في ذلك مؤسسة الأزهر ، صارت لهم خلايا في الجيش ، وفي الشرطة ، وأصبحت لهم مساجد خاصة في كل ربوع الوطن ، جندوا عملاء لهم في مختلف وسائل الاعلام ، في جميع الأندية ، في الجمعيات المختلفة ، في القضاء ، ولا حاجة هنا لإيراد أمثلة أو ذكر أسماء فالأحداث التي مرت بها البلاد منذ لحظة التحالف مرورا بالعمليات الارهابية وبالمؤامرات التي تم اكتشافها وحتي أحداث يناير وصولا إلي أسود وأبشع حدث في التاريخ المصري عند استيلائهم علي السلطة ، كل ذلك قد أظهر بجلاء أن حتي بعض من كان السادات يخشاهم وتحالف مع الاسلام السياسي لضربهم فوجئنا أنهم قد سقطوا في أحضان الاخوان ، وأظن أن الجميع قد شاهد الأخ صاحب أعلي حنجرة ناصرية وهو يجلس بعد ثورة يناير كالتلميذ البليد أمام المرشد في مكتب الإرشاد عارضا خدماته عليهم وكله أمل أن يحوز رضاهم عنه.
ما فعله السادات ومبارك من بعده كان بمثابة تسليم مفاتيح الوطن لمن أرادوا تحويله إلي غرفة عمليات دينية مزودة بأدوات ومحاليل وعقارات مستخرجة من أشد جوانب التراث دموية وجنسية وخرافية لاستعمالها في إجراء جراحة نزع مخ وضمير الشعب ، وربما تكشف الدراسات الأمينة لوقائع الحياة المصرية ( سياسية وثقافية وإعلامية وتعليمية وقانونية وحتي اقتصادية ) خلال الفترة منذ دستور 71 وحتي الآن ربما تكشف هذه الدراسات أن عملية نزع المخ وتشويه الضمير وإبطال العقل قد نجحت نجاحا مذهلا إلي درجة أن مجمل عمليات التحديث الاقتصادي والعلمي والتعليمي التي نشهدها الآن تُبني علي أرض عائمه وأنها بلا قوائم أو ركائز ثابتة تحميها من الانهيار السريع إذا ما تغيرت الظروف السياسية كما حدث لعديد من التجارب النهضوية التي حدثت فيما قبل هذه التواريخ السوداء.
من باستطاعته القول الآن أن تحالف السلطة مع الاسلام السياسي الارهابي في السبعينات قد انتهي تأثيرة في الحياة المصرية أو أن أوراقه قد تمزقت إلي الأبد؟.
نحن نضرب الارهابيين ونتحمل تكلفة ذلك من أرواح أفضل شبابنا ، لكن الفكر الارهابي بناء علي صك التحالف القديم مازال موجودا في المؤسسات التعليمية ، في المؤسسات الثقافية ، في الإعلام ، في مؤسسات الدولة المختلفة بما في ذلك مؤسسة الأزهر ، هذا الفكر موجود في الحياة المصرية دون أي مقاومة ذلك أن التيار الصحوي مازال يفسح الطريق أمامه بتسفيهه للعلم ، وبتكفيره للمفكرين ، وبنشر خرافاته ، وبسيطرته الكامله علي وجدان ووعي المصريين ، ثم إن الدستور بوضعه الحالي قد جعل من الحرام والحلال أساسا لكل تقييم سلوكي ، وصارت الفتوي بديلا عن القانون ، وفي أحسن الأحوال صار القانون تابعا ذليلا للأراء الفقهية التي ضربت عنصر الزمن في مقتل واستحضرت الماضي ليأكل الحاضر ويجعل من عملية الدخول في معترك الحضارة الإنسانية محض وهم.



#محمد_أبو_قمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السبهلله (17)
- السبهلله (16)
- السبهلله (15)
- السبهلله (14)
- السبهلله (13)
- السبهلله (12)
- السبهلله (11)
- السبهلله (10)
- السبهلله (9)
- السبهلله (8)
- السبهلله (7)
- السبهلله (6)
- السبهلله (5)
- السبهلله (4)
- السبهلله (3)
- السبهلله (2)
- السبهلله ( 1 )
- عمي جورج
- كورونا
- هكذا يُولد الحُب


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبو قمر - السبهلله (18)