أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - أنت على حق يا نهرو!!!… والدليل: قالولوا!













المزيد.....

أنت على حق يا نهرو!!!… والدليل: قالولوا!


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 7280 - 2022 / 6 / 15 - 12:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دولةُ القانون دولةُ العدالة دولةُ المواطنة = "الجمهورية الجديدة" التي تعدلُ بين جميع المواطنين ولا تمايزُ بينهم عقديًّا. وقضى القضاءُ المصري النزيه بإعدام قاتل الأب الشهيد "أرسانيوس وديد"، في دولة الحق. والعجيب أن القاتل لم يندم على ارتكاب جريمته؛ بل "حسبن" وهتف بأن الجنّة في انتظاره. وكذلك صرخ محاميه لحظة الحكم بإعدام موكّله: (أنت على حقّ يا نهرو)!!! والحقُّ أنني "مستخسرة" في القاتل اسم: "نهرو"، أحد قادة الاستقلال والعدالة في الهند "جواهر لال نهرو" الذي نادى بمبادئ "المهاتما غاندي" حول العدالة والحقوق! ولكن مَن وراء إيمان القاتل بأن "قتلَ المسيحيّ حقٌّ لا يستوجب العقاب بل يودي إلى الجنّة"؟! إنها ثقافة: “قالوا له" التي تعلّمها على يد مُضلِّين مازالوا للأسف يعيثون في المجتمع فسادًا، على صفحات سوشيال ميديا والقنوات المشبوهة. (لماذا قتلت الدكتور "فرج فودة"؟)، (عشان كافر!). (أي كتاب من كتبه عرفت منه إنه كافر؟). (أنا مبعرفش أقرأ. بس قالولي إنه كافر، فقتلته!). ذاك القاتل "من ضحايا قالولوا”. وسَلْ أيَّ ضحية مماثلة: (تعرف ايه عن ابن رشد؟! ) سوف يقسم لك إنه كافر!. هو لم يقرأ حرفًا لابن رشد. لكنه "سمع" من "سامع" عن "سامع" عن "سامع السامع" أن أحدهم كان "يسمع" ممن "سمع" أنه كافر! تلك هي "الثقافة السمعية" التي تُزهق الأرواحَ وتدمر المجتمعات.
في مسرحية "شاهد مشافش حاجة"، سُئل الشاهد (اللي مشافش حاجة) "عادل إمام" سؤالا عن جارته القتيلة. فأجاب. ولما سأله النائب العام كيف عرفت؟ قال: "إن الناس قالولوا.” فهتف النائب العام: (الدليل: قالولووووا)!!
كم من جرائم إنسانية كبرى راحت ضحيتها قممٌ فكرية ورموز شاهقة من العسير على الإنسانية أن تعوضهم بسبب تلك الثقافة "الأُذنية" "الببغائية" البغيضة، ثقافة: “قالولوا". فالذي طعن "نجيب محفوظ"، "قالولو" إنه كافر! وبفرض، جدلا، أن من حق إنسان قتل إنسان لا يؤمن بعقيدته، وهذا قطعًا غير صحيح، إلا أن السيد القاتل أصلا لم يرهِق نفسَه وقرأ للأديب رواية ولا قصة ولا مقالا ليعرف إن كان كافرًا أم غير ذلك، قبل أن يضرب خنجره في عنق الرجل العجوز الذي يتوكأ على عصاه. واللذان قتلا العظيم "فرج فودة"، الناس "قالولو هم" إنه عدو الإسلام، دون أن يقرءآ له حرفًا. ولو فعلا لتأكدا أنه أكبرُ ناصر للإسلام لو عرفا. لكنهما ضغطا الزناد دون أن يشقّا على نفسيهما بجهد القراءة؛ فهما أُميّان "مش بيفكوا الخط". وعُد بالزمن لتُذهل من كمّ شهداء عظام كُفّروا وأهينوا ونُفيو وخيض في أعراضهم بالزور والكذب والبهتان؛ ومفتاح السر دائما: "والدليل: قالولووووا".
فلاسفة ومفكرون وأدباء عُذِّبوا وشُتموا وأهينوا ولا يزالون يتلقون اللعنات من بشر لم يقرأوا كتبهم ولا قاربوا فكرهم. "نصر حامد أبو زيد" (العقلانية في تفسير النص)، الشيخ "علي عبد الرازق" (الإسلام وأصول الحكم)، "خالد محمد خالد" (من هنا نبدأ)، "طه حسين"‬ (في الشعر الجاهلي)، والقائمة تطول وصولا إلى الحلاج والسهروردي والنفّري وابن عربي، والعظيم العلاّمة الفيلسوف شارح أرسطو وصاحب اليد البيضاء على نهضة أوروبا "الوليد ابن رشد"، الذي قال بعدما اكتشف أن فكره أصعب من أن يستوعبه الجميع: “لا ترمِ نورَك للعامّة.”
تلك إحدى الِمحن الفكرية الكبرى المتجذّرة فينا منذ الطفولة، بكل أسف. ثقافتُنا "سمعيةٌ"، وصوتُنا عالٍ، وضمائرُنا، دائمًا، مستريحة ونحن نسبّ ونلعن ونقتل. لهذا ينعتُ الغربُ العربَ بأنهم: "ظاهرةٌ صوتية"، ولا شيء أكثر.
وإن خرجنا عن الدائرة العربية تصدمنا واقعة "سقراط"، "أبي الفلاسفة" الذي تجرّع السُّمَ طوعًا، رافضًا الهروب كما رتّب له تلامذته. لحظة الحكم بإعدامه شعر "سقراط" أنه جاء في الوقت الخطأ، ليُنير الطريق لعميان لم يُقدّروا فكره وعلمه فقتلوه، فآثر الرحيلَ واستعذب مذاق السمّ! وأظنُّ أن كل تنويري يُهانُ ويُسبُّ ويُشتَم ولا يُقدّر في مجتمعه، لابد يشعرُ في لحظة ما بأنه "جاء في الوقت الخطأ". وهذا غير صحيح في تقديري. فلو جاء في زمان يناسب أفكاره التنويرية وحلّ على مجتمع مستنير، ما كان له دورٌ ولا كان لمشعله رسالة.
جميعُ قتلة التنوير عبر التاريخ لا يقرأون! لكنهم يصدقون أنهم يقتلون دفاعًا عن الله! والله تعالى لم يطلب دفاعهم، بل طلب منهم أن: “يقرأوا" "يتبيّنوا" "يتدبّروا" "يتفكّروا" و"يعقلوا" كما يأمرنا الكتاب. لكنهم لم يفعلوا، ولا يفعلون، ولن يفعلوا. ولماذا يفعلون ومعهم دليل الإدانة وهدر الدم جاهز سهل طيّبُ الثمر. الدليل: "قالولوووا".
شكرًا لدولة القانون والعدالة وقضاء مصر المحترم.
***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نغم راجح … عصا ناير… وقلبُ الفقي
- ذكريات -اعتصام المثقفين- … حقل الألغام
- عقولٌ نقيّة … قلوبٌ نظيفة
- الرحلةُ المقدّسةُ في أرضِ مصرَ
- هنا السُّليْمانية … الكُردية ... البهيّة1
- صلاح منتصر … هل قلتُ لكَ: أحبُّك؟!
- -ملك سيام- … عهدٌ من -صبحي- ... واجبُ النفاذ!
- أبناء الشيخ زايد … في عيون مصر
- ذكرى شهدائنا الأقباط في ليبيا
- مَن قتل شهداءَنا في شرق القناة؟
- صوتي في مسلسل -الاختيار-
- مسيحيون ...يغنّون لعيد الفطر
- هدايا/رسائلُ الرئيس السيسي في إفطار الأسرة المصرية
- أسبوع الآلام... وأسبوعُ الأعياد
- هؤلاءِ كلُّ مَن أحببتُ!
- السحورُ على شرف النسيج المصري
- نجدلُ من السَّعفِ تاجًا للوطن
- تشويهُ حائطٍ … بكلماتٍ عظيمة!
- الإفطارُ الرمضاني على المائدة الإنجيلية
- الأُسطى إسلام … عظمةُ امرأة مصرية


المزيد.....




- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - أنت على حق يا نهرو!!!… والدليل: قالولوا!