أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بايزيد الثاني - رسالة بايزيد الثاني إلى قانصوه الغوري للعفو عن دولتباي نائب طرابلس الشام














المزيد.....

رسالة بايزيد الثاني إلى قانصوه الغوري للعفو عن دولتباي نائب طرابلس الشام


بايزيد الثاني

الحوار المتمدن-العدد: 7280 - 2022 / 6 / 15 - 10:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
وبه ثقتي

الحمدُ لله الذي يغفرُ لمن يشاء وهو الغفور الرحيم، ويتوب الذين ﴿عَمِلُواْ ٱلسُّوٓءَ بِجَهَٰلَةٍۢ﴾ إنَّهُ عزيزٌ حكيم. والصلوٰة والسَّلامُ على النبي الأُميّ العربيّ الهاشميّ مُحمَّد، نزل في شأنه ﴿إِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍۢ﴾، وعلى آله وأصحابه الذين اعتصموا بِحبل الله جميعًا ﴿وَمَن يَعْتَصِم بِٱللَّهِ فَقَدْ هُدِىَ إِلَىٰ صِرَٰطٍۢ مُّسْتَقِيمٍۢ﴾.

وبعد، فإنَّا أصدرنا هذه المُفاوضة الشريفة والمُكاتبة اللطيفة إلى الحضرة العليَّة الأعظميَّة الأكرميَّة الأعدليَّة الغوثيَّة الغيَّاثيَّة، مُفيضُ الحسنات مُقيل العثرات، الذي أفاض الخير دواعيه، وحسم الشَّرُ عواديه، وأنام الأنامُ في أيَّام عدله، وعمَّرهم بِإحسانه وفضله، ولان لِأمره كُلَّ مُتعدٍّ، ودان محكمه كُلَّ مُتمرِّد، وهو حامي بيت الحرام، والرّوضة المُطهَّرة والمقام، نصيرُ المُسلمين، ظهيرُ أمير المُؤمنين، المُختص بِالغزو والتمكين، من حضرت ربِّ العالمين، صاحب الممالك، أعزَّ الله أنصاره وضاعف اقتداره، وخلَّدهُ في دولةٍ عاليةٍ وعيشةٍ راضيةٍ، ماسُها الأصاغر والخُدَّام، وعفا عنهم المُلُوك الكرام والسلاطين العظام، تهدي إليه سلام يتأرَّج عُرفًا ويبلَّج وصفًا، ويكادُ يُمازج النسيم لُطفًا، وتُبدي لِعلمه الكريم أنَّ كتابه المُستطاب الذي انتظمت ألطافه كالدُّرر، وحسُنت سُطُوره من الطُّرر على الغُرر، كأنَّ الجواهر نُثرت في أرض القراطيس، ونُشرت عليها أجنحة الطواويس، قد وصل إلينا على يد الأميري الكبيري السيفي الأخصِّي يُونُس الخاصكي الأشرفي، رُزقت سلامته، وفتح لدينا وتلى بين يدينا، وألقينا السَّمع لِإصغاء ما يُنهيه، وأصغينا كُلُّ ما يُخبره ويُنيبه بِرواءٍ مُسفرٍ، ووجهٍ ضاحكٍ مُستبشرٍ، فاضطلعنا على ما فيه من أعلام تقبُّل الشفاعة، وحُسن القبُول على الإشارة التي صدرت من سُدَّتنا العظيمة إلى أبوابكم الكريمة، لِلصفح عن فهوةٍ ظهرت وزلَّةٍ بُذرت، عن الأمير الكبير الباذل الباسل المُجاهد العادل دولتباي دامت معاليه، وفهمنا أنَّ أمير المُومى إليه قد خرج من ضيق السَّخط والسَّطو إلى سعة المرحمة والعفو، وقرن الحافَّة بِالإسعاف، وأُفيض عليه الإنزاف، وسلَّم إليه ما يترجَّاه، بل ما هو أجلُّ منه قدرًا وأعظم أمرًا، وهو نيابة السلطنة بِالممالك الطرابُلسيَّة، فابتهجت نُفُوسنا الرضيَّة، وانشرحت صُدُورنا السُنيَّة، واتسعت قُلُوبنا الزكيَّة، بأنَّ جنابكم العليّ العافي لقد فاز فوزًا عظيمًا بِذلك الإغماض والتعافي، إذ قال النبيّ عليه السلام: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ: لِيَقُمْ الَّذِي أَجْرُهُ عَلَىٰ اللَّهِ»، فلا يقوم إلَّا العافون على الناس. وكُتبت أيضًا في صحايف أعمالنا مثوباتٍ كثيرة وحسناتٍ كبيرة، كما قال الله تعالىٰ: ﴿مَّن يَشْفَعْ شَفَٰعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُۥ نَصِيبٌ مِّنْهَا ۖ﴾، صدق الله العظيم وصدق رسُولُه الكريم.

ثُمَّ انتهينا إلى ما اندرج في ذيل مُكاتبتكم الجليلة من أحوال الرجُل الذي ظهر في البلاد الشرقيَّة، فهزم واليها وعلا أهاليها وأمطر سحابه مطرًا فنال من حاجته وطرًا، لاحظناه كان كُلُّه مفهومًا وصار بِأسره معلومًا، ونحنُ نستدعي بِالدعوات المُستجابة عقيب الصلوات الخمس والأوقات المُستطابة من الله الملك المُعين، أن يختار الخير لِلمُؤمنين، ويدفع الرِّجز عن المُسلمين، ويُصلح بالهم ويُهذِّب حالهم في كُلِّ حين، ويمُنَّ عليهم بِفضاء كرمه ويُحسن إليهم بِجزيل نعمه ﴿وَمَا ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِيزٍۢ﴾. وأمَّا التحف التي اتحفتموها، فعُرضت علينا بِالإجلال وقوبلت بِالتكريم والإقبال، فوقعت في موقع الرِّضا، ومحل القبول والارتضا، ثُمَّ أعدنا القاصد المُشار إليه، بعد أن عاملناه بِالإكرام وأفضنا عليه خُلع التشريف والاحترام، وحمَّلناه لِمقامكم العالي الكريم، من السلام ما هو أزكى من نشر الحمام، ولو كالته جسمًا لكان لكان أصفى من ماء الغمام. وقَّاكم الله عن المكارة والآلام.

كُتب في أوائل أوَّل الربيعين من شُهُور سنة عشر وتسعُمائة.


المصدر: وردت هذه الرسالة بِاللُغة العربيَّة في المُجلَّد الأوَّل من كتاب «مجموعة مُنشآت السلاطين» لأحمد فريدون بك، الصادر سنة 1275هـ في دار الطباعة العامرة بإستانبول



#بايزيد_الثاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة بايزيد الثاني إلى قانصوه الغوري بشأن عودة الشاهزاده قو ...
- رسالة بايزيد الثاني إلى قانصوه الغوري يهنئه بمناسبة توليه عر ...


المزيد.....




- لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور ...
- -لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا ...
- -بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا ...
- متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
- العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
- مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
- وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما ...
- لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
- ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بايزيد الثاني - رسالة بايزيد الثاني إلى قانصوه الغوري للعفو عن دولتباي نائب طرابلس الشام