سيناريو المقدس والمدنس- الموسيقى والمراة والسينما ، والشعر العربي - العراقي

حسن بلاسم

الحوار المتمدن-العدد: 497 - 2003 / 5 / 24 - 05:25
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

سيناريو المقدس والمدنس ( الموسيقى والمراة والسينما ، والشعر العربي - العراقي )

مسلسل في صفحات ٠

الصفحة الاولى

 

المشهد الاخير ٠
تلقي/ داخلي

لقطة - ١ -
وعلى سبيل المثال ، ماهو الزمن الذي تستغرقه نبتة سحاقية صغيرة بين كلمتين موجعتين ٠ الرحم ، نبتة ، القبر ٠ وكم ساعة ينام زحل ، وكم سنة يفيق ، وقلة نادرة من الزمن يمكنها الوقوف بالضد من كل الزمن ٠ليس صحيح٠٠ الموت عربة كوميدية اخرى ، في الجحيم او النعيم او العدم ، ما يهمني انه ليس اختفاء ٠ وطفولتك ، ﻻ تحدثني عنها ، اختفاء ، لكنه معطوب ٠ اما الصلاة والناس وشرب الماء والتغوط ، هي لحظات مقنعة لتزوير فحوى الدم ٠ انا اريد الاختفاء ٠

لقطة - ٢ -
هي ( الاقلية الهائلة ) عنهم يقول اوكتافيو باث ، الذين يعجنون ( خبز المحرومين )

لقطة - ٤ -
هل تبولت في شارع واختفيت من السعادة ، وانت تلوك كسرة خبز مصنوعة من الامواس ٠

لقطة -٥ -
بالطبع ، شارع بصفرة كوخية وﻻ كلب ، انت ودفأ جثتك والاغنية٠ هل انت مستعد ، وفي جيبك حفنة من ريلكة ، او ان معطفك مبتل بدم لوركا٠ يمكن لك ان تعلق قلادة فزع بصورة النشيد الرابع ، مهداة من السيد لوتريامون ٠ وﻻئحة الاسماء هائلة ٠بينما يوهمنا الله ويكذب ، عن حروف الدقيقة الكترونية الحديثة ، يددعي انها ﻻ احد يرفسني ، ﻻ احد يقبلني ،ومعدة العالم مسمومة ، والفم جثة جرذ ٠

{ انسيرت } شاعر ليتواني ولد عام ١٩٦٥ يقول ان الله يبالغ ٠وهذا الشاعر يعمل جزار في دهاليز الاختفاء ٠ بحاجة لان اتذكر شاعر عراقي بعمره ٠

لفطة -٦ -
لكن السياب ، مثلا ٠٠٠٠٠

لقطة - ٧ -
كافر ملحد منيوك ٠٠ اياك وان تقترب ٠٠اي بعوظة تافهة انت ، وتمثال السياب العظيم غير قاب للقرص والمص واللحس ٠

لقطة - ٨ -
اسمعوا اعرف ان شاعر شاب اسمه ماجد عد ٠٠٠٠٠

لقطة - ٩ -
اخرس٠٠ منيوك

لقطة - ١٠ -
استغفر الله ولن اتوب اليه ، لكن شاعرعربي وعملاق ، يعتقد في مقابلة صحفية ان فيلم { تايتانيك } مثال على الافلام المدهشة !! وماذا عن ذائقة الشاعر ادونيس ٠ هل قرا قصائد بركمان المهلكة ، وهل تجرأ على تصفح كتاب حديث للسينما ، على الاقل قصيدة واحدة ل { اوليفر ستون } ، وكم بيت شعر يحفظ لبازوليني وفيليني وجودار ، وهل سمعتوه كيف يتحدث عن السينما ٠٠

لقطة -١١ -
استغفر الله، سامحيني يا امي٠

لقطة - ١٢ -
والشاعر العربي٠٠ اسمعوا امبرتو ايكو ( انا ارفض الموقف المانوي لاشباه المثقفين الذي يمثل المكتوب بالنسبة اليهم الخير وتمثل الصورة الشر )

لقطة - ١٣ -
ﻻ داعي للقرف ، المشكلة انك لم تتطلع من قبل على سيناريو حقيقي ، وتظن بان هذه الهذيانات بحاجة لمسار الحمار المستقيم ، وهي نزهة اشتهيها ارهابية ، لكنني اتمتع بمخيلة امومية ٠ ومن الله التوفيق ٠

[ قطع ]

المشهد المخجل
الدم المؤنث / خارجي

لقطة - ١ -
(( يجلس الراوي في الشارع ويشتهي الاختفاء ، وبقربه اكداس من القصائد العربية ، ويبدو انه اختار زاوية مكعبة في شارع الرشيد ، بجوار مقهى حسن عجمي ، وقبل ان تتحول خلفية الراوي الى ليل طويل ، نشاهد الصائغ عدنان وهو يشتري حقيبة للسفر ، اراد ان يكلمه الراوي ، لكنه كان عام ١٩٩٣ وكفى ، طوال حديث الراوي، والخلفية كون من العتمة ، كما قلنا لزاوية الكاميرا ، بينما تسمع مؤثرات صوتية للفتوحات الاسلامية : الله اكبر ))

الراوي : ومع وﻻدة الاسلام طلقت الفحولة العربية ، دمها المؤنث ( الموسيقى، الجسد، الرقص، المراة ) وتزوجت من نفسها ، في صحراء كانت
بامس الحاجة للماء والمخيلة ، وكانت المراة هي اول من ادخل في قائمة العبيد ٠٠٠٠

(( يخفي الراوي نفسه بنفسه ، بحركة افعوانية مضحكة ،ويترك الليل وحده في الشاشة ، بينما تتلاشى اصوات الفرسان ، امام صوت آلة الطابعة المدوي وهي تنقش علىصفحة السواد حروف ضخمة :

( ٠٠٠ وواقع الحال المفزع الذي يتمثل في كون اللاطبيعي هو الذي حظي بنيل آيات التكريم الكبر وغدا
سيفا مسلولا فوق راس الانسانية في هيئة ، امر وجوب قطعي ، ان يحصل التباس للجميع في الامر، ﻻ
كافراد ، وﻻ كشعب ، بل كانسانية بمجملها٠ ان يتعلم احتقار اول غرائز الحياة ، وان يبتدع اكذوبة الروح والعقل
من جل ان سحق الجسد وان يعلم النظر الى اول شروط الحياة ، الى الجنس ،
على انه دنس ) نيتشه٠

(( اختفاء تدريجي للكلمات ، وظهور الراوي وهو يكمل حركته للطلوع الى الظلام ورجوع اصوات الاذان : الصلاة خير من النوم ٠٠ الصلاة ٠٠ ))

[ قطع ]

المشهد المضارع
كوني/ وحيد

لقطة - ١ -

حسن بلاسم
[email protected]

#حسن_بلاسم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات