|
كوني اليوم بأفضلِ نسخة لكِ
عزيز سمعان دعيم
الحوار المتمدن-العدد: 7278 - 2022 / 6 / 13 - 21:48
المحور:
المجتمع المدني
كلمة مدير المدرسة، في حفل تخريج الفوج الثامن والستين، في المدرسة المعمدانية في الناصرة.
"الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج. الذاهب ذهابًا بالبكاء حاملًا مبذر الزرع مجيئًا يجيء بالترنم حاملًا حزمه... عظّم الرّبّ العمل معنا وصرنا فرحين.." (مزمور 126) هذه الأقوال المنيرة، ما هي إلا تعبيرًا عن فرحتنا في يوم التخريج، بل التتويج هذا، في قمة موسم الحصاد..
الحفل الكريم، أسعدتم مساء. نشكرُكُم على مشاركتِكم لنا، فرحَتِنا المشتركة في موسمِ التخريج، عرسُ الحضارةِ والرُقيّ.. حفلُنا هذا المساء، ما هو إلا ثمرُ عملٍ مشترك لجميعِ الأطراف المدرسية مشكورة، من: مجلسِ الأمناء الساهرِ على تحقيقِ رسالةِ المدرسة، والفريقِ الاداريّ العاملِ على تحقيقِ الرؤيا، وطاقم الموظفات والعاملين والهيئةِ التربويّة الممتدة من صفوفِ البساتين حتى الثانويةِ العاملين على تحقيقِ الأهداف التربوية والتعليمية بامتياز، والأهالي ولجنةِ الأهالي المدرسية الشركاء في الدعم المتبادلِ لبناء الأجيالِ الناشئة، ولجنةِ الأصدقاء والخريجين الداعمين للتطور المدرسيِّ، وجمعية "أصدقاء الناصرة" (FON) العاملة على دعمِ الرؤيا وتجنيد الأموال لتوفير وتسديدِ احتياجات تربوية وتطوير البنى التحتية والتكنولوجية، ومنها مؤخرًا تطوير مدخل المدرسة ليكون أكثر أناقة وترحيبًا بطلابنا ومجتمع المدرسة. أضف إلى ذلك شراكة الوزارة ومكتبِ المدارس المسيحية، وبالطبع شراكة بلدية الناصرة المسؤولة عن إدارة بلدتنا الحبيبة، لضرورة وضع سيرورة التربية والتعليم في أهم أولوياتها، لتطوير جيل طيب ومجتمع مسالم.
نعم، معًا... هيأنا... أعددنا... زرعنا المحبةَ والعلمَ، الايمان والقيمَ الطيّبة.. معًا ساهمنا في بناء أجيالٍ ناشئة، بشخصياتٍ سويةٍ سليمة، تعملُ على خدمة مجتمعِها وتمجدُ ربَّها وخالقَها... والآن نقفُ كما يقفُ الفلاحُ بعد انتهاءِ الحصاد، فيتأملُ حُزمَهُ التي حَملت كلّ منها ثلاثين وستين ومئة.. فيفيضُ فرحًا، وينام مطمئنًا، محلقًا عاليًا في أحلامه.. فباسم هذه الكوكبةِ المؤلفة من خمسٍ وسبعين خريجةً وخرّيجًا، أقول لكلّ منكم: "شكرًا جزيلًا". شكرًا لكلّ من ساهمَ في تحضير بيدرِ الحصادِ هذا، شكرًا لكلّ من عملَ وتعب وفقًا للمبدأ السماويّ: "خادمين بنيّةٍ صالحة كما للرّبّ، ليس للناس". عالمين أن مهما عملَ كلُّ واحدٍ من الخير فذلك ينالُه من الرّبّ..." (أفسس 6: 7 و8). نشكر الرّبَّ الذي أعاننا حتى وَصَّلنا إلى لحظة الراحةِ هذه، إلى وقت التأمل بنتاجِ عملِنا المشترك، وإلى الفرح الذي نحن فيه الآن.
إنّ أهمَّ إنجازٍ تقدّمُه مدرستُنا على مرّ السنوات هو هذه النجومُ المتلألئةُ اللامعة من الخريجات والخريجين، نجومٌ مُشعةٌ بالقيم والأخلاق والعلم والإنجازات، ففي آخر نشرٍ لوزارة التربية والتعليم عن نتائجِ البجروت والمخصص لسنة 2020، تألقت مدرستُنا بتحصيل 100% استحقاق بجروت، أي حَصَلَ كلُّ طلابِ فوج السادسِ والستين على شهادات استحقاق بجروت، منها 47.7 % شهادات بجروت مع امتياز. وبخصوص هذا الفوجِ الثامنِ والستين، أشيدُ بنتائج البجروت الرائعة التي وصلتنا حتى الآن عن امتحاناتِ بجروت الشتاء، وأحيي الخرجين والخريجات على الالتزام بقيم النزاهة والاستقامة، الأمرُ الذي أثمرَ نتيجةَ "صفر دفاتر مشكوك فيها"، صفر غش، أي 100% نزاهة. فشكرًا لنزاهَتِكم وجديتِكم. كما وأحيي الطاقمَ الرائع على إكساب القيمِ والمهارات الحياتيةِ والتعلّمية لطلابِنا، في مجالات التعايشِ بشراكةٍ وتعددية مع طلابِ مدارسَ أخرى في البلاد والخارج، أضافة لتطوير مهارات البحثِ العلمي وكتابةِ الأبحاث والوظائف العلمية في مختلف المواضيع، والمشاركةِ في مسابقاتٍ قطرية ودولية، مثل: مسابقة ستوكهولم للمياه، ومسابقة غرفة الهروب في الرياضيات، ومسابقة هكاتون الصحة، ومشاركة مجموعة جلوب في البحث مع مدرسة من مالطة للحفاظ على جودة البحار وجودة البيئة، وغيرها.. ونعتزُ بالمبادرة التربويةِ التي بلورَها طاقمٌ رائعٌ بعنوان "زوم ثلاثيّ الأبعاد"، والتي نتابعُ تطويرَها خلالَ السنتين الأخيرتين، بشراكةِ قسم تطويرِ المبادرات والأبحاث في وزارة التربية والتعليم، وقسم الخدمات النفسيةِ الاستشارية في وزارة التربية، وبدعم صندوقِ المبادرات التربوية، فشكرًا لكلّ من ساهم ويساهمُ في هذا العملِ الجبار، ونشرِه لمختلف المدارس في البلاد.
أحبائي الخريجات والخريجين الرائعات والرائعين كلُّ الأطراف الرائعة الشريكة والتي عملت معًا لتشكيلِكم، لا تستطيعُ أن تُغيرَ وتؤثرَ في بناء وتنمية شخصية كلّ منكم ومنكنّ، إلا بقدرِ تجاوبِ كلِّ واحد وواحدة مع دعوةِ الرسالة والرؤيا والأهداف، من أجل تحقيقِها في حياة كلِّ منكم، فعلى قدرِ ما سمح كلّ منكم لتغلغل الأفكار البناءة والقيم السامية والاستفادة منها هكذا كان، وهكذا يكون التأثير والتغيير. أحبائي... دمتم ملحًا للأرض ونورًا للعالم. أنتم أولادُنا وبناتُنا منذُ الطفولةِ، منذُ فترةِ البستان، نحن وأهلُكم سِرنا معًا لنجهزَكم للحياة الأكاديمية والعملية. أحبائي... في فترةِ دراستِكم القصيرة في الثانوية، مدّة أربعِ سنوات، اجتزتُم بنجاح وإصرار تحدياتٍ جمّةً. فكلّ الاحترام. أنتم فوج الــــ 68، فوج المراحلِ الثلاث: مرحلةِ ما قبل الكورونا، مرحلة الكورونا، ونستطيع أن نقول أيضًا (بتحفظ وحتى بدون تحفّظ) مرحلة ما بعد الكورونا. ليس من السهل أن يَعبُرَ الإنسان، هذه المجاهيلِ الثلاثة بكلّ ما تحتويه من ضبابياتِها وتركيباتها وتحدياتها، ولكنكم بجهودِكم الجبارة وبنعمة الرّبّ، وبإصرارِ وإرشاد معلميكم ومعلماتِكم بكلّ مهنية وجدّية، وباهتمام أهاليكم بكلّ محبةٍ ورعاية… بهذا التكاتفِ وبهذه الجهودِ الجبّارة، باركَنا الرّبُّ لنصلَ اليوم إلى ما نحن فيه. ندعوكم لتحلّقوا في سماءِ القيم الرائعة، سماء المحبة والعطاء والإنسانية. نحُثكم لكي تَحلموا بلا حدود، وتعملوا بهمّةٍ واجتهاد لا رخاوة فيها، وتحققوا أحلامَكم بثقة الاتكال على المعونة السماوية، غير سامحين لأي سقفٍ زجاجيّ أو نُحاسيّ أن يعترضَ طريقَكم في الارتفاع، وليدركَ كلٌّ منكم أن للرّبّ خطةٌ رائعةٌ لحياةِ كلّ واحدة منكنّ وواحد منكم، فاشبكوا أياديكم بيد الله القدير لتحققوا المستحيل. نؤكدُ لكم، أننا أهلُكم بجانب أهلِكم، وبيتُكم جوارَ بيتِكم، وإنْ حانَ الوقتُ لتحلّقوا بعيدًا، فاعلموا أننا عنوانُكم في كلّ احتياجٍ وطلبِ مشورة، عنوانُكم في كلّ إنجازٍ وتقدم لنفرحَ معكم. نرجو لكم، ونُصلي لأجلكم، لتعيشوا بِسلام وكرامة، وتحقيق رسالةِ حياةِ كلّ واحدٍ وواحدة منكم ومنكنّ. عزيزتي الخريجة المحبوبة، وعزيزي الخريج المحبوب، كوني وكُن اليوم بأفضلِ نسخة لكِ ولكَ من أجل ذاتك أولًا وقبل كلّ شيء، وليس فقط من أجل الآخرين. فأنت مستحق/ة، وكوني/كُن غدًا وبعده أفضلَ وأفضل. "وَلْيَمْلِكْ فِي قُلُوبِكُمْ سَلاَمُ اللهِ الَّذِي إِلَيْهِ دُعِيتُم… وَكُونُوا شَاكِرِينَ." مبارك تخريجكم... مبارك تتويجكم... مبارك للأهالي والحضور.
محبتي احترامي مدير المدرسة المعمدانية الثانوية في الناصرة 11.06. 2022
#عزيز_سمعان_دعيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
باقات شكر وتقدير
-
كلمة وغنيه- في عرس يارا
-
يارا، لما بطّلع ليارا
-
السبع كلمات على الصليب
-
تأملات في أسس الخطوبة المسيحية
-
صفات المحبة
-
كلمة تخريج فوج ال 67 في المدرسة المعمدانية في الناصرة 3.7.20
...
-
كلمة افتتاح البرنامج الفصحيّ 1.4.2022 في المدرسة المعمدانية
...
-
99 بَرَكَة
-
لنعلن في ذكرى الميلاد ميلادًا جديدًا لحياة أفضل
-
لقاء مميز وذكريات لخريجة الفوج الأول
-
سبع عادات للمعلمين الجّيدين وللمعلمين المُلهمين
-
سبعة أخطاء كبيرة للمربين
-
الافتراض العظيم
-
بناء الأجيال
-
الناس والميلاد
-
الآباء الجيّدون والآباء الرائعون
-
إعلانات وتعاملات الله
-
أولاد التحديات
-
تأملات في الصلاة الربانية
المزيد.....
-
الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة
...
-
الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد
...
-
الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي
...
-
الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
-
هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست
...
-
صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي
...
-
الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
-
-الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
-
ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر
...
-
الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|