أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - مصطفى محمد غريب - نعم لقد نطق القاضي عبد الله العامري بجملة حق على الرغم من إنحيازه














المزيد.....

نعم لقد نطق القاضي عبد الله العامري بجملة حق على الرغم من إنحيازه


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1677 - 2006 / 9 / 18 - 09:47
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


عندما سأل صدام حسين المشتكي في قضية الأنفال بقوله " لماذا كنت تريد المجيء لرؤيتي وأنت تصفني بالدكتاتور" رد القاضي عبد الله العامري رئيس المحكمة الجنائية العليا الخاصة وهو يبتسم ابتسامة غريبة وأتمنى أن يدقق إذا سمح المجال كل الذين لم يشاهدوه وهو يبتسم قائلاً " لا أنت لم تكن دكتاتور ولكن الناس من حولك جعلوك دكتاتوراً" فهو قد قال الحقيقة بدون رتوش ونطق بالدلالة والإثبات بأن الشخص لا يمكن لوحده أن يصنع من نفسه حاكماً دكتاتورياً تسلطياً إلا بمساعدة خارجية تكمل الذي بين جوانحه والذي ينقصه من تسلط واستعلاء وحب للأذية والقسوة المفرطة وتعاونه على اكتساب الموقع والسلطة بطرق عنفية بربرية يبررها له من حوله وكأنها طرق ثورية وقومية، وان الذين يصنعون الدكتاتور يعرفون جيداً نفسيته وشخصيته وكيف يمكن ضخه بوسائل التمكين والتفرد وكيف تكون الطرق والأساليب ولهذا يختارون ما هو مناسب لاستكمال شخصيته وتهيئة الوقت المناسب ثم الاستمرار في دعمه وتأييده ولهذا نجد لجميع الطغاة الدكتاتوريين والقادة الفاشست العنصريين مساعدين وأعوان وأحزاب تجاريهم على طول الخط ولا تنطق بكلمة حق بل تنطق الباطل ومن ورائه غاية باطلة شريرة تبرر بمختلف الحجج وفي مقدمتها "كلمة حق يراد بها باطل"
صدام حسين ومنذ طفولته وحسب ما رواه أكثر من شخص عايشه الأحداث الأولى كان شقياً يمارس العنف مثلما يمارس الأطفال هواياتهم البريئة وكان خاله يعرف إلى أين سيصل بهذا الولد حينما مكنه من اغتيال احد أولاد عمومته وحسب رواية لإبراهيم الزبيدي صديق طفولته أن المغدور به الحاج سعدون كان قبل ساعات من اغتياله قد ساعده بمبلغ من المال ، واستمر مسلسل العنف عنده ووظف فيه حسن البكر الاندفاع أكثر في ممارسة العنف والجريمة فزجه في عملية اغتيال المرحوم الزعيم عبد الكريم قاسم وهو لا بالقيادي أو الكادر المتقدم في الحزب بينما نجد كل الذين اشتركوا في عملية الاغتيال كانوا أعضاء في القيادة القطرية لحزب البعث العراقي ومن خلال مسيرته نلاحظ إن هنالك دائماً أشخاصاً من حوله يسهلون له المهمات ويرتبون له الممارسات وينفذون الرغبات الكامنة فيه ويصعدون فيه حب الذات المطلقة ويصورونه بطلاً قومياً منقذاً لا بل على المستوى العالمي لا يختلف عن أولئك الذين سجل لهم التاريخ بطولات معروفة وبهذا القدر الهائل من التشجيع لغرطسته والطاعة العمياء والتفنن في إظهار الولاء راحت نفسية الدكتاتور تتضخم وتتسع ليقوم بتصفية أي قيادي في حزبه يضاهيه في الفهم والإدراك والشهرة وتخلص منهم فردياً وجماعياً، جماعياً أعضاء القيادة القطرية ورفاق دربه من عدنان الحمداني ومحمد عايش وغيرهم الى عبد الخالق السامرائي وآخرين حتى آخر المطاف بالتخلص من الذي رباه وساعده وقدمه والذي كان يناديه بالأب القائد حسن البكر، ولم نجد أحدا قد نجا حتى إذا قدم النصيحة له ليتخلص منه على الفور وهو القائل أنني اعرف من العيون كيف يفكر الشخص الآخر، ولا أريد الاستطراق وجرد كل ما قام به خلال حياته والحروب التي أمر بها ومتابعته لكل شاردة وواردة بواسطة عيون الآخرين الذين من حوله من أعضاء قياديين وكوادر متقدمة معروفة أو قادة المؤسسات الأمنية والعسكرية الذين أصبحوا ضحاياه بعد ذلك كانوا يصورونه بالقائد الفطحل العظيم والمدرك والمحمي بالجن الذي يعرف كل شيء ويقدر كل شيء.. نعم من هنا نستطيع أن ندرك لماذا قال له القاضي عبد الله العامري " أنت لم تكن دكتاتورياً... الخ " وهو الدكتاتور المعروف المصنوع داخلياً قبل أن يكون عالمياً حتى من اقرب المقربين له ، وبما أن لديه عقدة الاستكبار والتسلط والغرطسة وحب الذات حتى الجنون.. دكتاتور معروف بالسادية الدموية وبأوامر استعمال الكيمياوي والابادة الجماعية فقد مرت عليه الجملة وكأنها شهادة للمدح فرد "شكراً" بينما لو فهم صدام حسين الجملة ودققها لوجدها مذمة له وكأنه إمعة استطاع من حوله أن يجبله بطريقة التصنيع البسيط ليكون بهذه الهيئة وهذه الشخصية أقول لو أدرك الجوهر لاحتج وطالب بعدم إهانته وأعوانه والذين من حوله فقد مثله القاضي كقرقوز صنع بطريقة مضحكة ويحركه الذين من حوله كيفما يريدون .. أليس كذلك؟
أخيراً كوننا كنا مستفزين فلم نعر أهمية لجملة القاضي عبد الله العامري الذي كان قد تصرف بدون حكمة قانونية وظهر انحيازه الكامل مع المتهمين بالابادة الجماعية ولم يكن حيادياً وهذا مما جعل الكثيرين يتهمونه بمختلف التهم وهو لا يعفيه من قوله انه لا يسمح بالتجواز في المحكمة لأنه سمح لصدام ورهطه بالتجاوز والإساءة ضد المشتكين وضد الشعب الكردي واتهامهم بالخونة والعملاء كقول صدام وهو يهدد " سنسحق رؤوسكم يا خونة " أو التهديد الوقح للادعاء العام سنلاحقك داخل المحكمة أو خارجها. وعلى ما يبدو لم يستفد القاضي العامري من مجريات محاكمة الدجيل ولم يستمع لنصائحنا بضرورة تطبيق القوانين والأصول القضائية في المحكمة مما جعل المدعي العام والعديد من القانونيين الطلب منه للتنحي عن منصبه كرئيس للمحكمة الجزائية العليا الخاصة، وقد نكون مع الطلب إذا استمر القاضي بمساواة الضحية مع الجلاد.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيدرالية من البصرة الى الموصل هي الأفضل والأصلح للوحدة
- هدفنا نسف الأمن الداخلي في العراق
- العلم وغيرة البعض واعتراض أمريكا وخليل زاده
- مرة أخرى حول محاكمة الأنفال وضحاياها من شعبنا الكردي
- الطريق الصحيح لحل الصراع العربي الإسرائيلي
- قارعات القتل على الهوية
- استغلال المشاعر والشعائر في المناسبات الدينية سياسيأ وطائفيا ...
- المحاكمة الثانية لصدام حسين وجريمة الأنفال البشعة
- هل انكفأت العقلية العدوانية بعد أن وضعت الحرب أوزارها؟
- الدعوة إلى تشكيل اللجان الشعبية هذه المرة لحل معضلة الاضطراب ...
- نزيف العقول العلمية العراقية وخسارة العراق
- لنتفق ولكن أولاً على عدوانية حكام إسرائيل وأطماعهم التوسعية
- الفدرالية الطائفية طريقاً يؤدي للحرب الأهلية وتقسيم العراق
- تساؤلات عن انجلاء الموقف والمواقف قبل وبعد مجزرة قانا الثاني ...
- العدالة الاجتماعية في برنامج الحزب الشيوعي العراقي ارتباطاً ...
- البرلمان العراقي وتداعيات المحاصصة الطائفية والقومية
- الفساد المالي امتنع عن فتح مركز إنتخابي في النرويج لآلاف الع ...
- عنجهية العقلية الإسرائيلية وعمى الألوان لدى البعض ممن يكتبون ...
- كرامة الصحافيون وحرية الصحافة تكمن في الفهم الحقيقي للديمقرا ...
- لن تستطيع إسرائيل إنجاح المشروع السياسي المعد للبنان والمنطق ...


المزيد.....




- عضو بالكنيست الإسرائيلي: مذكرات الاعتقال ضد نتنياهو وجالانت ...
- إسرائيل تدرس الاستئناف على قرار المحكمة الجنائية الدولية الص ...
- وزير الخارجية الأردني: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت رسالة لو ...
- هيومن رايتس ووتش: مذكرات المحكمة الجنائية الدولية تفند التصو ...
- الاتحاد الأوروبي والأردن يُعلنان موقفهما من مذكرتي الاعتقال ...
- العفو الدولية:لا احد فوق القانون الدولي سواء كان مسؤولا منتخ ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: نحترم استقلالية المحكمة الجن ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: ندعم عمل الجنائية الدولية من ...
- مفوضية حقوق الانسان: على الدول الاعضاء ان تحترم وتنفذ قرارات ...
- أول تعليق من -إدارة ترامب- على مذكرة اعتقال نتانياهو


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - مصطفى محمد غريب - نعم لقد نطق القاضي عبد الله العامري بجملة حق على الرغم من إنحيازه