كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7274 - 2022 / 6 / 9 - 00:18
المحور:
سيرة ذاتية
في سن التقاعد تعود لبيتك كالعائد من حِصار طويل. تتحرر من قيودك الوظيفية. تنفُض الهموم وضوضاء المدينة. تعتكف في مكتبك، حيث تسودُ سَكينة خافِتة، فيغمُركَ الهدوء، ومِن ثُمَّ تستمتع بالكتابة عن تجاربك المحبطة مع ذوي القربى. .
عندما تستعرضون السيرة الذاتية لوزراء النقل الذين تعاقبوا عليها منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة، ستكتشفون انني الوزير الوحيد الذي تسلق السلم الوظيفي من داخل تشكيلات الوزارة، التي عملت فيها قرابة 46 عاما بالتمام والكمال. فمعظم وزراء النقل جاءوا من خارج الوزارة باستثنائي أنا وذلك بتوفيق من الله تعالى، ومع ذلك هنالك من يستكثر علينا هذا التدرج الوظيفي. ومنهم من أقرب الناس إلينا. .
اذكر، من نافلة القول، انني استلمت رسالة من قريبي، يعاتبني فيها على تقليص عناصر الحماية في رحلات طائرات الخطوط الجوية العراقية الى حارسين إثنين بدلا من اربعة. وجاءت فكرة التقليص بقرار من مجلس إدارة الخطوط لأسباب تشغيلية واقتصادية وأمنية، وكنت من الداعمين لفكرة التقليص، فكتب لي قريبي رسالة sms لا تخلو من التهكم والاستخفاف، جاء فيها: ((هل اقتبستم فكرة التقليص من عشيرتكم ؟!؟)). .
كانت رسالته لي بمثابة طعنة عدوانية مباغتة ليس لها أي مبرر، ولم أكن أتوقعها، سيما ان قبيلتي لا تختلف عن قبيلته في امتهان الزراعة والفلاحة على ضفاف نهر الغراف. .
كانت صدمتي كبيرة، لأني لم اكن اتصور ان يأتي اليوم الذي يضطهدني فيه هذا الرجل الذي احمل له كل الود والاحترام والتقدير العالي. .
كان هذا عام 2017 لكنني لا زلت استشعر مرارة كلامه، فقطعت علاقتي به مذاك، ولا حاجة لنا بشخص يستكثر علينا نفسه، وكأننا لا نملك من العلاقات سوى قرابته. . .
لا شك ان الذكريات مؤلمة، فهي كمن ينتظر طائرة في مرفأ مهجورة للقوارب، وقد تصبح أكثر ألما من الحاضر، وقد ننسى أنفسنا من أجل ما لا رجعة فيه. .
وما اصدق الشاعر (طرفة بن العبد)، حينما قال:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة.
على النفس من وقع الحسام المهند.
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟