أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد محمد عبدالله - تعليقاً حول الراهن السياسي وتصريح القائد مالك عقار















المزيد.....

تعليقاً حول الراهن السياسي وتصريح القائد مالك عقار


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 7273 - 2022 / 6 / 8 - 07:35
المحور: الصحافة والاعلام
    


(رأي خاص)

هنالك متغيرات سياسية بخصوص مسألة الحوار السوداني الذي سينطلق بشكل مباشر خلال هذا الإسبوع حسب تصور الآلية الثلاثية مسنودةً بوساطة جمهورية جنوب السودان عبر فريق توت قلواك الذي وصل إلي السودان لدعم الحوار، وقد وجد ملف السودان إهتمام ملحوظ من المجتمع الدولي لكن العملية السياسية تحفها مخاطر جمة بسبب تزايد الممناعات الداخلية والمشاكسات السياسية والتراشقات الإعلامية الغير مفيدة للبلاد، وهناك تسجيلات صوتية، وعشرات المقالات، وأحاديث منسوجة بخيوط " التنمر السياسي" مبثوثة بشكل منظم علي الصفحات الإسفيرية؛ محمولة بنقد وإستنكار حول التصريحات التي أدلى بها القائد مالك عقار اير رئيس الحركة الشعبية للإعلام بشأن ما يدور في سوح المسارح السياسية السودانية من مناطحات، وبعد إتساع رقعة الحملة الإعلامية الممنهجة ضد القائد مالك عقار؛ كتبتُ تعليقاً وجد إنتقادات وتزمر من الأصدقاء الأعزاء، وكذلك قرأت لذات المجموعات المتنمرة "عن قصد أو دون ذلك" ضد رفيقي مالك عقار، ومن باب المشاركة في تحليل ما قاله القائد مالك عقار وما ذهب إليه الناس بين "النقد والنقض والقبول والرفض"؛ نودُ العودةً للتصريح الذي فتح جدل إعلامي ما زال مستعرًا ومستمرًا ومنتشرًا برعاية الإعلام المضاد للحركة الشعبية، وحول هذا الموضوع نتحدث بشفافية، ودون قيود نقبل أراء الآخريين كيفما كانت، ونعرض فيما يلي نقاط أساسية تناولها التصريح الإعلامي المُشّار إليه أعلاه!.

أولاً. تحدث القائد مالك عقار عن أزمة الأمن ومأزق السودان وتصلب بعض المكونات خلف المواقف والتصورات السياسية مُصّعِدةً خطابها دون النظر لعمق الأزمة السودانية؛ باعتبارهم شركاء في الأزمة، وهم وغيرهم يتقاسمون ما يترتب عليها من كوارث سياسية وإنسانية وإقتصادية وأمنية ستضع البلاد برمتها علي خط النار؛ مما ينبئ بانهيار وشيك للسودان، وهو واقع معاش لا يحتاج لدلائل وبراهين ومجادلات، والحقيقة أما أن نننتج الحل اليوم أو لن نجد غداً مساحة كافية للتباري والصراع، والسودان لا يتحمل كل هذا الإختناق، وهنالك من يرفضون فكرة إخراج البلاد من هذه المعضلات السياسية "أما برفضهم الحوار مطلقاً أو بالمماطلة والتخوين وتشويه مواقف وأراء الذين يستجيبون لدعوات الحوار"، وهذا المنهج لا يخدم مصلحة السودان البتة، ونلاحظ ذلك في البيانات المنشورة أمام أعين الجميع، ولكنا ظللنا نركز علي الجوانب الإيجابية، وهذا لا يعني إقفالنا عن سلبيات مواقف الآخريين، وكذلك نظرتنا للتجارب الإقليمية من الساحل إلي القرن الافريقي؛ إضافةً للكثير من المتغيرات الدولية التي لا بد من إبصارها بينما نحاول العمل بأمل مع من يبحثون عن السودان الجديد، ونحن مع حل الأزمة السودانية عبر إيجاد منبر حوار يشارك فيه الجميع بغية مخاطبة الجذور التاريخية والمعاصرة لأزمة إدارة الدولة والتنوع، ونحاول إبراز أهمية هيكلة المؤسسات العسكرية والمدنية والقضائية مع إنتاج ترياق ناجع يحقق الديمقراطية التشاركية والسلام المستدام والتنمية العادلة في سودان المواطنة بلا تمييز.

ثانياً. إنتقد القائد مالك عقار إشراك الأطفال في الإحتجاجات، وقال بالحرف الصريح أن مكان الأطفال الصحيح هو "ميادين اللعب وفصول المدارس"، وهل هذا خطأ يعاقب عليه؟، وإذا تحدثنا بوضوح أكثر سنجد أن هناك مخاطر حقيقية ستنتج من هذه الممارسة، وهذا الحديث لا يتجزء عن برنامج الحركة الشعبية لحماية الأطفال من المخاطر أينما كانت أمكانهم، وللحركة الشعبية إتفاقيات مع الهيئات الدولية المعنية بقضايا النساء والأطفال وكافة حقوق الإنسان، وما زالت الحركة تلتزم بتنفيذ هذه الإتفاقيات، ويمكن مراجعة وثائق الحركة وبياناتها حول قضايا الأطفال والنساء في مناطق الحروب وغيرها، وتحدث أيضاً عن الإرهاب الممارس ضد الدولة ممن تتخالف مواقفهم حول قضايا البلاد، ويجب هنا تسفيير معنى الإرهاب وتوصيف أنواعه وأشكاله، وهذا الحديث يُقرأ مقرونًا بتهديدات غلق الموانئ البحرية والمنافذ البرية وقطع إمدادات النفط والمواد الغذائية والأدوية المنقذة للحياة، وكذلك مهاجمة مؤسسات الدولة وإنتشار خطاب الكراهية والعنصرية وتغذية الحروب القبلية والتحريض علي العنف والعنف المضاد من قبل تلك المجموعات المعروفة للجميع، ولبعضها صلات بائنة مع النظام الإنقاذي البائد، والآن جارٍ تدميير الدولة، وتلك المجموعات تحاول إثارة غبار كثيف لتغطية سوء مخططاتها، والبعض يعطيهم الفرص "بثمن أو بلا ثمن" بالهروب من مواقع الحقائق للخوض في معارك جانبية وإنصرافية بعيدة، وهذه مسألة خطيرة للغاية يجب النظر إليها قبل الإندفاع خلف هذا الصراع، وهذا يفسر أجزاء من إنعكاسات صور الفوضى في المشهد العام، ويجب علينا إيلاء الإنتباه اللازم لمخططات المجموعات الإرهابية التي لا يريدون التحدث عنها، وستفتح بذلك نوافذها لتقفز منها مثُل الأشباح مرة آخرى، ويجب أن لا نسمح بذلك.

ثالثاً. هنالك جهات سياسية تمارس التنمر والإرهاب بطرق متعددة، وسيماها التلون والدوران حول نفسها وبرنامجها فقط، وهذه الجهات لم تدرك بعد كيف هزمتها مواقفها الخائبة وإيدلوجياتها البائرة بنما تحاول بيع الأوهام، وتودُ تصفية حسابات سياسية مع الحركة الشعبية بتدويل تصريح الرفيق عقار اير دون تحليله بمعيار موضوعي، والقفز من وراء هذا التصريح لن يؤدي بهم إلا لخسارة تلو الخسارة؛ هذا لأنهم لم يعالجوا المشكلة الأساسية بل إستخدموها كأداة للصراع مع الآخريين، وتعودنا علي مثّل هكذا مماحكات، وسنواجه ذلك بما يلزم، وسنوحد صفوف الحركة الشعبية ونصعد لوحدة السودان ككل، وسنعمل لهزيمة السودان القديم، وجميعنا نعلم حجم الأزمة السودانية المتشابكة، وأن التحدث عن الحقائق وحده الذي سيعالج مشكلات السودان، وأن تكرار الإنقلابات العسكرية نفسه هو نتاج فشل السياسات وصراعات المصالح وعدم وجود برنامج متفق عليه حول كيفية إدارة شؤن البلاد، ومن لم يستطيع توحيد المجموعات السياسية تجاه قضايا الشعب الجوهرية لن يوحد السودان أبداً، وما نشاهده اليوم من أزمات شائكة وإضطراب واسع النطاق جاء نتيجةً لتلك الأخطاء الجسيمة التي يهرب البعض من مواجهتها، ولا مناص من المواجهة، ولكنهم يحاولون أن يخفوها بمبررات لا صلة لها بالواقع المنظور، وهذه مشكلة السودان يجب أن ننظر إليها بعين ثاقبة ونخاطبها بشكل واضح وبقرار حازم للعبور إلي الأمام.

رابعاً. الرفيق مالك عقار اير أتى إلي الخرطوم من رحلة كفاح طويلة قضاها محاربًا يدافع عن قضايا المهمشيين والنازحيين وجميع المطهديين في الريف والمدينة، وكان يجول بين جبال وغابات وصحاري السودان من الجنوب إلي النيل الأزرق مروراً بجنوب كردفان، ومن يسعون الآن لفحص الحمض السياسي والثوري عليهم بمطالعة تلك الصفحات المفتوحة؛ فقد فارق عقار دياره مبكرًا للمشاركة في الكفاح المسلح، وفارق السلطة ذات يوم عندما إستبدت وفسدت سلطة الإسلاميين، وإختار الوقوف مع قضايا شعبه من جديد، وجاء للسلام حاملاً مأساة الحروب القديمة بحثًا عن السودان الجديد الذي كافح من أجله لعشرات السنيين، وذهبنا معه في هذا الطريق الشاق من حيث إنطلقنا، وكانت مجايلة بلا قيود، وبالطبع كل قائد خبر الحياة وصار علي دروب السياسة الوعرة وجرب طعم معاناة الحروب والمنافي يشعر بقلق بالغ تجاه مصائر شعبه، ولا يريد الإستماع لأخبار الموت عبر الإذاعات والقنوات والصحف، وما حديث الرفيق عقار اير إلا تحذيرًا من مخاطر الإستمرار في الصراعات السياسية التي وجدها أمامه، بعد عودته للخرطوم، وكانت جزء من إهتمامات الحركة الشعبية، وهو يدرك أن الأزمة السودانية لا تُحل إلا الحوار السياسي، وقد جرب ذلك في عدة منابر طوال فترة الحرب، وأعتقد أن الحوار الوسيلة الأمثل والأقل تكلفةً لإحداث التحرير والتغيير في السودان.

خامساً. القائد عقار كما نعرفه لا يعرف مواراة الحقائق إنما هو يطلق الحديث الصحيح والمجرد مهما كانت تكلفة النطق به ومدى هوس المتربصيين والباحثيين عن الفُرص للتموضع السياسي علي حساب الغير، ومن يعزفون أوتار الإنقسامات، وكل هذا غير مفيد، وربما هذا الحديث جلب للقائد عقار بعض المتاعب مع من نصبوا أنفسهم أوصياء علي الرأي الآخر، ولكن في كل الأحوال يتوجب علينا أن نضع هذا الحديث الصريح في ميزان تحليلي غير تضليلي بل منطقي وموضوعي، ومن يريدون تصفية الحسابات السياسية إختاروا توقيت خاطئ، ونحن مع حماية حقوق الإنسان خاصةً الأطفال والنساء وكبار السن طبقاً لما تنص عليه كافة الإتفاقيات والمعاهدات الدولية وما تمليه الأخلاق، ونخاطب الواقع بما فيه، ونتحمل مسؤلية ما نقوله أمام حاكم التاريخ، والحركة الشعبية ولدت من رحم أعظم ثورة، وباقية ما بقى السودان، وسنظل نناضل لتحقيق السلام والديمقراطية والعدالة الإجتماعية، ونؤمن بأن الدولة تبنى بتحمل المسؤلية، ويجب أن نتحدث جميعاً بصراحة عن التحديات والمهددات الأمنية والإرهاب الذي يمارس الآن بعدة إتجاهات ضد الدولة، وأن نبني أوسع جبهة لمقاومة مؤامرات المجموعات الإرهابية، وكشف مسببات التنمر السياسي لبناء دولة المؤسسات والقانون، وقبل كل شيئ يجب أن نعمل من أجل "السودان أولاً"، وأن نساهم بما يمكن الخروج من هذه الكوارث دون فقدان المزيد من الأرواح، والقائد مالك عقار لن يكون إلا في طريق السلام.

8 يونيو - 2022م



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارة القائد/ جيمس واني إيقا للخرطوم
- تعليقاً حول حوار الأسافير بخصوص الحوار السوداني
- تعليقاً لتصريح الجبهة الثورية عقب قرارات مجلس الأمن والدفاع
- تعليق حول مخرجات مالابو
- تعليق حول قِمّم مالابو
- تعليقاً لمستجدات المشهد السوداني
- تعليقاً لإحاطة السيد/فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة الم ...
- تعليقاً للقاء الدكتور الهادي إدريس والسفير المصري بالخرطوم
- تعمييم صحفي
- تعليقاً للقاء الجبهة الثورية والآلية الثلاثية ومقابلة عضو مج ...
- تعليقاً لإنطلاق الحوار السياسي السوداني:
- تعليقاً للقاء الجبهة الثورية ومكونات المجتمع المدني المصري ب ...
- جلسة نقاش
- تصريح صحفي.
- بـيـان صـحـفـي
- الحركة الشعبية: تهنئة عيد الفطر المبارك
- قصيدة - مرثاة الربيع
- تعليقاً حول التطورات السياسية والأمنية في السودان
- تعليقاً لإجتماع الجبهة الثورية والمؤتمر الشعبي
- تعليقاً لإلتقاء الجبهة الثورية بحزب الإتحادي الديمقراطي:


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد محمد عبدالله - تعليقاً حول الراهن السياسي وتصريح القائد مالك عقار