|
مع عبد -اﻻمير زاهد- في قراءات في الفكر اﻻسلامي المعاصر .
حسنين جابر الحلو
الحوار المتمدن-العدد: 7272 - 2022 / 6 / 7 - 07:39
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
عندما نخوص في عمق بحر الفكر المعاصر ، وﻻسيما في الجزء اﻻسلامي منه ، يحتاج منا ان نكون على قدر الاستعداد في مواجهة الافكار المختلفة والمؤتلفة ، بعد موجة اﻻيدلوجيات التي حطت برحالها في عالمنا العربي ، وارادت ان تغير ديموغرافية المشهد ، من فكر حاكم بمعلومة ، الى فكر حاكم بمنظومة . وهاهو الدكتور " زاهد " ينبري في كتابه هذا مستشهدا على خمسة عشر قرنا مضين ، وسؤال اﻻسلام والحداثة والتجديد في الفكر اﻻسلامي ﻻيزال هاجس المفكرين على مختلف خلفياتهم ، بين القبول توارثيا او اغلاقا ، و لبوس العلمانية المتطرفة في مناطق مختلفة ، هذه القضية السجالية بحسبه يعبر عنها في الغالب في بحوث المناظرة بين القوى المحافظة وقوى التحديث الفكري بالصراع بين استراتيجيات اﻻنكفاء واﻻغتراب . ﻻن هناك دواعي لذلك ، ابرزها اكتشاف الطريق المؤدي الى النهضة والتنمية وحقوق اﻻنسان ، لكن يجب هنا فصل اﻻهداف عن الفكر ، وذلك بمقولة ( ربما ) ، اذ فتح لنا الباب هنا لفهم كل حالة ، ربما من المتاح ان يكون عندنا خطاب ليبرالي اسلامي نابع من كينونة ورحم الثقافة اﻻصيلة ، وربما ان خطابا علمانيا يتسق مع الفكر اﻻستشراقي الغائي اﻻيدلوجي ، الذي يبني الصدام بين اﻻديان والثقافات كمبرر للهيمنة ، وربما ان اسلوبا دوغماتيا يمارسه الخطاب العلماني المغترب لتشويه معطيات التجربة اﻻ سلامية العلمية دون ان يفرز بين المنتج الطبيعي للنصوص واﻻفرازات اﻻنسانية المتعددة . بدأ "زاهد" رحلته في تطور اﻻتجاه العلماني من خلال التحليل التاريخي والبنية الموضوعية ، ونقطة اﻻنطلاق الى مسارات التطور في الصحف والمجلات واﻻدوات واﻻنجازات الفكرية ، الى المرحلة المعاصرة التي مثّلها بسقوط القومية في السبعينات ، اما في تحليل البنية الموضوعية ، وضع "الجابري" والخطاب المعاصر على المحك ، من عصر "اﻻفغاني" ومجريات اﻻحداث الى" سيد قطب" ، وصوﻻ الى كتاب" الجابري" في "الدين والدولة" ، ضمن اشكالية المرجعية الفكرية ، ومسألة الدين والدولة ، الى تطبيق الشريعة . اما حديثه عن القراءات المتسائلة ، فقد قدم لها نماذج متقدمة من الخطاب العلماني ، امثال "محمد اركون " ومشروعه للانتقال من اﻻجتهاد الى نقد العقل اﻻسلامي ، ضمن اﻻشكاليات المعرفية ، والهجوم على اﻻجماع الى القراءة في رهانات المعنى وارادات الهيمنة . اما عن انموذج "الهادي شقرون" في كتابه " نقد العقلية العربية " ، فهو وقفة عند معالجة ظاهرة التخلف اجتماعيا وثقافيا ، واسباب الهبوط في فاعلية القيم والمفاهيم ،بحسب ثقافة الفكر الديني ، وثقافة الفكر اﻻنساني العلمي . وعقد المقاربات النقدية بعدها في مشروع "عبد الكريم سروش" ، بتمثله في النزعة الفلسفية المعاصرة ، التي انتجت رؤية فكرية لها اتجاهها النقدي ، والذي اعتقده في المرتكزات ، ضمن المعرفي والكلي ، لان "سروش" يعتقد ان الدين عبارة عن قانون إجتماعي مع قيم اخلاقية، وهو مركب مطلوب لكل مجتمع مدني ،وذلك حسب اصرار" سروش" بتمسكه ببعض المفاهيم المقتربة من هذا المعنى ، ﻻسيما معنى تفعيل العقل اﻻنساني ، وسن قوانين اﻻغلبية ، اذ يعّرف "سروش" مقدما ان مفهوم الليبرالية قد وفد الينا من الغرب ثم امتد الى العالم فيما بعد. تناول" الدكتور عبد اﻻمير" بعدها جدل خطاب التراث وعلمانية الغرب في قضايا النهضة ، ضمن اطار المدخل الفكري اذ ﻻتزال قضية النهضة ومشروعها هي القضية الحاضرة في الذهن العربي من الجذور التاريخية والفلسفة لعلمانية الغرب ، ضمن موضوعة المستوى القانوني التشريعي ، بعد ما ان دخلت المسيحية الى اوربا وهي تعيش ثقافة اليونان ، اصبح هناك اختلاط حاصل بين الموضوعات المختلفة من قبيل اﻻتجاه التراثي ، بمعنى جانب اﻻصالة في قضية الخالق ووحدانيته ، ولم تعد قضية خلافية بين المفكرين ، بعّد الدين ضمن مفاهيمه الفكرية والكونية والشمولية والتي ضمت الجوانب العقائدية ، ﻻن اشكاليات النهضة في المشروع التراثي من المنظور العلماني عاش وهم اﻻرتداد الى التاريخ . لم يغفل " زاهد " موضوعة اﻻسلام واشكالية التحولات المدنية والحداثة عند " برنارد لويس " ، مما اثارته اراء " لويس " من ردود افعال كثيرة اشير الى بعض منها للكشف عن تداعيات النص اﻻستشراقي اﻻمريكي ، بانتقاده وتبنيه لفكرة اثار الصراع ليس بين الدول او المصالح ، انما بفعل الصدام بين حضارتين ، مما ادى الى تغيرات موضعية ، في مفاصل عدة . اما عن استحقاقات اﻻصلاح بين العالمية والعولمة والنموذج الوطني للثقافة في الشرق اﻻوسط ، نجد ان هناك خيارات وبدائل ، فمن" اندنوسيا " الى "مراكش" هناك حاضر وماضي ، ويتأزم الموقف ازاء مستقبلها ، والتأمل بالمشروع الحضاري ، ﻻنها بحسب الكاتب افتراضات لهذا اﻻصلاح ضمن المواقف اﻻستراتيجية ، ﻻن امكان مقاومة زحف العولمة منعدم اليوم ومستند الى معرفة الخلل في التوازن المعرفي والمنهجي والثقافي واﻻقتصادي والعسكريوتكيفاته الملحقة به ، التي اوجدت بعد البحث والتقصي ان هناك ثمة معوقات . في اﻻندماج الثقافي السليم وفي التعايش اﻻنساني ، والعلاقة على اساس النزعة اﻻيدلوجية ، وفي الحقيقة الجوهرية التي ﻻتقبل التبديل والتغيير وهي النزعة اﻻنسانية في اطار الكائن المفكر ، وضمن مواجهات ذاتية لمشروع العولمة الحضاري . يأخذنا "زاهد" في عوالم مختلفة في القراءات في فلسفة حقوق اﻻنسان ، واشكالية اﻻنماء في الرصف والتحليل ، وﻻسيما في عالم صراع اﻻيدلوجيات المعاصرة ، وهذا بسبب تعميم التردي في العلاقة بين الفرد واﻻسرة والمجتمع ، بتفاعلات الرؤى الاقتصادية ،و تعمل على توظيف قاعدة تختلف من محيط الى اخر بسبب الفكر وتداعياته ، و اثر بصورة او اخرى على اﻻقتصاد ، وجعل اﻻفراد في معزل عن عزل الموضوعات او دمجها ، اﻻ بعد الرجوع الى التراث او المعاصرة ، مما جعل اﻻمر بين التقدم والتراجع وبين جدلية الفكر والواقع. مشروع "الدكتور زاهد" ، هو عبارة عن رحلة علمية في قراءات مختلفة ومختلف فيها ، مما يفتح الباب على مصراعيه ليكون وقفة موضوعية لقارئي المشروعات ،بمختلف الوانها واتجاهاتها ، ادعو القاريء الكريم الى قراءة هذا المشروع وفي اكثر من اتجاه ، لكونه علامة فارقة في الفكر والمعرفة. .
#حسنين_جابر_الحلو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صناعة العرقلة في الوهم السياسي .
-
السونيته السياسية .
-
عالم مابعد التفاهة.
-
المعايير الدينية لإطلاق حكم التكفير على الانسان وقفة مع -اسع
...
-
التأهل الى مناطق الخراب.
-
ديجافو السياسة العراقية .
-
استيقظوا عكس العقارب .
-
مقولة ما خاب من استشار والعقدة في المنشار.
-
الانشلوس النفطي العراقي .
-
الانسان وحاجته لمعنى الحياة في -فكر عبد الجبار الرفاعي- قراء
...
-
وقفة مع المقاربات المعرفية للعقل التأويلي الغربي عند احمد عو
...
-
هل يلتهم الدب الروسي بقايا الماتريوشكا الأوكرانية ؟
-
التغييرات وتنويم المعتقدات .
-
الزابادوفوبيا مقاربات في الخوف وما بعده.
-
إطار الحجلة السياسية المفقود.
-
ميدولوجيا السياسة المعاصرة.
-
قيس سعّيد في وقت الأزمات.
-
كورنا الحرائق وإخفاء الحقائق.
-
ثياب المهرجان .
-
المكانة الإجتماعية حفريات في ذاكرة مواطن .
المزيد.....
-
كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
-
فيديو مروع يظهر هجوم كلب شرس على آخر أمام مالكه في الشارع
-
لبنان.. عشرات القتلى بالغارات الإسرائيلية بينهم 20 قتيلا وسط
...
-
عاصفة ثلجية تعطل الحياة في بنسلفانيا.. مدارس مغلقة وحركة الم
...
-
مقتل مسلح وإصابة ثلاثة من الشرطة في هجوم قرب السفارة الإسرائ
...
-
اتفقت مع قاتل مأجور.. نائبة الرئيس الفلبيني تهدد علنا باغتيا
...
-
العثور على جثة الحاخام المفقود في الإمارات وتل أبيب تعتبر ال
...
-
سكوت ريتر: بايدن قادر على إشعال حرب نووية قبل تولي ترامب منص
...
-
شقيقة الملك تشارلز تحرج زوجته كاميلا وتمنعها من كسر البروتوك
...
-
خبير عسكري روسي: واشنطن أبلغت فرنسا وبريطانيا مباشرة بإطلاق
...
المزيد.....
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|