اخلاق المجتمع ... اوامر الاسلام.

صادق العلي

الحوار المتمدن-العدد: 7269 - 2022 / 6 / 4 - 16:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

تعريفات :
*الاخلاق في المجتمع : هي مجموعة معايير او قيم يتفق عليها المجتمع ( قرية صغيرة او مدينة او دولة ) , الهدف منها ان يعيش الناس بسلام وان يأمنوا على انفسهم وما يمتلكون على ان تكون متجددة بتغير الزمن .
*الاخلاق في الاسلام : هي مجموعة اوامر ونواهي اسلامية يرى المؤمن بهذا الدين انها الاصلح والانجع لقيادة المجتمع دون النظر الى الاخرين المختلفين دينياً ومدى تقبلهم لهذه الاوامر والنواهي وهي ثابتة بالضرورة .
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
نماذج لبعض الاخلاقيات في مناطق مختلفة في العالم :
1-البيت الخاص بالنساء : هو بيت تقضي فيه النساء والفتيات ايام الدورة الشهرية والولادة او اي امر اخر متعلق بالنساء , بعد انتهاء الدورة الشهرية او انتهاء تفاصيل الولادة ترجع المرأة لبيتها , لا يدخل الرجال هذا البيت بالمطلق ولا يقتربون منه وهناك نساء تعملن فيه لتسهيل اقامة الفتيات والنساء , طبعاً في مجتمعات اخرى يعتبر الحديث عن اي شيء يخص النساء امر معيب جداً يصل في بعض الاحيان حد القتل .
2-تتزوج الام من ولدها البكر : بعد موت الزوج او رب العائلة وللحفاظ على ممتلكات العائلة يتم تزويج الام من ولدها البكر ... هكذا يحافظ الرب العائلة الجديد ( الولد البكر) على ممتلكات العائلة ويجعلها اكثر تماسكاً , طبعاً في مجتمعات اخرى يعتبر هذا زنى محارم ويعتبر كارثة انسانية والحديث يطول عنه ولكن وببساطة انها اخلاقيات مجتمع معين ويجب احترامها .
3-عدم تغطية اجزاء كثيرة من الجسم ربما اجزاء حساسة في مجتمعات كثيرة يعتبر حالة طبيعية جدا بل الازياء التقليدية لهذا المجتمع لا تغطي كل اجزاء الجسم , طبعاً في حين مجتمعات اخرى تعتبر حالة من الانفلات الاخلاقي والفساد العائلي ... الخ.
الكثير منا يعرف اخلاقيات في مجتمع ما لكنه يجدها غريبة او محرجة وفاسدة .
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
مثال سوف اتناوله غير مرة :
شخص يتناول الخمور ويحب لعب القمار يقال انه شاذ جنسياً , صرح غير مرة انه لا يعترف بوجود خالق لهذا الكون , هو في ذات محترم مع الجيران ويساعدهم اذا ما احتاج احدهم المساعدة ويتواصل معهم في افراحهم واحزانهم , اما في العمل فهو ملتزم جداً ويجيد عمله بصورة تدعو للفخر كذلك سلوكه مع زملائه يسوده الاحترام المتبادل ذلك ما يُجمع عليه كل من تعامل معه , انه مثال للانسان المحترم الذي يراعي مشاعر الاخرين ولا يتدخل بخصوصياتهم الا اذا طلب منه ذلك ولا يتوانا بتقديم المساعدة للجميع.
اقدم هذا المثال كي نحدد ما هي الاخلاق وما هي السلوكيات الفردية ايضاً ما هي الطريقة المثالية للتعامل مع بعضنا البعض , لهذا سيكون سؤال لك انت تحديداً :
1-اذا اعتبرته شخص جيد في المجتمع ومثال للمواطن الصالح طالما كان سلوكه محترم مع الجميع اما شذوشه الجنسي او تناوله للخمور وغيرها فهذا شأنه هو وليس للاخر ان يمنعوه خصوصاً وانه لا يخرج على القانون ,,, هذه الاخلاق المجتمع وانت تؤمن بها.
2- اذا اعتبرته انسان كافر لشربه الخمر كذلك ممارسته الرذيلة ( الشذوذ الجنسي ) وانه يأتي ما حرم الله ( الميسر) كل هذه الافعال تؤكد انه كافر ويجب قتله على الفور حتى دون استبابة وبصرف النظر عن كونه محترماً في عمله او مع جيرانه هذا لا يمنع انه انسان كافر ويجب التخلص منه كي لا يفسد بقية المجتمع ,,, هذه تعاليم ديننا الحنيف ويجب التقيد بها , هنا يجب القول انك متدين يجب الحذر منك .
هل هناك احتمال اخر يمكننا تقديمه لمعرفة ان كان هذا الشخص (في المثال اعلاه ) يتمتع بأخلاق ام انه مصدر للرذيلة للمجتمع ويجب التخلص منه ؟, ربما حصر الموضوع بهذا الزاوية الضيقة غير منطقي وهناك افق اوسع للتعامل معه ولكن في المجتمعات العربية ليس هناك اي احتمال اخر على ما اعتقد !, فمن خلال معرفتنا بالاسلام الموجود على ارض الواقع ايضاً من خلال تعامل المسلم مع هكذا اشخاص فأننا نتوصل الى حقيقة ثابتة لا يمكن انكارها وهي التخلص من هذا الشخص حتى دون الرجوع الى المفتي وهذا ما نشاهده ونسمعه في اكثر من دولة تدعي انها تطبيق الشريعة الاسلامية , لان رجال الدين الاسلامي يقدمون انفسم والاسلام هلى انه يحمل منظومة اخلاقية متكاملة ربما اختلفت المسميات ولكنها صحيحة بالضرورة ويجب تطبيقها.
في الدول المتقدمة المحترمة يكون القانون او الدستور في المرتبة الاولى ولانها دول متقدمة ومحترمة فأن التعاليم الدينية للاديان المختلفة الموجودة فيها لا تتداخل مع سلوك الافراد الشخصية طالما يخضعون للقانون ( التعاليم الدينية يطبقها اتباعها فقط ) .
اما في الدول التي تدعي تطبيقها للتعاليم الاسلامية فهي بالضرورة دول متخلفة لانها تطبق التعاليم الاسلامية ( الاوامر والنواهي ) على انها اخلاقيات وهي ليست كذلك بدليل انها لا تتوافق الجميع او لا يوافق عليها الجميع ( الاديان والقوميات الاخرى ) إذ لا تأخذ بنظر الاعتبار وجودهم الاكثر ضرراً هنا ان هذه الاوامر تفرض عليهم سلوكيات معينة يراها الاسلام ضوروية للجمتمع , مثال على ذلك :
لقد حرم الاسلام بعض الاخلاقات الموجودة في المجتمع مثل شرب الخمر والتعامل المالي بفائدة معينة والقمار وغيرها من السلوكيات المتفق عليها من قبل الجميع ( الموافقة على هذه الاخلاقيات ليس بالضرورة تناولها او ممارستها ) ولكن الاسلام حارب هذه الاخلاقيات الى حد القتل واستبدلها بالقانون الاسلامي الذي لم يوافق الجميع عليه الا بالاجبار اما في الخفاء فأننا نجد الكثير من الناس يتناولون الخمور ويلعبون القمار , في هذا الوقت ايضاً نجد في اغلب الدول التي تدعي تطبيقها للشريعة الاسلامية ان لم تكن جميعها نجد فيها الخمور والقمار والمخدرات , لا يخفى على الجميع ان ممارسة هذه الافعال ليس رفض للدين او تعاليمه وانما ممارستها فقط بدون تعقيد.
يجب الفصل بين السلوك الفردي وبين اخلاقيات المجتمع وبين الاوامر الدينية هذا ما نجده في الدول التي تحترم كيانها وتحترم مواطنيها على اختلاف اديانهم وجنسهم واصولهم , المشكلة في العقل الديني الذي لا يميز بينها ويعتبرها وحدة واحدة وهذا ما يحول المجتمع الانساني الى مجتمع بربري 1 وما يزيد من بربرية المجتمع هو السلطات الموجودة ( السلطة السياسية والسلطة الدينية ) هذه السلطات تسمح للافراد والجماعات المتطرفة بأتخاذ قرارات القتل والتهجير لاي شخص مختلف دون مرجعية سياسية او دينية حتى وان كان تعاليم دينه تسمح له ببعض الاخلاقات المختلفة .
قد يقول قائل ان التعاليم الاسلامية تتوافق مع الكثير من الاخلاقيات المدنية حتى القديم منها مثلاً لا تسرق ولا تقتل ولا تشهد زوراً وغيرها من الاخلاقيات المتفق عليها في اغلب المجتمعات قديماً وحديثاً , هذا كلام حق يراد به باطلاً لانه وببساطة نقول ماذا عن الاخلاقيات الاخرى التي يُعاقب عليها من يرتكبها ! كشرب الخمر مثلاً ام لعب القمار وممارسة الجنس خارج الاطار الشرعي وهو الزواج وغيرها من السلوكيات!.
هوامش ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
البربرية او الهمجية هي سلوك غير متحضر لبعض الافراد او الجماعات Barbarism
وتكون مخالفة لسلوكيات المجتمع , اول استخدام لهذا المصطلح كان في الامبراطورية الرومانية ضد الامازيغ وشمال افريقيا كونهم يعيشون حالة صحراوية اعتبروها حالة بدائية همجية .

#صادق_العلي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات