أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي الرديني - المعتقد والعقل














المزيد.....

المعتقد والعقل


علي الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 7268 - 2022 / 6 / 3 - 15:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كان هناك مجلس في عمل سابق كنت فيه تطرق زملائي الى موضوع عبادة الهندوس للبقر وكيف ممكن لهؤلاء ان يعبدوا حيوانا وهم يعرفون
انه كائن ادنى منهم في سلم التطور ، فأين عقولهم لكي ترشدهم الى سخف هذا الاعتقاد ؟!
فأجبتهم حسب اطلاعي على علم الاجتماع وعلم النفس الديني ان ليس للعقل محل في المعتقدات الا لتبريرها وتزينها ووضعها في قوالب منطقية يخيل لهم ان حقيقية فالعقل يتبع في الأمور الإيمانية ما هو اسبق عليه .
والحقيقة ان الهندوس لا يعبدون البقر بشكل مباشر بل يتقربون بها الى الهة ويعتبرونها رمزا للعطاء والرزق.
وقد راينا كثير من اصحاب الشهادات الجامعية وأستاذة الجامعات وحتى العلماء متساوون في الاعتقاد مع بائع الخضار والعمال الذين ليس لهم حظ في الدراسة والتعليم يؤمنون ايمانا جازما بالقصص أسطورية وحكايات خيالية دينية وهذا دليل ان مصدر المعتقدات وجذورها وتكوينها مختلف عن القضايا الفلسفية والعلمية ، فمصدر الاولى العاطفة والشعور النفسي ومصدر الثانية هو العقل والكفة ترجح في كثير من الأحيان للعقيدة ، بها نشأت الحضارات وبها ايضا أسقطت حاضرات ودول ومن أقوى المؤثرات في الفن والأدب والسياسة والعمران وحتى الفلسفة ، ويجعل من أناس اصحاب أموال ومركز اجتماعي رفيع وسلطة عالية ان يضحوا بهم جميعا ويتعرضوا للعذاب والتنكيل في سبيل دين اعتقدوا بصحته وانه مال السعادة الابدية والأجر الكبير في الحياة الآخرة .وبه سفكت كثير من الدماء وذبح الناس وهجروا وفي نظر فاعل هو جهاد في نصرة الحق وفي نظر المفعول به ظلم له لانه صاحب حق .
فالإيمان حاجة نفسية مغروسة في النفس البشرية مرتبطة باللاواعي وبعنصري اللذة والالم ( السعادة ) وهما محركان للرغبة وبالرغبة تكون للمعتقدات والاراء قيمة بحسب قوتها او ضعفها سواء كان هذا المعتقد دينيا او اجتماعياً او سياسيا كالمعتقد الشيوعي الذي قام مقام المعتقد الديني في بعض الدول ووعد الجمهور بتحقيق أملهم في إقامة دولة المثالية يسعد فيها كل الناس بدل جنات النعيم في حياة بعد الموت .والأمل هو اللذة التي يرجو الانسان فيها تحقيق ما يتمناه ويرغب به او ينتظر ما يقضي ألمه ويفرج عنه ولا قيمة لحياة الانسان بدون أمل ، والسعادة الابدية عنوان الأمل الذي تمنحه الأديان .
وبفضل الإيمان يصبح الخيال حقيقة لا شك فيه فيسير الناس ويجمعهم عليه ويصبح سر قوتهم وتماسكهم فلا يفيد برهان عقلي ولا حجة فلسفية في هدمه ولا إقناع أصحابه للعدول عنه وكل من يستخدم العقل لنقد المعتقدات فهو آثم شرير يسعى لضلال الناس وإدخالهم النيران .
وما ان يدخل المعتقد تحت النقد العقلي بشكل حر حتى تضعف سطوته ويصبح مشكوك في أمره لذا يحرم اتباع كل دين الخوض فيه وجلب الشك حوله الذي هو من وساوس الشيطان .
ولا يعني ان المؤمنين لا يستخدمون العقل لكنه موجه لدفاع عن معتقداتهم واقناع مخالفيهم بحشد كثير من الحجج التي يرونها منطقية واقتباسات من كتب علماء الدين ومفسريهم وأبيات شعرية لشعرائهم.
كما عمل علماء اللاهوت المسيحين في القرون الوسطى على التوفيق بين الفلسفة الأفلاطونية والارسطية وبين معتقداتهم املين في ايجاد ادلة عقلية قاطعة والحقيقة لا دليل عقلي علمي يقيني ملموس على اي ديانة مهما بلغت عظمتها .
كما ان العلم لا يستطيع ان يدحض المنطق الديني بشكل نهائي لانه لا يستطيع اختراق حجب الغيب ، والغيب هو اساس المعتقدات الدينية .
والعقائد الدينية تحمل ثقلا وراثيا وقيمة حضارية كبيرة يعتز بها أصحابها وليس من السهولة التخلي عنها وان ضعف إيمانهم بها .كما بينا العقائد ليست مرتبطة بالمعرفة العقلية كما هو ارتباطه بالحالة النفسية وخاصة اللاشعررية منها التي تسير الانسان كما يسير اللاشعور العضوي حياتنا العضوية من دورة دموية ودقات القلب والتنفس وغيرهم .
تزول الأديان وتتغير كأي شئ في هذه الحياة الدنيا المعرض للزوال والذي يبقى ما بقى الانسان هو الروح الدينية اما المواضيع الدينية فهي في تغير مستمر حسب حاجات الانسان وظروفه وآماله فما يلبث ان يترك معتقد وينتقل لآخر ولو بعد دهور طويلة الا وجد وهما قدسه وفخمه وبتالي يكون ما اراده في مخيلته كالهة والأبطال ورموز اخرى تستعبده في النهاية وتستعبد الأجيال من بعده .



#علي_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللذة والمثل العليا
- منطقة الراحة (Comfort Zone)
- سلطة الأموات على الأحياء
- الإيمان الأعمى
- الاروقة الداخلية ( الاشراق النفسي)
- الاروقة الداخلية ( التعامل مع الجفاء النفسي)
- معضلة الإرادة حرة (تجربة ليبيت و تجربة هينز)
- معضلة الإرادة حرة (التوافقية واللاتوافقية )
- معضلة الإرادة حرة (الحتمية Determinism)
- معضلة الإرادة حرة (تعريفها وأنواعها)
- التنويم الايحائي الذاتي
- الاحلام حقيقة عالم آخر


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي الرديني - المعتقد والعقل