|
11 أيلول/ سبتمبر ... تداعيات الشرق الأوسط والعالم
نايف حواتمة
الحوار المتمدن-العدد: 1676 - 2006 / 9 / 17 - 09:04
المحور:
ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001
خمس سنوات مضت على أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ذلك المشهد الوافد بمنظوره المرعب والمأساوي، والذي ما يزال كتابه مفتوحاً. الحفل المتطرف الذي ساهم الغرب المتطرف في صناعته، بلمسة من الخلل العقلي والخطر العبثي وإحساس مرير بالهزل المرعب، في قيمة النوع الإنساني لشرور غير مسبوقة، فلسفة تدمير الذات، وابتسارات لمحاولات اقتراب الإنسانية منه، لتتوحد بعدها تلك التلميحات الكابوسية، بين التطرف والتطرف في جذور مشتركة ووحدة جوهرية، حيث يراد للإنسانية أن تتابع الكوابيس، حين تتصادم واحدة وراء الأخرى، في سلسلة تشير إلى الصلة الواضحة بين حلقاتها في محاولة بث الاستمرارية الكامنة فيها. صلة النسب بين الحرب الشاملة والتطرف الشمولي من أي جهةٍ جاء في قصة الاضطراب الإنساني نحو التطرف. وعلى هذا بعد خمس سنوات، ما زالت أمريكا تثير على نفسها سؤالاً كبيراً لم تُجب عليه بعد: لماذا يكرهوننا ؟ لقد حاولت الإدارة الأمريكية، ومراكز أبحاثها الكبرى ذات الصلة الإجابة على هذا السؤال، وشكلت لجاناً عديدة لهذا الغرض، وكان عليها أولاً أن تفتح مكاتب لتلقي المظالم، التي سببتها السياسة الخارجية الأمريكية للعالم الثالث وللعرب بالذات. ونحن نشاهد دعمها المتواصل للعدوان الصهيوني، ومساندتها لنظم ذات ولاء لها ولا تمثل شعوبها، فضلاً عن الاستبداد وإخفاق التنمية والفساد. لكن الذي يطفو على السطح هو تحليل اليمين المحافظ الأمريكي ـ الصهيوني فهو الوحيد المتحكم والمسموع والمهاب الجانب في الإدارة الأمريكية، وهؤلاء يبرؤون السياسة الأمريكية من ظاهرة انتشار العداء والمصحوب بالإرهاب ضد أمريكا، يقدمون استدلالات خاطئة في موضوعة السياسة الخارجية الأمريكية المعادية للقضايا العربية، بما فيها موضوعتي "التنمية والديمقراطية" بصرف النظر عن الشعارات والادعاءات، وهذا كله محمولاً على قاطرة العدوان الصهيوني الدائم. وفي هذه الأيام وفد على المشهد وعلى امتداد شهر ونيف المجازر الصهيونية المرتكبة بحق لبنان وإنسانه وبنيته التحتية، المجازر بحق الطفولة. لقد أعاد المحافظون الجدد عملية تنامي نزعة الكراهية وظاهرة "الإرهاب" ضد الغرب، والمرفوضة بكل العناوين والسبل والوسائل، فهي نتاج الشعور الهائل بالإحباط، دون استدراك لمظالم السياسة الخارجية الأمريكية وانحيازها الكامل للعدوان الصهيوني. فالتصرفات والنوايا والممارسات ليست متسقة مع الإعلانات، وهذا موضوع متشابك في مناحي عديدة في العالم، وهو يقف باختصار كسؤال عملاق حول الأخطار المحدقة في العالم، أما الخلاصة لهذه العوامل، فهي تماماً ذات نسب وصلة للمشهد المرعب لضرب البرجين في نيويورك، واستهداف المدنيين؛ أي الإنسان كإنسان وإنسانية. إن النموذج التفسيري للمحافظين الأمريكيين الجدد، قد طرح فيما طرح؛ بأن الثقافة العربية ـ الإسلامية تتضمن العداء للغرب ـ كغرب مجرد ببنيته وثقافته وتكوينه، وتناسوا شبكة العلاقات الهائلة الإيديولوجية والسياسية والمسلحة مع الغرب، على يد دول وحركات سياسية دينية ومحافظة، طيلة ستين سنة في الانخراط بالحرب الباردة المحلية والعالمية، ضد قوى التقدم والحداثة تحت شعارات مزورة مثل "العداء للسوفييت" و "التعاون بين الأديان والمتدينين"، ومنذ 11/9/2001 قفزوا عن كل ذلك التاريخ الطويل البائس واندفعوا نحو التفسير الأكثر بؤساً، أي الالتقاء في الخلاصة مع النموذج التفسيري السطحي للتطرف والإرهاب، والمحصلة كلاهما يتنكر للثقافة العربية، أي للوطني القومي، والتنكر للارتباطات المحلية والقومية. أما الثاني لديهم ـ المحافظون الجدد ـ، فقد جعلوا من العولمة المتوحشة ضالتهم البديلة، كلاهما منحاز لما يسمى بـ "الحالة الثورية الأمريكية"، ولكن كلٌ على طريقته، المحافظون الجدد وفلسفتهم التي تبدأ بمنطقتنا وباعتبارها الحالة المركزية لرقعة بناء الإمبراطورية، و"نهاية التاريخ"، الذي يترافق مع نمو التطرف العبثي الذي يرى في وجودها ميداناً للفوضى، أو ما تسميه بـِ "الفوضى الخلاقة"، ومن ثم كلاهما لإعادة ومراكمة حساباته، وبينهما حالة ونخب عربية انتقلت بعد الانهيار السوفييتي إلى الليبرالية الأمريكية الجديدة، محتفظةً بـ "وجدانها" الأممي السابق، مضافاً عليه حماسها "الثوري" لجهة ما قطبية؛ اعتبروا الحالة الأمريكية الراهنة فاتحةً للتغيير الحداثي المنشود، لدخول الحالة العالمية من "الباب العالي". أليس هؤلاء هم الذين استقبلوا بالترحاب الغزو الأمريكي للعراق ومن ثم احتلاله بعد أن رفعوا خياراتهم المضللة بين ثنائيتين "إما الاحتلال أو الاستبداد"، انطلاقاً من أوهامهم الهجينة الغريبة، فأدخلوا المنطقة في نقاط من التحول الرجعي التاريخي. أما الخلاص بالنسبة لهم فهو التحلل التام. وأما الخلاصة الماثلة فمن غير الممكن سرد العنف غير العادي الذي شهده العراق، دون التحدث عن أفظع وسائل للعنف شهدها التاريخ البشري الحديث والمعاصر، وهذا التلاقي هو بالذات ما قصدته بصلة النسب أو الحاضنة والبيئة الداعمة، فهي في الحالة المعاشة حقائق تاريخية. المتطرفون اليوم في العالمين العربي والمسلم، ومن باب السخرية والاستهجان، هم لم يوجهوا طوال عقود الحرب الباردة أي نقد للاستعمار الأمريكي ولأفعاله المدمرة، بل لقد وقفوا ضد أي مقاومة عقلانية له في كل مكان في العالم، بما فيها مقاومة الصهيونية و"إسرائيل"، ودعوا إلى "الحكمة" ولغة الحوار والتسامح مع الغرب بما فيه الاحتلال الإمبريالي، وأية ردود مقاومة طبيعية ومتوقعة ومشروعة وعقلانية؛ لم يكن يسمع أحد بتأييدهم لها. وبعد دورة واسعة من الزمان، نقل هؤلاء بنادقهم من الخنادق الأمريكية في أفغانستان إلى الإرهاب المجرد والموجه إلى صدرها خلف المحيط، أي الإبقاء على النزوع العنيف والشغف المحموم لعقاب البشر كبشر، أما الحصيلة فهي "محاكم تفتيش" أمريكية لاستعباد الشعوب، ومحاكم تفتيش إرهابية أصولية باسم الدفاع عن الأصول والعودة لها، هنا تطابق التفسيران لظاهرة "الإرهاب" في نموذجه التفسيري لليمين المحافظ الأمريكي. وعلى سبيل المثال ريتشارد بيرل ووولفيتز ورامسفيلد وبرنارد لويس وغيرهم، هم مع التفسير الأصولي الإيديولوجي السياسي الإسلاموي المتطرف بعيداً عن مظالم السياسة الخارجية الأمريكية، أي باعتبارها "الشيطان الأكبر" بعد أن كانت طيلة ستين عاماً "الحامي الأكبر من قوى الدمقرطة والحداثة"، أو نقيضها الثنائي "إمبراطورية الحرية". الثاني يغذي الأول الأمريكي في منظوره بأن التربة الإسلامية الثقافية واحدة لدى الجميع، وهنا المقصود محاصرة شعوب لا حركات بعينها، وجعلها في سلةٍ واحدة مع التيار التكفيري الذي يغذيه الأول شاء أم أبى. رغم أن الثقافة العربية والإسلامية وعلى غناها واتساعها وألوان طيفها ليست واحدة لدى الجميع، أي محاولة تجريد شعوب من خصوصياتها وثقافاتها بالعنف، ودون أدنى احترام للأفراد والجماعات والشعوب، وبعناوين فارغة أبرزها "الدفاع عن الديمقراطية" وهي مفرغة من المضمون. والقضية برمتها تحتاج إلى خارطة طبوغرافية ثاقبة النظر في دقتها، للمنظور الأخلاقي لكلا الطرفين، الأول يقتل ويحتل أوطان الغير باسم "التقدم"، والثاني يرد بالإرهاب باسم "الدين"، إلى أن وصلنا إلى هذا الحفل المتطرف والمسمى 11 سبتمبر، الكوابيس العابرة التي قد تحولت لتصبح تجارب مفتتح القرن الحادي والعشرين، مزيج الميول العبثية المرعبة والطبيعة الأخلاقية التي تولد في آتون الحرب، الداروينية الاجتماعية البدائية المدعومة بالعلم الزائف، المنسوج هذه المرة من نظرية "اللعبة" وغيرها من أشكال المستقبلية المصنوعة في مراكز أبحاث اليمين الأمريكي المحافظ، والمؤسسات الأمريكية التي ترعى القوة، كل منهما تغذي دائرة عنف مغلقة من العراق إلى فلسطين ولبنان، والمشهد لمسة من الخلل العقلي. لماذا إذن بدأ القرن الحادي والعشرون مثل هذه البداية المضطربة ؟ لننظر إلى عالم اليوم، رغم تنامي التجارة باضطراد، وازدهارها على شبكات الاتصالات السريعة، وتناقص كلفة أجهزة التواصل العالمي "الكمبيوتر" عبر الثورة المعلوماتية، فإن تاريخ القرن الجديد الفعلي، قد بدأ في جنوة لدى اجتماع زعماء دول العالم الأكثر غِنىً في العالم، ولمناقشة مصير العالم، بعدها جاء الرعب لهجمات 11 سبتمبر في نيويورك وواشنطن، ولكن قبل هذا كله، فإن القضية الفلسطينية التي ألقاها القرن العشرون على ما تلاه قد شهدت تصعيداً متواصلاً صهيونياً، وراكمت عليها حرب أفغانستان واحتلال العراق، فضلاً عن نزاعات عرقية وإثنية ودينية في غير مناطق من العالم (السودان وتفكيكه نموذجاً ...)، ألم يكن من الجدوى الأكثر جدارةً نشر أفكار متوازنة سياسية وأخلاقية، كي لا يبقى غياب حل شامل ومتوازن للقضية الفلسطينية يشكل تهديداً للسلم العالمي، وسبق وأن شهدنا "وعداً" ووعوداً (رؤية بوش، القرار الأممي 1397، خريطة الطريق، التسوية الشاملة بسقف حزيران/ يونيو 2005 ... الخ) تبخرت تحت حُمم المدافع الصهيونية، لقد كان على الغرب نشر أفكار وممارسات يمكن لها أن تؤثر فعلياً على الحالة العالمية، بعد أن أصبح العالم بلا حدود، وهذا يستتبع أن نؤكد مجدداً بأن هجمات 11 سبتمبر فضلاً عن كونها انحرافاً، فهي مؤشراً على اتجاهات أعرض لما سيتعرض له موكب التاريخ إن لم تحل القضايا الأساسية العالمية. لست وحدي ممن يشيرون إلى هذه الصلة، هناك كثيرون في الغرب، لقد سبق وأن كتب بيل كلينتون رئيس الولايات المتحدة الأسبق: "نحن نعيش في عالم قمنا فيه بتحطيم الجدران، وطيّ المسافات، ونشر المعلومات، ولذلك فإن الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر تمثل علامة على هذه العولمة والاتكال المتبادل، بنفس القدر الذي يمثله انفجار النمو الاقتصادي". العديد من العلماء والبحاثة يستشعرون بذات الكلمات، فالتغيير العالمي مدفوعاً بإنجازات العلم واحتمالاته المقبلة التي صنعها التغيير التكنولوجي كي تكون العولمة ممكنة، بينما الذين ينفذونها هم الساسة ورأس المال ورجال الأعمال. فهل من الممكن أن يتنبأ العلم في استلهام الارتباطات حول الاقتصاد العالمي ؟ نعم؛ نحن من يدعوا إلى الإصلاح والتغيير الجذري، بالاستماع إلى أفقر فقراء العالم، في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، بل إلى شعوب منهوبة، دون ذلك لا يمكن استشراف المستقبل، دون أن يستشرف العالم قدرته على الحلول لمشكلة الفقر والجوع والأمية، ودون تدمير البيئة طبعاً، حينها سينظر إلى التغييرات التي جلبتها العولمة بإيجابية، ولكن في الحالة العالمية الراهنة والمعاشة، فإن السؤال الكبير هو: هل هذا النوع من العولمة المتوحشة الذي يربط قوى العلم والتكنولوجيا بإيديولوجية السوق الحرة، هو ما سيجعل العالم أكثر أمناً وسلاماً ؟ مفكرو الشعوب في جنبات الأرض، في الغرب والشرق والشمال والجنوب، يعترضون بأن هذه العولمة ستجلب ثروات ضخمة للبعض من القلة الضئيلة، وفقراً شاملاً لشعوب بأكملها، وستنتهي بصدامات بين الأغنياء والفقراء. أما التنمية التي تنشدها فهي تدمير للبيئة، وتضع مزيداً من الضغوط على الطبيعة وحياة البشر. وهذه لا أنسبها للغرب بل لرأس المال المتوحش، فرأس المال هو رأس المال. ولا يمكن الترويج بإحالة ذلك للقيم الغربية فهذا الربط حالة تعسفية. لقد بدأت أولى حركات الاعتراض والمناهضة في سياتل في قلب أمريكا، تنشد صيغة أفضل للعولمة، حالة اعتراض شعبية على العولمة المتوحشة، طريق رأس المال الاحتكاري والتحركات الحرة للتجارة، ورخص العمالة ومستويات المعيشة ونشر التنمية بدلاً من الحروب، والاعتراض على "الأيدي الخفية" للسوق ورأس المال. والخلاصة ما يؤكد نظراتي هو سؤال: هل وفت السوق الحرة بأيٍ من وعودها ؟ أين "السلام العالمي" ؟! أين "حقوق شعوب عالم الجنوب ... عالم الفقراء" ؟!، أين "حلول الشرعية الدولية للقضيـة الفلسـطينية وقضـايا الصـراع العربي ـ الإسرائيلي الصهيوني" ؟!. التجارة الحرة بالأسلوب الذي صممته ودعمته منظمة التجارة العالمية، يمثل بالكامل فوائد للقلة، حيث يستبعد العديد من الأُمم باعتبارها منهوبة، تراقب نمو الثورة العالمية. لقد قام تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية بتأكيد هذه الحقيقة لعام 2002، نعيد الاستشهاد بها "إن أعظم مزايا العولمة تدخر لقلة محظوظة. ويفترض أن الموجة المرتفعة من الثروة ستدفع كافة القوارب، ولكن البعض قادر على الإبحار في هذا الخضم أكثر من الآخرين، وترتفع اليخوت والبواخر العابرة للمحيطات استجابةً للفرص الجديدة، بينما تجرف المياه الأطواف وقوارب التجديف وتغرق القوارب الأخرى". تُرى كم أغرق "تسونامي" رأس المال من القوارب، تسونامي العولمة المتوحشة ! ببساطة ازدياد ثراء القلة، واتساع فجوة الدخل بين الأغنياء وشعوب من الفقراء، فروق اقتصادية فاحشة بين أمم صناعية عالية التطور متخمة بالثروة وأمم نامية منهوبة، والانتقال من عدم المساواة إلى اللاإنسانية. أليس لهذه الأسباب تحولت منظمة التجارة العالمية وبرنامج البنك وصندوق النقد الدولي، إلى عدو الشعوب رقم 1 (أمريكا اللاتينية والانعطاف نحو اليسار نموذجاً). هذه الحركات قد بدأت بالغرب أولاً في مواجهة الاستيلاء الصامت، قدر تعذيب شعوب أُفقرت، التعذيب بالفقر والجوع، ومن ثم التعذيب بتأمل مباهج الحياة في الإعلام المعولم يجاريه هنا ازدياد إعداد المهمشين ونزلاء السجون وازدياد حالات الإجرام، وقلب حياة شعوب بأكملها رأساً على عقب جراء فلسفة النهب والاستهلاك المعولمة. والمحصلة مزيج شديد من الخطورة يؤدي إلى إشعال الغضب المحبط وتحويله إلى إرهاب، فالإرهاب ليس حكراً على دين أو ثقافة معينة، لكنه يبرز حين يلجأ المرء أحياناً إلى التراث، وإلى الثقافة الأصولية تعبيراً عن منطق الهروب من الواقع الحي بحثاً عن خلاص متوهم. إن الهيمنة العسكرية والاقتصادية الأمريكية الساحقة، وإشعال الحروب، وإرهاب الدولة المنظم (الإدارة الأمريكية المحافظة، إسرائيل الصهيونية نماذجاً) وغياب الإيديولوجيات السياسية البديلة بعد انهيار الاشتراكية السوفييتية، وعدم قدرة الأمم على صياغة مستقبلها، كل هذا هو ما فتح ملف الهوية، وباعتبار التعصب الديني يوفر "حلولاً" لمشكلة الهوية، والأهم أن باستطاعته شعبوياً استثارة الغضب العميق تجاه أمريكا وأسلوب علاقاتها الدولية، أي أسلوب ممارساتها الذي تنتهجه مع شعوب وأُمم عبر السوق الحرة ورأس المال، وعبر تدخلها الخارجي المباشر وغير المباشر في الشكل والطريقة الاستعمارية (تغطية وتغذية الحرب العدوانية الإسرائيلية على لبنان مثالاً بارزاً)، يبرز هنا أيضاً الشعور بالهوية القومية، وعدم المساواة الاقتصادية، والإحساس بالظلم والإرهاب الاستعماري، في مشاعر متداخلة، ينبغي أن تبرمج نحو أهدافها لا أن توجه نحو الإرهاب العبثي في مواجهة إمبريالية حصرية استبعادية. جزء من العالم يقوم بإلغاء الجزء الآخر ويسيطر عليه، وبتغيير النسيج الدقيق لهذه العلاقات بحسب المكان والزمان وبالاعتماد على القوى العسكرية. الأمر يتطلب مقاومة مدروسة ومنهجية وواسعة بدلاً من ردود أفعال عبثية للحائر والضعيف، وهذا التعقيد ليس بجديد على المجتمعات البشرية، فالتاريخ البشري قام على مقولات الحرب والسلام، النظام والفوضى، واحتوى على الكثير من ينابيع هذه المرارات. الآن وسائل الإعلام الأمريكية ما بعد 11 سبتمبر، تدّعي أن ثقل التركيز لدى الولايات المتحدة انتقل إلى المحافظة على الأمن القومي فلنستعرض الأمر؛ لقد كانت السياسة الخارجية الأمريكية منذ نشأتها تركز على جعل التجارة العالمية حرة وأكثر أمناً، واعتمدت منذ السبعينيات وخاصة بالتسعينيات من القرن الماضي بالضغط على الدول لإنجاز برامج الخصخصة، وأظهرت برامج الخصخصة أنها تؤدي إلى إثراء الطبقات الحاكمة، أي أن الذي يدفع ثمن "تحرير" الاقتصاد هو الشعب بأغلبيته الساحقة (انهيار اقتصاديات دول أمريكا اللاتينية، الطريق المسدود لطريق تجربة الليبرالية الجديدة مصر، الجزائر، المغرب ... الخ نماذجاً)، ثم انتقل التزامها العالمي إلى رؤيـة مجردة قائمة على "الأمـن" وليس على المصـالح الاقتصادية ـ بحسب الإعلانات الرسمية ـ، وأصبح الأمن محدداً ليس فقط بعبارات الأمن الخاصة بالمراحل السابقة، بما فيها مرحلة الحرب الباردة، بل أصبح أكثر شمولاً وينتقل من عبارات "مكافحة الإرهاب" إلى "أسلحة الدمار الشامل" نحو "الحرب العالمية الرابعة على الإرهاب"، ولكن بين السطور والنقلات الميدانية قد جمعت كل ما يحوي من عناوين الطاقة والنفط. وعلى ذات السياق؛ في أيار/ مايو 2001، قبل أحداث 11 سبتمبر، تم إعلان سياسة الطاقة القومية لدى الرئيس بوش ونائبه ديك تشيني، وبأن: "الطاقة ينبغي أن تكون على رأس أولويات السياسة الخارجية والتجارية للولايات المتحدة، ويجب علينا أن ننظر إلى ما وراء حدودنا، ونستعيد مصداقية أمريكا في أوساط الموردين العالميين، فضلاً عن أنه علينا أن نبني علاقات قوية مع الدول المنتجة للطاقة في نصف الكرة الذي ننتمي إليه، بما يعزز صورة التجارة والاستثمار وتوريدات يمكن التعويل عليها". في هذه الحالة الأمن هو أمن الطاقة، وصاحب الاعتبار، بل صاحب الجلالة الأول في السياسة الخارجية، وهذا مفهوم وواضح وإن لم نقرأ جيداً بين الأسطر. بعد هذا ظهرت استراتيجية الأمن القومي المنشورة في أيلول/ سبتمبر 2002، التي تعبر عن التحول، حين عرّفت الإدارة الأمريكية لغة العلاقات الثنائية مع الحلفاء، بأنها وبحسب أهميتهم الاستراتيجية، وبأنهم أؤلئك الذين يشاركون معها بالمواجهة الشاملة أي: "إما معي أو ضدي"، كما كشفت نسخة استراتيجية الأمن القومي للولايات المتحدة عن مفهوم "الحرب الاستباقية"، حيث أعطت لذاتها الحق بالقيام بعمل عسكري حين تحدد هي ذاتها أن ذلك ضرورياً. وهذا هو أهم تحول في استراتيجية الولايات المتحدة منذ نشأتها، بما فيها فترة الحرب العالمية الثانية وما تلاها من عقود حرب باردة. لقد تنبأت الوثيقة على سبيل المثال ببعض الصعوبات التي تكتنف حلف الناتو ذاته، من خلال التصعيد الأمريكي للحرب على العراق واحتلاله، أي بالنظر إلى أن العديد من الدول المنضوية سترفض المشاركة استناداً إلى المبررات الأمريكية للحرب على العراق. وتشير الوثيقة إلى مرة واحدة فقط لعبارة "أوروبا والناتو" حين تقول: "ننصح بالعمل على زيادة نموها الاقتصادي، والناتو مطالب بالتغيير ليتمكن من مواجهة التحديات والتهديدات الجديدة أمامه"، وكأن الوثيقة تخطط إلى استبدال بالتحالفات، لتقديرات مفترضة بأن أهداف السياسة الخارجية الأمريكية للشركاء المحتملين لا تتماشى تماماً مع أهداف الولايات المتحدة، وقد ورد بالوثيقة: "احتواء تهديد الأصولية الإسلامية"، نذكرها مع تحفظنا على ربط الإسلام بالأصولية دونما اعتبار وتفسير، أما مكانه فهو "النابع من الشرق الأوسط، باعتباره الهدف الأساس ـ الشرق الأوسط ـ في محددات السياسة الخارجية الأمريكية. نذكر هذا؛ لنؤكد على بُعد المصالح الخارجية الأمريكية انطلاقاً من الشرق الأوسط، الذي تصاغ له المشاريع "الأوسط الكبير" و"الأوسط الجديد"، فهو إذْ يؤشر على موقع المصالح الأمريكية جيوبولتيكياً، فإنه وبذات الوقت يكشف التركيب الفكري للإدارة الأمريكية الراهنة. نظريات الإمبراطورية "الفاضلة"، روما الأمريكية، ولكن هذا كان يجري في الوقت الذي خسرت فيه الولايات المتحدة مقعدها في لجنة حقوق الإنسان، التابعة لهيئة الأمم المتحدة، وذلك في مطلع أيار/ مايو من العام 2006، هل في هذا كله تفسير للمعضلة والمفارقة الأخلاقية الأمريكية المعاصرة ! … الشرق الأوسط أخطر بؤرة نزاع في العالم في البداية ينبغي أن نميز بين كفاح الشعوب ونضالاتها المختلفة والإرهاب، فنحن نرفض إرهاب الدولة المنظم، نرفض الإرهاب الأعمى من أي جهةٍ جاء، كما نرفض الإرهاب الأصولي الأعمى من حيث المبدأ، بل نعتقد أن أي نظام مبني على هذا النمط لا يستحق النقاش، لأنه بالتأكيد نظام ظلامي مضاد لأبسط حقوق الإنسان والحرية الفكرية والنزعة الإنسانية. بين هذين الموقفين يدور الصراع الحقيقي والفعلي، بين المحافظين الجدد وصقور الإدارة الأمريكية وبين الشعوب وحقوقها، وفي القلب من هذا الصراع الحقوق الفلسطينية والصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، الذي يؤدلجه الصقور على الجانبين الأمريكي ـ الصهيوني بأنه صراع الحضارات، وفق رؤى هنتغنتون وآخرين، مع العلم أن في عالمنا المعاصر حضارة إنسانية واحدة هي خلاصة الحضارات البشرية القديمة وفي العصور الوسطى حتى الراهنة الحديثة، في العالم تعدد ثقافات يمكن التجاور بينها بالحوار كما يمكن دفعها بالقوة إلى التصادم والصراع على يد قوى اليمين الإقليمي والدولي من المحافظين الجدد إلى الأصوليات الدينية الإيديولوجية والسياسية. إن سياسة الإدارة الأمريكية الراهنة، والداعمة بالكامل للحكومات الصهيونية ومجازرها بحق الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال وحرب العدوان الشامل على لبنان، هو السبب الرئيسي لتفاقم مشاعر الغضب، وتزايد العداء للغرب الأمريكي في العالمين العربي والإسلامي. بل إن الظلم والمجازر المرتكبة التي لحقت بالفلسطينيين منذ ما يناهز ستة عقود، وإذا لم تنتهي هذه القضية إلى حلول متوازنة، فإن الصراع سيتعدى بالتأكيد الرقعة الجغرافية الصغيرة التي يتواجد بها. من هنا نقول إن القضية الفلسطينية هي قضية الضمير العالمي، والذي ينبغي أن يتدخل بحلول متوازنة، وذلك من أجل الاستقرار العالمي، أي من أجل البشرية كلها، فالقضية الفلسطينية هي قضية الحق والعدل والضمير والحقيقة الصارخة، وهي بمثابة مركز التاريخ المقبل قياساً على أي بؤرة متوترة في هذا العالم. لقد طرح العرب في قمة بيروت عام 2002، المبادرة التي سميت بمبادرة السلام العربية، العودة إلى حدود عام 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، دولة فلسطينية كاملة السيادة إلى جانب إسرائيل، وحل مشكلة اللاجئين وفق القرار الأممي 194، إدراكاً منهم لخطورة الوضع التاريخي الراهن، ولما تمثله القضية الفلسطينية وقبولهم بحلول متوازنة وشاملة تعطي الاستقرار والأمن للمنطقة. لكن هذه المبادرة ووجهت بالرفض الصهيوني التوسعي، وبمزيد من سفك دماء الأبرياء الفلسطينيين، وبسلسلة متواصلة من المجازر الدموية من قطاع غزة إلى قانا وأخواتها في لبنان. حتى الآن إسرائيل والإدارة الأمريكية تلعبان على عامل الزمن، في محاولة استنزاف الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، وبكل ما هو متاح من إمكانات مفتوحة وجرائم حرب، لفرض الحل الأحادي الصهيوني. وبالتأكيد إذا ما تواصل هذا المنهج فإن الوضع بالنتيجة سينفجر، ولن يحصل أي استقرار انطلاقاً مما يحدث في هذه الرقعة الجغرافية. إن دروس التاريخ الحديث وعلى امتداد حقبه السحيقة تشهد على ذلك، فالقوة العمياء وحدها لن تنجح في تغيير الأمور على أرض الواقع مهما بلغ عتوّها، وأمامنا الآن مشهد القوة الصهيونية العمياء المدعومة بالكامل أمريكياً في الحرب على لبنان، بما ارتكبته من مجازر وجرائم حرب، وكيف انتهت إلى إخفاقات كبيرة، نموذج صارخ للتأكيد على فشل قانون القوة، يقابلها قوة القانون وحقوق الشعوب، أليس هذا ما أثبته التاريخ تكراراً ! إن "الحلول" التي ينشدها قانون القوة هي حلول مغامرة ومتهورة، وهي ذاتها ما يغذي الإرهاب بشتى ألوانه، وكذلك فإن محاولات ربط مقومات القضية الفلسطينية وبكل عدالتها بموضوعة "الحرب على الإرهاب" هو مغامرة متهورة ما بعدها مغامرة. نقول هذا وقد استطاعت "إسرائيل" بفضل مَنْ يمسك بيدها في أن تختلق أكاذيب إعلامية متماهية في هذه الموضوعة، لقد فبركتها إعلامياً للعالم، على سبيل المثال فلننظر إلى تعليق السفير الإسرائيلي في باريس نسيم زفيلي إثر تفجيرات مدريد الإرهابية، فقد صرح في آذار/ مارس 2004 بالقول: "إن إسرائيل تقع في خط الجبهة الأولى من حرب جارية، ليس فقط بين حضارة وأخرى، وإنما بين البربرية وكل الحضارات، نعم لقد ابتدأت حرب عالمية جديدة أيها السادة؛ وسلاحها هو الإرهاب، لقد أعلنت الحرب علينا وليس من حقنا أن نخسرها، وينبغي علينا أن نخوض حرباً لا هوادة فيها ضد الإرهاب في كل مكان". صديد كثير من الأضاليل يجري على شاكلة صديد أكاذيب زفيلي، هي مدعاة للتأمل والمعالجة؛ حين يطالب زفيلي الغرب أن ينخرط معه في حرب لا هوادة فيها ضد الفلسطينيين الذين سلبهم وطنهم وأرضهم وحقوقهم، ويعانون من إرهاب الدولة اليومي الممنهج، وحين لا يمكن الخلط بين النضال الوطني الفلسطيني والإرهاب الأعمى. إن للظاهرة الإرهابية أسبابها، وأول مكافحة لها في سحب أسبابها ومبرراتها. وأي تزوير منطقه يقول: إن مَنْ يريد محاربة الإرهاب دون معرفة أسبابه، فإنه بالنتيجة يقوم بتبريره، لا بمعالجة أسباب الظاهرة، كما أن رد فعل الأصولية الجامح لا علاقة له بالقضية الفلسطينية، وإن تغذت المشاعر على صور المذابح اليومية للأبرياء، الأمر الذي يجد حلوله بتطبيق قرارات الشرعية الدولية. لقد تدنت سمعة واشنطن ووصلت إلى الحضيض لدى الشعوب، بفعل سياساتها الخارجية، وبالذات حيال القضية الفلسطينية واحتلالها العراق وتغطيتها للحرب والجرائم الإسرائيلية في فلسطين المحتلة وعلى لبنان، وبات الأمر يحتاج إلى مراجعة، والعودة إلى القانون الدولي، ونظام العدل. نحن والمستقبل إلى أين ... ؟! نحن نراهن أولاً على كفاح شعبنا وصموده وتمسكه بحقوقه الوطنية، ونراهن على كفاح الشعوب، ورهاننا قائم على العقل النقدي الإنساني، العقل الجدلي الذي يعمق بتنوعه روافد الكفاح والتواصل الإنساني، كما روافد العطاء والإبداع الفكري في سياق إبداعات كفاح الشعوب. في مواجهة خطورة هيمنة الفكر الواحد، من اي جهة جاء، وحيث الآن بات وسيلة غير مسبوقة للولايات المتحدة للتدخل العسكري والسياسي والثقافي، خاصةً في العالمين العربي والإسلامي. وهنا نشير إلى مصطلحات "الشرق الأوسط الكبير ... والجديد"؛ ومحاولات ما يدعي من فرض "الديمقراطية الأمريكية" بالقوة، بصرف النظر عن الخصوصيات الثقافية، وبالأدق البنى الاجتماعية، رغم أن هناك بالتأكيد قواسم مشتركة عالمية للديمقراطية، ناضلت شعوب العالم الثالث ومنها العرب والبلدان المسلمة منذ عشرات السنين لشق الطريق لها، وباتت اليوم أوكسجين حياة الشعوب وإلاّ تبقى خارج التاريخ بتراث وحياة القرون الوسطى، لكن خطورة فرض الأمر الواقع بالقوة هي المسألة؛ فهي بمثابة استخدام الفكر للتدخل السياسي والهيمنة بإسمه، ومن ثم تسلط نمط فكري واحد على عموم الثقافات، خدمة لمسارات اقتصادية ـ اجتماعية أخرى، هي إمبريالية حصرية استبعادية. إن هذا الفكر المتسلط ليس وليد عناصر مشتركة حتى يكون مقبولاً ومشروعاً، بل هو إفرازات وقهر ثقافة الأقوى بالجبروت والسلطان وليس بالبرهان. وواشنطن تدعي "محاربة الطغيان في كل مكان من العالم" بحسب خطاب تنصيب الرئيس بوش للولاية الثانية، وبما تحمل هذه المصطلحات من غموض وضبابية صاحبت ما ادعاه من حرب ضد الإرهاب، وعلى النحو المشاهد بعد احتلال العراق، وتغطية حرب إسرائيل على الفلسطينيين ولبنان. كما نراهن على كل القوى العقلانية الإنسانية، وفي سياق رهانها على العقل والصراع لتقديمه على النقل، وفي مواقفها وبيانها العملي من أجل التاريخ البشري، نحن معنيون جميعاً ببناء جبهة العقل، للدفع بالتاريخ والشعوب بعيداً عن مطرقة الفكر الأحادي والأحادية من أي جهةٍ جاءت، وخاصةً الراهنة التي تدق مطرقتها على سندان الأمر الواقع، باعتباره حقها المطلق وحدها في إدارة شؤون العالم، ونحن نشهد في الحالة المعاشة كيف انتقلت من النظام العالمي الجديد؛ إلى حالة اللانظام العالمي الجديد، عبر الإطلاقيات الأصولية "من ليس معنا فهو ضدنا".
#نايف_حواتمة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حواتمه يجيب على الأسئلة الساخنة
-
انتزاع زمام المبادرة يتطلب وضع وثيقة الوفاق الوطني موضع التن
...
-
هدف الحرب الاسرائيلية تعطيل برنامج الوفاق الوطني
-
مقابلة مع نايف حواتمة
-
وثيقة الوفاق الوطني ..إعادة الاعتبار للبرنامج الموحَّد والعم
...
-
رسالة إلى حواتمه من اللاجئين الفلسطينيين في العراق
-
رسالة إلى الغالية هدى
-
فلسطين المحتلة - بين صراع سلطة الرأسين.. وبين قوانين الخلاص
...
-
فلسطين المحتلة بين صراع سلطة الرأسين.. وبين قوانين الخلاص ال
...
-
قضية القضايا الفلسطينية: لا لإحتكار السلطة … والائتلاف الوطن
...
-
حوار مع الأمين العام نايف حواتمه مبادرة إعادة بناء منظمة الت
...
-
يترجل الفرسان وتبقى رايات النضال من اجل العودة خفاقة
-
اليسار الديمقراطي وآفاق التطور والإحياء التقدمي
-
حوار مع الأمين العام للجبهة الديمقراطية الرفيق نايف حواتمه
-
حواتمة : نرفض الإنقلاب عسكريا على نتائج الإنتخابات التشريعية
-
التشتت الداخلي بين القوى الديمقراطية لعب دورا كبيرا في النتا
...
-
حواتمه في حوار حول نتائج الانتخابات التشريعية
-
حواتمه يجيب على اسئلة الصحافة
-
خمس سنوات على انتفاضة الحرية والاستقلال ..
-
نايف حواتمه في حوار شامل مع صحيفة -الثوري- اليمنية :
المزيد.....
-
كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
-
إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع
...
-
أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من
...
-
حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي
...
-
شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد
...
-
اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في
...
-
القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة
...
-
طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
-
الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
-
الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه
...
المزيد.....
|