أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - مفاهيم ومقارنات فلسفية وفكرية















المزيد.....

مفاهيم ومقارنات فلسفية وفكرية


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7267 - 2022 / 6 / 2 - 10:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الوجودية والبنيوية

بعد الحرب العالمية الثانية، كان شبح الوجودية بأعتبارها الفلسفة المادية الأكثر حضورا فيما يخيم على فرنسا وجزء من أوروبا والعالم بما تضمنته من انشغال بالفرد، باعتباره فاعلًا أساسيًا في خلق معنى حياته وخلاصه الإنساني ليؤسس لمفهوم أخر للقيم ومنها الحرية من خلال التفريق بين الوجود لذاته بأعتباره هدف يسعى له الإنسان من خلال حريته التي يصنعها، وبين الوجود بذاته بأعتباره واقع طبيعي، ومع الشهرة الواسعة التي اكتسبها مفكرون مثل جان بول سارتر، استنادًا إلى أفكار فلاسفة أقدم مثل سورين كيركغور ومارتن هايدغر طرحت الوجودية طابعها الفلسفي كظاهرة ارتدادية عن أثر واقع ما بعد الحرب العالمية الثانية وتحولاتها العميقة في الوعي الإنساني.
لكن وعلى الضفة الأخرى من المناظرة التاريخية حول "الإرادة الحرة"، ودور الفرد في واقعه الاجتماعي، كان ثمة أصوات جديدة تتبلور، مستلهمة تراثًا متقطعًا من علم اللغويات تحتج على الذاتية المفرطة التي تبنتها الوجودية، وعلى اعتبار الفرد وحدة نهائية للتحليل، وموضوعًا فلسفيًا منفصلًا. بعد سنوات قليلة، سُتسمى تلك الموجة، بالبنيوية، فقد بدأت الطروحات الأساسية في البنيوية من مقاربة اللغة كنظام شامل، تتحكم به علاقات داخلية، في فكر دي سوسور، وتحديدًا في كتابه "درس في اللغويات". وعلى هذا النحو، فإن هناك أربع ثنائيات أساسية تتحكم في التحليل البنيوي، حسب عالم اللغويات السويسري، وهي الدال (signifier) والمدلول (signified)، واللغة كنظام (langue) واللغة كاستعمال أي الكلام (parole) والبنية التحتية (infrastructure) والبنية الفوقية (superstructure)، والزماني (diachronic) والتزامني (synchronic). ولا يركز هذا النوع من التحليل على كل عنصر على حدة، وإنما على العلاقات التي تحكم مسار هذه العناصر، وفي التصور البنيوي حول المجتمع، فإن الكلمات والأشياء والأفراد وأنماط الإنتاج ليس لها قيمة جوهرية أو ذاتية، أي قيمة لتلك العناصر بذاتها، بل قيمة بنيوية، أي مكتسبة نتيجة وجودها داخل البنية أو النظام، ونتيجة تفاعلها مع العناصر الأخرى. وبالتالي فإن الفرد وهويته لا يُعرفان بصفاته الوجودية أو الذاتية، ولكن من خلال وجوده داخل نظام أو إطار بنيوي. ما يعني أن الفرد خاضع تمامًا للعلاقات الاجتماعية، مع الرفض الكامل لفكرة الذات الفاعلة أو الواعية.


المقارنة بين السلوكية والواقعية في علم النفس

السلوكية هي تيار من تيارات الدراسة التجريبية في علم النفس حيث يدرس السلوك الذي يمكن ملاحظته لدى الناس والحيوانات من خلال إجراءات موضوعية وتجريبية، تدرس السلوكية السلوكيات كظاهرة مرتبطة بالشخصية سواء اكانت عاقلة أو محدودة العقل بالغرائز وليس الحالات العقلية بأعتبارها وعي مختار، وبالتالي ، يقرر السلوكيون أن التعلم ناشئ عن تغيير في السلوك تم اقترح عالم النفس الأمريكي جون برودوس واتسون في أوائل القرن العشرين نظرية السلوكية باعتبارها رفضًا لعلم النفس وأساليب الاستبطان التي بدأت من فكرة أن التعلم كان عملية داخلية، وأن السلوكيات هي نتيجة تكييف فاعل من خلال الانتباه ، وترميز المعلومات ، والتكاثر الحركي ، والتحفيز، بالنسبة للسلوكيين ، تعتبر السلوكيات جزءًا من التعديلات التي يجب على البشر إجراؤها في ظروف مختلفة لنسخ الواقع ، وبالتالي ، يجب أن تكون أيضًا مرتبطة بالعلوم الطبيعية، ومن ثم تؤكد السلوكية أن هدف الدراسة ليس الوعي ، ولكن العلاقات التي تتكون بين المنبهات والاستجابات التي تؤدي إلى سلوكيات وسلوكيات جديدة يمكن ملاحظتها.
الواقعية في الفلسفة ومنها ذهب المعنى لعلم النفس ليعني عقيدة فكرية تؤكد أن الوجود الموضوعي للأشياء التي ندركها من خلال حواسنا مستقل عن الكائن المدرك نفسه، هذا يعني أن الأشياء ، الزجاج ، الطاولة ، الكرسي ، التي يتم تمثيلها في أذهاننا كمفهوم أو تجريد، هي حقائق موجودة بشكل مستقل عنا لا كما تقول المدرسة السلوكية من السلوكيات التي ندركها أو تنتج عن الوجود المحض للأشياء هي نتيجة تكييف فاعل لها، أي أن السلوكيات هي ردات فعل للموجود في الوجود وليس مظهرا طبيعيا للواقع، وبالتالي ، فإن المذهب الطبيعي هو شكل أكثر إبرازًا للواقعية، والذي يحاول إعادة إنتاج الواقع باتباع أساليب العلوم التجريبية لاكتشاف القوانين التي تحكم سلوك الناس.

نظرية الفكر السياسي بين شيشرون وميكافيلي

الميكافيلية كمصطلح يأتي من الإشارة إلى الفيلسوف والسياسي نيكولو مكيافيلي في عصر النهضة ومن أشهر أعماله هو كتاب "الأمير"، تجلت فيه آراءه بشأن نظرية الحكم وبناء الدولة على أن الحكام الأقوياء يجب أن يكونوا قساة مع رعاياهم وأعدائهم، كما يشير أيضاً إلى أن المجد والبقاء مبرران بأي وسيلة، وإن كان ذلك بفعل أفعال تعتبر غير أخلاقية أو وحشية فالغاية تبرر الوسيل ومن هنا تأسست فكرة البرغماتية أو الذرائعية الحديثة مستسقيه جذورها من ميكافيلية واقعية تطورت ونضجت في ظل الفلسفة السياسية الأمريكية في منتصف القرن الثامن عشر في أمريكا، حيث لا يوجد أساس أخلاقي للحكم على الفرق بين الاستخدامات المشروعة وغير المشروعة للسلطة طالما أنها في النهاية تصب في مصلحة الدولة أي الحاكم، فإن السلطة والقوة متساويتان في الأساس، من يملك السلطة له الحق في الأمر، لكن الخير لا يضمن القوة، والإنسان الصالح ليس له سلطة بحكم كونه صالحًا، وهكذا، يقول مكيافيلي العكس تماماً لما تقدمه النظرية الأخلاقية للسياسة، أن الشاغل الحقيقي الوحيد للحاكم السياسي هو اكتساب السلطة والحفاظ عليها، بالمعنى، يقدم مكيافيلي نقدًا لاذعًا لمفهوم السلطة من خلال القول بأن فكرة الحقوق المشروعة للحكم لا تضيف شيئًا إلى الامتلاك الفعلي للسلطة.
أما الفكرة الرومانية القديمة والتي تراكمت عبر فلسفة يونانية تجريبية تعتمد أبضا على مفهوم مقارب للذرائعية لكنه يختلف في أساس بنائه الفكري، ويشكل مؤلف ” في الجمهورية ” الذي كتبه شيشرون سنة 51 ق.م منعطفا هاما في تاريخ الفكر السياسي الروماني ،فلئن كان مطمح صاحبه هو إعادة كتابة أفلاطون ،وتحيين القضايا والإشكالات التي طرحها هذا الفيلسوف اليوناني – كما يدل على ذلك أختيار عنوان المؤلف- فإن المقاربة التي إنتهجها شيشرون ، كانت تحكمها عقلانية خاصة بفعل تمايز الواقع السياسي في روما ،والمسألة الأولى التي تتصدر مؤلف شيشرون تتعلق بالنظام السياسي الأصلح بالنسبة للدولة الرومانية ، باعتبار أن شكل الحكم يعد عاملا حاسما لتفسير نجاح أو فشل دولة من الدول، فالنظرية السياسية عنده تقوم على مبدأ أقصى ما يمكن لحماية المصلحة العامة ، لم يتردد في قمع كل المحاولات الرامية لخلق الشقاق داخل الدولة ، أو نسف مرتكزاتها الإيديولوجية وهذا ما يفسر موقفه المعادي للمسيحية ،بل وأنتقاده حتى لطريقة موت المؤمنين بها فاستشهاد هؤلاء لم يكن بالنسبة إليه نتيجة الاقتناع بعقيدتهم الدينية، وإنما هو تعبير عن عناد في معارضة السلطة ورغبة مخالفة للمألوف ،ولقد أدرك جيدا بأن العناية الإلهية التي جعلت من يتبوأ منصب إمبراطور روماني هي التي تفرض الإحتراس من الخطر الذي تشكله الدعوة المسيحية ، بحكم تهديدها لإستقرار وأمن الدولة ، بأعتبار أن وظيفة الإمبراطور كحارس للإمبراطورية ،تضطره للإستئناس مع مختلف مظاهر الرذيلة ، والتعود على الأمور التي لا يحبها ،دون أن ينتابه اليأس أو الإنقباض من البشر .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان من أجل السلام الإنساني
- في البناء السيكولوجي لرجل الدين.
- صلاحية المحكمة الأتحادية في حل مجلس النواب العراقي بموجب قرا ...
- لست مطبعا ولكن .
- الدين والوجودية ... تقارب وتباعد
- ويسألون.... كيف نحرر إرادة الوطن
- بناء السلطة التشريعية في دستور العراق لسنة 2005 أخطاء لا تغت ...
- حول الدعوات إلى أحترام أستقلال القضاء العراقي
- رسالة إلى مولانا السلطان
- إضاءة على بعض جوانب الشخصية العراقيىة
- هل نحن متخلفون حقا؟.
- اليرهم والما يرهم بحكومة كوكو وبرهم
- الأيام القادمة أراها حبلى بالجديد القديم
- الديمقراطية الناشئة ومشكلة الوعي بخلافها
- تسع سنوات في الحوار المتمدن
- السلام جوهر الوجود
- الأنعامية كمفهوم توصيفي سلوكي
- مفهوم الروح عند الفلاسفة المسلمين
- الخلط بين دلالات النفس ومفاهيم الروح
- في أطوار المظهرية الدينية


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - مفاهيم ومقارنات فلسفية وفكرية