أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واصف شنون - تلفزيون علي الكيمياوي














المزيد.....

تلفزيون علي الكيمياوي


واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 1676 - 2006 / 9 / 17 - 08:54
المحور: المجتمع المدني
    


لعل علي حسن المجيد لم يتخيل يوما ً ما أن يصبح مسؤول الأمن الأول في دولة العراق،ثم قائد مع صلاحيات لا محدودة في منصبه كمسؤول لمكتب الشمال أو (المختبر العسكري الكيمياوي) لتطوير وسائل إبادة الأكراد والتخلص منهم،وبعدها قائد حربي نابليوني وهو يدخل مدينة (سوق الشيوخ) في الجنوب العراقي كفاتح بعد قمع الإنتفاضة الشعبية في 1991،حيث ظهر في تلك المدينة المنكوبة وهو يُهين مستقبليه من البعثيين القدامى أمثال نعيم حداد وجاسب حميد اليوسف الذين عفا عنهم المنتفضون لأسباب لامجال لذكرها الأن.

ولعل علي الكيمياوي لا يقدر أن يتأمل ما حدث له من العز ّ الطارىء وهو يسترخي أمام حمام سباحة في مقره الشمالي بينما فرقة موسيقية حديثة مكونة من الجنود خريجي الفنون الموسيقية وهي تعزف له ولحاشيته ( أعذب )الغناء البدوي والغجري ترافقها مجموعة من (حرائر ) الغجر وهن يتهاوينُّ أمامه بشعورهن ّ الطويلة وفي نهاية الرقص والغناء يجبرهن ّ ليشاركهن القفز في الماء بدشداشته الريفية البيضاء اليابانية الصنع، وكل ذلك فقط كونه
قريبا ً عائليا ً لرئيس دولة العراق.

ولعل علي المجيد لا يمكنه التخيل إن هنالك في الكون قائدا ً عشائريا ً فذا ً مثل إبن عمه الرئيس،أو لعله هو أشدّ ُ الناس إخلاصا ً ووفاء ً لأبن العم منذ أن وِجدت القيم البدوية والعشائرية وإلا ما قام في الإشتراك الفاعل بقتل شقيقه (كامل المجيد ) وزوجته وإبنيهما (حسين وصدام )زوجي البنتين وسحلهما سحلا ً في شوارع السيدية ببغداد عاصمة الأمبراطورية العباسية.

وإذا كان إبن العم الرئيس القائد متحذلقا ً مهذارا ً ُمدعيا ً وأفاق،فأن علي المجيد لايمكن أن يتخيل في يوم من الأيام أنه مثل الرئيس بمستطاعه الحوار واللف والدوران،فهو يحوي من الغباء والهمجية وعدم القدرة على نطق الحروف العربية مايخجل المنحط،ويقال إنه في بداية أمره لايعرف أيهما قبل الأخرى التاسعة أم السابعة نهار اً أو مساءً.

لم يكن لمسؤول مكتب الشمال أن يتصور وهو يوزع الكرديات كهدايا على أصدقائه في الخليج والأردن ولبنان أن يُحشر في غرفة (تسعة أقدام مربعة ) ليحاكم بتهم الإساءة للجنس البشري،فلولا سقوط إبن عمه الرئيس على يد المحتلين (الكفار..عبيد الكمبيوتر!!) لكان مستمرا ً في خدمته للأمة العربية أو عشيرته التي يعد ّ ُ نفسه أحد فرسانها،فهو لايتخيل نفسه بعيدا ً عن العروبة فكل مرة يظهر في قفصه وهو يرتدي يشماغا ً عربيا ً مختلف اللون،كما إنه لايتخيل إن لهجته الثقيلة المتملقة للقاضي تجرح مشاعر اللغويين العرب والعروبيين،بينما يكتب التاريخ مآساة العراقيين والأكراد التي جرت حسب تواقيعه ورفساته وزعيقه وجلافته وإنعدام إنسانيته.

في محاكمته يبرز علي حسن الكيمياوي وكأنه خبير في الرياضيات والحسابات العسكرية والجغرافية،فهو الوحيد الذي يتصدر توجيه الأسئلة لضحاياه،فيقوم وبتكرار توجيه الأسئلة مبتدأ ً بكم عدد الأفراد المسلحين وكم عدد القوات وماهي عدد الجبهات وكم هي أعداد البنادق وكم هي أعداد تلك القرى المحظورة (أمنيا ً) و...،والضحايا من المشتكين يذكرون أعداد قتلاهم وأحبتهم وأطفالهم وبيوتهم ومواشيهم وقراهم وأيامهم،المشتكون بسطاء أكراد شيوخ ونساء ومعاقين ومقاتلون (بيشمركة )..ووثائق وصور واراض لا زالت محروقة...والمتهم علي الكيمياوي إبن عم الرئيس الذي لم يستمع يوما ً إلى موسيقى الخريف والربييع...موسيقى الشتاء في كردستان بل لم يكن يسمع أنين الجنوب وأغانيه،فهو يترجى القاضي أن يعطيه (تلفزيون ) لكي يطلع على (القرص المضغوط ) الذي يحوي إفادات الضحايا،فهو قائد سياسي عسكري عراقي عروبي ومن العيب عليه التفريق بين التلفزيون وشاشة الكمبيوتر فهو ليس من عبيده....!!!!.



#واصف_شنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاتل الأستراليين
- البكيني يقاوم التطرف الديني
- مزرعة البصل
- مسرح عراقي في سيدني
- في الحقيقة والواقع
- صنع الكراهية ..
- حرب أهلية
- مداخلة وتعليق :هل سيكون درسا ..؟
- ُجند الرب ...وحلفاء ألله
- صفارات ..
- ضيوف الهاشميين
- شرف وشرفاء
- هجرة سيد القمني أوعودته
- العربة....الإسلام
- الجنوب والفتى
- عراقيون في مهرجان سيدني للكتّاب
- في امسية تأبينية في سيدني، تألّق الشاعر كمال سبتي
- صباح الدم ّ المراق
- ينحدرُ المجنون إلى العقل
- موت ... دخان أسود ... و زفة عرس


المزيد.....




- صدمة النازحين اللبنانيين لدى عودتهم إلى قراهم المدمرة بمحافظ ...
- رئيس البرلمان العربي يتلقى رسالة من البرلمان الأوروبي بشأن د ...
- RT ترصد عودة النازحين من سوريا
- المفوضية الأوروبية: دول الاتحاد ملزمة بتنفيذ أوامر اعتقال نت ...
- بوريل يوجه نداء لجميع أعضاء المجتمع الدولي لاحترام قرارات ال ...
- تغطية ميدانية: قوات الاحتلال تواصل قصف المربعات السكنية ومرا ...
- الأونروا.. ظروف البقاء على قيد الحياة تتضاءل في غزة
- خبير أممي يحذر من استغلال المهاجرين المؤقتين في أستراليا
- اعتقال ومحاكمة.. هل ضاقت دائرة الحريات على الكتاب بالجزائر؟ ...
- بوريل: ما يجري في قطاع غزة انتهاك صارخ لحقوق الإنسان


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واصف شنون - تلفزيون علي الكيمياوي