سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 1676 - 2006 / 9 / 17 - 08:54
المحور:
الادارة و الاقتصاد
محمد سيد عمر إدريس كبير إخصائيين بيئيين بدرجة مدير عام حاصل علي بكالوريوس علوم قسم بيولوجيا عام 1979 ويبلغ من العمر 51 عاماً.
ومحمد عبد الستار محمد من مواليد أخميم بمحافظة سوهاج عام 1971 حاصل علي بكالوريوس علوم عام 1994 شعبة علم الحيوان وماجستير عام 2003 وكان يقوم بتحضير رسالة الدكتوراة في الاسابيع الماضية.
الباحثان العلميان قاما يوم الاثنين الماضي بدورية استطلاعية داخل محمية وادي العلاقي التي تقع علي بعد 200 كيلو متر من مدينة أسوان، لمراقبة حركة الطيور المهاجرة.
وفي تقرير مفزع للزميلين محمد عبد المقصود ومصطفي وحيش بجريدة »الاخبار« امس الأول يقول مدير »المحميات« إن الباحثين خرجا يوم الاثنين ولما يعودا من مهمتهما ابلغ الحارس البيئي قوات حرس الحدود صباح يوم الثلاثاء فتم البحث عنهما حتي وجدا أسفل شجرة متوفيين.
وأضاف أن درجة الحرارة في هذه المنطقة تصل الي اكثر من 50 درجة وهي منطقة وعرة وصلبة وقد غرست السيارة ولم يستطيعا اخراجها فتركاها ومشيا أكثر من 20 كيلو متراً للبحث عن أي وسيلة للانقاذ .. فماتا عطشاً.
هذه النهاية المفجعة لباحثين علميين نابهين تفطر القلوب، والأهم أنها تثير تساؤلات حائرة حول اسباب افتقار هؤلاء الجنود المجهولين الذين يقومون بأعمال بحثية وعلمية عظيمة في »المحميات« النائية، الي ابسط اشكال »الحماية« لدرجة أن يموتوا عطشا.. وكمداً.. في قلب الصحراء.
هل تزويد هؤلاء الباحثين - الذين يقومون بمهمة علمية ووطنية- بوسائل اتصال حديثة مسألة صعبة ونحن في عصر ثورة الاتصال؟!
ومن المسئول عن التقصير في توفير هذه المعدات البسيطة التي كان وجودها كفيلا بإنقاذ حياتهم.
وكيف تسمح - أصلا- جهة ما بإرسال »آدميين« إلي الصحراء دون التجهيزات الكافية والمعدات الضرورية.
وهل ارواح الناس - ناهيك عن أنهم باحثون علميون - رخيصة بهذا الشكل، حيث نبعث بهم إلي مهام جليلة دون وسائل تأمين كافية، ثم إذا لقوا حتفهم بهذه الصورة المأساوية يكون قرار معالي وزير الدولة لشئون البيئة هو صرف اعانة فورية لأسرتي الباحثين البيئيين بواقع 2500 جنيه لكل منهما؟!
والأهم من ذلك كله.. هل تمر هذه الكارثة الانسانية المروعة دون حساب شأنها شأن كوارث القطارات والطرق وغيرها من المصائب التي لا تتوقف؟!
محمد سيد عمر إدريس، ومحمد عبد الستار محمد ، الله يرحمكما .. ويرحمنا جميعاً!
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟