أيجوز حذف نصوص أو كلمات تاريخية وجغرافية من الكتاب المقدس؟

وحيد حسب الله

الحوار المتمدن-العدد: 1676 - 2006 / 9 / 17 - 07:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

"لأني أشهد لكل من يسمع أقوال نبوة هذا الكتاب إن كان أحد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب . وإن كان أحد يحذف من أقوال كتاب هذه النبوة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة ومن المدينة المقدسة ومن المكتوب في هذا الكتاب" (رؤية يوحنا 23:18-19)
زعمت الجريدة الصفراء "المصريون" (http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=23830&Page=1 ) أن الأنبا يوحنا قلتة نائب بطريرك الأقباط الكاثوليك إنه دعا "إلي حذف عبارات إسرائيل وأرض الميعاد وأورشليم" من القاموس القبطي والتراتيل والترانيم القبطية" ؟
أولاً يجب التنويه أنني لا أدافع عن وجود الدولة العبرية ، فهذا شأن سياسي بالدرجة الأولى .
ثانياً إن صدقت صحة هذه التصريحات المنسوبة للأنبا يوحنا قلتة ، فهذه تمثل خطوة خطيرة جداً نظراً للمنصب الذي يشغله في بطريركية الأقباط الكاثوليك ، وخاصة أن هذا الأسقف له تصريحات كثيرة متضاربة وإن دلت تدل على عدم التوازن النفسي والفكري والعلمي هذا غير فقدانه مصداقيته كأسقف وقيادة كنسية من المفروض أن يفكر ألف مرة قبل أن ينطق بأي تصريح وخاصة هذا التصريح موضوع المقال .
ثالثاً نيافة الأنبا يوحنا قلتة تجاهل وتناسى أن مثل هذه المقترحات ليس مكانها مؤتمر للشباب الكاثوليكي ، ولكن يجب أن تطرح على قداسة بابا الكاثوليك في روما أولاً . فالاقتراح يمس أهم نصوص الكتاب المقدس "فأني الحق أقول لكم إلي أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل" (مت 5:18) وليس كما أدعى ترانيم وتراتيل قبطية ؟ فهذه الكلمات موجودة في الكتاب المقدس بعهديه منذ آلاف السنين . ما هو السر وراء هذه الاقتراحات اللا منطقية لنيافته ؟ هل يجوز لرجل مثله أن يجامل العرب والمسلمين على حساب ثوابت العقائد المسيحية ؟ إلا يعتبر حذف مثل هذه العبارات تزوير للتاريخ وتكذيب للوحي ؟ هل سأل نيافته نفسه إن كان المسلمين على استعداد لحذف كل الكلمات الخاصة بالجهاد والتي تدعو إلي محاربة غير المسلمين حتى يسلموا أو يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون مراضاةً للغرب وتحاشياً للفهم الخاطئ الذي نشرته الجماعات الإسلامية المسلحة بين شباب المسلمين ؟
رابعاً لقد تجاهل نيافته أن الشعب المسيحي عامةً والقبطي خاصة بجميع طوائفه فهموا منذ ألفي عام أن المقصود بإسرائيل وأورشليم بعد مجيء المسيح الكنيسة وأورشليم السمائية ملكوت الله ، ولم يفكروا لحظة واحدة أن الوعود الموجودة في الكتاب المقدس والتي قد تحققت تاريخياً منذ قرون طويلة وقد أعلن السيد المسيح نهاية إسرائيل كمملكة أرضية انتهت واندثرت في القرن الأول الميلادي .
خامساً أننا لا يعنينا أساساً ما تقوم به بعض الجماعات الدينية في أمريكا أو غيرها بمحاولة تفسير بعض نصوص الكتاب المقدس على أهوائهم الشخصية أو لمصالح معينة تخدم الدولة العبرية . فخطأ مجموعة صغيرة لا يفرض على الكنيسة الجامعة بجميع طوائفها أن تحذف نصوص من الكتاب المقدس خوفاً أو خشية إن يساء فهم هذه الكلمات ؟ فكان الأولى بنيافته شرح معنى هذه الكلمات في التراث الكنسي وتفسيرات آباء الكنيسة الجامعة وتوعيتهم بعدم الخلط بين القصد الإلهي في الكتاب المقدس وبين نشأت الدولة العبرية في العصر الحديث .
سادساً ، لقد أثبت نيافته مرة أخرى تخبطه في التصريحات وخاصة عندما أنكر على قناة دريم خطف بنات الأقباط ومن سوء الحظ أن تتزامن تصريحاته هذه مع خطف مني يعقوب وهي كاثوليكية وبدلاً من أن يتحرك لإنقاذها ، خرج علينا بهذه التصريحات الخطيرة والتي تستوجب طبقاً لقوانين الكنيسة الكاثوليكية محاكمته وتجريده من رتبته الكهنوتية لخروجه عن إيمان الكنيسة الكاثوليكية خاصة والجامعة عامة .
سابعاً لنا وقفة مع هذه الجريدة الصفراء والمملوءة تعصباً أسود ماذا يكون موقفهم إذا خرج عليهم أحد الشيوخ المسلمين وطالب بحذف كل الآيات القرآنية الخاصة بالجهاد كما قلت أعلاه خوفاً من سوء فهمها ؟ هل سيدعمون ويؤيدون وينشرون على صفحات جريدتهم هذه الدعوة كما جرت عادتهم فيما يخص الإيمان المسيحي ؟ أليس من الأولى لهم أن يهتم بالشأن الإسلامي ومشاكله بدلاً من التعرض لعقائد الآخرين ؟
ثامناً ليس عجيباً لمثل هذه الجريدة الهابطة أن تستعين بمن أصبح أضحوكة الأقباط في مصر المتأسلم جمال أتعس كما يلقبه الأقباط في تأييد اقتراح الأنبا يوحنا قلتة ، لأنهم لن يجدوا قبطي واحد يقبل مثل هذا الاقتراح .

#وحيد_حسب_الله (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات