أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - يوسف ابو الفوز - هل يتطلب تغيير اسم الحزب الشيوعي العراقي ؟















المزيد.....

هل يتطلب تغيير اسم الحزب الشيوعي العراقي ؟


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 1676 - 2006 / 9 / 17 - 09:04
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


يستعد الحزب الشيوعي العراقي لعقد مؤتمره الوطني الثامن ، مواصلا تقليدا حزبيا دأب عليه بفحص ومراجعة وتدقيق سياساته وبرامجه وانظمته . ومنذ المؤتمر الوطني الخامس ، الذي اطلق عليه " مؤتمر الديمقراطية والتجديد " ، المنعقد في 1993 ، والحزب يواصل سعيه لترسيخ قيم الديمقراطية في حياته الداخلية واعادة النظر بالكثير من المفاهيم الفكرية وتقاليد العمل التي عفا عليه الزمن . ودأب الحزب الشيوعي العراقي في مختلف مراحل نضاله ، ورغم كل الظروف المحيطة التي عمل وناضل فيها ، على اشراك ليس جماهير الحزب من الاعضاء والاصدقاء ، في مناقشة وثائقه ومراجعتها ، بل والمؤازرين والمثقفين والمتابعين من ابناء الشعب العراقي انطلاقا من حرص الحزب على تمتين علاقاته بالجماهير. تحضى موضوعة اسم الحزب الشيوعي العراقي باهتمام الكثير من المتابعين لسياسة التجديد في حياة الحزب ، وتناولت بعض الاصوات والكتابات هذه الموضوعة ، وتنوعت في الطروحات التي تناولتها ، ومعطية اسبابا عديدة ، لكنها تشترك في رؤية ضرورة تغيير الحزب الشيوعي العراقي لاسمه وضرورة اعتماد اسم اخر ليكون متوافقا مع التغيرات التي حصلت في العالم ، والتغيرات التي يفترض ان يقدم الحزب عليها . واعتمادا على مساهمة قدمتها شخصيا عشية انعقاد المؤتمر الوطني السادس للحزب ، ونشرت في صحافة الحزب الشيوعي العراقي ايامها ، اعود من جديد لاقدم افكارا حول هذا الامر وارجو ان تساهم في اغناء الحوار.
تشير الوثائق المقدمة للمؤتمر الوطني الثامن ، الى ان الحزب الشيوعي العراقي يسترشد في سياسته وتنظيمه ونشاطه " بالفكر الماركسي وسائر التراث الاشتراكي " ، فهو يحدد كونه حزبا ماركسيا ولكنه ايضا لا يغلق الباب امام الانفتاح على المدارس الاشتراكية الاخرى . والفكر الماركسي هنا هو غير الاشتراكي، لان الماركسية كنظرية هي خلاصة الفكرالاشتراكي بمدارسه المختلفة من قبل ماركس ، واذ صاغها ماركس وانجلس بنظرية متكاملة فانهما قدما منهجا جديدا علميا لحزب من طراز جديد هو : الحزب الشيوعي . والحزب الشيوعي العراقي اذ يعلن هويته الفكرية كحزب ماركسي ويعلن الاشتراكية هدفا له فهو ينسجم بذلك مع اسباب وجوده كحزب شيوعي . الاشتراكية بالنسبة للحزب الشيوعي العراقي كهدف ليست حلما طوباويا ، انها مطلب جماهيري ، وان فشل النموذج السوفياتي في بناء الاشتراكية ، حتى بعد سبعين سنة من التطبيق ، ليست نهاية التاريخ ولا العالم ولا حلم البشرية . عمل ماركس وانجلس طوال اكثر من نصف قرن على تطوير النظرية التي وضعاها وذلك بالارتباط الوثيق مع كافة ظواهر عصرهما الاجتماعية ، وباسم لينين اقترنت مرحلة اخرى من تطوير الماركسية في الظروف التاريخية المعاصرة له ، والان نعيش مرحلة جديدة لا تتطلب الذعر من انهيار تجربة ، رغم كل اهميتها ، هي ومضة في عمر الانسانية ، ولا نزع الجلد او جلد النفس والتنصل من الماضي ، بل العمل والعمل بشجاعة استنادا الى وجهة نظر الحياة ـ الممارسة ، على حد تعبير لينين . وفيما يتعلق بالحزب الشيوعي العراقي الذي لم يتسلم مقاليد الحكم مرة واحدة كي تضع دعواته لبناء الاشتراكية محل الاختبار الحقيقي فان الشئ الاكثر واقعية باعتقادي هو ليس مراجعة اسم الحزب وتغييره ، فلو غير الحزب الشيوعي العراقي اسمه وظل محافظا على كل المفاهيم وتقاليد العمل التي تجاوزتها الحياة ولم يعش عملية تجديد حقيقية وعميقة فان هذا يذكرنا بالقول المنسوب الى لينين ( ان طلائك للدار لا يعني امتلاكك دارا جديدة ) .
كل مهتم بتاريخ الحركة الوطنية في العراق يعرف حقيقة ان الخلايا الشيوعية الاولى في العراق حين توحدت في اذار 1934 عملت تحت اسم " لجنة مكافحة الاستعمار والاستثمار " ، وفقط في تموز من نفس العام ظهر اسم الحزب الشيوعي العراقي . وصار هذا الاسم يوما بعد يوم راية خفاقة للنضال الوطني العتيد ، ومحركا لكل الهبات والانتفاضات الشعبية ضد الاستعمار ومن اجل تغييرات عميقة لعراق جديد ، وصارت الحكومات الرجعية المتعاقبة تعتبر كل مناضل من اجل حقوق الشعب وكل مطالب بالتغيير : شيوعيا ، ورغم ان ارهاب وقمع النظام الديكتاتوري المقبور ، كان ذو طابع شمولي ، وكان الموت ينتظر اي معارض مهما كان شكل وحجم معارضته ( وصلته بالنظام ) فان العدو رقم واحد لنظام صدام حسين هو الحزب الشيوعي العراقي ، ولنتوقف كمثال عند الضربة الكيمياوية ، التي وجهها النظام الديكتاتوري في يوم 5/6 / 1987 الى مواقع البيشمه ركة ـ الانصار الشيوعيين في منطقة بهدينان في وادي زيوة ، فهي كانت الضربة الكيمياوية الاولى ، التي وجهت الى قوى معارضة عراقية بل وسبقت توجيه الضربات الكيمياوية الى مدينة حلبجة ومناطق اخرى في كوردستان وفي مناطق الاهوار جنوب العراق .
يقول شكسبير في مسرحية روميو وجوليت ( ان الشئ الذي نسميه " زهرة " يظل يفوح شذى حتى لو اسميناه باي اسم اخر) هذه الحقيقية تقودنا الى واقع ان احزابا شيوعية عريقة تعمل تحت اسماء مختلفة ( التقدم والاشتراكية ، الطليعة ، ... ) احزابا لا تنعت نفسها بكلمة "الحزب " ، بل تطلق على نفسها تعبير مثل " جبهة " او " حركة " او " المنبر" ، لكن في كل الاحوال عند الحديث او الكتابة عنها ، فانها عند الاصدقاء والخصوم : "الحزب الشيوعي " . لانها تتبنى هذا الفكر ، والحزب الشيوعي العراقي ومنذ التاسيس وطول تاريخه لا يملك " عقدة الاسم " وتخبرنا مسيرته النضالية انه حاول نيل شرعية العمل السياسي العلني تحت اسماء مختلفة مثل "حزب التحررالوطني " او " اتحاد الشعب ". ان كل الاحزاب الشيوعية التي " صُدمت " عند انهيار النموذج السوفياتي للاشتراكية وغيرت من اسمائها ، وحتى تلك التي لم تكتف بتغيير الاسم فقط وذهبت ابعد من ذلك لتكون اكثر " انفتاحا " وليبرالية فان وسائل الاعلام لا تستطيع عند الحديث عنها الفكاك من كلمة " الشيوعية " ومرادافاتها مصحوبة بكلمة " سابقا " التي صارت تعبيرا ثابتا لدى الكثيرين . ان الحزب الشيوعي العراقي لو غير اسمه وحمل اي اسم اخر ، مثلا "الاشتراكي الديمقراطي " فسينسحب عليه ذات الامر .
ان اسم الحزب الشيوعي العراقي الذي مد جذوره عميقا في تربة العراق وقلوب المخلصين من ابناء الشعب العراقي ، الذين غذوه بخيرة ابنائهم ، صار راية نضالية ، ورمزا وطنيا رسخ في وجدان الشعب وهوساته وامثاله وحكاياته وفي قصائد الشعراء واغانيهم ، هذا الاسم كان ولا يزال منارة للحركة التقدمية والديمقراطية وصماما اساسيا للتحالفات الوطنية الجادة ، والمطلوب ليس اعادة النظر في اسم الحزب الشيوعي العراقي ، بل المطلوب مواصلة المسيرة الجادة التي بدأها المؤتمر الوطني الخامس في اعادة النظر بالمفاهيم التي تجاوزتها الحياة وتعميق الممارسة الديمقراطية في حياة الحزب الداخلية ، وتدقيق سياسة التحالفات الوطنية ، وايجاد خطاب سياسي يتلائم والواقع الجديد الذي يعيشه شعبنا بعد زوال النظام الديكتاتوري وبعد كل المتغيرات والكوارث التي مر بها ويعيشها وطننا ويعاني منها ابناء شعبنا .
اختم سطوري بمفارقة عن شيوعي عراقي مقيم خارج الوطن ، احتد حين نوقش تغيير اسم الحزب امامه وصرخ : " شنو القصة ، غادرت العراق شيوعي تريدوني ارجع اشتراكي ديمقراطي " !

سماوة القطب
12 ايلول 2006



#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطفال الانفال - 4
- حسن بلاسم .. احفظوا هذا الاسم جيدا !
- اطفال الانفال - 3
- أطفال الانفال - 2
- شهادات اطفال الانفال - 1
- شموس مندائية
- - جنون الطائفية - !!
- حكومة انقاذ وطني ، أم ... أنقلاب ؟
- حكومة انقاذ وطني ، أم ... أنقلاب ؟
- فهد والصحافة
- حكايتي مع فيلم وثائقي يمنع بثه قبل العاشرة مساء
- ماذا نريد من اتحاد الكتاب العراقيين في السويد ؟
- تعالوا نحتفي معا بحفيد امرئ القيس !
- هل حكومتنا الدائمة ، حقاً ، حكومة - قوس قزح - ؟
- المعرض الشخصي الخامس للفنان العراقي عبد الامير الخطيب
- متى سيخرج علينا السيد وزير الداخلية ليخبرنا بذلك ؟
- ما يجمع جورج بوش ورجال السياسة العراقيين !
- في الذكرى 72 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي : صهيل الفرح في وا ...
- حكاية احتفال في ذكرى تاسيس الحزب الشيوعي العراقي تحت غيوم ال ...
- الذكرى 72 لميلاد الحزب الشيوعي العراقي : الأنتماء للوطن الحر


المزيد.....




- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا


المزيد.....

- نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2 / عبد الرحمان النوضة
- اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض ... / سعيد العليمى
- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - يوسف ابو الفوز - هل يتطلب تغيير اسم الحزب الشيوعي العراقي ؟