|
مجرموا الانفال وشهوده مطلوب إحضارهم
محمود الوندي
(Mahmmud Khorshid)
الحوار المتمدن-العدد: 1675 - 2006 / 9 / 16 - 09:55
المحور:
القضية الكردية
ما زال الشعب الكوردي يراقب بأعصاب مشدودة محاكحة صدام حسين وأبن عمه العريف على حسن مجيد ، معذرة أعني الفريق الركن الطيار كما قدم نفسه في المرافعة وثلة من أركان نظامه السابق في أخطر قضية تمثل جريمة نكراء بحق الجنس البشري وتعد من أبرز الجرائم في القرن الماضي وتجلت في أستعمال الأسلحة الكيمياوية المحرمة دولياً أمام مسمع ومرأى الدول العربية والأسلامية والعالم أجمع والتي ذهب ضحيتها أعداد كثيرة من أبناء الشعب الكوردي وكذلك من القومبات الأخرى وخصوصاً من أخواننا المسحيين ، ويحاول المأجورون الذين يسمون أنفسهم محاموا الدفاع عن الطاغية وأزلامه لتقديم ثمة تبريرات لقتل مئات الآلاف من الكورد وتدمير ألاف القرى ومئات من المساجد والكنائس التأريخية وخلق حجج واهية لتصرفاتهم الشنيعة التي تتعارض مع كل الشرائع السماوية والأرضية والتلاعب بالألفاظ من أجل خداع الرأي العام الأسلامي والعالمي ، والشعب الكوردي ينتظر بلهفة كبيرة وبفارغ الصبر اليوم الذي يتم فيه الحكم والقصاص العادل على قتلة الشعب العراقي والشعب الكوردي بالذات ، في الوقت الذي نرى صدام داخل قفص الأتهام مع أعوانه ومنهم علي الكيمياوي ، فهو يعترف بشكل غير مباشر عن جرائمه عندما يدعي بأنه مازال رئيس الجمهورية وليس غيره ويسوق نفس المفاهيم السابقة ويهدد من داخل القفص بالويل والثبور للمشتكين والشهود الذين حضروا المحكمة ووقفوا ضده وأتهام البيشمركة جميعهم بالخونة ، إنه دلالة لدكتاتوريته خلال العقود الماضية من حكمه وأرتكابه مجازربشعة فاقت في وحشيتها جرائم الهولوكوست بحق الأنسان العراقي الذي قاسى الويلات والمعاناة أيام حكمه البغيض نتيجة حقده الشوفيني على مكونات شعبنا وإبادتهم على الهوية القومية والمذهبية ، منها الحملة العسكرية على أقليم كوردستان التي أطلق عليها تسمية الأنفال ، عندما نفذ القوات الحكومية أوامرالطاغية المدججة بأسلحة حديثة شرقية وغربية بما فيها الأسلحة الكيمياوية لقتل أبناء شعب كوردستان وبمساعدة الخونة من أبناء جلدتهم المنتمين الى ما سميت بأفواج الدفاع الوطني وكما سماهم الشعب الكوردي بالجحوش ( مطايا النظام ) والأجهزة الأمنية والحزبية ، ولم تسلم قرية في كوردستان من بطشهم والطريقة البشعة التي تم التعامل مع هذه الكتل البشرية البريئة من الأطفال والنساء والشيوخ برغم كانت مفارز البيشمركة الكوردية وكذلك مفارزالأنصار مقاتلي الحزب الشيوعي العراقي تتصدى لتلك القوات الغازية لمساعدة العوائل المنكوبة وأنقاذهم من الايادي الآثمة ونقلهم أو سحبهم بأتجاه الحدود الأيرانية والتركية وسقط من بينهم العديد من الشهداء خلال تصديهم لقوات النظام العفلقي وأتباعه . لماذا لم يقدموا هولاء المجرمين من بائعي الضمير والشرف من جلاوزة النظام البائد ومن رؤساء بعض العشائرالكوردية والذين أستلموا أموالاً طائلة من الأجهزة الأمنية للنظام البعثي لقاء خدماتهم الخبيثة والرذيلة الى المحاكمات العادلة ليقفوا الى جانب رئيسهم وأعوانه من المتهمين في قفص الأتهام لتعريتهم وكشف جرائمهم في الأنفال البشعة ، وفي هذه الحالة يكون هولاء المجرمون في نفس الوقت شهود حقيقين على تلك الجرائم التي أرتكبت بحق الشعب الكوردي أو أعتراف أحدهم على الآخر ولم يستطيع أحد منهم أنكارها ، ألا يستحق هولاء المجرمين أحضارهم الى قاعة المحكمة ليعترفوا هم أيضاًعلى الدكتاتور الذي أمرهم لغزوكوردستان ،
مهما برع وتفنن المجرم فأنه لا بد أن يترك خلفه في محل الجريمة لحظة أرتكابه اثراً أو دليلاًعلى جريمته أما في جسد المجنى عليه أو جسد الجاني نفسه أو مكان الجريمة ، هذه الحقائق المعروفة لدى القاصي والداني وبأخص عند الأدلة الجنائية أو تحريات الشرطة ، كيف لجريمة مثل الأنفال التي قام بيهاالآلاف من الأشخاص وكلهم مجردين من أبسط المشاعروالأحساس الأنسانية وتجمدت لديهم المفاهيم والقيم الأخلاقية بتنفيذ أوامر سيدهم لقتل شعب أعزل وأبادته عن بكرة أبيه ، نعم هم بالآلاف أؤلئك الذين قاموا بأرتكاب تلك الجرائم من منتسبي أجهزة الامن ومخابرات النظام البعثي أضافة الى العديد من الرفاق الحزبين ورؤوساء الجحوش وكانت ضحايا تلك الجرائم مئات الآلاف من أبناء وبنات شعبنا الكوردي وحدثت تلك الجرائم في أكثر من مكان في كوردستان ، هل من المعقول لم يتركوا هولاء الجناة أثراً في مسارح الجريمة .
عند قرائتي لمقالة الأستاذ صفوت جلال تحت عنوان ((أين الشاهد الرئيسي في عمليات الأنفال)) ويطلب من الجهات المسؤولة بأحضار الشاهد الحقيقي الذي نجى من عمليات الأنفال وشاهد الجريمة المقززة بكل تفاصيلها وكيف نجى من الموت الحقيقي وكيف تم أعدام عائلته وأقربائه في تلك العماليات الظالمة أمام عينه ، عندما تحدث ذلك الصبي لمراسلي وكلات الأنباء العالمية عن تلك الواقعة ، وأحضاره الى قاعة المحكمة وجهاً لوجهة أمام الطاغية ومن يدافع عنه ، سوف يكون دليلا دامغا لا يقبل الشك من الاثار تركها المجرمون أثراً في جسد المجنى عليه وعقله ، يثبت للقاضي دكتاتورية صدام .
أنا أؤيد تلك الصيحة المدوية التي أطلقها زميلي الأستاذ صفوت جلال ويحدونا الأمل أن تحاول حكومة أقليم كوردستان ورئيسها السيد مسعود بارزاني لأحضارمن نجى من الموت الجماعي بأعجوبة وهو تيمور الذي أصبح الآن شاباً بأدلاء شهادته أمام المحكمة ليكشف الحقائق عما جرى خلال عمليات الأنفال ويجب أحضار منفذي عمليات الأنفال الأجرامية من الحزبيين والجحوش وجلاوزة النظام لينالوا عقابهم مع أسيادهم المخططين لتلك الجريمة الرعناء بدلاً أن يسرحوا ويمرحوا بحريتهم دون ملاحقة قانونية لهم ، أليس من الواجب تعرية هؤلاء المجرمين ولم يستثنى أحداً وكشف جرائمهم المقززة وأشدها خسة ودناءة الى المجتمع العالمي والمحافل الدولية التي كانت ترتبط مصالحها مع مصالح النظام السابق التي سكتت وصمتت صمت القبورفي حينها .
#محمود_الوندي (هاشتاغ)
Mahmmud_Khorshid#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مشكلة الإرهاب في العراق
-
ما هي الأنفال ؟ ؟
-
تركيا ليست بقوة إسرائيل وكوردستان لا يشبه لبنان
-
الصابئة المندائيين ومعاناتهم
-
ثورة 14 تموز وقائدها الشهيد عبد الكريم قاسم
-
الوجه الأخر للأرهاب
-
كأس العالم ومحكمة صدام حسين
-
العوامل المنشطة للأرهاب
-
الحياة تقف على ساقيين ، الحرية والديمقراطية
-
ما الجديد في الوزارة الجديدة
-
حلبجة عروسة كوردستان
-
نصرنا في وحدتنا
-
شلت يد مؤنفلك يا صديقي علي أحسان
-
مأساة تضاف الى مآسي الكورد الفيلية
-
كم من الشعراء والأدباء والفنانين عانوا بعيداً عن وطنهم
-
سامان كرمياني وإعادة الروح الى مدينة تحتضر
-
هل سيحاكم صدام عن جريمة هروبه من ساحة المعركة ؟
-
ألم يحن أوان تفخيخك يا كبة
-
بمناسبةالذكرى الرابعة لأنطلاق موقع الحوار المتمدن
-
هو بحق حزب الشهداء والفقراء
المزيد.....
-
سويسرا وسلوفينيا تعلنان التزامهما بقرار المحكمة الجنائية الد
...
-
ألمانيا.. سندرس بعناية مذكرتي الجنائية الدولية حول اعتقال نت
...
-
الأمم المتحدة.. 2024 الأكثر دموية للعاملين في مجال الإغاثة
-
بيتي هولر أصغر قاضية في تاريخ المحكمة الجنائية الدولية
-
بايدن: مذكرات الاعتقال بحث نتانياهو وغالانت مشينة
-
مذكرة توقيف بحق نتانياهو وغالانت: ما هي حظوظ تطبيق قرار المح
...
-
مؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية ترحب بالقرار التاريخي للمحكمة
...
-
الأمم المتحدة: مقتل عدد قياسي من موظفي الإغاثة في 2024 أغلبه
...
-
الداخلية العراقية تنفي اعتقال المئات من منتسبيها في كركوك بس
...
-
دلالات اصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنيا
...
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|