أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي الرديني - سلطة الأموات على الأحياء














المزيد.....

سلطة الأموات على الأحياء


علي الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 7262 - 2022 / 5 / 28 - 13:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يحسب اكثر الناس انهم مهتدون في سير حياتهم بمحض عقولهم وان الافكار والمعتقدات أخذوها عن طريق تفكيرهم الحر من كل قيد ، والحقيقة انهم مبرمجون ومقلدون اهل ماضيهم من الأجداد الذي ورثنا عنهم افكارهم ومعتقداتهم وعاداتهم وتقاليدهم وان مثل المجتمعات والأمم كمثل جسد ابنى شيئا فشيئا بتراكم الاثار التي احدثها الأسلاف وبهم رسمت معالم الحضارات وتكونت هوية الجماعات ومتى ضعف التمسك بهذه الموروثات تعرضت الحضارات للانقراض.
فكل جماعة ماضيها التي تعتز به ولا تسمح لاحد التشكيك به ولا النيل من رموزه فالتاريخ مسير بأبطاله مثال على ذلك الأنبياء والفلاسفة والعلماء والفنانون ومن أراد التغير ما اعتاد الناس عليه فمصيره الفشل الا صاحب الإيمان القوي والشخصية الجذابة والقدرة على الهام الناس ومعرفة مشاعرهم ورغباتهم وحاجياتهم وخيالهم وعندها تندلع معارك وحروب بين أنصار الماضي وانصار الحاضر وتزهق كثير من الأرواح فمن كان له الغلبة سيسود في النهاية لكن هذا لا يعني انه تم التخلص من اثار الأجداد عند انتصار الفكر الجديد بل ستبقى تلك الاثار في نفوس الناس( اللاشعور الجمعي ) وتنتحل مواضيع جديدة لان الروح الجماعة باقية والمواضيع هي التي تتغير .
فمن اعتاد وتقديس وعبادة امواته الأولون من ملوك وابطال فسيفعل نفس الشئ لرموز وابطال الفكر الجديد وهذا نجده واضحا حتى في الاديان التوحيدية التي أتت لعبادة الله وحده والتوجه اليه لا لغيره فما ان مر زمان قريب او بعيد حتى قدست أنبياءه وأبطاله واحباره ورهبانه وقامت لهم المزارات وقدمت لهم الهدايا والنذور طمعا في سلطتهم عند الله واعتقادا انهم ارواحهم حاضرة ولها تاثير في حياة الناس وسببا في نزول البركات وقضاء الحاجات ودفع المضرات.
تقديس الأجداد وعبادتهم وتضخيم ألقابهم وتعظيم فضائلهم ونسب الخوراق والمعجزات لهم
من الظواهر الملازمة لتاريخ البشرية وموجود بقوة خاصة في الاديان البدائية مرورا بقدماء اليونان والفراعنة وبلاد فارس والرومان وغيرهم والى يومنا وخاصة في الديانة البوذية الذي كان زعيمها (بوذا )يصعب تصنيفه مؤمنا او ملحدا فما ان مات حتى قدس وعُبد.
وهذا ينطبق على ابطال وزعماء السياسيين مثل تقديس والغلو في نابليون من قبل اتباعه ومحبيه في حياته قبل مماته حتى انه قال لوزير بحريته (اعفيك من قياسي بالله ، أعتقد انك لا تفكر فيما تكتب لما فيه من الأغراب في أمري وعدم احترام شخصي).
حياة الحقائق ص٤٩
كما ينطبق التقديس على الفلاسفة ومنهم ارسطو الذي قدست أفكاره ومنع الشك فيها لقرون عديدة.
لا يوجد أقوى تأثيرا على الناس كما لزعماء العقائد الدينية القدامى من تاثير لان هؤلاء أملهم في تحصيل السعادة الدنيوية والأخروية ،وقد تكلمنا في الموضوع السابق عن قوة المعقد ومدى عجز العقل على التغلب عليه في اغلب الأحيان ولَم يستطع اشد الناس ذكاءا من التخلص من سطوة المعتقدات التي نرى بعضها اليوم محض خرافة.
وللاسف ما زال في مجتمعاتنا توارث لأحقاد الماضي المبنية على أسس عقائدية يعصب التخلص منها تراكمت بفعل الوراثة وتلقين الأجداد للآباء ثم الآباء للابناء فأوجدت اليقين في نفوسهم ومن ظن انه متيقن فهذا لا يعني انه صاحب حقيقة لان اليقين اعتقاد حياز الحقيقة والحقيقة هي المعرفة والمعرفة في تقدم وتطور اما المعتقدات تمتاز بالثبات والجمود.
فنحن ما زلنا نحمل بقايا اجدادنا في جيناتنا وما يظهر في صفاتنا الجسمية كذلك هو نفس الشئ في الصفات المعنوية او المزاج النفسي الموروث عن أسلافنا بحكم العوامل الوراثية او عن طريق المكان التي تربينا فيه بحكم العوامل البيئية وكأن الأموات لم يموتوا بل هم أبقى منا وما نحن الا امتداد لهم.



#علي_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإيمان الأعمى
- الاروقة الداخلية ( الاشراق النفسي)
- الاروقة الداخلية ( التعامل مع الجفاء النفسي)
- معضلة الإرادة حرة (تجربة ليبيت و تجربة هينز)
- معضلة الإرادة حرة (التوافقية واللاتوافقية )
- معضلة الإرادة حرة (الحتمية Determinism)
- معضلة الإرادة حرة (تعريفها وأنواعها)
- التنويم الايحائي الذاتي
- الاحلام حقيقة عالم آخر


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي الرديني - سلطة الأموات على الأحياء