سعد سوسه
الحوار المتمدن-العدد: 7262 - 2022 / 5 / 28 - 10:39
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
تعاني ثقافتنا التقليدية من هيمنة طاغية لأفكار ومفاهيم التنبؤ الخرافي التي تعتمد أساليب مختلفة منها ما يعتمد على التبصير بالفنجان والمندل وقراءة الطالع وثقافة الأبراج .
ويمارس الإعلام العربي دوراً كبيراً في تعزيز هذه المظاهر فأغلب المحطات التلفزيونية والفضائية تقوم بلقاءات مع فلكيين يتحدثون عن قراءة الحظ وعن الأبراج ويحللون شخصيات ويشمل التنبؤ الخرافي التنجيم ، والفال ، والفنجان والمرايا .
فالتنجيم من العرافة غير المقصودة (أي العرافة المبنية على ملاحظة حوادث وظواهر لا دخل للعرّافْ بحدوثها . وما يقال من الأوهام الشائعة أن علم الفلك نشأ من التنجيم).
والواقع أن هذا خطأ وثبت من المصادر إن منشأ علم الفلك عند العراقيين القدماء هو الرغبة بمعرفة الفصول والمواسم وقياس الوقت وضبط أزمان الفيضانات بالأنهر ومواسم الزرع .
أما التنجيم الذي عرفه البابليون واستعملوه يقصد به رصد الأجرام السماوية وملاحظتها والاستدلال بها . ومعرفة ما سيحل بالمملكة . ( 1 )
أما تنجيم اليوم فهو اختراع جديد لا ينسب إلى التاريخ القديم لكنه عرف في العهد السلوقي منذ القرن الثالث ق.م ، والغريب أن البابليين قدموا الفال والتنبؤات والتنجيم وتفسير الرؤى والأحلام . ومع مرور الزمن ظهرت وسائل أخرى منها الرمل ، الودع ، الفنجان ، (الكوتشينة) ويستعمل المنجمون كلمات مثل الودع (يوشوش الفرد) ويقولون للفرد عليك أن تضمر شيئاً وتبدأ هنا عبارات تقبل التأويل والتفسير على الصور أو رسوم الفنجان أو الخطوط على الرمل وهذه العبارات المرنة تجعل الفرد يصدقها .
المصادر
1 . باقر ، طه باقر ، 1955، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ، القسم الاول ، تاريخ
العراق القديم ، ط 2 ، شركة التجارة والطباعة المحدودة .
#سعد_سوسه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟