أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - هل ستوحد تركيا جزأي كوردستان - 2/2















المزيد.....

هل ستوحد تركيا جزأي كوردستان - 2/2


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7261 - 2022 / 5 / 27 - 22:56
المحور: القضية الكردية
    


أردوغان، ليس بالسياسي المحنك، لكنه رجل دولة؛ يستخدم الميكيافيلية بأقصى درجاتها، بإمكانه أن يكون صديقا حميما وعدوا خبيثا للمكون ذاته، لا قيم تحده، بل مصالح الدولة التركية، فخلال فترة زمنية قصيرة حصل خلاف ووئام، بينه وبين إسرائيل ومصر والسعودية، وتأرجحت علاقاته مع روسيا وأمريكا وأوروبا واليونان وأرمينيا وغيرها من الدول المجاورة، وهو ما يدفع به في هذه الفترة وعلى خلفية الحرب الأوروبية، إصدار تصريحات استفزازية، لكل الدول المعنية بالقضية السورية، على أنه سيجتاح شمال شرق سوريا وللمرة الرابعة، ويعارض قبول فنلندا والسويد في عضوية الناتو، ليصبح مركز الحدث بين الدول الأوروبية مقابل الحرب المستعرة.
له من الأولى غايتان: قريبة، وهي محاولة الحصول على الضوء الأخضر لاجتياح المنطقة الكوردية، وملئ الفراغ الذي يخلفه الانسحاب الروسي، قبل أدوات إيران. والبعيدة، هي أضعاف المعارضة الداخلية في الانتخابات القادمة، واستخدام قسم من المهاجرين السوريين، لتنفيذ مهمة احتلال المنطقة الكوردية، حتى لو تمادى وضمت إلى الجزء الشمالي تكون غربي كوردستان قد خسرت ماهيتها الكوردية.
وعلى الأرجح، مطالبه من أمريكا وروسيا على أنه يحصر العملية حاليا بين سري كانيه وعفرين، أي المنبج وكوباني، كتتمة لسابقاتها الثلاث (فيما إذا حصل على الضوء الأخضر من الدولتين الكبريين، ولا يزال مستبعداً، بل وأبعدتها التصريحات الصادرة من الوزارة الخارجية الأمريكية، وتحركاتها العسكرية، ومثلها الروسية، لكن لا يعني هذا أنه لن يستمر في محاولاته، مسخرا كل الأساليب للحصول مبتغاه، في هذه الفترة وحيث فوضى الحروب الأوروبية؛ وليس بعدها) والتي كانت ترفضها الدولتين، وخاصة الإدارة الأمريكية بعد مجيئ إدارة جو بايدن، ولا يزال الرفض مستمرا.
أردوغان على دراية كافية بأنه لولا الحرب الأوروبية لما تجرأ على التصريح الاستفزازي، والإعلان عن احتمالية اجتياح رابع دون اتفاق مسبق. ففي الاجتياحات السابقة لم يتجاوز منطق الدولة، وعلاقاتها، والتي تنعدم فيها القيم والأخلاق، وتتغير معادلاتها بين ليلة وضحاها. وسيتحين الفرص المناسبة رغم رد وزارة الخارجية الأمريكية بمنطق الخط الأحمر. والسؤال هل ستستمر أمريكا وروسيا على مواقفها الرافضة؟ أم أن ما يقال على الإعلام ليس كما يتم ضمن الأروقة الدبلوماسية وحيث أولوية المصالح؟ وهو الذي يصر على أنه لا بديل عن ضرورة الدمج بين منطقة كري سبي وعفرين، أي اجتياح منطقة كوباني والمنبج، المنطقة التي لا تزال بيد قوات قسد من غربي الفرات، وتشكل تهديدا مستمرا لوجود المعارضة السورية في عفرين وسري كانيه والباب وجرابلس وحتى إدلب، الجزء المكمل والمأمول بالنسبة لتركيا ضمها بشكل غير مباشر مع إدلب إلى لواء اسكندرونه، ولا يعني هذا أنه سيغض الطرف عن الشريط الممتد حتى عين ديوار، وبعمق 20-30 كم كما يصرح بها عادة.
ومن الثانية، على خلفية إتهام الدولتين بمساعدتهم للإرهاب، وضجة تسليم مجموعة من حزب العمال الكوردستاني، وشخصيات من جماعة گولن، تقف مسألة الضغط على السويد لرفع الحجز عن تصدير الأسلحة المتطورة لها، الحصار الذي فرض بعد الاعتقالات العديدة للصحفيين والسياسيين في السنوات الماضية.
بدراسة للتاريخ، يحاكم فرنسا وبريطانيا على تجزئة كوردستان إلى أربعة أجزاء؛ قبل الدول الأربعة المحتلة لها، كتقسيم الإمبراطوريتين الصفوية والعثمانية لها بعد معركة جالديران، والمذنب الرئيس في الحالتين، كان التخلف الكوردي، وجهالة التبعية المذهبية للطرفين. الحدث الذي يعاد اليوم وبوجه أخر عصري، لكنه أعمق جهالة، والتي تسهل للأعداء تشتيت الحرك الكوردي، وتدمير أو إضعاف الإدارتين، بدءً من سحب المكتسبات التي أعطيت لهم مقابل خدماتهم في إنقاذ أمريكا وأوروبا من أبشع المنظمات الإرهابية في عصرنا.
وبالتالي ففي كل الحالات، ما بين توحيد الجزئين، أو احتلالها عن طريق استخدام أدواتها لإدارتها، يغيب الوعي الكوردي، المؤدي إلى عدم الاستفادة من أخطاء أردوغان، فعندما أراد عن طريق التحالف مع الكورد الطعن في معارضته، ليس لدهائه، بل لسذاجتنا، لم نتمكن من تحقيق أي مكسب. ولا زلنا نتخبط كحراك بين أطلاق الاتهامات وإعطاء التبريرات له وللمعارضة السورية، على ما يقدمون عليه، والمؤدية إلى معالجتنا للخلافات الداخلية بنفس النمط الكلاسيكي الساذج، بل وتراجع قدراتنا في فهم مجريات الأحداث الدولية وتأثيرها على قضيتنا.
الجهلاء، أسرع الناس على التصادم وخلق التبريرات، وأضعف قدرة على الاتفاق، وحل القضايا الجدلية، وأكثرهم تكراراً للخطأ ذاته. بعكس الحكماء والمتنورين الذين من النادر أن تظهر بينهم خلافات دون أن يجدوا لها حلولا منطقية، وعرض نقد مسيئ للمجتمع. حراكنا الكوردي والكوردستاني خير من يمثل الجدلية الأولى، فمنذ ظهوره على الساحة السياسية وشبح الخلافات لم يبارحه، بل وتوسع مع الزمن، وجل ما أبدع فيه، إيجاد المبررات لها ولأخطائه، أي عمليا ولد والجهالة السياسية ملازمه، الحقيقة التي يدركها الأعداء ويسخرونها لمصالحهم ويستفيدون منها بشكل متواصل.
القضية أبعد وأعمق من أن تحتل تركيا شرق الفرات، أو أن تستمر في احتلالها لعفرين، وليتها فعلت وضمت المنطقة بديمغرافيتها إلى جغرافيتها، لكنها على دراية بضحالة مداركنا، وعدم قدرتنا على تسخير إمكانياتنا الكافية لنكون دولة مستقلة ذات شأن في المنطقة، وبالشكل المناسب.
ما الذي سيتغير إن كانت منطقتنا، محتلة من قبل الأنظمة العربية السورية، أو الطورانية التركية، ففي الحالتين سنظل نجتر الخلافات الداخلية بجهالة، وسنبدع في خلق الحجج للنظامين على احتلالهم لنا، وبالتالي سنستمر في طرح المظالم، ونسخ الأساليب الكلاسيكية المهترئة في النضال.
أي كان المحتل سيظل السؤال التالي يؤرق معظمنا: ما الفرق بين الحاضر المأزوم، والقادم المؤلم، والماضي الكارثي؟ الأنفال عرفناه، والتهجير الجماعي أعتدناه، والمستوطنات الغريبة بيننا نصطدم بهم ليل نهار، والاستيلاء على أملاكنا ومزارعنا لا يقارن باحتلال كوردستان، فنحن قادمون على تجربة كارثية مريرة جديدة لا تختلف عن سابقاتها، احتلال على احتلال، تعودنا عليها نحن الكبار في السن وسمعناها من أجدادنا، فقط قد تتغير وجوه الحكام؛ واللغة الآمرة، سيجاملهم الأجيال القادمة؛ ما داموا سيكررون مثلنا تجارب الأجداد، وسينسخون الأساليب الكلاسيكية لحل الإشكاليات، وعرض قضيتنا على العالم، والتي لا شبه لها بين قضايا الشعوب.
علينا أن نعمل على تغيير أساليبنا، ولا نكرره، حتى ولو تغير المحتل. نبحث عن الجديد، لا ننسخ القديم. نقدم للجيل القادم ما يتطلبه لتطوير مداركه، لئلا يعيد أخطاءنا وأخطاء أجدادنا مع المحتلين. ليخرج من الظلمة الذي خلفناه، ويحاوروا البعض بوعي وحكمة، ويواجهوا الأعداء ومشاريعهم العنصرية بوعي، ويسلك الطريق الصائب لبلوغ الغاية، أي علينا أن نوعي ذاتنا لنخلق جيل واع ناجح.

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
24/5/2022م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستوحد تركيا غرب وشمال كوردستان- 1/2
- المشروع الأردوغاني لتغيير ديمغرافية غربي كوردستان - الجزء ال ...
- أغرب حدثين في هذا الإسبوع
- المشروع الأردوغاني لتغيير ديمغرافية غربي كوردستان - الجزء ال ...
- من قتل شيرين نصري أنطوان
- عودة الكاتب عباس عباس إلى الوطن
- المشروع الأردوغاني لتغيير ديمغرافية غربي كوردستان - الجزء ال ...
- ماذا يحتاج الشعب الكوردي لينتصر - الجزء الخامس
- المشروع الأردوغاني حول التغيير الديمغرافي لغربي كوردستان - ا ...
- ماذا يحتاج الشعب الكوردي لينتصر - الجزء الرابع
- ماذا يحتاج الشعب الكوردي لينتصر - الجزء الثالث
- ماذا يحتاج الشعب الكوردي لينتصر - الجزء الثاني
- ماذا يحتاج الشعب الكوردي- الجزء الأول
- كيف يمكن تقييم فلاديمير بوتين
- نتائج عبثية جوانن شورشگر
- ماذا قدمت وأنا على أبواب السبعين؟
- الطفرة التكنولوجية إلى أين ستجرنا؟
- أوجه المقارنة بين كوردستان وأوكرانيا
- الحرب الأوكرانية ذكرتني بغورباتشوف
- رد على مقترح منظمة المجتمع المدني، التابع للنظام


المزيد.....




- المحكمة الجنائية الدولية تدين زعيما مرتبطا بتنظيم القاعدة با ...
- -التجويع-.. سياسة ينتهجها الاحتلال بحق الأسرى منذ بدء الحرب ...
- بن غفير: تقليص مخصصات طعام الأسرى -إجراء ردعي-
- 20 منظمة حقوقية تدعو لبنان لوقف التعذيب وإعادة السوريين قسري ...
- حماس تدعو لمحاسبة قادة إسرائيل على جرائم التعذيب ضد الأسرى و ...
- طائرة وزارة الدفاع الروسية تقل الأسرى المحررين إلى العاصمة م ...
- شاهد.. شبح المجاعة يتربص بآلاف الفلسطينيين في غزة
- طائرات وزارة الدفاع الروسية تقل الأسرى المحررين إلى العاصمة ...
- جريمة جديدة.. إسرائيل تجوع الأسرى الفلسطينيين في سجونها
- نادي الأسير الفلسطيني: الجيش الإسرائيلي شن حملة اعتقالات بال ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - هل ستوحد تركيا جزأي كوردستان - 2/2