|
المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....35
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 7261 - 2022 / 5 / 27 - 18:43
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
الهوية اليسارية لا يمكن أن تكون إلا هوية يسارية:.....2
وحتى يقوم اليساري بدوره، يجب أن يكون:
1) مستوعبا للواقع المادي، والمعنوي، في شموليته، وفي مكوناته: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، سعيا إلى تحرير الإنسان: ماديا، ومعنويا، وحرصا على تمكين هذا الإنسان، في شموليته، من حقه في الثروة الوطنية: المادية، والمعنوية، كما هو الشأن بالنسبة للإنسان المتقدم، والمتطور، في إطار مجتمع متحرر، وديمقراطي، واشتراكي؛ لأن المجتمع الرأسمالي، هو مجتمع غير متحرر، وغير ديمقراطي، وغير عادل، مهما ادعى ذلك، ومهما اعتبر نفسه متحررا، وديمقراطيا، وعادلا؛ لأن التحرر، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، تعادل المجال القائم على الاستغلال المادي، والمعنوي.
2) مستوعبا للقوانين، التي تحكم الواقع المادي، والمعنوي، خاصة، وأن معرفة القوانين المتحكمة في الواقع، هي قوانين، تقتضي الوقوف عليها، بإعمال قوانين: المادية الجدلية، والمادية التاريخية، لتفكيك الواقع، من أجل اكتشاف القوانين المتحكمة فيه، وصولا إلى اكتشاف ما يجب عمله، في أفق العمل على تغيير الواقع، تغييرا شموليا.
3) استيعاب أدبيات اليسار، في تاريخيتها، وراهنيتها، باعتبارها أدبيات، قامت على أساس تفاعل اليسار مع الواقع المادي، والمعنوي: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا. وحتى يستعين بتلك الأدبيات، في بناء الرؤيا التي يجب أن يكون عليها الواقع، على جميع المستويات، حتى يصير في خدمة الإنسان، بصفة عامة، وفي خدمة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بصفة خاصة، أملا في تكريس تجدد الواقع باستمرار، كتعبير عن تطوره، وتطويره، في أفق أن يأخذ باللازمة، التي تجعله يحن، باستمرار، إلى الإنسان، مهما كان هذا الإنسان، من أجل إسعاده.
4) استيعاب تجارب الأحزاب اليسارية، على المستوى الوطني، والقومي، والقاري، والعالمي، والاستعانة بأدبياتها، في أفق الاستفادة منها، لتطوير الرؤيا الصحيحة، للواقع المادي، والمعنوي، حتى يتم التعامل معه برؤيا سليمة، وواقعية، وهادفة، ومتمكنة من حماية التغييب، التي تستهدف الواقع، في شموليته، حتى يتأتى له أن يصير في خدمة الإنسان، وفي خدمة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
5) استيعاب التجارب الاشتراكية، التي عرفتها البشرية، في جميع قارات الأرض، بما في ذلك، أميريكا، التي تواجه منها الولايات المتحدة الأمريكية، باعتبارها دولة رأسمالية عظمى، خاصة، وأن التجارب الاشتراكية، تعتبر امتدادا للتجارب الحزبية، على أرض الواقع، في بناء الدولة الاشتراكية، وفي تنظيم الاقتصاد الاشتراكي، للتجارب الحزبية، على أرض الواقع، في بناء الدولة الاشتراكية، وفي تنظيم الاقتصاد الاشتراكي، والاجتماع الاشتراكي، والثقافة الاشتراكية. وهو ما يترتب عنه: إغناء المعرفة الحقيقية، حتى يمتلك السلاح، الذي يواجه به النظام الرأسمالي التبعي، والرأسمالي العالمي، ويمكنه من فسح المجال للأجيال الصاعدة، من أجل امتلاك نفس السلاح الاشتراكي، الذي يمكن هذه الأجيال، من دخر الرأسمالية المحلية، التابعة للنظام الرأسمالي، وإقامة الدولة الاشتراكية، التي تساهم في ذخر النظام الرأسمالي العالمي، في أفق تخلص البشرية، بصفة نهائية، من النظام الرأسمالي، وإقامة النظام الاشتراكي، في جميع البلدان، وفي كل القارات، حتى تسعى البشرية إلى النظام الشيوعي العالمي، الذي تصبح فيه السلطة، في يد الشعوب، بعد أن تم التنخلص من الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال، وإلى الأبد، لتصير الخيرات المادية، والمعنوية، في خدمة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذين تصبح لهم الكلمة الأولى، باعتبارهم يشكلون عصب المجتمع البشري، ليتوحد حكم الشعوب، عبر العالم.
ولا يمكن أن يعتبر يساريا، من يحرص على أن يوسع دائرة استفادته الشخصية، مما لا علاقة له باليسار، وباليساريين، وبالانتماء إلى حزب اليسار؛ لأن الحرص على التوسع في دائرة الاستفادة الشخصية، ملازم للتناقض بين النظرية، والممارسة الفردية، في كل أحزاب اليسار. وهذه المسألة الضارة باليسار، وباليساريين، على مستوى الدولة الواحدة، وعلى مستوى العالم؛ لأن المطلوب من اليسار الحقيقي، ليس هو الاستفادة الشخصية، من تحركاته، كيسار، كما كان يفعل العديد من المناضلين، المحسوبين على اليسار، الذين يسيئون إليه، بممارستهم الفردية، التي لا علاقة لها باليسار، ولا تشرف اليساريين؛ لأن على أي يساري، أن لا يقوم إلا بالعمل الملتزم، بتوجهات اليسار: الأيديولوجية، والتنظيمية، والسياسية، وأن يعمل على تطوير النظرية اليسارية، في علاقتها بالممارسة اليسارية.
وحتى نتجاوز كون المناضل اليساري، يسعى إلى الاستفادة الشخصية، مما لا علاقة له لا باليسار، ولا باليساريين، فإن علينا أن نعمل على:
1) إعادة التربية للمنتمين لأحزاب اليسار، انطلاقا من الأنظمة الأساسية، والداخلية، للأحزاب اليسارية، على المستوى الوطني، والعربي، والإسلامي، وعلى المستوى العالمي، من أجل أن تصير النظرية اليسارية، متجسدة في في ممارسة كل مناضل يساري، وفي أي حزب يساري، ينتمي إليه المناضل اليساري، لإزالة التناقض بين النظرية، والممارسة. وحتى تقف الممارسة، وراء تطور النظرية، وتقف النظرية، وراء تطور الممارسة، مهما كانت، وكيفما كانت.
2) تربية المقبلين على الانتماء إلى اليسار، انطلاقا من النظام الأساسي، والنظام الداخلي، حتى لا ينتظم في صفوف اليسار، إلا المتشبعون بما يجب أن يكون عليه المناضل اليساري، الذي يحرص على أن تكون ممارسته منسجمة مع النظرية، ومن أجل أن لا تتناقض معها، مع قيام التفاعل بين النظرية، والممارسة، حتى تقف الممارسة وراء تطور النظرية، وتقف النظرية وراء تطور الممارسة، كنتيجة لأي تفاعل، بين عنصرين منسجمين.
3) تكريس المحاسبة الفردية، والجماعية، المنصوص عليها في قوانين تنظيم أي حزب يساري، من أجل المحاسبة الفردية، والجماعية، لصيانة التنظيم اليساري، أي تنظيم يساري، من أجل العمل على المحافظة على قوة التنظيم اليساري، من أجل أن يقوم بدوره لصالح الشعب، ولصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؛ لأن الانحراف يجر إلى القيام بأمور أخرى: اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وسياسية، انطلاقا من البرنامج اليساري، الساعي إلى إصلاح ما هو قائم، أو إلى التغيير في اتجاه تحقيق الاشتراكية، كمرحة تقود إلى الاستمرار في النضال، من أجل تحقيق المرحلة الشيوعية، كمرحلة أسمى.
4) تكريس النقد، والنقد الذاتي، في الأطر التنظيمية المناسبة لذلك، كوسيلة لإعادة تقويم الممارسة الفردية، والجماعية، على المستوى التنظيمي، من أجل أن يتجاوز أي مناضل، أن يقوم بعمل لا علاقة له بالبرنامج الحزبي، أو بالسلوك المسؤول للمناضل الحزبي، على المستوى العام، وعلى المستوى التنظيمي، ومن أجل أن يتجنب كل مناضل حزبي، إلحاق الضرر بالتنظيم الحزبي، وبالشعب، وبالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذين يعمل الحزب اليساري، من أجلهم، على تحقيق التحرير، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، كما يسيء إلى الشعب، في بلد يتواجد فيه الحزب اليساري.
5) انضباط المناضل الحزبي، للإطارات التنظيمية للحزب، حتى يساهم في التقرير، والتنفيذ، وفي بناء الشخصية الحزبية العامة، والخاصة، وفي جعل الحزب فاعلا في الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، وعاملا على التغيير، في أفق إصلاح النظام القائم، إن كان اليسار إصلاحيا، وفي أفق تحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، إن كان اليسار اشتراكيا، وفي أفق اعتبار الاشتراكية، مجرد مرحلة، والعمل على تحقيق المرحلة الشيوعية، ليصير بذلك اليسار، وفيا لشهداء حركة التحرير الشعبية. وللعمل على تحرير الحاضر، والسعي إلى تحقيق أهداف اليسار، بأنواعه المختلفة، في المستقبل.
أما من يسعى إلى توسيع استفادته، فلا يهمه تحقيق أهداف اليسار الإصلاحي، كما لا يهمه العمل على تحقيق أهداف اليسار الاشتراكي، كما لا يهمه، في شيء، تحقيق أهداف اليسار الشيوعي؛ لأنه ليس يساريا، لا من قريب، ولا من بعيد، ويعمل على استغلال كل الإطارات، التي يمارس عليها الانتهازية، من أجل الوصول إلى تحقيق الأهداف الخاصة، التي لا تخدم، في شيء، لا الجماهير الشعبية الكادحة، ولا العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
ومن الطبيعي، أن يتحكم تحديد مفهوم اليساري، في ممارسته، بصفة عامة، وعلى مستوى علاقته بأفراد المجتمع/ وبعلاقته بأفراد أسرته، بصفة خاصة؛ لأن اليساري الحقيقي، لا يكون إلا متشبعا بمبادئ اليسار، وبالأخلاق اليسارية، التي تقتضي التحلي بتلك المبادئ، كما يقتضيها التشبع بالأخلاق، التي اتصف بها الشهداء الأوفياء، الذين قدموا أرواحهم، من أجل التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، والعمل على تحقيق المرحلة الشيوعية.
فاليساري الحقيقي:
هو اليساري الذي يستزعب الاشتراكية العلمية، ويعمل على توظيف قوانين المادية الجدلية، والمادية التاريخية، في التعامل مع الواقع، في تاريخيته، وفي حاضره، وفي مستقبله، حتى يكون منسجما، مع ما يمارسه، ومن أجل أن يتحلى بالوفاء، لما يقتنع به، ولما يسعى إلى تحقيقه، في إطار الحركة، من أجل جعل الواقع يتغير، لصالح الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، ومن أجل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
هو اليساري الذي يحرص على أن يكون على اطلاع واسع، على مختلف التجارب الاشتراكية، التي حققتها البشرية في الشرق، وفي الغرب، وفي الشمال، وفي الجنوب، وعلى جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.
هو اليساري، الذي يحرص على أن يكون ملما بأدبيات الاشتراكية العلمية، مهما أمكن ذلك، حتى يتجدد فكره، العلمي باستمرار، ويتعمق في استيعاب الاشتراكية العلمية، ويساهم، من قريب، أو بعيد، في عملية التطور المستمر، والمعمق، التي تعرفها، وفي تفاعلها مع الفلسفة، والمعرفة العلمية، ومع الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، حتى يصير الواقع، مستأنسا، بالفكر الاشتراكي العلمي، ويصير الفكر الاشتراكي العلمي، مستأنسا بالواقع.
هو اليساري، الذي يستوعب تاريخ اليسار: محليا، وإقليميا، وجهويا، ووطنيا، وعالميا، حنى يتأتى له أن يعمل على تفعيله، على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، أفقيا، وعموديا، أملا في تطور وتطوير الاشتراكية العلمية، وفي تطور وتطوير التحليل الملموس، للواقع الملموس، انطلاقا من البرنامج اليساري، وحرصا من المناضل اليساري، على تحقيق الأهداف، التي يكون لليسار ككل، الفضل في تحقيقها.
هو اليساري الذي يرتبط بالجماهير الشعبية الكادحة، وبالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ويحرص على بث الوعي بها اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، وفكريا، وغير ذلك، حتى تتحول الجماهير الشعبية الكادحة، ومعها العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، إلى حامل جماعي، للوعي الاشتراكي العلمي، كأساس تقوم عليه الاشتراكية العلمية، المتطورة، التي تقف وراء إيجاد المثقف الجماعي، الذي يمثل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
هو اليساري، الذي يقف وراء إقامة التنظيم الجماهيري، وتقويته، وتفعيل برنامجه: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، في أفق العمل على تحقيق الأهداف، المتمثلة في التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، كما حددها الشهيد عمر بنجلون، في المؤتمر الاستثنائي، للحركة الاتحادية الأصيلة، في يناير 1975، التي لا زالت راهنيتها قائمة. والمطلوب من اليسار، ككل، أن يعمل على تحرير الإنسان، والأرض، وتحقيق الديمقراطية، بمضامينها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.
واليساري، عندما يستوعب الاشتراكية العلمية، ويحرص على أن يكون له اطلاع واسع، على التجارب الاشتراكية، كما يحرص على أن يكون ملما بالاشتراكية العلمية، كما يحرص على أن يستوعب تاريخ اليسار، على جميع المستويات، بالإضافة إلى الارتباط بالجماهير الشعبية، وبالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ويحرص على إقامة التنظيم اليساري، وتقويته، ليصير بذلك يساريا: قولا، وعملا، أو نظرية، وممارسة.
والالتزام بالنظرية اليسارية، على مستوى الممارسة، هو المحدد لليسار؛ لأنه بقدر ما يلتزم المناضل اليساري، بما يرد في النظرية، حسب قناعة المناضل اليساري.
وهل هو متمكن من الاشتراكية العلمية، أو غير متمكن منها، أو متوسط التمكن؟
فإذا كان ملتزما بما يرد في النظرية: جملة، وتفصيلا، فهو متمكن.
أما إذا كان مقتنعا بالاشتراكية العلمية، ولكنه غير متمكن منهان فإنه قد يحرص على على أن يلتزم بما يرد في النظرية اليسارية، وقد لا يحرص، حسب علمه، أو جهله بما يرد في النظرية.
أما إذا كان مقتنعا بالاشتراكية العلمية، ومتوسط التمكن منها، فإنه قد يلتزم، وقد لا يلتزم بما ورد في النظرية، بناء على تمكنه، أو عدم تمكنه، من الاشتراكية العلمية، التي يقتنع بها. وهو ما يعني: أننا في استقطاب المناضلين اليساريين، الحديثين في اليسار، أو في الحزب اليساري، علينا أن نحرص على أن نجعل المناضلين المستقطبين، في مرحلة التعاطف، والاقتناع بالاشتراكية العلمية، ويتمكنون منها: جملة، وتفصيلا، قبل الانخراط في حزب اليسار، الباني أيديولوجيته، على أساس الاقتناع بالاشتراكية العلمية.
وانطلاقا مما سبق، فإن الانخراط في النضال اليساري، يكون من أجل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، هو الذي يجب أن يتحكم في الممارسة اليسارية، لضبط مفهوم اليسار، لأن التغيير لا يتم إلا بالنضال، من أجل النظرية، التي تشكل النقيض للطبقة الحاكمة، والطبقة النقيض، في مثل حالتنا، لا يمكن أن تكون إلا الطبقة العاملة، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذين يعملون على إنتاج، وتقديم الخدمات، التي يحتاج إليها الشعب، على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، سعيا إلى تحرير الإنسان، والأرض، وتحقيق الديمقراطية، وتحقيق العدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل، للثروة المادية، والمعنوية، في أفق الاشتراكية.
ولذلك فالنضال اليساري المنتج، لا يمكن أن يكون إلا من أجل:
1) العمال، الذين يشتغلون في المعامل الإنتاجية، وتكمن وظيفتهم في إنتاج الخيرات المادية، والمعنوية، من أجل توفير البضائع، التي يحتاج إليها الشعب، من أجل العيش الكريم، دون الحاجة إلى استيراد البضائع، بأثمنة مرتفعة، من الأجانب، الذين يستنزفون بشركاتهم التجارية، والصناعية، والخدماتية، كل مداخيل الشعب المغربي، من أجل اقتناء البضائع، التي ينتجونها، ومن أجل تلقي الخدمات، التي يقدمونها للشعب المغربي، مما يجعل المغاربة الرأسماليين، يقتدون بهم، في بيع الخدمات، وبقيم مرتفعة، وخاصة في التعليم، والصحة، والسكن، وغير ذلك من الخدمات، التي من المفروض، أن تكون في متناول الجميع.
2) الأجراء، الذين يشتغلون في مجال الخدمات، باستثناء رجال القمع، الذين يعملون على حماية الاستغلال الهمجي، القائم في الواقع المادي، والمعنوي، وخاصة، في مجالات التعليم، والصحة، والسكن، والترفيه، والسياحة، باستثناء المرتشين، الذين يجعلون الرشوة، وسيلة لتحقيق التطلعات الطبقية، كمرض مبتلى بالتطلعات الطبقية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، خاصة، وأن مرض التطلعات الطبقية، مرض عضال، لا يفارق صاحبه إلا بالموت، أو الدخول إلى السكن، أو فقدان ما جمعه من ثروات، بصفة نهائية.
3) كل كادحي المجتمع، من غير العمال، ومن غير باقي الأجراء، وسائر الكادحين، ممن يعيشون على تقديم الخدمات العابرة، وبقيم غير محددة، وغير متناسبة، مع طبيعة الخدمة، التي يتلقاها منهم، من هم في حاجة إلى تلقي تلك الخدمات، مما يجعل أوضاعهم لا تتحسن أبدا، فكأنهم وجدوا، ليبقوا، كذلك، مدى الحياة. وهو ما يقتضي من الدولة القائمة، أن تعمل على إنشاء شركات لتقديم الخدمات العابرة، محددة أسعار تقديم كل خدمة على حدة، يكون اساسها، هؤلاء الذين يقدمون الخدمات العابرة، بقيم زهيدة، حسب ما يراه متلقي تلك الخدمة، على أن يتلقوا أجورا مناسبة، وأن يتمتعوا بالحماية الاجتماعية، والحماية الصحية، بجعلهم يشعرون بأنهم ينتمون إلى هذا المجتمع، وينتمون إلى جنس الإنسان، وينالون نصيبهم من الحياة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، ويتمتعون بكل حقوقهم الإنسانية.
4) التجار الصغار، الذين يقضون سحابة يومهم، في حراسة البضائع الاستهلاكية، التي يحتاج إليها السكان، في حياتهم اليومية. وهؤلاء يشكلون قطاعا عريضا من المجتمع، ويقومون بدور رائد في إنجاز الدورة الاقتصادية في المجتمع، كما يساهمون، بشكل كبير، في عملية التنمية الاجتماعية، والثقافية، والسياسية. إلا أن هؤلاء، لا يمكن لا يمكن أن يقوموا بدورهم كاملا، ومتكاملا، ما لم ينخرطوا في إطارت جماهيرية، تقود نضالاتهم المطلبية، بشكل منظم، ومنتظم: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، وإذا تم اقتناعهم بالانتماء إلى الأحزاب السياسية، وخاصة، إلى أي حزب يساري، فإنهم، بذلك، يمكن أن يعملوا على تطور، وتطوير المجتمع، ككل، إما عن طريق إصلاح النظام القائم، أو العمل على تغييره، بإقامة النظام الاشتراكي، الذي يمكن أن يتطور، لإقامة النظام الشيوعي، الذي تكون فيه السلطة للشعب، على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.
غير أن التجار الصغار، بحكم طبيعتهم البورجوازية الصغرى، لا يذهبون بعيدا، في معظم الأحيان، ويعملون، باستمرار، على تحقيق تطلعاتهم الطبقية، التي تقوم بدور رائد، في حشرهم، وراء الاهتمام بتجارتهم، دون إيلاء أي اهتمام، لا بالنضال الجماهيري، ولا بالنضال على تحرير الإنسان، وديمقراطيته، واشتراكيته. وأكثر من هذا، فإن التجار الصغار، يعملون على الارتباط بالتجار الكبار، الذين يمدونهم، بما يسعون إلى جعله وسيلة لتحقيق تطلعاتهم الطبقية. الأمر الذي يساهم، بشكل كبير في إبعادهم عن العمل، من أجل إصلاح النظام، أو من أجل العمل على إقامة النظام الاشتراكي، أو العمل على تحقيق الاشتراكية، في أفق تحقيق النظام الشيوعي.
5) الفلاحين الصغار، والمتوسطين، الذين غالبا ما يصيرون رهن إشارة السلطات القائمة، التي تدفع في اتجاه العمل على تحييدهم، وجعلهم مجرد احتياط، وحرس، من قبل أعوان السلطة القائمة، التي توحد ممارستهم، وتحرص على احتكار تبعيتهم لها. وكل من عمل على تحرير الإنسان، والنضال من أجل ديمقراطيته، وتحقيق العدالة الاجتماعية، في حقه، في أفق الاشتراكية، التي قد تتحول إلى مرحلة ما قبل الشيوعية.
ولذلك، فعلى اليسار، بأنواعه: الإصلاحي، والاشتراكي، والشيوعي، أن يعمل على أساس اعتبار الفلاحين الصغار، والمتوسطين، حلفاء طبيعيين، للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، حتى يدرك اليسار، أن عليه أن يضع في اعتباره: ضرورة العمل على توعية الفلاحين: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، حتى يدرك الفلاحون الصغار، والمتوسطون، أهمية تنظيمهم جماهيريا، وسياسيا، وأهمية ارتباطهم بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وأهمية انخراطهم في النضال الجماهيري، والسياسي، في أفق تحقيق إصلاح النظام، أو في أفق العمل على تحقيق الاشتراكية، أو في أفق الاستمرار في النضال، حتى تحقيق الشيوعية.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هلمو يا أبناء يهودا...
-
المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....34
-
في هذي الحياة ليس هناك...
-
المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....33
-
هل نحيا من أجل الحياة؟...
-
المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....32
-
شيرين يا أبو عاقلة...
-
المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....31
-
(العيد) والتمايز بين الناس...
-
المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....30
-
شيخة رمضان وأصحاب اللحى...
-
المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....29
-
عجب من هذي الحياة...
-
المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....28
-
هل للحياة معنى للوجود...
-
المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....27
-
عندما نتعلم ما معنى الحياة؟...
-
المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....26
-
حينما يحين موعد الأمل...
-
المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....25
المزيد.....
-
النهج الديمقراطي العمالي يدين الهجوم على النضالات العمالية و
...
-
الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب تدين التصعيد ا
...
-
-الحلم الجورجي-: حوالي 30% من المتظاهرين جنسياتهم أجنبية
-
تايمز: رقم قياسي للمهاجرين إلى بريطانيا منذ تولي حزب العمال
...
-
المغرب يحذر من تكرار حوادث التسمم والوفاة من تعاطي -كحول الف
...
-
أردوغان: سنتخذ خطوات لمنع حزب العمال من استغلال تطورات سوريا
...
-
لم تستثن -سمك الفقراء-.. موجة غلاء غير مسبوقة لأسعار الأسماك
...
-
بيرني ساندرز: إسرائيل -ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي في غزة-
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ... دفاعا عن الجدل --(ملحق) دف
...
-
اليمين المتطرف يثبت وجوده في الانتخابات الرومانية
المزيد.....
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
/ شادي الشماوي
-
النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا
...
/ حسام عامر
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
/ أزيكي عمر
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
المزيد.....
|