أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سيار الجميل - َعلَم العراق : هيبة وطنية أم خرقة سياسية ؟؟














المزيد.....

َعلَم العراق : هيبة وطنية أم خرقة سياسية ؟؟


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 1675 - 2006 / 9 / 16 - 10:07
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ان ما يجري في العراق اليوم حول علم البلاد لهو مثير جدا ومؤلم حقا ، اذ نجد خلافات محتدمة حول شرعية علم العراق ، فالعلم رمز هيبة وطنية ، يرفرف خفاقا ليجمع الولاء ، وتقّدم له التحية من أعلى رأس في البلاد الى عامة العباد .. ويحدّثنا التاريخ بأن العلم ليس مجرد خرقة بالية تتغّير من زمن لآخر ! انه رمز وطني لا علاقة له بنظام سياسي ولا بتركيب اجتماعي .. ومنذ القدم عّرفه فيكسيلويدس بأنه " الدليل النادر " او " القطعة البارزة " .. اوجده العراقيون القدماء ليتحّول الى الاغريق والى شعوب أخرى ، ولينتقل من مجرد ديكور من علامات عسكرية مهيبة الى رمز وطن تستخدمه دول وأنظمة واسر حاكمة ، ثم غدت الألوان والزخارف والإشكال في البيارق لغة سيمائية لها دلالاتها القوية على ما تتميز به أي بلاد تاريخا وجغرافية .. وبقدر ما نشهد بأن العلم شاهد رمز لهيبة من ثوابت لا تتغير في بلاد قديمة ، مثل : بريطانيا وتركيا وبلجيكا واليابان منذ قرون طوال.. ، لكنه غدا عرضة للمتغيرات في الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا والاتحاد السوفييتي والصين وغيرها.
لقد كان للعرب والمسلمين في دولهم القديمة راياتهم الشهيرة ، وصولا الى أيام تكويناتنا الوطنية المعاصرة .. وثمة بلاد عربية لها تقاليدها التاريخية الثابتة في إبقاء أعلامها التي تخفق على ترابها الوطني من دون تغيير كالمغرب وتونس والسعودية والإمارات والكويت والأردن ولبنان مثلا.. في حين غيّر العراقيون والسوريون والمصريون والليبيون واليمنيون على وجه التحديد راياتهم عدة مرات ، فلقد قام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتبديل العلم المصري الأخضر القديم وكل من شعار الدولة والنشيد الوطني . وهكذا ، بالنسبة للزعيم العراقي عبد الكريم قاسم الذي قام بتغيير علم المملكة العراقية القديم بعلم الجمهورية العراقية وشعارها الجديدين ، وذلك بعد ثورة 14 تموز / يوليو 1958 ، اذ قضى الزعيم قاسم وقتا طويلا يناقش ذلك مع وزرائه ومستشاريه رموز العراق الجديدة .. وخرج العراق بعلم وشعار ولكنهما جميلين احببناهما في طفولتنا ! ومضى زمن قصير اثر اعدام الزعيم قاسم من قبل الانقلابيين البعثيين في العام 1963 ليجتمع قادة البلدان الثلاثة في ما سمي بالوحدة الثلاثية بين مصر وسوريا والعراق ، فخفّ المشير عبد السلام عارف ليغير رموز العراق كرة اخرى فاستنسخ رموز مصر الناصرية : علما ونشيدا وشعارا ، وكذلك فعلت سوريا ، اذ قامت هي الاخرى فغّيرت رموزها . اما مصر ، فان الرئيس انور السادات قام بعد ان تقّلد حكم مصر بتغّيير اسم دولته فأسماها بـ ( جمهورية مصر العربية ) وغير نشيده الوطني من ( والله زمان يا سلاحي ) ، اذ استعاد اللحن الشعبي الخالد للموسيقار سيد درويش ( بلادي بلادي بلادي لك حبي وفؤادي ) وغير َعلَم بلاده بسرعة ، ليبقى عَلَم عبد الناصر يرفرف حتى يومنا هذا فوق العراق بثلاث نجمات وفي سوريا بنجمتين رموزا لوحدة عربية لا وجود لها مع استفحال حرب عربية باردة تناحرت فيها الاذاعات والصحف بين البلدان الثلاثة..
لقد بقي النشيد الوطني المصري ( والله زمن يا سلاحي.. ) يعزف في العراق من دون تغيير على امتداد عهدي الرئيسين عبد الرحمن عارف واحمد حسن البكر ! ومضت سنوات حتى قام الرئيس صدام حسين باستحداث نشيد وطني جديد قام بتلحينه وليد غلميه ، وخطّ بيده كلمتي ( الله اكبر ) على علم العراق فغيرّه للمرة الرابعة من دون الاعتماد على أي نص قانوني ، وكلنا نذكر في العراق على امتداد أكثر من خمس وثلاثين سنة ، إن علمين اثنين كانا يرفرفان في سماء العراق : علم جمهورية العراق الحالي وعلم حزب البعث العربي الاشتراكي وهو العلم القديم للثورة العربية الكبرى عام 1916 . وبعد السقوط والاحتلال عام 2003 ، صادق مجلس الحكم على علم للبلاد رفضه العراقيون مباشرة كونهم وجدوا شبها بينه وبين علم إسرائيل ، فرجع العمل بعلم النظام السابق .. ومؤخرا تغيّر شكل كلمتي ( الله اكبر ) من حروف خطها صدام حسين الى الخط الكوفي من دون الرجوع الى أي مادة قانونية لذلك التغيير !! وكم طالبنا منذ ثلاث سنوات إقرار مادة دستورية باستعادة هيبة رمز وطني لواحد من العلمين العراقيين القديمين لشرعيتهما التاريخية ، ولكي يحترمنا العالم بعد تاريخ مرير من العبثية الصارخة !
إنني أسأل : هل هناك امة على وجه الأرض تتلاعب برموزها الوطنية كما تلاعب بذلك العرب في دول مهمة ؟؟ وهل نجد أمما أخرى قامت بخرق دساتيرها وداست على كل رموزها التي تربت الأجيال في ظلها ؟ ولم أزل أتذكر من عهد طفولتي أيام العهد الملكي أن تقليدا وطنيا كان يجري مساء عند رفع او إنزال العلم في قلب المدينة على إيقاع عزف الموسيقى ، اذ كان الجميع يتوقف عن الحركة تماما في قلب المدينة وفي حالة استعداد شديد .. ولكن هيهات بين ما تربينا عليه من تقاليد وطنية وبين ما يجري اليوم اثر خيانات عظمى بحق رموزنا الشرعية ! ان الرمز الوطني لا تتحكم به الأمزجة الشخصية ولا الأهواء السياسية ، ولقد اقترحت أيضا أن تستعاد شرعية كل من علم العراق وشعار العراق القديمين .. والاستعادة هنا غير التبديل إذا ما استعدنا رموزنا الوطنية والدستورية الشرعية القديمة بعد كل ما حّل بها من تبدلات سياسية .. فهل سيتم ذلك في ظل عبث وتمزق وطني يعيشه العراق ؟ أتمنى حدوث ذلك !



#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلاد الأساطير تنحرها البشاعات !!
- نهاية العراق من دون شهادة وفاة !! كتاب يطالب بشهادات ميلاد ل ...
- حرب بلا نهاية: العراق ليس يوغسلافيا جديدة !!
- رحيل جرجيس فتح الله المحامي.. مثقف موصلي وسياسي عراقي متنوع ...
- روائيون خياليون يرسمون مصير الشرق الأوسط !!
- دعوا لبنان يعيش
- لبنان: حرب نظام أم كسر عظام ؟؟
- الأقليات الدينية في العراق .. لماذا تضطهد ؟؟
- اصلاحات جذرية يحتاجها العراق !!
- صاحبة الجلالة أقوى من قبة البرلمان !!
- من تصدير ثورة إلى استيراد ديمقراطية
- العراق: لماذا تشّوهون تاريخه وجغرافيته؟
- العراق ليس خارطة بريطانية !!
- ذبول العقل العربي: شراسة اليوتوبيا وصراع الاضداد..
- الكهّان الجدد .. ورجال التابو...متى تخرجون من الشرانق المتيّ ...
- من ينقذ البصرة : فينيسيا الشرق القديم ؟؟
- هل ثمة غرفة عمليات أمنية لدى الحكومة الجديدة ؟
- هل المنطقة فوق فوهة بركان ؟ بعيدا عن الحرب العراقية الإقليمي ...
- الانغلاقات السياسية متى يتخلّص منها العرب؟
- مقاطع واضحة!!


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سيار الجميل - َعلَم العراق : هيبة وطنية أم خرقة سياسية ؟؟