أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - خلف علي الخلف - الاحتفاء بالتفاصيل اليومية إذ يشكل نصاً: عن حواف خشنة















المزيد.....

الاحتفاء بالتفاصيل اليومية إذ يشكل نصاً: عن حواف خشنة


خلف علي الخلف

الحوار المتمدن-العدد: 1675 - 2006 / 9 / 16 - 01:18
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


" لم اتوقع أن يلاقي نشر روايتي الأولى هذا الصدى، وإن كنت آمل به على الأقل كمكافأة على الجهد الذي بذلته للتخلص من علاقتي ذات البعد الواحد باللغة . لست سوى شاعر " هذا ما يقوله عمر قدور " القادم من بساطة الشعر إلى مجاهيل الرواية " ليس في حوار حول روايته وإنما في متن الرواية التي أسماها " حواف خشنة " وأصدرتها وزارة الثقافة في سلسلة روايات عربية في بداية هذا العام (2004)
تدور احداث الرواية زمانيا في فترة قصيرة نسبيا هي نهاية القرن الفائت بين عامي 1995- و 2001 , والراوي في الرواية هو راوئي كان يكتب الشعر وفي ذلك تقاطع مع شخصية الروائي وهو ما يعني بأنها كرواية اولى لم تفلت من إطار السيرة الذاتية الذي سيطر على كتاب الرواية غالبا في رواياتهم الاولى.
تبدأ احداث الرواية براوٍ يتحدث عن رواية كتبها واسماها " بيضاء كالآبدية" ولاقت نجاحاً ويطالبه الناشر بكتابة جزء ثان للرواية متكئاً على النجاح الذي حققه من خلال نشر روايته الاولى.
و قد يخطر لنا أن نصنف رواية حواف خشنة وفق هذا السياق بأنها كتابة عن الكتابة التي تستهوي كتابا كثيرين، إلا انها ليست معنية بذلك إلا بقدر كون شخصية الراوي هي روائي .
وإذ اردنا أن نلخص أحداث الرواية فإننا سنجد صعوبة بالغة من حيث أن الرواية لا ترتكز على حدث رئيس ولاتنمو فيها الحكاية بشكل عمودي أو حتى توالدي، بل يمكن تصنيفها انها مجموعة حكايات يرويها اشخاص عن انفسهم وعن آخرين، وترتبط مع بعضها بخيط يمكن ان نسميه معرفة الشخوص لبعضهم، وتشكل هذه الحكايا لوحة صغيرة وشفافة من مشهدية الحياة وبهذا فإن عمر قدور يستفيد من البناء النظري لقصيدة النثر التي يكتبها، من حيث انه في روايته غير مشغول بالقضايا الكبرى أو بطرح مفاهيم كلية عن الكون والوجود أو الاجابة عن تساؤلات الحياة الكبرى، بل ان ما يهتم به هو التفاصيل الصغيرة ويوميات الشخوص العادية، وتبدو هذه الافادة على مستوى اللغة ليس من جانب " الحمولة الشعرية للنص " الذي تيتعد عنه الرواية وإنما من خلال اللغة المشذبة من الزوائد، اللغة اللينة والمخادعة، إذ تبدو تراكيب الجمل من مألوف الحياة لكنها " في العمق" تنم عن وعي باللغة كأداة مهمة من ادوات الروائي وتتجلى هذه اللغة المشدودة والمتوترة ايضا بشكل واضح في القسم الرابع من الجزء الثالث من الرواية
وإذا اردنا النظر الى الرواية من خلال شخوصها وانتماءاتهم الفكرية أو من خلال البحث عمن هو بطل الرواية، فإن الرواية لاتقول شيئا حول ذلك فهي ليست رواية ابطال بالمعنى الروائي، وإنما تتحدث عن جيل شاب جامعي يعيش حياته التي ينسجها عمر قدور بقدر من الاجتزاء والتركيز على يوميات مبعثرة باقتراب من حال القصيدة الشفوية، و إذا كان علينا ان لا نطالب الكاتب ان يعرفنا على كل شيء عن شخصية من شخصيات العمل إلا اننا في حواف خشنة لانتعرف كثيرا على شخوصها( بيئاتهم - انتماءاتهم الفكرية - عوامهم - نظرتهم للحياة ....)وتشذ عن هذا بقدر ضئيل شخصيتا حازم وعلاء بدرجة اكبر.وتبدو الرواية غير معنية بعوالم الشخوص خارج لحظة وجوده الروائي الذي هو كما اسلفنا اختيار لجزء صغير وحميم احياناً من مجمل عوالمهم، وإذ أنه وسوى شخصية علاء اليساري الذي ينتمي الى " جماعتنا " كما يوردها الكاتب على لسانه ويفسرها الراوي بأن جماعتنا هذه " تعبير غامض عن مجموعة يفترض بها تغيير العالم " وشخصية حازم او خالد التي تنظر الى الامور " بعمق " فإن الشخصيات الاخرى بما فيها شخصية الراوي تظل مجهولة ولاتقدم الرواية شيئا يوضّح مسار هؤلاء الشخوص.
بل ان الراوي في متن الرواية يصرح أنه غير معني إلا بالبناء الداخلي للشخصية، ورغم ان الرواية تهتم باليومي في حيوات الشخوص إلا انها لا تنسج أي علاقة من أي نوع بين القارئ وبين هذه الشخوص بل تحيل الى حيادية باردة يبقى القارئ محافظا عليها حتى نهاية الرواية وهنا يبدو الافتراق مع القصيدة الشفوية التي غالبا ما تثير التعاطف في الحالة التي تصورها أو تثير الدهشة على الاقل .
وإذا كانت الرواية لاتصور جيلا يجتر احلامه المكسورة فإنها تقدمه كجيل يرغب بالهجرة او مهاجر من خلال سفر غالبية الشخوص إلى خارج الوطن. ما عدا شخصية علاء الذي يقدم كشخصية منكسرة لما أصاب الاتحاد السوفييتي من تفكك وحتى هذا يرد كتفصيل صغير من التفاصيل الصغيرة التي تحفل بها الرواية.
وإذ ينجح الكاتب في خلق تطابق بين الشخوص ومنطوقاتهم الفكرية فإن ذلك يمكن ان يعزى الى ان غالبية شخوص الرواية هم من مستوى علمي او معرفي جيد، وحين يبتعد الروائي عن تلك الشخصيات فإنه ينطق أم محمود صاحبة (شاليه الاحلام ) بحكمة العارفين .
إحدى الاشكاليات التي تطرحها الرواية ايضاً هي غياب المكان، الذي يمكن تأويله بأن الجيل الذي تتحدث عنه الرواية هو جيل ليس لديه احساس بالانتماء الى مكان ما.
وعلى مستوى البناء الزمني فإن الرواية تدور تقريباً في زمن ثابت، وقد يجد ذلك تبريره بقلة الاحداث التي ترويها، ويبدو ذلك واضحا حتى خلال سفر سوسن الحدث الابرز في الرواية، التي سرعان ما تعود بشخصية فاتن، تلك الشخصيتان اللتان تتطابقان احياناً وتفترقان في احيان اخرى وهذه ايضاً مشكلة تقع فيها الرواية إذ لم يرسم الكاتب حدوداً فاصلة بين الشخصيتين في الوقت الذي يوحي فيه انهما مختلفتان .
من الاشكاليات الاخرى في الرواية على مستوى المضمون هو ذلك الاستلاب الذي يبدو على الشخوص امام شخصية " هاري "الأمريكي وهم ما هم عليه من تحصيل علمي ومعرفي، وهنا يمرر الراوي إحدى اهم المقولات الفكرية القليلة التي تطرحها الرواية بشكل سلس ودون ضجيج عن العلاقة مع الآخر
ولا بد من الاشارة الى بعض الاشكالات الفنية التي تقع فيها الرواية إذ يبدو الفصل الاول والاخير فصلان زائدان أضافهما الروائي لإسباغ نوع من الاشكالية التجريبية على مستوى كتابة الرواية... وكذلك أيضا الفصل الخاص بوالد فاتن، إذ يدخله الروائي الى عالم الرواية عبر تعليقاته على روايته الاولى لنكتشف لاحقاً ان هذ الفصل ليس تعليقات على رواية بل شخص يتحدث عن علاقته بابنته واسرته ولا وجود للرواية المعلق عليها.
وفي النهاية يمكن القول إن عمر قدور يقدم رواية ممتعة حقاً لا تدع قارئها يتركها قبل ان يكملها، وبهذا فإنه عندما اخترق مجاهيل الرواية استطاع ان يكتب نصّاً يتميز بأنه يتخطى عتبة الرواية الاولى



#خلف_علي_الخلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعار ل بثينة العيسى: رواية تجميعية رديئة نموذجاً للتطبيل
- زواج الحكاية واللغة لإنجاب نص الحياة:عن فسيفساء إمرأة
- العجيلي: الذي عاش كبيراً ورحل كبيراً
- حلب الآن: نعي مدينة خاوية
- بَوَّات الثقافة السورية: خير خلف لخير عرسان
- الدعارة الثقافية: منتج الاستبداد والكبت
- كونديرا سورياً: عن البلاد التي بلا أمل
- المعارضة السورية ظاهرة إعلامية أم تمتلك قوى تغيير؟
- استعطاف واسترحام إلى عمنا بوش في أمر شخصي
- خدام اليوم .. مجلس الشعب أمس
- قاموس الرطانة السياسية (6): المنعطف الحاسم.. متى ينتهي ؟
- قاموس الرطانة السياسية (5) : الحوار الوطني الحوار مع الآخر
- الطغيان :جبران تويني ليس فصلاً أخير
- سوريا بعد تقرير ميليس : سلطة ومعارضة (2) هل وصل النظام محطته ...
- سوريا بعد تقرير ميليس: سلطة ومعارضة -1
- نيكاراغوا ومنها الخبر الأخير
- غداً نلتقي: غزة وحماس والسلاح غير المقدس
- وزيرالتعليم العالي يدمر مستقبلي السياسي
- سوريا قبل المؤتمر سوريا بعد المؤتمر :الاحزاب والتشكيلات في ا ...
- سوريا قبل المؤتمر سوريا بعد المؤتمر : الاحزاب والتشكيلات في ...


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - خلف علي الخلف - الاحتفاء بالتفاصيل اليومية إذ يشكل نصاً: عن حواف خشنة