حروف بلا نقاط ـ 19 ـ
التاريخ يعيد نفسه
عام 1915:
دخلت القوات البريطانية العراق عن طريق الفاو , واحتلت بغداد عام 1917 , وصرح قائد الجيش البريطاني ( مود ) بأنهم جاؤا محررين وغير فاتحين , وجاء معهم الهنود , قامت ثورة العشرين (1920) التي لعب رجال الدين الشيعة وشيوخ العشائر دورا فيها , مطالبين بالأستقلال وتشكيل حكومة تعبر عن ارادة الشعب العراقي , وطالب قادة ثورة العشرين ان تكون الدولة العراقية دستورية ديمقراطية . ولكن النتيجة كانت معاكسة , حيث استبعدت ارادة الشعب العراقي وحلت محلها رغبة القوات المحتلة , وهي التي تولت توجيه سياسة البلد الداخلية والخارجية بشكل مباشر اول الأمر , ولاحقا بشكل غير مباشر عبر السفارة البريطانية .
عام 2003 :
دخلت القوات البريطانية العراق عن طريق أم قصر , ومعها هذه المرة القوات الأمريكية التي احتلت بغداد بعد عشرين يوما فقط " لتقدم التكنولوجيا " , وجاء معهم بعض العراقيين الذين تم تدريبهم في هنغاريا لهذه المهمة . اعلنت الولايات المتحدة الأمريكية انها جاءت لتحرير الشعب العراقي ونشر الديمقراطية ! رجال الدين الشيعة والعشائر العراقية تسجل لها حضورا ملحوظا , وهؤلاء سوية مع الأحزاب والقوى السياسية , يطالبون جميعا بالأستقلال وتشكيل حكومة عراقية ديمقراطية دستورية تعبر عن ارادة الشعب العراقي . وبمقابل ذلك تتولى قوات الأحتلال الأمريكية توجيه سياسة البلد الداخلية والخارجية بشكل مباشر . ومن حق المواطن العراقي البسيط وهو يقلب مواجع التاريخ والحاضر ان يطرح على المدافعين عن السياسة الأمريكية سؤالا بسيطا وواضحا وضوح الشمس : هل سيتم توجيه سياسة بلدنا الداخلية والخارجية عبر السفارة الأمريكية ؟ الجواب لا يحتاج الى عناء تفكير , فالممارسات الملموسة على الأرض تشير الى انه لا يمكن بأي حال من الأحوال لوي عنق الحقائق , ولكن بمقابل ذلك يمكن لوي أعناق البشر لتمرير سياسات محددة !!
22/5/2003