ابراهيم سبتي
الحوار المتمدن-العدد: 1675 - 2006 / 9 / 16 - 10:04
المحور:
الصحافة والاعلام
شبكات التلفزة والاذاعات والفضائيات ، تتواصل بفرح وغبطة وشماتة ، اللهم اشهد .. حين تذيع او تبث مصيبة أي كان حجمها ، مع ان المصائب تتساوى في النتائج ، هم يعظمونها ويهولونها ويعطونها جرعة مضخمة لتكبر وتصبح مبكية وحزينة وطريق الأمل فيها مغلق واليأس يقترب والمحن تتوالى ..
الاعلام اخطر من الحرب نفسها ، والحروب لا تقع ولا تنتهي الا وكان الاعلام له دور فيها .. ولا نريد خوض الدور ولا تفصيلاته .. الا انه بات اكثر خطرا من اية مفخخات او مفرقعات او عبوات .. صار اخطر من تصريحات القادة والمسؤولين والمتصارعين والمختلفين .. صار ينقل بعين غير عيوننا وبتعليق غير الذي لنا وبشكل غير الذي نراه وبطعم غير الذي الفناه ..
المصيبة اعظم اذن ..
ما الذي نفعله كي نسكت المراسلين والمندوبين وهم ينقلون لنا مشاهد التشويه والاجساد المقطعة والمثلومة ؟
ما الذي علينا فعله كي نتجنب كل هذا البؤس..
صار كل مشهد ، دموي في النقل المباشر وغيره ..
صار كل حادث عابر ، مأساوي مع قليل من التعليق
صار كل خراب ، دمارنا اجمعين
في احداث ايلول ، لم نشاهد ان واحدا مات وتبعثرت اشلاؤه ..
لم تنقل لنا قناة او وكالة او صحيفة ، صورة جثة محترقة او حتى ممددة في الشارع ..
لم ينقلوا للعالم مشاهد مقرفة او قل محزنة ..
في بلد الصحف والوكالات المهولة والفضائيات ،سمحوا لنا برؤية الطائرات تصطدم ببرج التجارة العالمي في لقطات موحدة اتفق عليها ..
لم نر أي شخص مقطع او مدموم ..
في بلادنا .. صار أي شخص في أي بقعة من الارض ، يرى بشاعة المشهد منقولا دون رتوش ..
ولا ندري أي منا المخطيء ؟
هل نحن لاننا نرى بعيوننا ونتابع !!
ام الذين ينقلون الاحداث بتهويل مقصود ؟
كم من خبر بيع الى الوكالات والفضائيات للسبق والتميز ؟
وكم من الدماء بيعت في اسواق الفضائيات لتبث لنا عمق المحنة واليأس من الحلول .؟
المشاهد الدامية ، سلعة تباع ..
والمشاهد الاخرى للحياة لا احد يشتريها ..
كم من المدن في البلاد ، تنام هانئة مسرورة بهدوئها وأمان يومها ؟
او قل كم من المدن تنام فوق السطوح تتنسم هواء الليل لا هموم تزعجها ولا كهرباء تفسد غفوتها !
وكم من الاطفال تلعب في شوارع اكتظت بهم ؟
لا احد جاء لينقل بعدسة اليقين ما يجري خارج اسوار اللهب .
هل البلاد تحترق جميعها ؟
الفضائيات والوكالات .. الاجابة لطفا .. مع التقدير
#ابراهيم_سبتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟