أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - رسالة اقتصادية سعودية الى العراقيين














المزيد.....


رسالة اقتصادية سعودية الى العراقيين


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7259 - 2022 / 5 / 25 - 07:50
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


منذ خمسينيات القرن الماضي و اقتصاديون عالميون يصرخون بأعلى صوتهم ان القطاع الريعي ( الصناعات الاستخراجية ) لا يمكن ان تقود الاقتصادي الوطني وللأسباب التالية:
1. ان القطاع الريعي يكون من العادة منفصل من بقية القطاعات الاقتصادية الأخرى , بمعنى انه مستعمرة خاصة , عماله ومكائنه لا يمكن استخدامهما في القطاعات الأخرى.
2. القطاع الريعي عرضت لتقلبات السوق ,كما يعرف الجميع عن سوق النفط العالمي , أسعاره أصبحت تشبه رولا كاستر , صعود ونزول , مما يجعل الاقتصاد المحلي برمته اسير هذه التقلبات .
3. القطاع الريعي ضد البناء الديمقراطي او في الضد من الديمقراطية وسبب رئيسي من وصول الديكتاتوريات الى منصات الحكم . النفط والحرية لا يلتقيان .
نعم , استطاع القطاع النفطي ان يوفر للبلدان النفطية إيرادات مالية ضخمة وعملات الأجنبية استطاعوا بها استيراد ما يحتاجونه من سلع وخدمات , ولم يعرضها الى الاقتراض , الا في بعض الأوقات , ولكن هذا القطاع لم يستطع تغيير تركيبة الاقتصاد الوطني . على سبيل المثال , بقى الاقتصاد العراقي يعتمد بشكل رئيسي على انتاج وتسويق النفط , بينما بقيت القطاعات الاقتصادية الأخرى ( الزراعة والصناعة) تراوح في مكانها , ان لم تتراجع . هذا الحديث ينطبق على جميع الدول الخليجية ومعظم دول الاوبيك .
النتيجة , والحديث عن العراق, هو الاعتماد المتزايد على القطاع النفطي , فشل دعوات أصحاب المال للاستثمار داخل البلد , عدم استطاعة الدولة من عودة الحياة الى القطاع الصناعي , وتظاهرات يومية لشباب يطالبون حقهم في العمل .
قادة العراق الجدد من سنة وشيعة وكرد مازالوا يعيشون بعيدا عن الواقع ولم تؤثر بهم كثرة المطالبات الشعبية بالإصلاح الاقتصادي و توفيرفرص العمل . انهم منشغلون بتقاسم كعكة الحكومة . والا ماذا يفهم من الانسداد السياسي الحالي و البلد بلا خطة اقتصادية وبلا ميزانية عامه , والمحكمة الاتحادية تحكم ببطلان جميع التشريعات التي أصدرها السيد مصطفى الكاظمي , رئيس الوزراء؟ ثم متى تبدا الخطط التنموية التي وعد المسؤولين بها؟ والى متى يبقى العراق يعتمد على النفط لتوفير غذاءه ؟ وهل نسوا محنة العراق المالية عام 2016- 2019 بسبب انهيار أسعار النفط والتي أوقفت الحياة فيه ؟
اذا نسى العراقيون المحنة , فان قادة المملكة العربية السعودية لم تنسى . ساعد السعودية انتاج وتسويق النفط , ومكنها من بناء فائض مالي في ميزانية الدولة وفي احتياطيها , ولكن المملكة لم تكتفي بهذا المقدار لأنها تعرف جيدا ان هذه الوفرة المالية سوف لن تدوم , وان القطاع النفطي لا يستطع توفير فرص عمل للمواطنين مالا نهاية , فقررت التحول من الاعتماد على القطاع النفطي الى القطاعات المحلية , او ما يسمى القطاع الغير نفطي والذي يشمل الصناعة والزراعة والخدمات بكل أنواعها . المملكة تخطط ان يكون سهم القطاع الغير النفطي في الإنتاج الوطني نسبة 65% في العام القادم , مقارنة مع 51% لهذا العام . هذه الزيادة المتوقعة ستكون نتيجة قرار المملكة بالانفتاح على الخارج , حيث قال وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل الابراهيم , ان " السعودية تجري مناقشات مع شركات من جميع انحاء العالم لحملهم على نقل بعض عملياتهم الى البلاد". وبحسب بلومبرغ ستكون المملكة اسرع اقتصاديات مجموعة العشرين هذا العام بعد الهند , فيما يتوقع صندوق النقد الدولي ان يتجاوز الناج المحلي الإجمالي(الإنتاج الوطني) ترليون دولار لأول مرة.
وبالمناسبة فان تجارة المملكة العربية السعودية مع الدول العربية هي الأخرى سجلت زيادة مرموقة وبنسبة 45.7% مقارنة مع العام الماضي , او مبلغ 72.5 مليار دولار.
بالمقابل فان العراق مازال من أكثر البلدان المعتمدة على النفط في العالم، اذ شكلت عائدات النفط، خلال العقد الماضي، أكثر من (99%) من صادراته، وقرابة (85%) من ايرادات الموازنة العامة، وقرابة (42%) من الناتج المحلي الإجمالي، وهو اعتماد مفرط على النفط يعرض الاقتصاد العراقي لتقلبات الاقتصاد الكلي. وقد كان لتراجع الايرادات النفطية، نتيجة جائحة كورونا، تأثير كبير على الناتج المحلي الإجمالي عام 2020، والذي تقلص بنسبة (15.7%). كما ادى تراجع الايرادات النفطية إلى انخفاض كبير في النفقات العامة، وبالأخص الاستثمارية منها، مما زاد من انكماش الاقتصاد العراقي عام 2020. وبلغت معدلات البطالة مطلع العام 2021 ارتفاعا ملحوظا فاق نسبة (10%). ويتوقع الدكتور حيدر حسين ال طعمه , بان الإنتاج النفطي سيكون المحرك الرئيسي للنمو على المدى المتوسط. ورغم توقعات تحسن الناتج المحلي الاجمالي غير النفطي، لكنه سيبقى بمتوسط نمو أقل من (3%) خلال الاعوام (2021-2023) .
الرسالة واضحة جدا , لدينا دولة عربية كان اقتصاها يعتمد على الصادرات النفطية , ولان تحاول ان تغير وجهة اقتصادها نحو اقتصاد متنوع يوفر فرص عمل محترمة لا بناءه ومكانة مرموقة بين اقتصاديات العالم . اليس هذه الرسالة كافية ان تحرك الصبية في بغداد و ينهوا خلافاتهم التي سام المواطن منها ,ويستثمرون بعض من وقتهم للحديث عن مستقبل أبناء العراق , قبل ان ينفجر الشارع عليهم , ولكن هذه المرة سوف لن ينجو أحدا منهم .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العواصف الترابية في العراق من صنع الله , امريكا . ام االبشر ...
- بعض اسباب دعم الشعب الروسي لقيادته
- احصاء شعبية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاخيرة
- اسئلة ما بعد كورونا
- ما هو مشروع - الديانة الابراهيمية- ومن هم معارضيه ؟
- التعامل مع مرض السكر -النوع الثاني
- الاعمال في خواتيمها
- الخلاف الشيعي الكردي حول قرار مجلس الامن رقم 1546 -الجزء الث ...
- الخلاف الشيعي الكردي حول قرار مجلس الامن رقم 1546 -الجزء الا ...
- العلاقة بين التضخم المالي والركود الاقتصادي في نظام السوق
- طيور السنونو لم تعد تزور بغداد
- بين عقوبات العراق وروسيا
- حرب اليمن المنسية
- انظار الغرب تتوجه نحو نفط وغاز الشرق الاوسط
- الجيش العراقي لا يستحق كل هذا التشويه
- ماذا توفر 50 مليار دولار اضافية للعراق؟
- العراق لا يريد مغادرة المرض الهولندي!
- هل سيتاثر سعر المعدن الاصفر بعد رفع البنك الاحتياطي الامريكي ...
- الشرق الاوسط في مرمى الحرب الروسية -الاوكرانية
- ما دور الكتلة النقدية في ارتفاع الاسعار؟


المزيد.....




- ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين في تركيا أكثر من 5%
- ترامب: سنفرض رسوما جمركية على أوروبا
- مساع حكومية لحماية العملة الوطنية في العراق وتعزيز أمنها الا ...
- هل تترجم مذكرات التفاهم العراقية المصرية إلى منافع اقتصادية؟ ...
- هل يجب إرغام الاقتصاد السويسري على احترام حدود الطبيعة؟ 
- رئيس مؤسسة النفط الليبية: نركز على تعزيز الإنتاج والشفافية
- الاقتصاد السوري بين متطلبات بناء الدولة وطموح المطالب الشعبي ...
- الهند تلغي الضرائب على واردات العديد من المكونات الإلكترونية ...
- ثلاث دول في الاتحاد الأوروبي تفشل لأول مرة في تحقيق أهداف مل ...
- ضمن حربه على التزوير.. العراق يعزز أمن عملته


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - رسالة اقتصادية سعودية الى العراقيين