أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سنان سامي الجادر - الفَقير الذي يَبيع جواهِره!














المزيد.....


الفَقير الذي يَبيع جواهِره!


سنان سامي الجادر
(Sinan Al Jader)


الحوار المتمدن-العدد: 7254 - 2022 / 5 / 20 - 13:59
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


رُبما سيقول البعض بأن الفَقير لايمتلك ذَهباً ولاجواهِر, وإلا فأنه لن يكون فقيراً!

ولكن هذه هي حَقيقة الدول الفَقيرة والتي تُسمّى بالناميّة فكثير منها تَمتلك كُنوزاً من الموارد الطبيعيّة التي وهبها لَهم الخالق الكَريم. ولكن في هذا العصر الذي تَتحكّم فيه الدول القويّة أو التي نُسميها بالإستعماريّة, بكافّة مفاصل الحياة والسياسة في الدول الفقيرة, ومن أهمها هو أن تَمنع هذه الدول من أمتلاك الصناعة التي تُمكّنها من أستغلال مواردها الطبيعيّة لصناعة المنتوجات, ولكن يُسمح لها فقط بأن تُنتج المواد الخام ولايُسمح لها بالإستفادة منها في الصناعة ولاحتى أن تَمتلك التكنولوجيا التي تُمكنها من تطوير إنتاجها كما تُريد, ولهذا فهي تَستمر في ظل الحاجة والعبوديّة لتلك الدول الصناعيّة المُتقدّمة.

وهذا يَقود إلى أن تبقى الدول المُنتجة تُعاني من الفَقر, الذي يَرتبط على الدوام بإنخفاض سعر المواد الخام التي تمتلكها, مُقارنة بالقفزات الكبيرة في أسعار المنتجات التي يتم تصنيعها من تلك الخامات بعشرات ومئات المرّات.

فمثلا بالنسبة للنفط فأن الطَنْ المُصنّع منه تَبلغ قيمته عشرات أضعاف قيمة طن النفط الخام مع أحتساب تَكلُفة التصنيع, وعليه فلا يُسمَح للدول المُنتجة للنفط من أمتلاك مصافي مُتطوّرة تستطيع من خلالها أن تبيع المُنتجات النفطيّة أكثر مما تبيع النفط الخام, وتجسيداً لذلك فبَعدَ إحتلال العراق عام 2003 تم تَدمير حتى المصافي التي نَجَت من الحرب المُدمّرة.

وبالنسبة للتكنولوجيا العالية وعلى سبيل المثال, فأن تَكلُفة المواد الأوليّة لتصنيع القمر الإصطناعي هي رُبما بضع مئات من الآلاف من الدولارات وبضمنها التَكلُفة البشريّة, بينما تَبلُغ قيمته حوالي مئات الملايين من الدولارات, وبالنسبة لتكلفة الصواريخ الحاملة لها, فيتم تضخيمها آلاف المرات لتصل إلى مئات الملايين من الدولارات, ولكي تبقى حِكر لتلك الدول بسبب إمكانية أستخداماتها العسكرية, وهذا كان من أهم أسباب حرب الخليج الأولى 1990-1991 بعد أن نَجَحَ العراق بإطلاق صاروخ العابد الحامل للأقمار الإصطناعيّة, مما أستدعاهم للإيقاع بالرئيس العراقي ليَحتل الكويت فيُدمّرونه, فهم يَعرفون جيداً ردود أفعاله وبالتالي يوجّهونه دون أن يَعلم (مصدر).

لقد كانت السياسة الإستعماريّة للدول المُسيطِرة وتَدخُّلها السياسي المُباشر في أنظمة الدول ذات المصادر الطبيعيّة عبر أجهزة المُخابرات والعمليات العسكريّة وحروب الوكالة, هو الذي يُجيب عن تساؤلات كثير من المثقفين الشرقيين عن السبب الذي تعيش فيه شعوبنا لهذه الفجوة الحضاريّة الكبيرة وسوف تبقى فيها مُستقبلاً. وحيث أنّ الإعلام الذي تَمتلكه نفس تلك الدول المُسيطرة يُحاول بأن يرمي السبب على التخلّف الذي تعيشه شعوبنا, أو على أفكارها الدينيّة أو كونها شعوب غبيّة أو فاسدة وبأنها لاتنتمي للشعوب المُتحضّرة! بينما يتناسون بأن تلك الشعوب وأولها العراق كانت السبّاقة مُنذ آلاف السنين في الحضارة الإنسانيّة وعاشت فيها لآلاف السنين, في حين عاشت أوروبا العصور المُظلمة والتخلّف المُجتمعي والديني ولغاية الثورة الصناعيّة مُنتصف القرن الثامن عشر!

ورُبما يكون سَبيل الخلاص الوحيد للشعوب المظلومة, هو بتكوين القاعدة الإيديولوجيّة المُخلصة للبلد الذي تنتمي له بعيداً عن التشرذُم والتَفرقة الدينيّة والعرقيّة التي يَلعب عَليها الإستعمار, وبعد ذلك تستطيع هذه المجموعة بأن تُنظّم نفسها بمؤسسات حقيقيّة تُبنى على أختيار الأفراد الأكفّاء, ومن ثُمّ الدخول في تحالُفات مع القوى العالميّة الصاعدة والبعيدة جغرافياً والتي قد تكون أقل ضرراً, لمُقاومة الإستعمار الغربي الحالي بكافّة الوسائل, والذي سوف ينتهي فقط بزوال جميع ثروات تلك الشعوب المُستعبَدَة.

مصدر
مقالة: الذكاء الإصطناعي وإنتخاب الأغبياء, سنان سامي الجادر
https://mandaean.home.blog/2021/02/21/%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%83%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b5%d8%b7%d9%86%d8%a7%d8%b9%d9%8a-%d9%88%d8%a5%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ba%d8%a8%d9%8a%d8%a7%d8%a1/?fbclid=IwAR30PMxaECwa8aS3XLFcFSza7mCKYXcXBsn5vvO-XOpEqG4x9yVD7S-N8aU



#سنان_سامي_الجادر (هاشتاغ)       Sinan_Al_Jader#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دَمروا بابل وآشور.. ورقصوا
- قِبلة الشَمال والصلاة اللَّيليّة لدى المندائيين
- الآشوريون الأوائل كانوا صابئة
- الأستعمال السياسي للأديان التبشيريّة
- اللُّغة المندائيّة ..العربيّة القديمة


المزيد.....




- البنك الدولي: إسرائيل دمرت 93% من فروع البنوك في غزة
- يقترب من الـ 51 .. سعر الدولار اليوم في البنك المركزي والبنو ...
- كلنا هنلبس دهب براحتنا من تاني “تراجع  سعر الذهب اليوم عيار ...
- إحصاءات أوروبية: روسيا ثاني مورد غاز للاتحاد الأوروبي بعد ال ...
- “27 لاعب في القائمة” تشكيلة العراق المتوقعة في كاس الخليج.. ...
- وفد إسباني يزور الجزائر لتعزيز العلاقات بعد رفع القيود على ا ...
- الكشف عن أسباب تأخير إرسال الموازنات: أضرار اقتصادية هائلة! ...
- شركات نفط الإقليم تعلن عن زيادة بالإنتاج هذا العام
- بلومبيرغ: -هوندا- و-نيسان- تستعدان لمفاوضات اندماج
- بريطانيا تفرض عقوبات على 20 ناقلة نفط من أسطول الظل الروسي


المزيد.....

- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سنان سامي الجادر - الفَقير الذي يَبيع جواهِره!