|
الأزمة تتفاقم فلنبحث عن الحل
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 7253 - 2022 / 5 / 19 - 23:07
المحور:
القضية الكردية
لم يعد ممكنا اغماض العين ، او تجاهل الازمة العاصفة بحركتنا ، وقضية شعبنا ، في اطار الازمة العامة في البلاد بعكس كل ادعاءات وسائل الاعلام الحزبية التي تحاول عبثا إضفاء اللون الوردي على الحالة الكردية السورية الراهنة ، واشغال الناس بصغائر الأمور لتوجيه الأنظار ، واخفاء الحقيقة المؤلمة حول معاناة المواطنين في مناطق نفوذ سلطة الامر الواقع ، على الصعد السياسية ، والاقتصادية ، والاجتماعية ، وفي مجال الحريات العامة ، ومضيها في حجب الأسباب الحقيقية للتردي الحاصل التي تعود بالأساس الى الازمة المستعصية المتفاقمة التي تعاني منها الحركة القومية السياسية الكردية جراء تفككها ، وتشرذمها ، وارتدادها الفكري ، والثقافي ، وتراجعها التنظيمي ، ويطيب لاحزاب طرفي الاستقطاب وصف الحالة في غير محلها ، والتهرب من التشخيص السليم لأزمة الحركة ، باعادتها الى اختلافات حزبية شكلية قابلة للحل من خلال تفاهمات أحزاب طرفي الاستقطاب عبر وساطات خارجية ، من دون الحاجة الى الغوص عميقا لاجتثاث المرض من الجذور ، وهنا يظهر الخلاف العميق بين رؤية حزبية تنفي وجود مايدعو الى إعادة النظر ، والبناء من جديد ، على هياكلها المتداعية ، وبين التشخيص الواقعي للأزمة من كل جوانبها من قبل الغالبية الساحقة من النخب الفكرية ، والسياسية ، والثقافية ، والذي يستدعي حل الازمة بإعادة بناء الحركة بالطرق المدنية الديموقراطية ، وتوحيدها ، واستعادة شرعيتها . عموما وعلى ضوء التباين السياسي في تشخيص الحالة الكردية السورية ، نجد تباينات أخرى أيضا حول سبل الحلول بين فئات ثلاث : أولا – الفئة الأولى : كما اشرنا أعلاه من المتنفذين في أحزاب الطرفين ، ومن يوالونهم في وسائل اعلامهم ، ومن يقف وراءهم خارج الحدود ، لايقرون باي خلل بنيوي يستدعي التغيير ، أو عقد المؤتمرات ( القومية – الوطنية ) من أجلها ، وكل طرف يرى في نفسه المعبر ، والممثل الشرعي للكرد ، واما ان يحصل التفاهم مع الطرف الآخر لاقتسام السلطة ، ومغانم الإدارة ، ومساحات النفوذ ، وواردات النفط ، وجمارك المعابر الحدودية ، أو يهزم الطرف الآخر عسكريا او سياسيا جماهيريا ، وبوسائل القمع والمنع ليحل محله ، ويمارس سلطته الحزبية على انقاض الحزب الآخر ، هذا هو المنطق السائد حتى لو لم يتم الإفصاح عنه علنا . يتمسك – ب ي د – كوكيل للحزب الام – ب ك ك – بالإدارة والواردات ، ويرى من حقه ذلك لانه قدم عشرات الالاف من الضحايا بمواجهة داعش ، ولديه مقاتلين على الأرض ، وجاهزون حسب الطلب ، والحاجة ، كما من حقه أيضا ! التصرف كما يشاء حتى في مجال اجراء تغييرات في مفاهيم الفكر القومي ، وتعديل وإلغاء المبادئ ذات الصلة مثل ( مبدأ حق تقرير المصير ) ، وتبديل مصطلح – كردستان سوريا – الى – روزآفا – أو – شمال شرق سوريا – وتنصيب – اوجلان – ذو التبعية التركية الى مرجعية آيديولوجية ، عقيدية للكرد السوريين بمصاف القادة العظام ، والانبياء ، وهو بالذات نفى صفة الشعب عن كرد سوريا ، ووعد الأسد الاب بارجاعهم الى موطنهم الأصلي خارج الحدود في الشمال ؟! . اما أحزاب الطرف الاخر المواجه وبما ان قياداتهم تفتقر الى التاريخ النضالي ، وتحتاج الى حاضنة شعبية داخل صفوف ، ومناطق الكرد السوريين ، فانها ومنذ أعوام تستعير أمجاد الاخرين ، وسمعتتهم ، واموالهم ، وصدقت نفسها انها ( الممثل الشرعي الوحيد ) لكرد سوريا ، ولاتحتاج لالشرعية المؤتمر الكردي السوري الجامع ، ولا للاجماع الوطني ، ولا للاعتراف بالوطنيين المستقلين ؟! . خلاصة القول ان الطرفين الحزبيين يعتاشان على صراع المحاور ، وتغذيته بالجانبين البشري ، والمالي ، ويصران من حييث المبدأ الى الحفاظ على الامر الواقع ، والتعايش مع الازمة ، وادارتها . ثانيا – الفئة الثانية : وهي من أوساط اجتماعية ، واطياف متعددة ، ومتباينة ، بينها المتردد ، والرمادي ، وغير المهتم بالتفاصيل ، واللامبالي ، قسم منها تشدها مصالح نحو أحزاب طرفي الاستقطاب ، ويحرص على إرضاء الطرفين ، غالبية هذه الفئة ترى بوجود الخلل ولكن ترى أيضا بامكانية الإصلاح ، عبر التفاهمات ، وتبويس اللحى بين قيادات الأحزاب ، وبتبديل بعض المسؤولين اذا اقتضت الحاجة أي تبديل الأشخاص بدل الفكر ، والموقف السياسي ، وهي تقف مع رؤية الفئة الحزبية الأولى بشأن نفي أي دور للوطنيين المستقلين ، وعدم الحاجة الى مؤتمرات كردية سورية جامعة ، كما لاترى أية أزمة بنيوية داخل صفوف الحركة الكردية ، بكل اسف تجد قسما كبيرا من المتعلمين ، ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي داخل هذه الفئة ، وكذلك المهتمون بالاعلام . ثالثا – الفئة الثالثة : تضم نخبا من الوطنيين المستقلين ذوي الماضي النضالي ، والخبرة ، والسمعة الطيبة في أوساط الحركة الكردية ، ومجموعات شبابية من النساء ، والرجال ، ومن ذوي المهن العلمية المنتجة ، بداخل الوطن ، وبين صفوف المهاجرين في بلدان الشتات ، تنطلق في توجهاتها التغييرية من مختلف مراحل نضال الحركة الكردية السورية ، وتجاربها منذ عشرينات القرن الماضي وحتى الان ، وذلك بترابط تاريخي متكامل ، وترى ان الازمة عميقة داخل الحركة القومية الكردية ، وتوسعت لتشمل البنى الفوقية – الأحزاب – وكذلك الوضع الكردي العام ، ويكمن الحل في خطوات جذرية من خلال إعادة بناء الحركة من جديد ، وتوحيدها ، واستعادة شرعيتها ، وذلك بتوفير شروط عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع ، بغالبية وطنية مستقلة ، ومشاركة قواعد الأحزاب – ان ارادت – على أساس التمثيل بثلث مقابل الثلثين للوطنيين المستقلين . ترى هذه الفئة التي اسميها بالكتلة التاريخية المنقذة ان السبب الرئيسي للازمة هو ضعف وانتفاء تأثير العوامل الذاتية ، والمقصود بها : مشروع البرنامج السياسي ، والمواقف السياسية القومية ، والوطنية ، والكردستانية ، وإعادة بناء الأداة النضالية أي الحركة السياسية ، وتبديل ، وانتخاب المجالس القيادية ، وترسيخ استقلالية القرار ، وصيانة الشخصية الكردية السورية المستقلة ، ومسألة التبعية للمحاور القومية ، وعسكرة المجتمع الكردي السوري ، والتحالفات الوطنية السورية ، وميثاق العمل المشترك مع المكونات ، والتيارات الوطنية ، وإعادة الاعتبار لمسألة التصالح بين السياسي والثقافي في النضال الكردي ، وترى أيضا ان استكمال روافع ، وحوامل العوامل الذاتية من شانه التاثير الفاعل بالعوامل الموضوعية ، بل تجييرها لمصلحة تحقيق الأهداف ( كنا قد عالجنا هذا الموضوع بالقضية ٢١٢ ) . عمليا يتصدر حراك " بزاف " هذه الفئة منذ نحو عشرة أعوام ، وعقد في الوطن ، وفي اقليم كردستان العراق وفي بلدان الشتات مئات اللقاءات التشاورية ، وعشرات الندوات النخبوية ، والجماهيرية ، متسلحا بمشروع برنامجه السياسي ، وكما من الوثائق من مذكرات ، وببانات ، ونداءات ، ومبادرات مرحلية ، منشورة ، وموثقة في موقعه الرسمي https://www.bizav.org ، باللغتين الكردية ، والعربية ، وبعضها بالانكليزية ، الى جانب حراك " بزاف " هناك أيضا مجموعات شبابية ، وشخصيات ثقافية ، وإعلامية ، بالوطن ، والخارج تنتهج نفس رؤية " بزاف " وتعمل حسب ظروفها الخاصة ، وتبحث عن التغيير بطرقها . كثيرا مايطلب من حراك " بزاف " من جانب الحريصين بتسريع الخطى ، والاقتراب أكثر من ساعة الحسم ، وهو طلب مشروع ، ولكن اليس من الاضمن ، والانسب ان نعمل جميعا في أوساط الفئة الثانية ، ونحاول استمالتها ، وإقناع مكوناتها بان التردد ، واللامبالاة لن يعيدا بناء حركتنا ، ولنحاول معا انقاذ السفينة من الغرق قبل فوات الأمان .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صفحات مضيئة في تاريخ الحركة الكردية السورية
-
الذاتي والموضوعي في أزمة الحركة الكردية السورية
-
أحزابنا ليست - منظمات مدنية - وكذلك فراخها
-
عودة الى مشروع حراك - بزاف - لاعادة البناء
-
في تشخيص إخفاقات الأحزاب الكردية السورية
-
قراءة نقدية لتصريحات بعض مسؤولي جماعات – ب ك ك – السورية
-
قضية شعب ، وليست منازعات أحزاب
-
الأحزاب الكردية السورية : تشابه في النهج
-
نحو إعادة النظر بالعلاقات الكردستانية
-
المشهد الكردي السوري بين الثابت ، والمتحول
-
الأولوية لاعادة بناء الحركة الكردية السورية
-
تبدلات في طبيعة الصراع الدولي .. تداعيات ، ونتائج
-
قراءة في نظرية - التوريط -
-
في أوجه الشبه بين - الهتلرية - ، و-البوتينية -
-
بحثا عن نظام عالمي عادل
-
التصعيد الروسي العدواني الى اين ؟
-
مؤتمر ميونخ وإعادة تعريف قضايا الصراع الدولي
-
فلنحدد قواعد الصراع في الساحة الكردية السورية
-
التكامل بين القومي والوطني في تجربة كردستان العراق
-
قراءة أولية في ندوة الدوحة
المزيد.....
-
الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة
...
-
الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد
...
-
الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي
...
-
الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
-
هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست
...
-
صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي
...
-
الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
-
-الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
-
ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر
...
-
الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج
...
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|