أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهند صلاحات - فيروس الشرق














المزيد.....

فيروس الشرق


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 1674 - 2006 / 9 / 15 - 08:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في الشرق ومنذ أعوام طويلة يسري داء، تسببه فيروسات اجتماعية خطيرة أسمها “الشرقية”، ولقد ثبت بالتحاليل الطبية والنفسية والاجتماعية، أن غالبية الرجال من نفس الجينات الشرقية، وحتى أن الداء أصاب جزءاً كبيراً من نساء الشرق، وبدأت الأعراض تظهر عليهن بأشكال متعددة، فجزء منهم أصابه وباء الشرقية التي تنسبها للدين، فبدأت هي من تلقاء نفسها تغطي نفسها بالخيمة السوداء كي لا تصبح عاراً على رجالها، من أخوة وزوج وأبناء عمومة وعشيرة، ومنهم من تمارس أعراض هذا المرض عبر ممارساتها اليومية من خلال علاقتها بأطفالها، فبدأت بعزل البنات عن الأولاد ووضع البنات في العزل الصحي في البيت، وخصصت لهن وظيفة واحدة فقط، هي العمل على خدمة الأخوة الأولاد.
أما هنالك حالة أخذت منحى أخر أكثر خطورة، فقد فقدن أنوثتهن، واخشوشن صوتهن، وفي بعض الحالات نما لبعضهن شارباً، في محاولة لإثبات قدراتها في المجتمع الرجولي وحاولن استبدال الأدوار حتى في السرير.

هي تلك لمحة سريعة عن هذا الفيروس الشرقي، لأن الشرقية فيروس كثير وسريع الانتشار، كالأنفلونزا في بلادنا في فصل الشتاء، حيث قلة فقط من يستطيعون الهرب دون الإصابة بها، ومن لا يصاب بهذا الفيروس الشرقي سيصب بالجلطة، والضغط، والسكري، ويموت سريعاً من قهره من هذا المرض المنتشر في بلاده، أكثر من المخبرين، وجيش الاحتلال الإسرائيلي، والقواعد الأمريكية، وبائعي العلكة والورق الصحي على الإشارات الضوئية.

حتى الذي يولد من أطفالنا في الشرق، يولد وهو يحمل هذا المرض معه من الطفولة، أو من لحظة الولادة، حتى إذا فكرنا بأسلوب علمي عملي طبي في أن نصنع طُعماً ضد هذا الوباء الذي بدأ يقضي على أمالنا في السير خطوات نحو الأمام، فيما يسمى الزمن القادم، أو المستقبل، في الوقت الذي ينشغل فيه العالم في إيجاد مطعومات وعلاجات لنقص المناعة المكتسبة، وأنفلونزا الطيور، وجنون البقر، وجنون الإرهاب، والاكتئاب، لا بد أن نفكر أكثر في تركيبة هذا الطعم.

في العادة يكون المطعوم الذي يعطى للإنسان لوقايته من مرض ما هو عبارة عن فيروسات ميتة من ذات المرض، والمشكلة أن الشرقية لا مطعوم لها لأنها لا تموت كي يُحقن المريض فيها،
لذلك الحل الوحيد هو إعطاء المواطن العربي مجموعة من الحقن التي تحتوي على نوع جديد من التغذية التي لا يعرفها، نعطيه حقن تحتوي على حرية وديمقراطية فهي السبيل الأنجع للتخلص من هذا الوباء المسمى رجولة الشرق، ولكن يبقى الخوف في مدى قابلية الأجساد والعقول العربية لاستقبال هذا النوع من الأدوية، حيث أن سنوات طويلة من القهر والكبت والقمع التي عاشها المواطن العربي الشرقي عبر تواكب الاحتلال عليه من العثماني، إلى الأوروبي، ومن بعده الأنظمة العربية، ومن ثم الأمريكي بامتياز شركاتي رأسمالي، سنجد أن المواطن العربي في غالبية حالاته أدمن القيء المزمن في جسده، والمسمى الولاء والخنوع، ورد الفعل العكسي لديه تجسد على شكل ردود مجنونة على شاكلة الحل السلفي التدميري سواء سياسي أو اجتماعي.

وفي ظل تلويث تمارسه العولمة والدول الكبرى لمفهوم الحرية والديمقراطية سنجد من الصعب على الشرقي تقبل هذه القيمة في عقله بسهولة، لذلك يجب تبسيطها له، وتنويره أنه ليس بالضرورة أن تكون الديمقراطية هي فتح سجن أخر في كوبا، أو جعل الكلاب تنهش الأجساد كما في أبوغريب أو تفجير المساجد والكنائس كما في العراق أو مصر، أو قتل الأطفال والاقتتال الداخلي كما في فلسطين، بل توعيته لأن الديمقراطية بمعناها البسيط هي احترامنا للأخر، احترام الأخ للأخت، احترام الزوج للزوجة والنظر لها على أنها كيان وإنسان.
احترام علاقة الحب، إيجاد علاقة صداقة بين ذكر وأنثى حقيقية، لا يضطران للاختباء خلف الأشجار أو في زاوية أي مقهى لشرب فنجان من القهوة معاً، كي لا يراهما أبناء عشيرته أو عشيرتها.
بمعنى أن نوقظ في هذا الشرق الإنسانية.
أن نحقنهما بالإنسان حتى يكبر في داخلهما، ونقضي على الشرخ الذي عمره ألاف الأعوام من وأد البنات، وإمامة الرجل، وقوامة الرجل، ومسجدها بيتها، وناقصات عقل ودين، وفصل كلي بين الولد والبنت منذ رياض الأطفال حتى الجامعات.
والذي صنع لديهما عقدة الرجل والمرأة، عقدة الذكر والأنثى.
لكن حتى تأتي اللحظة التي يستطيع كلاهما استنشاق هواء نظيف فيه رائحة من حرية.
سيبقى الجميعُ مُختَرَق ... ويتخوزق بمحض إرادته.
فهذا هو الشرق بكل أوبئته.



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من صور العنف النفسي ضد المرأة في العادات والتقاليد
- صورة تشبهني
- قصص قصيرة جداً في زمن حرب عادية
- ناجي العلي المنتمي لأوجاع الفقراء
- نشرة أخبار -لا- إنسانية
- إسرائيل تتنفس الصعداء عبر التصريحات السعودية
- حماس ومحمد دحلان، والخطر المحدق في الشعب الفلسطيني / دراسة س ...
- النظافةُ منَ الإيمانِ السياسيِ
- الدم الفلسطيني ... مانشيت جيد لعنوان قصيدة أو مقال
- الجميع في معركة التجويع مع مشروع أولمرت
- السلطات السورية وأدت قانون دخول الفلسطينيين لأراضيها
- وأد المشروع الثقافي الفلسطيني بزجه في المعترك السياسي
- وما زلتِ تسألين !؟
- وكأنما كانت هنا ليلى
- كانتون سياسي أسمه لبنان
- الأخوان المسلمون ضد حماس، حماس في الأسر
- مجلة -حيفا لنا- تعيد ذاكرة الزمان والمكان
- مسرحية -سيمفونية وحشية- لمحمد بني هاني: جدلية الحياة التي تب ...
- الفحولة حين تتحول لأحد مقاييس الأدب العربي
- مسرحية -سمفونية وحشية- لمحمد بني هاني : مقارنة ما بين الواقع ...


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهند صلاحات - فيروس الشرق