|
ما بين التزوير و التضليل ... توضيح
إبراهيم إستنبولي
الحوار المتمدن-العدد: 1674 - 2006 / 9 / 15 - 08:16
المحور:
الصحافة والاعلام
كنت قد نشرت على صفحات هذا الموقع الرائع " الحوار المتمدن " منذ أيام مقالة بعنوان " طرطوس و المقاومة و ... عماد فوزي الشعيبي " عبرت فيها عن خيبتي من المحاضرة التي ألقاها في المركز الثقافي بطرطوس بمناسبة مهرجات عمريت الثقافي .. و هو مهرجان سنوي و نادراً ما يفتتحه القائمون عليه بمحاضرة سياسية .. و بالطبع لا مانع من ذلك .. لكن ربما لم ينجحوا في اختيارهم . و قد لاقت استحساناً من قبل القراء و من قبل الذين كانوا حاضرين يومئذ في المركز الثقافي ... لكن منذ يومين أخبرني أحد المواطنين بأنه قرأ لي مقالة على موقع اسمه " سوريا الحرة " .. و أجبته بأنني لم أسمع بمثل هكذا موقع إلكتروني و لم أنشر مقالة على هكذا موقع .. وطلبت منه أن يأتيني بنسخة منها ... فتبين أنها نشرة " سوريا الحرة " .. و هي واحدة من النشرات المجانية التي كثرت في الأشهر الأخيرة تحت مسميات كثيرة . و إلى الآن لا توجد مشكلة .. فمن حق أي كان أن يعيد نشر أية مقالة منشورة على شبكة الإنترنت .. و أنا لا أعترض على إعادة نشر مقالة لي سبق و قمتُ بنشرها في موقع إلكتروني ما... لكن مع شرطين أساسيين كلاهما لـه علاقة بالجانب الأخلاقي : أولاً : أن يشار إلى مصدر المقالة .. إلى الموقع الذي نسخت أو نقلت منه المادة أو المقالة . و ثانياً ، و هذا هو الأهم ، أن لا يتم تزوير أو تحريف في متن النص ، أن لا يتم حذف كلمات و إضافة كلمات أخرى بديلة عنها يراد بها أن تخدم رؤية أو أهداف الطرف الناقل . فهذا أمر مرفوض و مدان . و للأسف الشديد هذا ما قام به المشرفون على نشرة " سوريا الحرة " : لم يشيروا إلى الموقع الذي نسخوا أو نقلوا عنه المقالة ( الحوار المتمدن ) .. و هذا يخالف الآداب و القواعد المفروض بالجميع الالتزام بها . و ثانياً قام هؤلاء بإساءة الأمانة في النقل فلجأوا إلى حذف الأسطر التالية : و كأنه كان جالساً إلى جانب الرئيس السوري أو الفرنسي عندما كانا يتصلان ببعضهما أو أنه كان كاتب العميد رستم غزالي أو مستشار الحريري أو بري عندما كانوا يجتمعون ليقرروا مصير الرئاسة في لبنان أو صديقاً لريتشارد بيرل أو كولن باول و اقتطعوها من االنص الأصلي الذي هو : و تحدث عن سيناريوهات ما قبل التجديد للرئيس اللبناني لحود و كأنه كان جالساً إلى جانب الرئيس السوري أو الفرنسي عندما كانا يتصلان ببعضهما أو أنه كان كاتب العميد رستم غزالي أو مستشار الحريري أو بري عندما كانوا يجتمعون ليقرروا مصير الرئاسة في لبنان أو صديقاً لريتشارد بيرل أو كولن باول و أضافوا بدلاً منها الكلمات التالية : ... مدافعاً عن الرئيس الأسد . لتصبح : و تحدث عن سيناريوهات ما قبل التجديد للرئيس اللبناني لحود مدافعاً عن الرئيس الأسد . و هم بذلك يريدون خدمة هدف سياسي معين لهم على حساب الآخرين . و من يريد التأكد من ذلك يمكنه العودة إلى المقالة الأصلية الموجودة على صفحتي في " الحوار المتمدن " قبل هذه المقالة مباشرة بتاريخ 9 / 9 / 2006 لذلك أقول أنه عيب على المشرفين على نشرة " سوريا الحرة " مثل هذا التصرف . و هذا يدعو لعدم الثقة بما ينشرونه . كما إن ذلك لا يليق برجل يدعي أنه رجل دولة ( يقال أن المشرفين على النشرة هم جماعة عبد الحليم خدام ) و لا يجوز أن يستهينوا بعقول الناس . و للعلم ، كنت قد أشرت في إحدى المقالات السابقة إلى أن عبد الحليم خدام بالتحديد لا يحق له أن ينصِّب نفسه مدافعاً لا عن الحرية و لا عن سوريا ، طالما أنه كان و على مدى عقود شريكاً أساسياً في مجمل العملية السياسية في سوريا .. و نحن نعرف ذلك عن كثب و بالملموس و ليس بالسمع .. و نعرف كيف كان يتعامل مع الآخرين بعثيين و غير بعثيين .. و نعتبر أن خدام مسؤول بشكل مباشر عن الفساد الذي كان يمارسه مدراء عامون لشركات كبرى أساسية في الاقتصاد الوطني و رؤساء بلديات و وزراء .. و سبق و قلت ، أن خدام لم يكلف نفسه أدنى جهد لكي يساعد في بناء مدينته بانياس ( التاريخية و الأثرية ) كي تتحول إلى مدينة عصرية و نظيفة و مخدّمة بصورة لائقة . و لم يعرها يوماً أي اهتمام .. بل على العكس ، كان المسؤولون في مختلف دوائرها و مؤسساتها يمارسون السرقات لأنه كان يوفر لهم الغطاء و الدعم .. و قد كان المناضل المعروف رياض الترك رفض رفضاً قاطعاً إجراء أي حوار مع خدام متهماُ إياه بسرقة أموال الوطن مصرحاً : لا أقبل أن أضع يدي في يد حرامي . انظر المقالة " بعض الملاحظات على المشهد السياسي العام " تاريخ 24 - 3 - 2006 العدد 1499 و قد يكون الأستاذ نبيل فياض على صواب عندما تساءل فيما إذا كان يُعقل : أن أسيادنا في الجاهلية هم أولياؤنا في الإسلام ؟؟!!! في جميع الأحوال لا يحق لا لخدام و لا لأحد أن " يضحك " علينا . و بالأخص أن يغشنا . ألم يقل النبي : من غشنا ليس منا . و أعتقد أن مَن يرتكب الصغائر فهو و لا بد سيرتكب الكبائر . لذلك اقتضى التنويه . فهل سينشر المشرفون على نشرة " سوريا الحرة " هذا التوضيح ؟
#إبراهيم_إستنبولي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
طرطوس و المقاومة ... و عماد فوزي الشعيبي
-
أحلام = شيطانية = صغيرة
-
ديموقراطية .. غير شعبية - نص شبه أدبي
-
المواطن السوري ما بين الهم و القبح
-
تفاصيل صغيرة في قضايا كبيرة - من دفتر يوميات
-
لا تقاوموا الشر
-
و يحدثونك عن الإصلاح ! نهاية التضليل ؟
-
كلمات بلا عنوان
-
بعض الملاحظات على المشهد السياسي العام
-
قوة الصمت و لغز النوم
-
رمز الصليب
-
انتصار حماس : بداية النهاية للخطاب القومي
-
العروبة في خدمة ... أعدائها
-
فولاند في شوارع موسكو - المعلّم و مارغريتا - في التلفزيون ال
...
-
قيثارة أرمينيا- Ovanes Shiraz أوفانيس شيراز -
-
سيرغي يسينين Sergey Esenin كمنجة روسيا الحزينة
-
من مواطن سوري إلى الأكثرية النيابية في لبنان
-
بؤس الإعلام الشمولي
-
الحوار المتمدن ما بين الواقع و الطموح
-
أفكار تستحق البوح
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|