تماثيل لرجال دين

صوت الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 7250 - 2022 / 5 / 16 - 21:15
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

اوديب: ما هذا البلد الذي دخلناه
الغريب: هذا المكان كله مقدس...انه مستقر بوسيدون ومستقر حامل النار بروميثيوس............................اوديب في كولونا.......سوفوكليس.

عندما تسيطر قوة ما على المجتمع فأنها تطبع المجتمع بطابعها الثقافي والإيديولوجي، وتحاول قدر الإمكان ان ترسخ ثقافتها وتنشرها عبر جميع الوسائل، خصوصا عبر الفن والادب، لما لهما من قوة انتشار واسعة، تتغلغل بين أوساط المجتمع كله.

القوى الإسلامية، ومنذ ان جيء بها بعد احداث 2003، وبعد ان نصبها الامريكان كقوى حاكمة، بدأت بعملية اسلمة المجتمع بالقوة، فهجمت على كل مظاهر المدنية والمكتسبات الحضارية لهذا المجتمع، محولة إياه الى بقعة دينية بامتياز، وهي الى اليوم مستمرة وبشكل دؤوب في هذه العملية، فبين الفينة والأخرى يظهر أحد قادة القوى الإسلامية ويردد: "يجب علينا حماية الشباب من الالحاد" او "يجب ترسيخ القيم الإسلامية" الخ... وهذا الخطاب دائما ما يتكرر كلما بدأ المجتمع يستعيد عافيته.

فن النحت من الفنون الرائعة، وهو الدال الأول على أي أثر لوجود المجتمعات، فالمتاحف مليئة بالمنحوتات لأشخاص عاشوا في حقب زمنية سحيقة، ولولا هذا الفن لما أمكننا حفظ مسلة حمورابي او رؤية القادة السومريين والبابليين او رؤية تماثيل الالهة المصرية او الاغريقية.

مع ان الإسلام كدين لا يبيح فن النحت ويحرمه بشكل تام، الا ان القوى الإسلامية الحاكمة بدأت بتخليد بعضا من شخوصها وقادتها، ليس اخرها إقامة تمثال للقارئ الحسيني الشعبي "سيد جاسم الطويرجاوي" في أسوأ بقعة للعيش في الكوكب "السماوة".

قبل أيام انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة كتاب رسمي صادر عن وزارة الثقافة، يوافق على إقامة تمثال لأحد رجال الدين، وبمبلغ 12 مليار دينار؛ وهذه الأيام نزلت "الشفلات والنقارات والكرينات" في ساحة حديقة الامة "لتفليش" كل البنايات في هذه الحديقة، ولا نعلم ما هي المصادفة بين هذين الحدثين، ام ان الذي لا تتمناه سيحصل، خصوصا وان حديقة الامة تحتضن نصب الحرية، الذي يعد ابرز معلم حضاري في بغداد، وأيضا لما له من رمزية كبيرة عند القوى المعارضة لسلطة الإسلام السياسي، والتي حاولت وتحاول ان تزيله بأي شكل من الاشكال.
#طارق_فتحي

#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات