أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر أبوصالح - مفهوم الشهادة














المزيد.....

مفهوم الشهادة


ثائر أبوصالح

الحوار المتمدن-العدد: 7250 - 2022 / 5 / 16 - 12:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما استشهد جول جمال ابان العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 بعد أن قام بعملية انتحارية على بارجة فرنسية، رفض بعض المتنفذين دينياً من أصحاب التأثير على الشارع ا؟لإسلامي تسميته شهيداً لأنه مسيحياً، واليوم يخرجون علينا من جديد بعد 66 عاماً بنفس العقلية ونفس المنطق، ويرفضون تسمية شيرين ابو عاقلة شهيدة لأنها مسيحية. هذا يثبت ان اصحاب هذا الفكر غير قادرين على التطور وما زالوا قابعين في عقلية القرون الوسطى، وبما أنهم يظنون أنهم يحملون مفتاح الجنة، بقي عليهم أن يبيعوا حصصاً فيها، كما فعلت الكنيسة في القرون الوسطى عندما كانت تبيع صكوك الغفران.
إن مفهوم " الشهادة " الذي حمل مضموناً دينياً في زمن الدولة الدينية قد تغير وتوسع بعد أن انتقلت الشعوب في العالم من الدولة الدينية الى الدولة القومية أو الدولة الفيدرالية أو الدولة الكونفدرالية، فهذه الأنواع من الدول تحوي بداخلها أديان وقوميات مختلفة، فأصبح كل من يموت دفاعاً عن الوطن بغض النظر عن دينه أو قوميته شهيداً. ومن ثم توسع هذا المفهوم ليشمل كل من يموت من أجل قضية سامية عابرة للدول والقوميات شهيداً، فأضحى، على سبيل المثال لا الحصر، مارتن لوثر كينج جونيور شهيد الحرية، وغاندي شهيد المقاومة السلمية والتحرر. وشيرين أبو عاقلة شهيدة حرية الكلمة والأعلام الحر، فإلى متى سيبقى هؤلاء المتخلفون رهينة الدولة الدينية وعقلية القرون الوسطى؟
أعتقد جازماً، أن هذه العقلية السائدة عند بعض المتنفذين من رجال الدين، والمؤسسات الدينية، التي تملك، وللأسف، تأثيراً كبيراً على الجمهور الإسلامي، هي أحد أسباب تخلف هذه الأمة من المحيط الى الخليج، وعامل أساسي في فشل الثورات العربية ضد الاستبداد، ما لم يحصل ثورة فكرية على مفاهيم التخلف التي أُدخلت الى الإسلام ستبقى الشعوب العربية في أسفل سلم التطور الحضاري.
أصحاب هذه العقلية حاربوا كل المتنورين الإسلاميين، على امتداد التاريخ الإسلامي، الذين حاولوا احداث تغيير في البنية الذهنية لطريقة تعامل الإسلام مع محيطه، وقاموا بتكفيرهم وحرق كتبهم وقتلهم، من ابن رشد ومحي الدين ابن عربي، والحلاج الذي تم تقطيعه وهو يدعو الله أن يسامح قاتليه، وصولاً الى الدكتور محمد شحرور، في عصرنا الحديث، الذي قدم تفسيراً رائعاً للرسالة المحمدية، ولكن للأسف كان تأثير هؤلاء المتنورين كبيراً على أوروبا وساهموا في نهضتها، وبقي المسلمون رهينة الجهلة والمتخلفين. لقد تأسس الأزهر قبل جامعتي اكسفورد و كامبريدج البريطانيتين، ولكن لننظر الى أين وصلت جامعتي اكسفورد وكامبريدج وأين تقبع جامعة الأزهر.
من أجل نهضة الشعوب العربية والإسلامية من جديد، يجب التخلص من هذ الفكر الظلامي الذي لم ولن ينتج الا امثال داعش وجبهة النصرة، وبناء منظومة ذهنية جديدة تضع الإسلام في المكان الذي يليق بالرسالة المحمدية، كما فعل الغرب مع الدين المسيحي، وحرر المجتمع من الدين، مما اتاح لهذه المجتمعات ان تنطلق في طريق التقدم، وابقي على الدين في المكان الذي يليق به، وهو العلاقة الخاصة بين الفرد وربه.



#ثائر_أبوصالح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطور الحركة الوطنية في الجولان
- إسرائيل ومشروع -الدويلة الدرزية-
- سكان الجولان السوريين في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي الج ...
- دروس مستخلصة من الثورة السورية
- الحرب الروسية على اوكرانيا
- موجز قصة الثورة السورية الكبرى في الجولان- اقليم البلان
- مهزلة صفقة التبادل بين سوريا واسرائيل: الدوافع والأهداف
- تغريبة حاتم علي
- اللاجئون السوريون وصحوة الضمير الروسي
- الحلف العلني الجديد
- ثورات الشعوب العربية وأزمة اليسار العربي
- المثقف ودوره الاجتماعي: مقاربة نظرية المثقف العربي وتحديات ا ...
- سيكولوجيا الشر بين النظرية والتطبيق
- الثورة السورية بين الواقع الموجود والواقع المنشود
- إسرائيل وافاق التسوية السياسية مع سوريا
- الأنظمة العربية السياسية بين الدوافع للثورات وسوء إدارة الأز ...
- الديمقراطية وأهم معوقاتها في العالم العربي


المزيد.....




- استجواب جماعي لرجال الدين الأرثوذكس في مولدوفا
- رئيس البعثة الكنسية الروسية في القدس: سلطات كيشيناو تتدخل بش ...
- الكنيسة الروسية تعلق على تعطيل كيشيناو رحلة أسقف المطرانية ا ...
- إصابات إثر اعتداء للمستعمرين في سلفيت
- المسيحيون في القدس يحيون يوم الجمعة العظيمة وسط أجواء مثقلة ...
- البابا فرانسيس يزور سجنا في روما ويغيب عن قداس عيد الفصح
- فرح الصغار وضحكهم: تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على نايل ...
- جنود في مالقة الإسبانية يحملون تمثال المسيح في موكب الخميس ا ...
- استطلاع يظهر ارتفا مفاجئا لـ-عوتسما يهوديت- في الانتخابات
- ماما جابت بيبي..أضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي الفضائية على ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر أبوصالح - مفهوم الشهادة