أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدن - بؤس الوعي














المزيد.....

بؤس الوعي


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 7247 - 2022 / 5 / 13 - 14:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فيما كان أبناء فلسطين بمختلف مناطقها يعبّرون عن حزنهم وغضبهم لمقتل الإعلامية الفلسطينية الشجاعة شيرين أبو عاقلة، برصاص قوات الاحتلال أثناء أدائها لعملها هي والفريق الإعلامي الذي كانت ضمنه، حيث أصيب أحدهم، هو الآخر، برصاصة في ظهره، ومثل الفلسطينيين كانت الشعوب العربية تعبر عن الحزن والغضب نفسيهما، «تعالت» أصوات نشاز، مستغلة مساحة النشر على وسائل التواصل الاجتماعي، للتذكير بأن الشهيدة مسيحية. وبالتالي فإنه لا يجوز، حسب ترهات هؤلاء، الترحم عليها ولا حتى وصفها بالشهيدة، علماً أن لا أحد من متابعي تقارير شيرين أبو عاقلة الإعلامية، وعلى مدار عقود لا سنوات، فكّر يوماً إلى أي ديانة تنتمي، فليس هذا مهماً، ليأتي أصحاب تلك الأصوات النشاز، دون اكتراث لا بكونها أصبحت إلى جوار ربها، ولا بالطريقة البشعة التي قتلت بها بإطلاق الرصاص على رأسها، ليبثوا تلك الرسائل المشحونة بالنذالة وانعدام لا المشاعر وحدها، وإنما حتى الأخلاق.

أحد المنشورات التي جرى تداولها بهذا الخصوص، وعليه ينطبق القول إنه «غيض من فيض»، والغيض، لغة، هو القليل، أما «الفيض» فهو الكثير الذي عجت به وسائل التواصل الاجتماعي حاملة المضمون البائس، يقول صاحبه، في فذلكة غير خافية: «صحفيّة ومراسلة حرّة.. نعم، لكنها ليست مسلمة.. ضحيّة ومظلومة..نعم، لكنها ليست شهيدة، نحزن لفقدها ونتأثر لاغتيالها على أيدي أرذل البشر..نعم، لكننا لا ندعو لها بالرحمة لأنها ماتت على غير الإسلام وقد نهانا الشرع.. بشاعة الجريمة لا تنسينا الثوابت العقدية»!

كان بوسع كاتب هذا الكلام وناشره أن يحتفظ بهذا الرأي لنفسه، طالما أنه مقتنع به، بسبب ما هو عليه من جهل بصحيح الدين ومن بؤس في الوعي، لا أن يستفز مشاعر ملايين الناس الغاضبة، بهذه الأقاويل، ولنا أن نتخيل أي رسالة يمكن أن تصل الآخرين حين يعلمون بأمر تداول منشورات من هذا القبيل، فيما تشدد حكومات دول عدة في العالم ومنظمات دولية لا على إدانة جريمة قتل شيرين أبو عاقلة، وإنما محاسبة من قتلها.

في رد بليغ على هؤلاء وصفت إحداهن هؤلاء ب «المصابين بالاكتئاب الوجودي الذي يعالجونه بافتعال معارك مثل هذه لأنها تشعرهم بالقيمة»، ويبدو هذا صحيحاً، وهناك من يقول: حري بنا أن نتجاهل هذه الأقوال ولا نعيرها اهتماماً، ولكن من قال إن الصمت عنها سيمثل ردعاً لأصحابها، ولو أن الأصوات الشجاعة تعالت فيما مضى ضد هذا النمط من الوعي الزائف، لما كان لأصحابه أن يمتلكوا الجرأة في نشره في لحظة قاسية كتلك التي صاحبت وتلت مقتل شيرين أبو عاقلة، ولما وجد ما يزعمون به من يصدّقه، ويساهم في نشره عن جهالة.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليست حرباً باردة فقط
- التاريخ كخزّان للخرافات
- كييف محجّة زعماء الغرب
- معاطف المثقفين
- تاريخ التاريخ
- علي الدميني وريح المتنبي
- حواسيب أم أقلام رصاص؟
- علي الدميني.. وداعاً
- طبائع الإستهلاك
- الطيب صالح كاتباً للمقال
- في صورة المدينة الخليجيّة
- أدبنا في اللغات الأخرى
- النساء هنّ من قررن
- العدالة الاجتماعيّة وشروطها
- التقدّم أم التوحش
- زوجة طه حسين
- الفرق بين الحشود والجماعات
- ما بعد العولمة
- خصوصيّات الأمم
- عالم جنّ جنونه


المزيد.....




- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدن - بؤس الوعي