أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الأنعامية كمفهوم توصيفي سلوكي















المزيد.....

الأنعامية كمفهوم توصيفي سلوكي


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7246 - 2022 / 5 / 12 - 20:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


وقد ضرب الله بها مثلا فمن لم يحكم عقله فهو كالأنعام بل أضل منها لان الأنعام لا عقول لها وهم لهم عقول واعية {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً }الفرقان44,الانسان يتساوى مع المخلوقات الأخرى بوجود الروح وصفة النفس إلا انه يختلف عنهم بملكة العقل والتعقل {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ }الأنعام38, هم مثلنا بالتكوين الخلقي من طين وماء والله يقول{أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ }الأنبياء30.فهل كل المخلوقات خلقها الله من تراب وماء ثم جعل منها طينا ونفخ فيه من روحه أم أن ذلك للبشر وحده من دون خلقه تشريفا وتعظيما وإكراما؟.
إن المتتبع لآيات الخلق والتنشئة والجعل الواردة في القران الكريم قد سكتت في هذا المورد واكتفت بقول (كن) أي أمر الله محصور بين الكاف والنون من تقديره بالإرادة ومن ضمن ذلك خلق البشر غبر النفخ فيه من روحه {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }آل عمران59 .
أما باقي المخلوقات ومن ضمنها ذوات الروح إنما كانت بالأمر التكويني لا غير{بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ}البقرة117{إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }النحل40 ,البشر والمخلوقات الحية وباقي الأشياء مخلوقة بالقدرة التكوينية والبشر وكل ذي حياة عدا الأشياء الجامدة التي لا روح فيها مخلوقة من ماء وطين والبشر وحده هو المخلوق بيد الله والنافخ فيه من روحه وهو محل التكاليف والقادر عليها ,ومن سياق ذلك نجد الأشياء التالية من قضية الخلق بعامتها وهي:
• الكينونة قوله كن فيكون وبه خلق جميع المخلوقات وأحدثها من العدم إلى الوجود بعلم من دون تكلف أو إعانة إحداث لغاية دون حاجة منه إليها {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ }لقمان 26.
• المائية إن خلق الله مخلوقاته الحية إنما خلقت من ماء وتراب(طين) وحصرا الطين الذي فيه ماء خلق كل ذي حياة وقبل أن يقول لها كن فتكون بإذنه {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ}الأنبياء 30,وقد حصر وجود الحياة بالماء ومن ضمن المخلوق الحي المجهول من الماء ولم يستثنى الله من مخلوقاته الحية من هذه القاعدة (الجن) فانه خلقهم من نار بأعتبار أنهم في بحث مستقل مجرد جزء مكون من الماء وهو الأوكسجين{وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ }الحجر27
• المباشرة خلق الإنسان بيده ثم نفخ فيه من روحه دون كل مخلوقاته تكريما له{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً }الإسراء70و, كان التكريم مقرونا بمنحه العقل {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} الحج 46 ,وقد اشترك الجن والإنس بالعقل والتكليف دون المخلوقات وملزمين بالعبادة دون غيرهم {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}الذاريات56,لا تكليف إلا لمن يعقل أي لديه عقل {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ }العنكبوت43 وبالتالي فان الجن يفترقون عن الإنس بان الآخرون مخلوق بيد الله من ماء وطين ونافخ الله فيهم من روحه دون الجن الذين خلقهم من نار وبأمر كن فيكون ولذلك فضلهم عليهم تكريما ليد الله ولروحه لذلك كانوا محلا للرسالة إلى العالمين.
ومن خلال التمعن والتبصر بالنقاط الثلاث السابقات يتضح أن البشر مختلفين عن جميع خلق الله بمزايا لم تكن لأحد من قبلهم ولا من بعدهم ألا وهي الخلق باليد الإلهية والنفخ فيه من روح الله وان تكرر وجود النفخ في مخلوق أخر ورد في احد القصص القرآني{وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }آل عمران49,وان اختلف مصدر النفخ حيث إن النفخة من عيسى هي نفخة مخلوق لمخلوق بإذن الله أما نفخ الروح في ادم فهي نفخ الروح من الله لمخلوق من خالق إلى مخلوق من قادر إلى مقدور عليه وان الثانية أي نفخة عيسى جاءت لتثبيت إعجاز الله استثناءا من القاعدة الأولى(النشأة الأولى) فهي لا يمكن اعتباره أول الخلق أو النشأة الأولى وإنما هي خلق بسبب ولسبب المحاجة والإعجاز كما بينا ليس إلا.
إن التفرد هذا جعل من الإنسان كائن مبتلى بالتكليف الرباني أكثر من غيره وأجدر بالتحمل ممن سواه في كثير من القدرات والتسخيرات الربانية وبذلك كان هناك تناسب بين التكريم الرباني للإنسان وعظم المسؤولية وشدة المحاسبة وهذا مرده للروح التي في جنب الإنسان والتي هي غير أرواح المخلوقات الأخرى بالكونية فقط لان مصدرها من روح الله لهذا كرم الله الإنسان لان فيه تكريم لروحه{أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ }لقمان20.
واشتد غضبه على المضلين والعاصين أمره لأنهم أهانوا روح الله التي هي في جنبات أجسادهم{قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَـئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ }المائدة60, اخراج المغضوب عليهم من رحمة الله وصب غضبه عليهم إنهم جعلوا لما ليس لله شرك في أمر الله ظلما من عند أنفسهم لله وجعلوا ما لله وحدة لغيره وأشركوهم مع خالقهم{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ }البقرة165 {وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }الأنعام81وهم بذلك ظلموا أنفسهم أولا ولم يراعوا أمانة الله التي عندهم ثانيا{أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وِأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }التوبة70 ,ومن اظلم ممن ظلم نفسه وأنكر فضل خالقه عليه من بعده أن عدله وسواه وبين له وهداه ثم رزقه وأطعمه وسقاه والمخلوق بعد الذي كان من ربه إذ هو يشرك به وينسب لله ما ليس يعلم به وما ليس عند الله.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم الروح عند الفلاسفة المسلمين
- الخلط بين دلالات النفس ومفاهيم الروح
- في أطوار المظهرية الدينية
- في سيكولوجية العقل الديني
- من مداخلة الروائي الشهيد الدكتور علاء مشذوب أثناء تقديمه لرو ...
- الفساد دين العباد
- النبوة الممتدة في الفكر السياسي الديني الإسلامي
- من قوة السيكولوجيا الفطرية إلى قوة السيكولوجيا الموجهة التار ...
- القرآن ومقهومه للتاريخ
- الفرق بين تاريخ الانسان وتاريخ الموجودات الاخرى
- المعيارية في دراسة التاريخ
- في إشكالية التاريخ المتفق والمختلف عليه
- بائع مجنون ومشتري عاقل
- صورة الموجود الكلي في الوجود التفصيلي
- هل يحتاج مفهوم الوجود إلى التعريف
- القصدية الدلالية للنص الديني بين أهل العلم وأهل التصور
- لماذا؟ ومن قتل عليا في المحراب؟
- الخلاصة في وجود الله بالوجود
- الوجود بين الظاهر والصورة
- الحرية على طبق من ذهب


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الأنعامية كمفهوم توصيفي سلوكي