خطبة فيصل الأول يوم تتويجه ملكاً على العراق

حسام علي

الحوار المتمدن-العدد: 7245 - 2022 / 5 / 11 - 23:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بداية، نقول أن التتويج تم في ساحة القشلة قرب برج الساعة، وخصص للملك كرسي متميز، كما صفت كراسي أخرى بجانب كرسي الملك. ثم حضر المدعوين، قبلها حضر عدد من الجنود البريطانيين لأداء التحية باعتبارهم حرس الشرف، ثم جوق موسيقى لعزف النشيد الملكي.
في الساعة السادسة صباحاً خرج الملك فيصل بمعية السير برسي كوكس والجنرال هالدين وآخرون، توجهوا نحو المنصة على طريق كله مفروش بالسجاد. جلس فيصل على كرسيه بينما جلس كوكس عن يمينه وهالدين عن يساره. قالت المس بيل حينها، إن فيصل كان وقوراً لكنه كان متوتراً جداً ومرتبك، حقاً، فقد كانت لحظة مثيرة، فأخذ الملك ينظر الى الصف الأمامي فوقع نظره عليّ، فأعطيته تحية بسيطة للتشجيع ليس إلا.
ثم بعد مراسم ملكية مثل موسيقى الجوق ورفع العلم والنشيد الملكي البريطاني لعدم وجود نشيد عراقي حينها، أطلقت المدفعية إحدى وعشرين إطلاقة، بعدها نهض فيصل الاول وتقدم لإلقاء خطبته:
" أتقدم الى الشعب العراقي الكريم بالشكر الخاص على مبايعته إياي مبايعة حرة دلت على محبته لي وثقته بي. وهنا واجب آخر يدعوني لأن أرتل آيات الشكر للأمة البريطانية إذ أخذت بناصر العرب في أوقات الحرب الحرجة، فجادت بأموالها وضحت بأبنائها في سبيل تحريرهم واستقلالهم. وقد صرحتُ مراراً بأن ما نحتاج إليه لترقية هذه البلاد يتوقف على معاونة أمة تمدنا بأموالها ورجالها، وبما أن الأمة البريطانية أقرب الأمم لنا، وأكثرها غيرة على مصالحنا، فأننا سنستمد منها ونستعين بها وحدها على الوصول الى غايتنا المنشودة في اسرع وقت. ولا يغرب عن الاذهان أنه اذا كان الناس على دين ملوكهم فالملوك على دين شعوبهم، فعلى قدر التضامن يكون النهوض، واني لا آلو جهداً بأن أستعين برجال الأمة على اختلاف مواهبهم وتباين طبقاتهم وتفاوت معتقداتهم فالكل عندي سواء، والامة بمجموعها هي حزبي، لا حزب لي سواها وأن أول عمل ساقوم به هو المباشرة بالانتخابات وجمع المجلس التأسيسي.
في 12 أيلول 1921 أعلن تشكيل الوزراة الجديدة، فكان فيها محمود النقيب رئيساً للوزراء بمشيئة كوكس. وفي الأول من نيسان 1922 ارسل كوكس برقية الى تشرشل في لندن يشكو فيها من تصرفات الملك حين قام بطرد أربعة وزراء، فرد تشرشل على كوكس قائلا: أنني مندهش من أن يكون فيصل قد طرد اربعة وزراء دون استشارتك، ومن المؤكد أن تصرفه هذا، لم يكن منطقياً مع طبيعة تعهداته الشخصية لنا بأخذ النصيحة في المسائل الهامة والحساسة.

#حسام_علي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات