أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عادل سمارة - استقالة عريقات تعيد عرفات الى الواجهة














المزيد.....

استقالة عريقات تعيد عرفات الى الواجهة


عادل سمارة

الحوار المتمدن-العدد: 495 - 2003 / 5 / 22 - 04:03
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 


رام الله المحتلة

 بعد أن أصبح الجميع في بطن وحش الاحتلال، لم يعد سهلا على ياسر عرفات لجم التباينات داخل البيت الفتحاوي، لا بين الحرس القديم ولا بينه وبين الجديد. فقد اخذ كل حرس يرقص رقصته دون توازن بعد ان تأخرت الساعات بالحفل. فالحرس القديم يحاول جهده الرقص على الايقاع الاميركي دون ان يتقن ذلك تماماً بحكم التربية والخلفية الشرقية والمقاومة، والحرس الجديد اكثر اتقاناً للرقصة الاميركية ولكنه يبتعد عن اللحن الشرقي حتى يكاد يفقده. وعليه، يأتي الخطر، وإن لم يكن بائنا بعد، من فلسطينيي امريكا من المثقفين والاكاديميين ومدراء المنظمات غير الحكومية NGOs الذين يسوقون بالدولار ثقافة البلد ومؤسساتها نحو الامركة، أي الامركة بالدولرة، ومن بين حاشية هؤلاء من يتلقى الدعم باليورو او بالفرنك او بالدولار الاسترالي، لا فرق!

 كان بوسع عرفات في بيروت ان يفرض الحرمان الكنسي على كل فتحاوي حتى اذا اجتهد، وعلى كل من ليس فتحاوي باغلاق صنبور التمويل. وحيث كانت م.ت.ف مبقرطة ومعتمدة على التمويل، كان بوسعه اذن لجم الجميع. اما اليوم داخل الارض المحتلة، فهناك عاملان جديدان يقيدان عرفات الى حد كبير وهما:
• ان السلطة الفلسطينية اصبحت داخل جوف السلطة الاسرائيلية.
• وأن تلقي الدعم السياسي والمالي من اميركا لم يصبح سلوكاً مشبوهاً، بعدما درجت في الارض المحتلة مقولتنا : (أصبحت الخيانة وجهة نظر)!

يبدو ان رئيس الوزراء الفلسطيني اصر على لقاء شارون رغم وجود عدة عوامل تبرر له رفض ذلك اللقاء، وبالتالي ابتزاز الطرف الاسرائيلي(الصهيوني). فلم يوافق شارون على خريطة الطريق، بل ولم يعد يتحدث عن تعديلات، ولكنه ذاهب باتجاه شطبها، ولم يقدم لوزير خارجية دولة الاحتلال الكبرى (اميركا) الاحترام اللائق، ولم يرسل اية رسالة دبلوماسية حتى للرئيس الاميركي، وكل ما قاله انه ذاهب الى اميركا لمناقشة الامر، وكأنه يقول للرجل الاسود، إذا كان لي ان أتحدث كأبيض وعنصري وصهيوني فهو مع شقيقي الابيض والعنصري والايفانجيلست  جورج بوش.
 كما لم يأخذ ابو مازن بالاعتبار ارتفاع سقف الشارع الفلسطيني بما فيه حركة فتح (تنظيمه وتنظيم السلطة)، فقد أتى باول في فترة الذكرى ال 55 للنكبة، وفي فترة رفعت اسرائيل من تصعيد اعمال الارهاب الى الدرجة الاعلى، وفي فترة تلت مباشرة احتلال العراق. وعليه، كان يمكن لأبي مازن التقاط كافة هذه الخيوط وبالتالي التمنُّع. ولكنه لم يفعل.

 وأكثر من هذا، فقد قرر ابو مازن لقاء شارون لبحث اجندة امنية ودون اصطحاب صائب عريقات، وهذا أمر وجد فيه عريقات استثناءً له منذ البداية من جهة، وأن لغة النقاش ستكون غريبة عليه، فهو ليس "خبيراً" أمنياً كما أعتقد. لا بل ان كون النقاش أمنياً كان بحد ذاته أمر يبرر لعريقات ان يرفض هو من جانيه عملية المشاركة.

 ومع ان عريقات لا ينتمي الى الحرس القديم في م.ت.ف، إلا انه اقرب الى رئيس السلطة الفلسطينية منه الى رئيس الوزراء. وبالمناسبة، فإن سلف عريقات في المفاوضات، د. حيدر عبد الشافي ليس من الحرس القديم في م.ت.ف وليس من تراثها أصلاً، بل هو من حرس قديم آخر، هو الاتجاه المسكوفي التحريفي الفلسطيني الذي يؤمن بالاعتراف باسرائيل منذ عام 1948، وبالطبع فإن أي اعتراف من هذا الطراز هو إسقاط لحق العودة.

 في هذه الايام القليلة والمُثقلة بتطورات اعلى من طاقة سويعاتها، التقط ياسر عرفات اللحظة، ولعب لعبته التكتيكية، (اقصد تماماً انها ليست استراتيجية" ليضرب ضربة معلِّم فيشجع عريقات على الاستقالة ليذهب أبو مازن (إذا ذهب) للقاء شارون وهو في أضعف مواقفه فيبدو كمن هو ذاهب لتلبية مطالب شارون وليس لعرض الرؤية الفلسطينية.

 وعليه، فإن استقالة عريقات هي تقوية لمعسكر عرفات، وتقرب من موقف الشارع، كما انها تخدم حتى الموقف الرسمي العربي الذي يبحث عن اي حجر صغير كي يُلقى في طريق البلدوزر الاحتلالي الاميركي للوطن العربي. ولعل أحد المستفيدين من ذلك سوريا، بغض النطر فيما اذا كان هذا هدف عرفات أم لا. كما ان رسالة عرفات موجهة الى الاوروبيين لتشجيعهم وكأنها تقول، أؤكد لكم ان تواصلكم معي ليس مع طرف ضعيف.

 لعله من الواضح ان شارون لا يريد لمحمود عباس ان يخسر الجولة مع عرفات طالما ان عباس متمسك بوقف المقاومة. وعليه، فقد يقدم شارون بعض التهدئة مثل وقف مؤقت للاغتيالات وإحياء التسهيلات التي وعد بها باول ليقدمها لمحمود عباس علىان يقوم الاخير لاحقا بضربات للمقاومة.
 
ولكن، كل ما يدور لا زال ضمن سقف التسوية، وهذا ما على الشعب الفلسطيني ان يراه بوضوح.

 

كنعان



#عادل_سمارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنثراكس:هدى عماش أم... بريطانيا العظمى
- الوحدة محظورة والتضامن ممنوع حتى لو رغبتم...فما العمل!
- خصخصة، وراسمالية مافيا، وكمبرادور في العرق تغيير في التركيب ...
- بدأت ألمذبحة... ذهبت السلطة وبدأت المقاومة
- انحطاط الحزبية العربية
- زمــن الوكــلاء
- جامعة الدول العرية...دور لا قومي
- نعم، لم تبذل البشرية بعد دماً يضمن الحرية
- دجلة بالاحمر...والعدوان عربي
- حق العودة بين الاممية والعولمة
- أثار العدوان ضد العراق على الارض المحتلة (6) الآثارعلى القوى ...
- أثار العدوان ضد العراق على الارض المحتلة (5) الاثر الاجتماعي ...
- أثار العدوان ضد العراق على الارض المحتلة (4) الاثر الثقافي ل ...
- الإثر السياسي للعدوان على العراق: حتمية -الاصلاح
- أثار العدوان ضد العراق على الارض المحتلة (2) الآثار المتعلقة ...
- اثر العدوان على العراق إقتصاديا على الارض المحتلة
- بصراحة: إما اميركي أو عروبي
- من سِرِيَّة المقاومة الى محاورة المخابرات
- شراكة والشريك غائب والموظفون مثقفونا!
- من دولة سايكس- بيكو الى دولة الكانتون والقاعدة


المزيد.....




- بالفيديو.. منصات عبرية تنشر لقطات لاشتباكات طاحنة بين الجيش ...
- Rolls-Royce تخطط لتطوير مفاعلات نووية فضائية صغيرة الحجم
- -القاتل الصامت-.. عوامل الخطر وكيفية الوقاية
- -المغذيات الهوائية-.. مصادر غذائية من نوع آخر!
- إعلام ألماني يكشف عن خرق أمني خطير استهدف حاملة طائرات بريطا ...
- ترامب يدرس تعيين ريتشارد غرينيل مبعوثا أمريكيا خاصا لأوكراني ...
- مقتل مدير مستشفى و6 عاملين في غارة إسرائيلية على بعلبك
- أوستن يتوقع انخراط قوات كورية شمالية في حرب أوكرانيا قريبا
- بوتين: لدينا احتياطي لصواريخ -أوريشنيك-
- بيلاوسوف: قواتنا تسحق أهم تشكيلات كييف


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عادل سمارة - استقالة عريقات تعيد عرفات الى الواجهة