أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صلاح بدرالدين - أحزابنا ليست - منظمات مدنية - وكذلك فراخها















المزيد.....

أحزابنا ليست - منظمات مدنية - وكذلك فراخها


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 7244 - 2022 / 5 / 10 - 21:32
المحور: المجتمع المدني
    


الأحزاب الكردية السورية تنتهج أساليب الأنظمة الحاكمة في احتواء الحراك الشعبي المدني ، بوسائل الاختراق ، وتمويل افراد ، ومجموعات للتغلغل ، والسيطرة ، وقد انكشفت مؤخرا جوانب من تلك الأساليب الملتوية التي ترقى الى درجات الفضيحة ، وتعبر عن مدى هبوط القيم الأخلاقية السياسية لدى مسؤولي هذه الأحزاب الفاشلة الي أصبحت عالة على شعبنا ، وعائقا امام مسيرة الحركة الوطنية الكردية ، فهل فعلا لدينا منظمات المجتمع المدني ، ذات المواصفات العالمية كما تزعم الأحزاب ؟ وهل هي نفسها جزء من المجتمع المدني ؟ .
فكما هو معلوم فان المؤسسات المشكلة ، من جمعيات مهنية ، ونقابات عمالية مستقلة ، وروابط اجتماعية ، وثقافية ، واقتصادية ، وعلمية ، وشبابية ، ونسوية ، والجماعات المجتمعية المحلية، وجماعات السكان الأصليين، والمنظمات الخيرية، والمنظمات الدينية، ومؤسسات العمل الخيري تنشأ ، وتتوسع ، في أطر الدول الوطنية المستقلة ، والتي تعمل خارج تمويل الحكومات ، ( غير حكومية ) ، وبصورة غير ربحية ، والاعتماد على الذات ، وبجهود تطوعية ، تعاونية ، والجزء الأكبر من هذه المنظمات التي تحقق النتائج المرجوة ، قد تتلقى معونات لتغطية النشاطات ، وتوسيعها ، من هيئات ( الأمم المتحدة ) المعنية ، ووصول بعضها الى الترشح في عضوية ( المجلس الاقتصادي الاجتماعي ) التابع للهيئة الدولية .
التعريف الحديث : " المفهوم النبيل للمجتمع المدني الذي يعتبر من المفاهيم الحديثة في الثقافة السياسية المرتبطة تاريخيا بتاريخ الحداثة الغربية خصوصا في المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية وان كان هناك شبه إجماع عند مفكري الاتجاه الليبرالي المعاصر حينما ينظرون الى المجتمع المدني باعتباره مجموعة المؤسسات الاجتماعية والثقافية التي تنتظم ضمنها مصالح وحساسيات فئات اجتماعية مختلفة كالعمال والمهنيين والجمعيات الحقوقية مما سيجعل المجتمع المدني اطارا منفتحا يضم بين حيثياته حقلا سياسيا شموليا ناقلا لكل التوترات والإرادات ومختلف الارهاصات والمطالب ، ويعمل أفرادها على تحقيق قيم ومصالح مشتركة بين السُلطات العامة والمواطنين؛ لتُساعد المجتمع على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وإيجاد حلول مبتكرة للقضايا التي يواجهها من فقر وبطالة وغيرها " .
ارتبط مفهوم المجتمع المدني في العقود الأخيرة بسياق التحول والتغيير الذي عرفته بلدان اوروبا الشرقية في ثمانينيات القرن العشرين حيث كان للحركة النقابية وجماعات حقوق الانسان ، والمواطن ، والمفكرين الدور البارز في صناعة وتأطير التحولات الثورية الجارية حينها, وإعادة بناء الدولة والنظام السياسي بالشكل الديموقراطي ، ويشير مفهوم المجتمع المدني لكافة الانشطة التطوعية التي تنظمها الجماعة حول مصالح وقيم واهداف مشتركة وتشمل هذه الانشطة المتنوعة الغاية التي ينخرط فيها المجتمع المدني لتقديم الخدمات المتعددة ، كما عرفت بانها حركات غير تابعة للدولة تتحدى الأنظمة الاستبدادية، خاصة في وسط وشرق أوروبا ، وأمريكا اللاتينية .
وعلى الصعيد العالمي هناك انطباع بوجود إشكالية في العلاقة بين الأحزاب ، ومنظمات المجتمع المدني ، الى درجة عدم اعتبار الأحزاب جزء منها ، لاسباب عديدة منها وجود أحزاب في الحكم ، والسلطة ، ومنها يمينية متطرفة ، وعنصرية ، والأحزاب بصورة عامة سياسية، ومؤسسات المجتمع المدنـى ليست بالضرورة سياسية بل أغلبها اجتماعية ، ومهنية ، وثقافية ، لا تخلو من التأثير السياسي ،و الأحزاب تحكمها وتوجهها أيديولوجيات، أما مؤسسات المجتمع المدني فهناك تأثير للأيديولوجيات عليها ولكن لا توجهها أو تتحكم فيها.
في الخصوصية الكردية السورية
المناطق الكردية ليست وحدة إدارية موحدة ، متكاملة ، بل متعددة الاحتلالات ، وتتبع لاكثر من سلطة ، لذلك لاتضم منظمات مجتمع مدني مركزية ، او موحدة البرامج ، والاهداف بالمعنى العلمي – الموضوعي ، وهناك مايقارب من نصف الكرد السوريين اما مهجرون يعيشون في الشتات ، أو نازحون بالداخل .
السلطات المتحكمة بالمناطق الكردية من النظام ، الى القوى المحتلة ( تركيا ، أمريكا ، روسيا ، ايران ) اما انها تمنع ، أو ليس في اهتماماتها نشوء منظمات مدنية كردية تدافع عن حقوق المواطنين ، وحرياتهم ، ومصالحهم ، أما سلطة الامر الواقع التي يتحكم فيها – ب ي د – والمسميات الأخرى التابعة ل – ب ك ك – فانها لاتسهل قيام ونشاط منظمات ، اجتماعية ، وشبابية ، ومهنية ، ومطلبية ، لاتتبع آيديولوجيتها ، ولاتدور في فلكها .
في الخارج وبلدان الشتات الكردي السوري ، قامت عشرات بل مئات الجمعيات ، والروابط ، والمنصات ، الاجتماعية ، والثقافية ، والنسوية ، والفنية ، والبحثية ، والإعلامية وحتى المناطقية ، من جانب كرد سوريين ولكن ليست بأهداف قومية كردية ، بل تخضع لقوانين دول المنشأ ، وتحسب جزء من منظمات المجتمع المدني لشعوب تلك الدول ، وليست منظمات المجتمع الكردي السوري ، وهذا لاينفي بعض أدوارها الإيجابية في خدمة الكرد بشكل غير مباشر ، وهو امر مفهوم ، .
اما الأحزاب الكردية في طرفي الاستقطاب ( ب ي د و. ب د ك ، س ) فانها وبحسب المواصفات المعمولة بها عالميا ، لاتنتمي الى منظمات المجتمع المدني ( المعدومة أصلا بمناطقنا كما اسلفنا أعلاه ) ، لانها اما حاكمة ، او مؤدلجة ، مسيسة ، او تعتاش على المال السياسي ، او مسلحة ، او تستخدم المرأة ، والقصر في الاعمال القتالية .
وهنا لابد من الإشارة الى تنامي طموحات مشروعة ، على شكل محاولات فردية ، وشللية ، خصوصا من جانب الشباب من الجنسين في معظم المناطق ، من اجل تنظيم الطاقات لخدمة قضية الشعب الكردي في مختلف المجالات ، ولكن سرعان ما ( تستنفر ) الأحزاب أدواتها لاستيعابها ، او اختراقها ، او منعها .
لاشك ان هناك شروطا ذاتية ، وموضوعية يجب توفرها للاعتراف بان المحاولة – الفلانية – تقود الى تحقيق خطوات نحو تأسيس منظمة مجتمعية مدنية ومن ضمنها : تحقيق السلم ، والاستقرار ، والنظام الديموقراطي ، والاستقلالية بمعنى عدم التبعية لمراكز حزبية او سلطوية ، والابتعاد عن الادلجة ، والاعمال العسكرية ، والصراعات السياسية ، وفي الختام ليس لدينا نحن الكرد السورييون منظمات مجتمع مدني بمعناها الحقيقي ، ولكن لدينا محاولات ، واختبارات ، وطموحات مشروعة على الطريق .
ومن الان وحتى توفر ، وتراكم شروط ، انبثاق منظمات مدنية متماسكة ، مستقلة في مجتمعاتنا ، يفضل اطلاق تسمية ( نشطاء وطنيين مستقلين ) على كل الحراك الهادف الى تغيير الأوضاع نحو الاحسن ، وإعادة بناء الحركة الكردية السورية ، وتحسين الظروف المعيشية ، واستعادة الحرية والعدالة ، ونشر وتعميق العمل الثقافي ، والابداعي ، وقطع الطريق على كل البدع ، والردات المضرة ، الوافدة من ظلمات الكهوف ، والانحرافات الحزبوية ، والغريبة عن تقاليد حركتنا الكردية الاصيلة .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة الى مشروع حراك - بزاف - لاعادة البناء
- في تشخيص إخفاقات الأحزاب الكردية السورية
- قراءة نقدية لتصريحات بعض مسؤولي جماعات – ب ك ك – السورية
- قضية شعب ، وليست منازعات أحزاب
- الأحزاب الكردية السورية : تشابه في النهج
- نحو إعادة النظر بالعلاقات الكردستانية
- المشهد الكردي السوري بين الثابت ، والمتحول
- الأولوية لاعادة بناء الحركة الكردية السورية
- تبدلات في طبيعة الصراع الدولي .. تداعيات ، ونتائج
- قراءة في نظرية - التوريط -
- في أوجه الشبه بين - الهتلرية - ، و-البوتينية -
- بحثا عن نظام عالمي عادل
- التصعيد الروسي العدواني الى اين ؟
- مؤتمر ميونخ وإعادة تعريف قضايا الصراع الدولي
- فلنحدد قواعد الصراع في الساحة الكردية السورية
- التكامل بين القومي والوطني في تجربة كردستان العراق
- قراءة أولية في ندوة الدوحة
- عندما تنتقم روسيا – البوتينية –
- مواجهة الإرهاب لاتتجزأ
- المصير السوري في ميزان الخارج


المزيد.....




- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صلاح بدرالدين - أحزابنا ليست - منظمات مدنية - وكذلك فراخها