سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 7243 - 2022 / 5 / 9 - 12:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مع إن التشاٶم وإنعدام الامل هو سيد الموقف فيما يتعلق بما قد وصلت إليه محادثات فيينا، لکن لايبدو إن القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على إستعداد لإطلاق تصريحات ومواقف تٶکد على تخليهم عن هذه المحادثات أو إنسحابهم منها، لکن وعلى الجانب الاخر، لاتبدو الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريکية تتخذ موقفا حازما من هذه المحادثات عموما ومن إيران نفسها خصوصا في سبيل حسم الامور وجعلها تتحلحل وليس أن يخيم عليها الضباب ويلفها الغموض کما هو حالها الان بالضبط.
کلما جرى ويجري لحلد الان، هو الاعلان عن معلومات سابقة تم تسريبها من إجتماعات سابقة، وهذه المعلومات وفي سياقها العام تٶکد على الاسلوب المرن والتساومي للمفاوضات ومن إن المجتمع الدولي يتصرف مع النظام الايراني بأسلوب أقرب منه للترجي والتمني وليس الحزم والجدية، والذي يلفت الانتباه کثيرا هو إن النظام الايراني کان يسعى لکي يدفع المجتمع الدولي للمزيد والمزيد من المرونة والتساهل والتساوم، لکن وتزامنا مع ذلك فإنه کان ولايزال يسعى للإستفادة من الاحداث والتطورات والمستجدات الدولية وماقد يتداعى عنها وتوظيفها لصالحه.
إرتفاع أسعار النفط من جراء لعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، شجع على ما يبدو زعماء إيران على التشدد في موقفهم من المفاوضات النووية، هو أحد الامثلة على سعيه للإستفادة من الاحداث والتطورات والمستجدات الدولية وماقد يتداعى عنها وتوظيفها لصالحه. بل وحتى إنه يسعى على اللعب على وتر الاختلافات الجانبية بين الغرب وبعض البلدان العربية ويعمل من أجل التناغم معها لکي يحصل على شئ من خلاله.
الاسلوب المرن والمتساهل الميال للمساومة مع النظام الايراني من جانب الدول الغربية، يثير حفيظة المعارضة الايرانية مثلما إنه يثير إنزعاج بلدان في المنطقة منها لأنه وکما أثبتت تجربة 8 جولات تفاوضية لحد الان، اسلوب غير مجد ومن إنه لم يحقق أية فائدة تترجى من ورائها، لکن الذي يبعث على الاستغراب والتعجب هو إستمرار الغرب بالتمسك بهذا الاسلوب على الرغم من إخفاقه لحد الان، ومن دون شك فإن الذي يبدو واضحا والى أبعد حد هو إن طهران التي أثبتت الايام بأنها المستفيد الاکبر من هذا الاسلوب وهي تحبذه وتميل إليه کثيرا وهذا هو السبب في بقاء النظام الايراني مستمرا ومواظبا في إبقاء حبال الاتصال وعدم التخلي عن المحادثات أو الانسحاب منها طلما إنها تسير وتجري بالصورة والطريقة التي تناسبه ولاندري الى متى سيبقى الغرب متمسکا بهذا الاسلوب ولايسعى من أجل تغييره لکي تبدو عليها جدية حاسمة وليس أن تبدو متذبذبة بين المرونة وبين الجدية!
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟