أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بارباروسا آكيم - ضرورة تحديد النسل في شرقنا التعيس














المزيد.....


ضرورة تحديد النسل في شرقنا التعيس


بارباروسا آكيم

الحوار المتمدن-العدد: 7242 - 2022 / 5 / 8 - 23:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد تسابقنا عبر الأزمنة للتفاخر بالمال و الخلفة و جاءت الرؤى الدينية معبرة _ في بعض الحالات _ عن هذا التوجه
●  المال و البنون زينة الحياة الدنيا
● تناسلوا تكاثروا فأني مباه بكم الأمم
و من جانبا
لقد تعودنا أن نطرح السؤال : هل المال يجلب السعادة ؟
رغم أَن السؤال بحد ذاته يجب أن يكون أكثر عمقاً
و هو هل بحبوحة الموارد تسبب الراحة ؟

وهنا قد يسألني أحدهم
لماذا تصرفت ب السؤال بهذا الشكل المتطرف ؟
فعملية طرح السؤال هاهنا فيها تعسف واضح قد لا يخطر حتى على بال الشخص الذي طرح السؤال الأول

و أنا لا أنكر هذا ..
و لكن إذا أردنا صياغة السؤال بالشكل الصحيح فالطريقة المثلى هي أن نصوغه في إطار بحثي قابل للتجربة و الترصد و التكرار و سنبين هذا لاحقا

ثم لو أخذنا السؤال بصيغته الأولى ستجد إن مفهوم السعادة مفهوم نسبي يختلف من شخص لآخر بل يختلف عند الشخص نفسه عند إختلاف الأوضاع . على سبيل المثال :
لديك مصدر دخل قوي ثابت و كل وسائل الترفيه متاحة أمامك
و لكنك تعاني من آلام مبرحة في أسنانك ، فكم سيكون مقدار سعادتك في هذه الحالة ؟ 
بالتأكيد ستكون مشلول تماما عن التفكير بأي شيء آخر خلا الألم الذي يطرق في رأسك و يجعلك تبكي كالأطفال الصغار
إذا دعونا نسميها الراحة و دعنا نسمي الشطر الآخر من السؤال ( بحبوحة الموارد ) أي الموارد المتاحة للإستخدام في كل وقت و في مختلف الظروف و لا ننسى أيضاً الخلفة التي بدأت تسبب الإكتضاض السكاني و بدأت تضغط على موارد دولنا في الشرق المتخلف التعيس

على كل حال فأن الراحة عنصر لا يمكن تحقيقه و اذا تحقق _ على سبيل الفرض _
فأنه يقتل كل ميكانيزمات البقاء
لأن أمنا الطبيعة تعلمنا إن الحياة صراع و إن البقاء في خضم هذا الصراع هو للأصلح
و الأصلح هاهنا ليس الأكثر راحة بل من طور نفسه من خلال المنافسة


نعود من حيث بدأنا
هل يمكن تحقيق الراحة من خلال بحبوحة الموارد ؟
بحبوحة الموارد التي ستسبب الإكتضاض السكاني كنتيجة حتمية

الجواب علميا هو كلا

حتى أشرح لك مخاطر بحبوحة الموارد على المدى الطويل 

هل سمعتم أَيها الأحبة بعالم السلوك الحيواني
John B. Calhoun
هذا العالم قام بعمل تجربة على الفئران
حيث وضع مجموعة فئران في مكان واسع نسبياً و مراقب
وقام بتوفير كل وسائل العيش لهذه الفئران من ماء و غذاء بحيث لا تتعب الفئران في ايجاد وسيلة الغذاء
لكن بعد فترة.. بعدما تكاثرت هذه الفئران ( الإكتضاض السكاني )
بدأت تظهر تغييرات متطرفة في سلوك هذه الحيوانات 
حيث بدأت بعض الذكور بالإنزواء و لم تعد تبحث عن الطعام إلا بعد إختفاء كل الفئران الأخرى
مجموعات أخرى من الذكور بدأ ينتشر بينها الشذوذ
مجموعات ثالثة بدأت تصبح شرسة جدا الى الدرجة التي بدأت تأكل الأفراد الضعيفة
الكثير من الإناث صاروا يبتعدون عن اولادهم الصغار و يتركونهم لكي يموتوا و صاروا اكثر عدوانية

اذا و على عكس ماهو متوقع فتجربة كالهون لم تؤدي لظهور المجتمع الأفلاطوني الفاضل للفئران بل العكس ،
لقد دمرت بحبوحة الموارد و الكثافة السكانية سلوك الفئران

إذا ..
إن الصراع ليس دائما نقمة بل أحيانا يكون نعمة لأن الصراع و المنافسة يكسب الإنسان خصائص مهمة للبقاء . و حتى يكون هذا ممكنا فلابد للمرء أن يحدد نسله حتى يكون قادر على إعطاء نسله الجهد و الوقت و الموارد الكافية .
كما إن المال و البنون ليسوا دائما نعمة
بل مسؤولية مضاعفة من الإنسان تجاه نفسه و تجاه من حوله

تعلمنا أمنا الطبيعة
إن المهارات الفردية و الخبرات المكتسبة المتراكمة نتيجة التجارب و المآسي و السعي الحثيث لتطوير الذات لا يتأتى إلا من خلال عنصر المنافسة و الصراع
فالخبرة و العمل الحثيث هي ما يصنع الإنجازات
و أن إعتماد المجتمعات لتطوير ذاتها هو على ( الكيف ) و ليس ( الكم )



#بارباروسا_آكيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ردي السريع على الشيخ بسام جرار البديع
- اخبار مفرحة و سعيدة
- دليل الخرفان في الإنتحار و إتباع البهتان
- الحملة الفرنسية و محاولة تشويهها
- حوار حول اللغات السامية
- مكبر الصوت كبدعة محدثة
- صراع الحيتان الكبيرة على اوكرانيا الصغيرة
- ضرب الكفوف على قفا الإخواني الخروف
- خطبة يوم الجمعة في مدينة هامبورغ
- السويد تخطف أطفال المسلمين
- تقييم الماركسية على أسس الإشتراط السلوكي
- يا قلبي لا تحزن
- اللحم الحلال يا ولاد الحلال
- الحل في العراق هو العودة لتراث الأجداد
- الرد على سامح عسكر في قصة السامري
- بعجالة شديدة .. العلمانية و التنوير و الإصلاح الديني
- تعقيب موسع على المقال السابق
- إهداء إلى الأستاذ سامي لبيب
- رسالة الى الإنكشاريين الجدد
- أهمية النقد النصي بالنسبة للعالم الإسلامي


المزيد.....




- اللجوء.. هل تراجع الحزب المسيحي الديمقراطي عن رفضه حزب البدي ...
- بيان الهيئة العلمائية الإسلامية حول أحداث سوريا الأخيرة بأتب ...
- مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
- التردد الجديد لقناة طيور الجنة على النايل سات.. لا تفوتوا أج ...
- “سلى طفلك طول اليوم”.. تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصن ...
- الحزب المسيحي الديمقراطي -مطالب- بـ-جدار حماية لحقوق الإنسان ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس وسط العنف الطائفي في جنوب ا ...
- الضربات الجوية الأمريكية في بونتلاند الصومالية قضت على -قادة ...
- سوريا.. وفد من وزارة الدفاع يبحث مع الزعيم الروحي لطائفة الم ...
- كيفية استقبال قناة طيور الجنة على النايل سات وعرب سات 2025


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بارباروسا آكيم - ضرورة تحديد النسل في شرقنا التعيس