أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - المشروع الأردوغاني حول التغيير الديمغرافي لغربي كوردستان - الجزء الأول















المزيد.....

المشروع الأردوغاني حول التغيير الديمغرافي لغربي كوردستان - الجزء الأول


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7242 - 2022 / 5 / 8 - 11:40
المحور: القضية الكردية
    


لماذا يثير أردوغان قضية المهاجرين السوريين، ويخطط لبناء 200 شقة سكنية لهم في غربي كوردستان، في هذه المرحلة وحيث الصراع الدولي على أشده، وسوريا لا تزال تعيش الحرب بكل أبعادها، ومعيشة سكانها في أرذل حالاتها، وخاصة أبناء المخيمات المنشرة في كل المناطق؟
هل هي دعاية انتخابية أردوغانية على حساب الشعبين الكوردي والعرب المهاجرين؟
أم أنها حرب مباشرة ضد الشعب الكوردي، ومخطط لخلق بؤر صراع دائمة بين الشعبين الكوردي والعربي على جغرافية غربي كوردستان؟
اعتمدت الإمبراطوريات على المجازر والقتل الجماعي لبسط سيطرتها؛ لكنها نادرا ما استخدمت التغيير الديمغرافي للشعوب لترسيخ سيادتها على الجغرافيات، يستثنى منهم الإمبراطوريتين الصفوية والعثمانية وتعاملهم مع الشعب الكوردي حصراً. وأنظمة الدول الأربعة المحتلة لكوردستان منذ بدايات القرن الماضي وحتى الأن. وقد كان للشعبين الكوردي واليهودي جدلية مختلفة عن جميع شعوب العالم، والأسباب في الحالتين عدة، وهي مختلفة ما بين كوردستان وأرض الكنعانيين، فهناك وحيث خلفيات الهجرة الطوعية والتهجير القسري لليهود، إما على أبعاد اقتصادية أو دينية، إن كانت في مراحل الهجرة إلى مصر الفرعونية والعودة إلى أرض كنعان، وما أقدمت عليها الإمبراطورية البابلية لاحقاً، أو عند ظهور الإسلام في شبه الجزيرة العربية والقضاء الكلي على مجمعاتهم، إما بالقتل الجماعي أو تهجيرهم، وما تلتها من عمليات التهجير حتى منتصف القرن الماضي، وفي كل المراحل لم يتم تسكين شعوب في أماكنهم بالقوة، وما تم كانت على خلفية الهجرات الطوعية والبحث عن جغرافيات أنسب للعيش.
القضية عكسية وأعقد بالنسبة للشعب الكوردي، إن كانت تاريخيا أو قوميا، لم يكن للبعد الديني الدور الرئيس فيما حدث مثلما جرى للشعب العبري وما عانوه على خلفياتها، والذي أدى إلى أن أصبح الانتماء الديني هو ذاته القومي، بل وهو المهيمن. لكنها في كوردستان، وبعد مراحل تاريخية معينة، خاصة بعد القضاء على الإمبراطورية الساسانية، وشبه القضاء على الديانات الكوردية (الزرادشتية، والمانوية، والمزدكية، والأزداهية) لم تعد القوى الغازية تعير كثير اهتمام للجغرافية الدينية، باستثناء ما حصلت في القرون المتأخرة من عصر الخلافة العباسية، وما بعدها، أي في مراحل الصراع بين الصفويين المتمثلة بالمذهب الشيعي، والعثمانية-السنية، وهنا لا ننوه إلى الصراعات المذهبية السابقة، كما حدث بين الخلافتين الفاطمية والعباسية، والتي كانت للدولة الأيوبية الدور الرئيس في مجرياتها، لأنها لم تؤدي إلى التغيير الديمغرافي للشعب الكوردي بشكل قسري، رغم تهجير بعض القبائل من كوردستان وإسكانهم في دمشق ومصر أو شرق فلسطين واليمن وغيرها من المناطق التي أصبحت ضمن جغرافية الدولة الأيوبية، والاعتماد عليهم كقوى عسكرية مساندة، والحركة السكانية هذه حصلت من جهة واحدة، لم يتم إسكان شعوب أخرى مكانهم، أي الغاية لم تكن لإفراغ كوردستان أو القيام بالتغيير الديمغرافي للشعب الكوردي، فقد امتلأت مناطق تلك القبائل بأبنائها الباقون، كما وأن أجيالهم في المهجر لا زالوا ينقلون تاريخ أجدادهم، وكثيرا ما تظهر الدراسات الديمغرافية-التاريخية حولهم.
الأنظمة المحتلة لكوردستان، والتي لم تتمكن من خلق الاستقرار الكلي، من خلال السيادة السياسية، والإدارية، ونهب الخيرات، منذ البدايات، طمحت لأسكان شعوبها بين الشعب الكوردي، بعضها كانت قد خسرت جغرافياتها ووجدت ملاذها في الجغرافية الجديدة، كالشعب التركي، والعربي بعد الهجرات العربية الإسلامية على خلفية الغزوات، وما بعدها حتى بدايات القرن الماضي، وهو ما أدى إلى قيام الثورات والانتفاضات العديدة والتي تجاوزت المئات، الظاهرة النادرة بين شعوب العالم، حيث هذا الكم من الثورات المتتالية ضد محتليهم.
ولعدم تمكنهم من السيادة المطلوبة، كان لا بد من خلق البيئة الآمنة لشعوبهم في المناطق التي يتم إسكانهم فيها، وذلك عن طريق إفراغ الجغرافية التي يطمحون إليها، أي في الواقع العملي، طموح لترجيح النسب الديمغرافية ما بين الشعب الأصيل والقادم، وتمت على أسسها محاولات عدة للتغيير الديمغرافي، وهو ما يلاحظ وجود الشعب الكوردي في مناطق متفرقة خارج جغرافيتهم، وحيث أقصى المناطق التابعة للإمبراطوريات والأنظمة المحتلة لكوردستان، من شمال غربي إيران، وكازاخستان، إلى غربي الأناضول على أطراف أنقرة، وغيرها من الجغرافيات، مقابل زرع مجموعات من الشعوب الفارسية والتركية والعربية في مناطقهم، والفرق بين الحالتين، معظم الكورد في المهجر لم يخسروا ماهيتهم القومية بقدر ما خسرت الشعوب الأخرى في المراحل التاريخية الماضية انتماءاتهم القومية.
معظم الأهداف فشلت نسبياً، من حيث إفراغ كوردستان من شعبها، إلى عملية توطين الشعوب الغريبة، باستثناء حالة واحدة تمكنت منها الإتحاد السوفيتي بزعامة ستالين، من القضاء على الوجود الكوردي ككيان سياسي في المنطقة الشمالية لكوردستان وغابت عن الخريطة كوردستان الحمراء. والمرعب هو قادم غربي كوردستان، والتي تكاد أن تفرغ من شعبها الأصلي، وما يخطط له تركيا والنظام البعثي.
ما يلاحظ، من خلال ما تم، إلى جانب التسريبات حول مسيرة تسكين المهاجرين السوريين في المنطقة الكوردية، تبين أن المنهجية الفجة، والعنصرية بحق الأمة الكوردية، لم تقف، لكن؛ وعلى خلفية التغييرات الكبرى في العلاقات الدولية، وسهولة أنتشار المعلومات، يتم تنفيذ المخطط بخباثة، سياسية-اقتصادية متداخلة، ويتم تغطيتها بعرض مشاريع: على أنها وطنية، ومن أجل تطوير اقتصاد الدولة، أو تحسين معيشة الشعب، تكاد تكون مشابهة لما نفذه النظامين، الناصري والبعث، وطبقها كل من عبد الناصر في غربي كوردستان، تحت مبررات الإصلاح الزراعي، ومثله البعث الصدامي في جنوب كوردستان، تحت منهجية القضاء على الثورة الكوردية، بعكس حافظ الأسد، والذي نفذ مشاريع عبد الناصر، مع إضافة أسماء جديدة عليها ، كحجة غمر القرى العربية بجانب نهر الفرات، وإنشاء مزارع متطورة للدولة، وغيرها. ومثلها تركيا على خلفية بناء مشاريع عدة، كانت في الواقع مهمة، لولا ما تم من التغيير الديمغرافي، المرافق للصراع المستمر بين الشعب الكوردي والحكومات الطورانية المتتالية، وأخرها، والتي لا تزال مستمرة؛ بين حزب العمال الكوردستاني والسلطات التركية على مدى العقود الماضية. وما يجري حاليا غربي كوردستان امتداد للعمق الكوردستاني الجزء المحتل تركيا.
وهذا هو الأغرب من بين جميع المخططات...

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
3/5/2022م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يحتاج الشعب الكوردي لينتصر - الجزء الرابع
- ماذا يحتاج الشعب الكوردي لينتصر - الجزء الثالث
- ماذا يحتاج الشعب الكوردي لينتصر - الجزء الثاني
- ماذا يحتاج الشعب الكوردي- الجزء الأول
- كيف يمكن تقييم فلاديمير بوتين
- نتائج عبثية جوانن شورشگر
- ماذا قدمت وأنا على أبواب السبعين؟
- الطفرة التكنولوجية إلى أين ستجرنا؟
- أوجه المقارنة بين كوردستان وأوكرانيا
- الحرب الأوكرانية ذكرتني بغورباتشوف
- رد على مقترح منظمة المجتمع المدني، التابع للنظام
- لو كان غورباتشوف مكان بوتين
- مصير القضية الكوردية خلال الصراع الأوروبي
- هل هناك انحراف في صحة بوتين العقلية
- لماذا لم يلتزم الناتو باتفاقية أيسلندا
- بماذا أخطأ فلاديمير بوتين
- ما لم يأخذه فلاديمير بوتين بالحسبان
- هل خسر الإقليم الكوردستاني قوته أمام أدوات إيران؟
- لماذا أصدرت المحكمة العراقية الإتحادية قرارها بحق نفط كوردست ...
- ما الذي يحد من صوت شعبنا الكوردي


المزيد.....




- أول وزير خزانة مثلي الجنس.. ماذا نعلم عن الملياردير سكوت بيس ...
- مقتل واعتقال 76 ارهابيا في عملية فيلق القدس بجنوب شرق ايران ...
- -الدوما-: مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتنياهو ستكشف مدى ا ...
- الداخلية الفنلندية توقف إصدار تصاريح الإقامة الدائمة للاجئين ...
- الإعلام الإسرائيلي يواصل مناقشة تداعيات أوامر اعتقال نتنياهو ...
- هذه أبرز العقبات التي تواجه اعتقال نتنياهو وغالانت
- الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لق ...
- مقارنة ردة فعل بايدن على مذكرتي اعتقال بوتين ونتنياهو تبرزه ...
- كيف أثر قرار إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت على دعم ...
- سفير ايران الدائم بالأمم المتحدة: موقفنا واضح وشفاف ولن يتغي ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - المشروع الأردوغاني حول التغيير الديمغرافي لغربي كوردستان - الجزء الأول