|
مناقشة هادئة لوثائق المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي العراقي
ياسين النصير
الحوار المتمدن-العدد: 1673 - 2006 / 9 / 14 - 11:08
المحور:
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
1 عندما يطرح الحزب الشيوعي العراقي وثائق مؤتمرة للحوار والمناقشة من قبل الأصدقاء والأعضاء وحتى الأعداء معا، نكون قد دخلنا مرحلة المكاشفة والحوار البناء في صياغة موقف ينسجم وطبيعة المرحلة العراقية الجديدة. وهو ما نصبو إليه نحن أصدقاء الحزب الشيوعي العراقي ورفاقه. من هنا ستكون ملاحظاتي موجزة ضمن هذا السياق، وسبب إيجازها هو أنني مهما قلت أنا أو غيري من المناقشين، لن نفعل الكثير في تغيير سياقات دأب الحزب عليها منذ عقود، وقد يقول قائل وما الفائدة من المناقشة إذا كانت النتائج محسومة للبقاء ضمن السياقات القديمة؟ سنقول له وببساطة أن ثمة عقلية محافظة تهيمن على سياسات الحزب الإيديولوجية أجدها ضرورية في مثل هذه المرحلة، وهذه السياسة المحافظة واحدة من أسس العمل في مرحلة مضطربة قد تكون النتائج غير جيدة إذا ما اعطينا لأخيلتنا أعنتها، والساحة مضطربة وتتطلب أولويات وطنية على حساب أولويات حزبية. شخصيا مع شيء من الثوابت المنضبطة في تصورات الحزب المرحلية، وشيء من تفهم ظروف بلد لم تعد ساحاته حكرا على حزب دون آخر، ولا على منهج دون منهج. ولكن السير في حقل الألغام هذه ليست هي المهمة التي يعتمدها الحزب كطريق نهائي بحيث تجنبنا الخوض في تفاصيل أكثر دقة أوتمنعنا من طرح تصوراتنا عن العراق المستقبلي وبوضوح ايضاً. لذلك أجد نفسي في صف الذين يسعون للتغيير دون فقدان الثوابت، وهذا يعني أن لكل مرحلة برامجها وطرق التعامل مع مكوناتها. وبخصوص هذا البرنامج الذي هو موضوع تعليقاتنا اجده يحمل جديدا بالرغم من اللغة الفضفاضة التي دبجت به فقراته. توحي قراءة الوثائق أنها خلاصة لوثائق أكثر سعة وأشمل رؤية، وأن هذه هي الخلاصة لتلك الافكار العامة للوثائق التي ستناقش بحيث جاءت عمومية ودون الدخول في تفاصيل وضع البرامج التي يمكن للحزب أن يناضل من أجلها. وهذا بحد ذاته يجعلنا نقرأ مجتزئات وليست الوثائق الكاملة، ولغة المجتزأ لغة تنسجم ولغة الإعلان أو البلاغ الصحفي عن وقائع لمؤتمر أو لمشروع لم يعقد بعد.أما إذا كانت هذه هي كل الوثائق وقد طرحت للمناقشة من قبل الناس أجدها قاصرة وغير كافية. المسألة تبدو أن خللا ما يكمن في طريقة التعبير عن أفكار وخطط وبرامج الحزب مستقبلا، بحيث جاءت صياغتها بطريقة لا توحي أن للحزب خططا أو تصورات مكتملة لاكثر من اربع سنوات، بل ثمة تصورات وطروحات يتبنى طرحها إن تحققت ويغض الطرف عنها إن لم تتحقق،ولذا سيعاد طرحها في المؤتمر التاسع وهكذا... لن استطيل بالحديث كثيرا هذه المرة فمناقشة البرنامج تحتاج إلى مكاشفة حقيقية لكل فقرة منه بما لها وما عليها، ففي البرنامج الكثير مما يمكن التعرض له ايجابا او سلبا،منها على سبيل المثال لا الحصر استعمال واو العطف غير المبرر في معظم فقرات البرنامج فلا تعرف على من عطفت هذه الجملة أو الفقرة أو تلك وهذا يدل على سياق لغوي غير دقيق نأمل أن يتداركه المعنيون. ضمن هذا السياق اجد أن يميز الحزب بين " سائر الفكر الاشتراكي " وبين الاشتراكية العلمية فبعض احزاب الاتجاهات القومية والفاشية ادعت الاشتراكية أيضا فهل نأخذ منها باعتبارها مشمولة بـ " سائر"؟ كما اجد أن طرح البرنامج لمفهوم " المواطنة" يحتاج إلى تفصيل أكثر، فالمواطنة العراقية مفهوم جديد على الحزب أن يؤكده،خاصة في مرحلة نشوء الفدراليات. فالمواطنة لا تعني كل من سكن العراق، كما لا تعني القوميات أوالأديان،ففي بلدان الجوار قوميات واحدة ولكن المواطنة تفصل بين ابناء هذه القومية.فالمواطنه هي كل من امتلك الجنسية العراقية حصراً ، له الحقوق الكاملة، في أن يسكن في اي بقعة من العراق، وأن يتملك في اي مكان، وأن يعمل في اي مؤسسة أو منشأة، وان يكون له حق كامل في كل ما تعنيه مفردة المواطنة من حقوق وواجبات. ولكن البرنامج لم يفصل في هذه النقطة بما يجعلها عاملا مشتركا بين مواطني العراق مهما اختلف قومياتهم واديانهم واعراقهم وجغرافيتهم.وقد عانى المواطن العراقي في الفترات السابقة من تهميش وإلغاء فحرم من المواطنة الحقة وفضل عليه من جنسيات أخرى. كما لم أجد تعريفا دقيقا للثقافة والتي تعني بمفهومها الشامل البنية المؤسساتية والانثروبولوجية والابداعية ولكل مفردة منها لها مؤسساته وتصوراتها المختلفة عن الأخرى. وفي البرنامج الكثير من هذه المفردات لم تستوف شروط التعريف بها. في الجانب الآخرأجد أن لغة الوثائق غير دقيقة، ولا تؤدي بنا إلى نتيجة واضحة، بل هي متنصلة من الإلتزام باي مشروع مستقبلي للعمل. وهو ما تعودنا قراءته منذ عشرات السنين، وكأن الحزب لا يملك لغته الخاصة التي تحمل تصوراته وأفكاره، بل لغة عامة مهلهلة وغير دقيقة توحي بالموقف ونقيضه في آن معا. بالرغم من أني لست خبيرا باللغة، ولكني انوه عن ظاهرة مميتة، عل خبراء لغة يولون هذه النقطة اهتماما يليق بتراث ووثائق حزب عريق متجدد. تقول الفقرة الاستهلالية للبرنامج: " تأسس الحزب الشيوعي العراقي في 31 آذار 1934 تعبيرا عن إرادة أبناء الشعب من الكادحين – عمالا وفلاحين وغيرهم، ومن المثقفين، في النضال ضد الاضطهاد السياسي والقومي والاستغلال الاقتصادي والاجتماعي، ومن اجل التحرر والاستقلال وبناء المجتمع الديمقراطي وتحقيق التقدم الاجتماعي والاشتراكية. ويسترشد الحزب الشيوعي العراقي في سياسته وتنظيمه ونشاطه، وفي نضاله من اجل تحقيق أهدافه المتمثلة في القضاء على استغلال الإنسان للإنسان وتحقيق التحرر الإنساني، بالفكر الماركسي وسائر التراث الاشتراكي، ساعيا إلى تطبيق ذلك بصورة مبدعة في ظروف العراق، بالاستناد إلى دراسة الواقع الطبقي والقومي والديني والسياسي للمجتمع العراقي المعاصر والتطورات الجارية فيه" الجملة مرتبكة لا تعرف لم وضعت الشارحة بين الكادحين وعمالا ولم لم تغلق بعد هاتين المفردتين. فتصبح الجملة الاستهلالية كما ارى هكذا: تأسس الحزب الشيوعي العراقي في 31 آذار 1934 تعبيرا عن إرادة أبناء الشعب من الكادحين؛ عمالا وفلاحين، ومن المثقفين شغيلة اليد والفكر. يناضل الحزب ضد الاضطهاد السياسي والقومي والاستغلال الاقتصادي والاجتماعي، من اجل التحرر والاستقلال وبناء المجتمع الديمقراطي لتحقيق التقدم الاجتماعي وصولا إلى الاشتراكية. أما الفقرة الثانية والتي تبدأ " ويسترشد الحزب ...الخ فتصبح هكذا: " يسترشد الحزب الشيوعي العراقي في سياسته وتنظيمه ونشاطه و نضاله من اجل تحقيق أهدافه المتمثلة في تحقيق التحررالإنساني والقضاء على استغلال الإنسان للإنسان، بالفكر الماركسي وسائر التراث الاشتراكي التقدمي. ساعيا إلى تطبيق ذلك بصورة مبدعة في ظروف العراق، بالاستناد إلى دراسة الواقع الطبقي والقومي والديني والسياسي للمجتمع العراقي المعاصر وللتطورات الجارية فيه." لك أن تستطيل في ترتيب بيت الوثائق لغة وتركيبا بما يليق بمكانة حزب ثوري عراقي يعتمد اللغة العربية الصحيحة لبرامجه وأفكاره، اللغة التي تجعله محترما بين أقرانه من الأحزاب العراقية كما يفصح عن تركيبته ومنظومته الفكرية أنه نتاج لحضارة وثقافة عربية متأصلة ودقيقة المعنى والتعبير الامر الذي يجعله اكثر من غيره محط انظار العراقيين. 2 لم اكن راغبا بالحديث عن برنامج الحزب الشيوعي العراقي المطروح لمؤتمره الثامن،فقد ادليت برأيي قبل فترة ووجدت أن الكثير مما قلته قد ورد في البرنامج، وهذا يدل على حيوية التفكير وجدية الموقف من التجديدات التي تصب في صلب التغيير. فما حملته وثائق الحزب كنا نفكر به جميعا وهو ما أفرحني أن الانتباه لمكونات التراث العراقي وحضارة وادي الرافدين والجذور التقدمية للتراث وغيرها قد اخذت طريقها للحوار، وهي مسائل تفصح عن نوايا تجديد حقيقة تجعل الحزب في صلب عملية الحداثة والتغيير دون أن يستعير اي مفردة من قاموس آخر. فالقراءة الحالية للمرحلة العراقية جاءت نتيجة ورود عدد من التصورات الجديدة للتغيير لم يرتق البرنامج بها إلى برامج وقوانين. كنت أمني نفسي أن يتخلص البرنامج من كلمات مطاطة لا قيمة كبيرة لها، بل كلمات تجعل تحقيق الهدف وعدم تحقيقه مسؤولية الآخرين وكأن الحزب يريد ان يلقي بكل ما يريده من تجديد في المجتمع على الآخرين، بينما يكتفي هو بالتنبيه وبالرغبات وبالاماني. فقد ورد في ديباجة الاستهلال الطويل للبرنامج قبل الدخول في تفاصيله جملة كلمات لا تعطي المعنى الواضح، ونحن نعرف إذا احتوى الاستهلال على كلمات غير دقيقة، فالمتن كله يعاني من عدم الدقة.ماذا تعني كلمات مثل: يسترشد، ويجمع، ويناضل، ويستلهم، ويرى، ويتمسك، ويدافع، ويولي، وينحاز، ويرى، ويؤكد، ويربي، وغيرها من الكلمات، إذا لم تكن مقترنة في متن البرنامج ببرامج تفصيلية؟ فمثل هذه الالفاظ التي تأتي في الاستهلال تكون محملة بمعناها المستقبلي وليس بمعناها الآني، في حين ان البرنامج آني ومن ثم مستقبلي، وليس العكس. فبدلا من يسترشد،بالفكر الماركسي وسائر... يقول البرنامج وبكلمات واضحة:"الحزب الشيوعي العراقي حزب ماركسيويسترشد بالفكر الاشتراكي التقدمي لخ" وبدلا من يستلهم عليه أن يقول:" نحن ورثة الفكر التقدمي" وبدلا من يؤكد الوحدة الوطنية يقول: "يلتزم بالوحدة الوطنية" وبدلا من يرى في الفدرالية يقول: " الفدرالية واقع يجب تطبيقه في المجتمع...الخ" وبدلا من يدافع عن حقوق المرأة يقول: " حقوق المرأة من صلب فكر حزبنا ولها وضع قانوني لا يمكن تجاوزه" وبدلا من يولي اهتماما بالشبيبة يقول:" الشبيبة مكون أساس من مكونات المجتمع لا يمكن التنازل عن حقوقها" ويناضل من اجل ضمان حرية الثقافة يقول "الثقافة الوطنية وتقدمها شرط من شروط بناء الدولة والمجتمع وأن تصان بقوانين وتثبت حقوقها دستوريا" ...الخ.فالكلمات التي اخترتها تتيح المجال للحزب أن يطرح مشاريعه الخاصة وتصوراته بمثل هذه الموضوعات، بينما الكلمات التي جاءت بها المقدمة لا تمنحه مثل هذا الحق لانها ترتبط بفكر باصلاح ما يمكن أصلاحه من خلل. في فقرة الدولة العراقية وهي البنية المهددة بالتفتت والتهميش في ظل ضياع مؤسساتها وتوزيعها على المليشيات والاحزاب، ثمة تصور غير دقيق.نحن الآن بصدد قيام دويلات، على الحزب ان يضع تصوره ببرامج وليس بكلمات عن بناء الدولة،كأن يدعو لتأسيس مجلس سياسي أعلى لصيانة وحدة الدولة، وان يتخلص من مفردات التمني الاحتمالية لبناء الدولة. اجد ان الكلمات في هذه الفقرة مطاطة ايضا، وغير مستوفية لشرط المنهاج الذي يريده الحزب. عليه أن يتخلص من مفردات مثل: ضمان، والاسراع، وتصفية، وتوطيد، ونبذ، وحل، وتشجيع، واحترام،...الخ فكل الافعال مضارعة احتمالية توحي للقارئ بمستقبلية مفتوحة وليس فيها ما يشير إلى برنامج عملي يطرحه الحزب لبناء الدولة حاليا. فبدلا من ضمان الامن وتاسيس مؤسسات الدولة العسكرية على اسس ديمقراطية وهو كلام إنشائي يقول لنا: كيف تبنى المؤسسات؟ وكيف يتكون الجيش الوطني؟. بمعنى على الحزب أن يضع الاسس المنهجية لقيام مؤسسات الامن الوطني. ولا يقول ضمان، فضمان تعني أن الآخرين هم الذين يجب أن يفكروا، أما الحزب فعلية تمنيات الضمان. وكلمة الاسراع بتهية أنهاء الوجود العسكري يجب أن يقول الحزب: كيف ننهي الوجود الاجنبي؟ لا أن نقول الاسراع، فكملة الاسراع تعني عكس البطء وهنا لا معنى لها. نحن لا نريد وجودا اجنبيا في العراق هذا هو القول الفصل. وتصفية النظام الدكتاتوري، على الحزب أن يضع برنامجا عمليا للتصفية مختلفة عن طرق تصفيات المليشيات التي تمارسها، فكلمة تصفية لا تعني منهجا ما،بل طريقة. وماذا تعني كلمة حل المليشيات؟ يجب أن يضع هو لاغيره قانونا يطرحه على البرلمان لحل المليشيات وأن يشير في البرنامج بوضع مثل هذا القانون وغيره لكل فقرة من فقرات بناء الدولة. وهكذا بقية الفقرات، فاللغة حمالة أوجه وعلى الحزب الشيوعي العراقي أن يكون دقيقا في تعابيره وبرنامجه وأن يتخلص كليا من المفردات الحمالة الأوجه. وفي باب سياستنا الاقتصادية – الاجتماعية مرة أخرى تعود لغة الكلمات غير الدقيقة لتتحكم بسياق سياسة الحزب الاقتصادية والاجتماعية ونحن نعلم أنها عماد الفكر الماركسي، فنقرأ : توفير،وتوظيف، ومكافحة البطالة، والاهتمام بتنمية الموارد، والتأكيد على دور الطبقة العاملة، واعادة إعمار الريف، والاهتمام بالقطاع العام، وتشجيع القطاع الخاص، ومحاربة الفساد، وضمان العيش الكريم ...ألخ من كلمات تبتدئ بها كل فقرة في مجال السياسة الاقتصادية والاجتماعية. من يقرأها جيدا يقول أن هذه اللغة لغة حزب اصلاحي وليس حزبا ثوريا. تقول الفقرة الأولى " توفير شروط إعادة تدوير عجلة الاقتصاد، وفي مقدمتها إعادة استتباب الأمن وتأمين حماية الأرواح والممتلكات وحسن سير عمل القضاء." لنتفحص هذه الفقرة 1- الفقرة مؤلفة من عدة جمل، بعضها خاص بالأقتصاد، وهو محور الفقرة وهدفها، وبعضها عام يرتبط بوضع البلد كله.وهذا تركيب غير مكتمل إذ لا يمكن أن تأتي بجمل عمومية لتطبقها على جملة خاصة ذات هدف محدود كبناء الاقتصاد. فالجمل العمومية يجب أن تسبق الجملة الهدف أو المحورية. فاقوة القضاء قبل قوة الاقتصاد، وكذلك قوة الامن وحماية الارواح، وكلها جمل لا تختص بالاقتصاد لوحده وهو محور الفقرة، بل أن بناءها شرط أولي. على الحزب أن يفكر مرحليا وضمن سياق الحاجة الآنية، وليس استراتيجيا. كأن يطالب بتوفير أمن اقتصادي خاص بالمنشئات كي تدور العجلة دون توقف حاليا إلى أن يتكتمل بناء الاجهزة الأمنية.وكذلك ثمة قضاء اقتصادي وحماية للعمل خاصة.فالعملية الاقتصادية عملية مترابطة ولها مقوماتها الذاتية ولها ايضا ارتباطها بعناصر اخرى سابقة لها ولاحقة عليها. 2- نقول ما هي الكيفية التي تدور بها عجلة الاقتصاد؟، هناك طريقتان: الاولى استيراد آليات حديثة دون تدريب عقول عراقية وهذا ما فعله العراق في مرحلة سابقة قبل انهيار صدام حسين،وهو ما معمول به في دول لديها فائض نقدي كبير، والطريقة الثانية استيراد آلات حديثة وتدريب الكوادر العراقية وبناء الانسان العراقي وهذا يتم على مراحل متداخلة من تطور بناء الاقتصاد. رأي الحزب لا يفصل الكيفية التي تدور بها عجلة الاقتصاد، بل يطرح رؤية ويدعو الله أن يوفق القائمين على العراق بتطبيقها بالرغم من أنه استهل هذه الفقرة بـ " نعمل على" كيف نعمل ولا برنامج لدينا؟ ولك أن ترى بقية الفقرات فكلها أمنيات وليست برامج عمل ، كيف نوظف الريع النفطي لا يقول الحزب لنا كيف؟ وكيف نكافح البطالة؟ لا يقول الحزب كيف. وكيف نهتم بتربية الموارد البشرية؟ الحزب لا يقول. وكيف نؤكد على دور الطبقة العاملة والحزب حزب الطبقة العاملة؟ الحزب لا يقول.. وكيف نعيد الاعمار؟ الحزب لا يملك تصورا عن كيفية اعادة الاعمار...ألخ ولك أن تقرأ بقية فقرات البرنامج لتجدها امنيات وكلمات خالية من اي تصور منهجي ملموس يتلاءم وسياق المرحلة العراقية
القطاع الزراعي كيف نشجع وكيف نحفز ونعيد الاعمار؟هذا هو السؤال، والجواب يمتلكه البرنامج كما هو مفروض ولكن البرنامج لا يقول لنا كيف نعمر وكيف نشجع ونحفز ونهتم ونزيد الانتاج ونتبع اساليب العلم الحديث ولا كيف ننشط الحكرة التعاونية وكيف نحل القضايا العالقة وكيف نوفر التمويل ونطور قوى اليد العاملة...الخ
المياه والبيئة في هذا الحقل تتغير اللغة قليلا فتصبح مشاريع قوانين لأنها استبدلت الفعل المضارع بفعل آخر وهو الحد الادنى من شروط وضوح الرؤية المطلبية الممنهجة. ففيها نقرأ : سن قوانين ورسم سياسة ووضع اسس،ومعالجة،ومكافحة ، وحماية. وبالرغم من انها كلمات عامة أيضا إلا أنها أقرب إلى تصورات عملية.ولكن ما يعوزها أيضا تفصيلات البرامج التي تنفذ بها سياسة الحزب المائية والبيئية. شخصيا استغرب ومعظم رفاق الحزب ممن درس في مدارس خاصة وعاش فترات في الخارج وقرأ الكثير من برامج الاحزاب الشيوعية والاشتراكية وفيها بالتأكيد الخطط والمشاريع التي ينوي الحزب تطبيقها في مشروعه الحضاري والحزبي، ولكن ثمة ما يقال انه مهما كانت ثقافته يبقى حزبا عربيا تقوده الاحداث ولا يقود الاحداث.
التشييد والأعمار لم يقل الحزب لنا ماذا نحتاج من دور للسكن، ولم يقل كيف نستفيد من خبرات الشركات وكيف نلجأ إليها دون أن ننحني لها، الفقرة الاولى في أعادة التأهيل هي الاكثر وضوحا.
التربية والتعليم والبحث العلمي لغة هذه الفقرة واضحة وتجاوزت المطلبيات إلى الدقة في التعبير ربما اجدها أكثر الفقرات وضوحا ومطابقة لمنهجية الحزب في هذه المرحلة. فثمة فقرة مقدمة هي استهلال المشروع وهذا ما يجب أن يعتمد في كل فقرات البرنامج ، ثم تفصيل جيد متدرج لفقرات التعليم والتربية ثم وضوح في الفقرات بالرغم من حاجتنا فيها إلى برامج عمل. فكلمات مثل : اعتبار ، إعادة، وضع، إزالة ، اصلاح، اعتماد..ألخ اجدها أكثر ملائمة مرحليا لمتطلبات التربية والتعليم. واكتفي بهذا القدر من التعليق الذي ارجو أن يكون تعليقا تنبيهيا وليس تعليقا أدانة أو تقليل من اهداف برنامج مرحلي مهم اريد له أن يكون مؤشرا على تفهم أكثر دقة لما يتطلبه المجتمع العراقي.
#ياسين_النصير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تراجيديا رجل الدين العراقي
-
الاسلام السياسي وصورة الحداثة في العراق
-
الاسلام السياسي وعنف المواكب
-
الإسلام السياسي وعنف المقال
-
فشل أحزاب الإسلام السياسي في العراق؟
-
المقال الثاني : العنف وتخطيط المدن
-
العنف وتحطيط المدن
-
الطائفية مصطلح بغيض
-
مرايا المقهى
-
الثقافة والمرحلة العراقية
-
الصين وافق الحداثة في العراق
-
سوق هرج
-
الرؤى السردية
-
كتاب شعرية الماء
-
حوار مع الدكتور كاظم الحبيب
-
عن المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي العراقي
-
مكونات الطبقة الوسطى العراق نموذجاً
-
قراءة في رواية الضالان
-
أدباء عراقيون - الشاعر سعدي يوسف
-
أدباء عراقيون -ابو كاطع: شمران الياسري
المزيد.....
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
المزيد.....
-
نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2
/ عبد الرحمان النوضة
-
اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض
...
/ سعيد العليمى
-
هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟...
/ محمد الحنفي
-
عندما نراهن على إقناع المقتنع.....
/ محمد الحنفي
-
في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟...
/ محمد الحنفي
-
حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك
...
/ سعيد العليمى
-
نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب
/ عبد الرحمان النوضة
-
حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس
...
/ سعيد العليمى
-
نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|