أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - ملاحظات أولى في قضايا ثانية














المزيد.....

ملاحظات أولى في قضايا ثانية


صلاح زنكنه

الحوار المتمدن-العدد: 7240 - 2022 / 5 / 6 - 21:03
المحور: الادب والفن
    


أعترف بأن ما يصطلح عليه بالقصة القصيرة (جدا) من أشق وأصعب أنواع الفنون السردية لما لهذا الجنس من خصوصية وتفرد, اذ يختزل عبر مساحة كتابية ضيقة عوالم وحالات إنسانية في غاية السعة والحساسية، مما يفرض على الكاتب مسؤولية مضافة من الدراية والمران ليتمكن من زمام فنه، من خلال الدقة في رسم المشهد والكثافة في الصياغة، لتتوازن بالتالي كفتا الدال والمدلول في الخطاب القصصي.
وقضايا ثانية المجموعة القصصية للقاص حمدي مخلف الحديثي الصادرة عن دار الشؤون الثقافية تندرج تحت خانة القصة (القصيرة جدا) حيث ضمت (١٣٥) اقصوصة تناولت عشرات القضايا، مثل قضية الأسر التي عاناها القاص شخصيا ولسنوات طويلة وأكتوى بسعيرها اللاهب في معسكرات الأسر الإيرانية الرهيبة, إلا إن الحالات والهموم التي تطرق اليها القاص الحديثي جاءت باهتة وساذجة لا تسمو الى الالتماعات الحسية والمعاناة الإنسانية في مثل هكذا تجربة كبيرة تستحق حرصا وجهدا عاليين افتقدهما الكاتب فضلا عن افتقاره المهارة في التقاط الثيمات الحيوية, وضعف المخيلة القصصية, مما أسقطه في حبائل التسطيح والمباشرة (عندما بكى داهمنا الليل، وعندما مسح الدموع ادخلونا القاعات, لكن عندما ابتسم لصديقه عاقبوه ) قصة رقم 3 (قضايا خلف الأسلاك) وهكذا قصة رقم ۲ (الأسير الذي يقطع السيجارة نصفين، يدخن نصفا، وحين يوقظه الحارس يدخن النصف الثاني)
ومن القضايا قضية الأدباء والفنانين التي حفلت بأسماء شعراء وفنانين تشكيليين دون أي مسوغ فني سوى مجاملة بعض أصدقائه خلل نتف قصصية, شاء أن يسميها قصصا قصيرة جدا فأوقع نفسه، من حيث يدري أو لا يدري في المجانية والاستسهال والاستخفاف بصرامة وقدسية الأدب (عندما دخل المسرح وجد صلاح القصب وسط جمهورية العوانس، وهو يصرخ : أين أنت يا ستار, فجاء الصوت هنا, عند ذلك غادر المسرح وهو يتكئ على عكازة رامبو, كي توصله الى مسرح آخر) قضية رقم 5 (قضايا متعددة الأبواب)
وزع الكاتب قضاياه بين (۱۷) عنوانا فرعيا اندرج تحت كل عنوان بضع قصص لا تختلف اختلافًا بينًا عن الأخريات, ولنتفحص معا هذه العناوين (القضايا الثانية، القضايا الثالثة, مرة ثانية القضايا الثالثة, قضايا أخرى، قضايا له، ٣ قضايا من قضايا ) ترى أية ضرورة فنية استوجبت كل هذه العناوين الفرعية والأبواب المتعددة، مادامت كلها تؤدي الى ردهة واحدة باردة وضيقة, فبقدر ما ابتعدت القضايا عن فن القصة اقتربت من الخاطرة, واليكم هذا النموذج.
)وردة القلب أحرقتها الغربة / الغربة أحرقت روحي / من سيجمع الرماد كي ينشر في حدائق بيوتنا ) قصة رقم 5 (قضايا ثالثة)
وثمة قضايا أخرى التي تعج بعشرات المواضيع الساخنة والحيوية في الواقع العراقي المتلاحم تعامل معها القاص بسهولة لا يحسد عليها, واليكم هذه القصة من دون تعليق (عندما سقطت قذائف الأعداء في تلك الليلة, بكي ولدي أحمد واحتضنته أمه وقالت لا تبكِ يا بني، غدا ستشرق الشمس وتندم على البكاء)
لا شك في أن القاص حمدي الحديثي يمتاز بنيات طيبة وهو لا يخلو من الصدق والإخلاص لعملية الكتابة، لكن هل هذا يكفي ؟ أعتقد أن كينونة الأدب ليست سوى فنية وتكتيكية كما يؤكد كافكا، وقد أخفق الحديثي في هذا المجال ولم يكن جادا في إيلاء الجانب الفني حقه، حيث أتسم أسلوبه بالضعف والركاكة، وبنى معظم قصصه على فرضية السبب والنتيجة التي تبدأ بمفردة (عندما) وقد تكررت في مطلع (٢٥) قصة، بينما ابتدأ (15) قصة أخرى بفعل الماضي الناقص (كان) و(١٥) قصة بحرف الجر (في) ضمن جملة ظرفية زمانية أو مكانية، واتسمت لغة السرد عنده بإنشاء صحفي تقريري مباشر، وأحيانا كانت تجنح نحو التهويم والهلامية والتحليق في فضاء الشعر دون أن يدركه، بل هو يغامر ويكتب قصة من سطر واحد على صيغة خبر عادي لا أقل ولا أكثر (حمل سكينا بيده اليمنى وباليسرى حمل فأسا, بينما كان شريط لاصق على فمه) قصة رقم 5 (قضايا من قضايا)
ترى أين يكمن الشغل القصصي في كل هذه النماذج التي أوردتها والتي لم أوردها لهشاشتها وسطحيتها وسذاجتها, أتمنى على صديقي القاص حمدي الحديثي أن يولي عناية واهتماما أكثر لهذا الفن الذي يعشقه, وأن يتسع صدره لهذه الملاحظات السريعة.
جريدة الثورة 6 / 1 / 1998



#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصادفات الغرام في بئر البنفسج
- سماحيات 26
- قوة الإرادة .. ونعمة الحرية
- توقيعات
- أدب الارتزاق
- أسماء وعلامات في ذاكرة المعرفة
- سماحيات 25
- الأبوية الثقافية
- خالد أبو خالد / أقاتل دفاعا عن الطفل في داخلي
- في الشعر والشعراء
- اشكالية العنونة ومزاجية التسمية
- الحب والأسى عن يوم مضى
- لا دين في الصين
- ثلاث نقاط على ثلاثة حروف
- مفردات المحق والإقصاء والتهميش في التراث العربي الإسلامي
- محنة الثقافة .. محنة المثقف
- ثقافة الكراهية
- المنحى السردي في شجرة الحروف
- مقامة الكيروسن بين المخيلة والواقع
- حلول الولادت ومسخها


المزيد.....




- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...
- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - ملاحظات أولى في قضايا ثانية