منظمة مجتمع الميم في العراق
الحوار المتمدن-العدد: 7240 - 2022 / 5 / 6 - 10:44
المحور:
حقوق مثليي الجنس
تساءل أحد المثليين سرا، وعبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي قائلا: هل يحق لي انا العامل ومثلي الجنس ان احتفل بعيد العمال العالمي؟ هل أستطيع المشاركة في هذه المسيرة او تلك الاحتفالية؟ وماذا ان عرف بعض المشاركين بهويتي الحقيقية؟
كانت تساؤلات كثيرة، عبر بها عن مشاعره ومشاعر اقرانه؛ مشاعر الخوف والنبذ من الاخر، مشاعر الحزن والالم من عدم الاختلاط والمشاركة في فعاليات الحياة ونشاطاتها، مشاعر العزلة والانطواء على الذات؛ كانت تساؤلاته هي خلاصة ما يمر به او مر به في حياته اليومية.
ما الذي يفعله شخص مثلي في تظاهرة او احتفالية الأول من آيار؟ لابد انه يمزح حين فكر بالحضور؟ او لعله ظن انها حفلة للجنس والسكر؟ لكنه كان عليه ان يفكر مليا قبل المجيء والمشاركة؛ فأن وجوده هو تشويه لصورة العمال وتخريب لاحتفالهم، يا لهذه الجرأة والجسارة والمغامرة، انه لا يعي ما يفعل، فما علاقته بالطبقة العاملة ومشاكلها؟ هل يريد ان يزيد من مشاكلها؟ او لعله يريد من العمال ان يحلوا له قضيته، او يشاركوه همومه.
تلك كانت الأفكار والتساؤلات التي تراوده، قد تكون تلك هي الحقيقة، لا يعلم ذلك، لكنه لا يستطيع منع تلك الهواجس، كلما حاول طردها تأتيه بقوة، وقوتها تلك تستمدها من الواقع المعاش، فهو يرى تخلف المجتمع الذي يعيش فيه وهمجيته، لهذا فأن كل تساؤلاته ومخاوفه مشروعة، فهو يبقى يخبأ شخصيته الحقيقية وميوله عن الاخرين، انه يتصنع شخصية أخرى يعيش فيها وسط هذا المجتمع.
يقرأ خبرا مفاده ان:( تظاهر الآلاف في مجموعات متفرقة عند الجادة الاساسية في المدينة، بينها مجموعة من 200 شخص للدفاع عن حقوق المثليين جنسيا) او قول أحد المشاركين في تظاهرة عمالية:( لقد كنت شديد التوتر عندما شارك/ت المثليات والمثليين لأنني علمت بمدى توترهم/ن وتساءلت كيف سيتفاعل الناس هنا معهم/ن. لكن كان الأمر رائعاً) انه فرح جدا بهذه الاخبار، ويتمنى يوما ما ان يشاهدها على ارض واقعه الاجتماعي، يتمنى ان ترحب الناس به وهو يشارك بفعاليات الحياة، يتمنى ان يأتي اليوم الذي تنتهي فيه كل تلك الكراهية وكل ذلك العداء لهذه الفئة.
#منظمة_مجتمع_الميم_في_العراق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟