أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - القرآن محاولة لقراءة مغايرة 50














المزيد.....


القرآن محاولة لقراءة مغايرة 50


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 7236 - 2022 / 5 / 2 - 15:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وَمَن أَظلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَساجِدَ اللهِ أَن يُّذكَرَ فيهَا اسمُهُ وَسعى في خَرابِها أُلائِكَ ما كان لَهُم أَن يَّدخُلوها إِلّا خائِفينَ لَهُم فِي الدُّنيا خِزيٌ وَّلَهُم فِي الآخِرَةِ عَذابٌ عَظيمٌ (114)
بلا شك إنه من الظلم والعدوان أن يجري التضييق على أتباع أي دين، ومنعهم من ممارسة عباداتهم وإقامة طقوسهم وإحياء شعائرهم، ولاسيما هدم معابدهم، سواء كان المعبد مسجدا، أو كنيسة، أو هيكلا، أو معبدا بأي اسم آخر كان. لكن إذا تحول أي مبعد إلى مكان للإرهاب وبث العداوات والدعوة إلى مقاتلة المغايرين بالدين أو غير المؤمنين بأي دين، وأصبح يمثل خطرا على السلم الأهلي لمجتمع ما، فلا بد من قوانين وإجراءات عادلة لحماية المجتمع من مخاطر ذلك المسجد أو المعبد. وإذا استحق من يمارس هذه الأفعال تجاه مساجد المسلمين ما تتوعده هذه الآية من خزي في الدنيا وعذاب في الآخرة، فيجب تطبيق ذلك على الجميع، بما فيهم المسلمون أنفسهم تجاه بعضهم البعض أو تجاه أتباع الديانات الأخرى. ولكن يجب أن يقال إن القوانين العادلة هي التي يجب أن تطبق في الدنيا، في إطار قضاء عادل ونزيه، لا يفرق بين الناس بسبب عقائدهم وأديانهم ومذاهبهم وسائر انتماءاتهم. أما في الحياة ما بعد هذه الحياة، فلا بد أن تكون موازين الله عادلة مطلق العدل، وليس من أحد من البشر يملك حق الكلام عن الله، بل يكفي أن نعلم أن كلا من عدله ورحمته مطلقان، وما علينا كبشر نعيش واقعنا هنا على كوكب الأرض، إلا أن نسعى لتحقيق العدل بأقصى الممكن، وإشاعة المحبة والسلام وحرية الاعتقاد وقبول الاختلاف مع التعايش.
وَللهِ المَشرِقُ وَالمَغرِبُ فَأَينَما تُوَلّوا فَثَمَّ وَجهُ اللهِ إِنَّ اللهَ واسِعٌ عَليمٌ (115)
سورة البقرة كمعظم سور القرآن تقوم بقفزات مفاجئة من موضوع إلى آخر. كما إن هناك أكثر من عودة إلى موضوع سبق وجرى تناوله في آيات سابقة، فكان ينبغي على المؤلف، عندما يتبادر إلى ذهنه، تكملة موضوع سبق وناقشه، أن يجعل الآية أو جزء الآية أو الآيات المكملة في موقعها المناسب، بأن يشير إلى كتبة وحفظة القرآن من أصحابه أن يجعلوا النص المكمل في مكانه الذي يشير إليه. ولكن يمكن أن يكون هذا الارتباك قد حصل على يد جامعي القرآن من بعده. فإن كان الأمر كذلك، فهذا دليل إضافي مع مجموعة أدلة على عدم تحقق الوعد الإلهي المفترض بقول «إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظونَ». هذه الآية التي تتناول موضوعة القبلة التي يجب أن يتوجه إليها المسلمون في صلاتهم، وبعض طقوسهم الأخرى، كالذبح الشرعي ودفن الميت، تتناوله بشكل عقلي، حيث تقرر إن الله متنزه عن المكان والجهة، ومن هنا فإلى أي وجهة توجه المصلي في صلاته، فهو متوجه إلى الله. لكننا سنجد في موقع آخر نسخا لهذا المبدأ الفلسفي الصحيح. ووصف الله هنا بالواسع، لكونه يسع كل الأماكن وكل الاتجاهات وكل الأزمة، ووصفه بالعليم، يناسب الموضوع أيضا، بمعنى علمه بنية المصلي، التي يفترض أنها لا تتأثر بالقبلة والوجهة التي يتخذها في صلاته.
وَقالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَدًا سُبحانَهُ بَل لَّهُ ما فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ كُلٌّ لَّهُ قانِتونَ (116)
بكل تأكيد أصاب مؤلف القرآن في فهمه لتوحيد الله وتنزيهه، وإن كان لم ينزهه في قضايا أخرى، عندما نزهه من أن يكون له ولد أو جزء، فالتوحيد له معنيان، واحدية الإله التي تعني عدم تعدده، ووحدته التي تعني عدم تجزئه، وكونه كائنا بسيطا، وغير مركب. لكن كان يمكن أن يقبل الإسلام بأبوة الله وبنوة الناس، أو بعضهم، بالمعنى المجازي العرفاني، وليس بالمعنى الحقيقي اللاهوتي.
بَديعُ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَإِذا قَضى أَمرًا فَإِنَّما يَقولُ لَهُ كُن فَيَكونُ (117)
البديع هي صيغة مبالغة للفعل الثلاثي بدع يبدع، بينما المقصود هنا كون الله مبدع السماوات والأرض، ولكن هذا من نواقص اللغة العربية، حيث إنها تفتقر إلى صيغة مبالغة، كما تفتقر لصيغة التصغير، للرباعي والخماسي، ولذا استخدمت أحيانا مثل هذه الصيغ للفعل الثلاثي للرباعي والخماسي. ربما تصلح كلمة «كُن» والتي تقترن بكلمة «فَيَكونُ» المستخدمة مرارا في القرآن أن تكون جوابا على السؤال الذي ما زال يبحث عنه علماء فيزياء الكون والفضاء، وهي تلك اللحظة أو جزؤها المليوني، قبل الانفجار الكبير. لكننا إذا تجردنا من تفسيرات الأديان، ربما لا يسعنا أن نعرف كم أراد الله استخدام هذه الـ «كُن فَيَكونُ» السحرية في كل ما يريده، أم ترك الأشياء تجري وفق قوانينها.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 49
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 48
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 47
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 46
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 45
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 44
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 43
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 42
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 41
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 40
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 39
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 38
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 37
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 36
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 35
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 34
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 33
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 32
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 31
- مسؤولية الدستور عن الاستعصاءات السياسية


المزيد.....




- الصليب الأحمر يتسلم المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وجادي ...
- القناة 13 العبرية: وصول الاسيرين يهود وموسيس الى نقطة التسلي ...
- الكنائس المصرية تصدر بيانا بعد حديث السيسي عن تهجير الفلسطين ...
- وصول المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس إلى خان ي ...
- سرايا القدس تبث فيديو للأسيرة أربيل يهود قبيل إطلاق سراحها
- سرايا القدس تنشر مشاهد للأسيرين -جادي موزيس- و-أربيل يهود- ق ...
- قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - القرآن محاولة لقراءة مغايرة 50