خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني
الحوار المتمدن-العدد: 1672 - 2006 / 9 / 13 - 09:24
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
إن جماهير الشعب الفلسطيني وهي ترحب بالاتفاق السياسي الحاصل بين مؤسستي الرئاسة والحكومة على برنامج الوفاق الوطني.. تتطلع الى الإسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية-- تتجاوز الخلافات وتضع حدا لحالة الانقسام الداخلي وللشلل الذي أصاب جميع نواحي الحياة.. وهي تأمل أن لا يكون هذا الاتفاق وتلك الحكومة مجرد تذكرة سفر للرئيس أبو مازن-- كي يصل بها الى نيويورك-- والتحدث أمام العالم بصفته رئيسا لكل الشعب وممثلا لكل الشعب.. كما وتأمل هذه الجماهير أن لا يكون الاتفاق والحكومة التي ستتشكل على أساسه تقاسما آخر للسلطة-- بين حركتي حماس وفتح-- تعطي هدنة مؤقتة لتعود بعدها الأوضاع للانفجار من جديد.
ومع كل هذا الترحيب إلا أن المواطن الفلسطيني وجد في مطالبة الرئيس أبو مازن جموع الموظفين المضربين عن العمل بوقف إضرابهم المطلبي الاحتجاجي-- وجد في هذا المطلب قفزا عن الأسباب التي دفعت بالموظفين للبدء بنضالاتهم المطلبية.. تلك المطالب التي بذل المضربون جهودا حثيثة لعدم تسييسها.. وخاضوا صراعا مريرا ضد محاولات الحكومة الرافضة للإضراب تصوير الإضراب وكأنه أداة فقط لإسقاط الحكومة وليس من اجل حقوق مشروعة.. كي تتهرب من مسئوليتها ( التي يشاركها بها الرئيس ) في العمل على تامين حصول العاملين على رواتبهم..
إن اتفاق الرئاسة والحكومة على البرنامج السياسي وعلى مبدأ تشكيل حكومة وحدة وطنية كان وما يزال مطلبا جماهيريا.. ولكن لا يجوز حتى لحكومة الوحدة الوطنية تجاوز إرادة المضربين.. وليس من المقبول من الرئيس الدعوة لوقف الإضراب قبل الشروع بحوار جدي مع نقابات العاملين في القطاع الحكومي.. وليس قبل أن يضع تصورا واضحا يقبل به المضربون-- وخطة عمل تنهي أزمة الرواتب أو ترسم أفقا لحلها.. وبدون ذلك فان ادعاءات حماس حول الطابع السياسي للإضراب تصبح صحيحة.. إن وقف الإضراب بقرار سياسي يوجه ضربة قاسمة للقيادات النقابية ولشعاراتها.. وهي التي أعلنت الإضراب كوسيلة للوصول الى حقوق جماهير منتسبيها وليس خدمة لهذا التنظيم أو ذاك.
إن وقف الإضراب بهذه الطريقة المهينة لآلاف المضربين وقياداتهم ومخاطبتهم عبر وسائل الإعلام ( أي بدون الجلوس معهم وطمأنتهم الى وجود خطة حكومية واضحة للخروج من الأزمة ) هو بمثابة ضربة أخرى للحركة النقابية.. ومحاولة جديدة قديمة تقوم بها أطراف العمل السياسي الفلسطيني-- لفرض الهيمنة على الحركة الاجتماعية المطلبية.. التي تعبر عن هموم الجماهير.. بعد أن أهملت هذه القوى السياسية هموم الجماهير المعيشية لسنوات طوال.. وانشغلت-- أو ادعت-- الانشغال عنهم بالهموم الوطنية..
#خالد_منصور (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟