|
ماذا يحتاج الشعب الكوردي لينتصر - الجزء الثاني
محمود عباس
الحوار المتمدن-العدد: 7235 - 2022 / 5 / 1 - 10:09
المحور:
القضية الكردية
كحراك سياسي وثقافي، نعمل الكثير لنغرق بعضنا، في المهجر والوطن، مقابل القليل في مواجهة الأعداء أو إنقاذ الأمة والقضية. في الوقت الذي نحتاج فيه إلى تنمية الثقة بالنفس بين بعضنا، وإنقاذ مجتمعنا من مركب النقص، وتنوير دروبنا، نعمل على تعتيم مداركنا، وترسيخ السلبيات، وتصغير الشخصية الكوردية إلى حد التباهي بما نفعله بالآخر المخالف. بعد التمعن في أدبياتنا وعلى مدار العقد الأخير، لا حظنا أن أكثر الكتاب نقدا سلبيا، أبعدهم عن النجاح، وأقلهم مراجعة للذات، ومعرفة بما هم فيه من التيه. ضجيج التهجم تغطية على ضحالة الإنتاج المثمر، والظلام المعاش فيه، وهو انعكاس مباشر لمركب النقص. الحركة التنويرية حكماء أمتهم، لا يأبهون إلى شروخ الخلافات، ولا يقفون على التهم المتبادلة، بقدر ما يركزون على توعية المجتمع، وتوجيه الحراك نحو الدروب الصحيحة، وتضييق شرخ الخلافات. قواميسهم لا تحمل مصطلحات الخيانة، بل الخطأ والصواب، السقوط في السلبيات بسبب الجهالة وعدم الوعي، والإيجابيات وحيث الوعي. فهم أكثر الناس ثقة عفوية بالنفس لا تظاهرا، يدركون أن الوطن لا يندثر إلا عندما يلتهي أبناءه بحروب داخلية، ويضعفون بعضهم إلى حد عدم القدرة على الرؤية. غربي كوردستان، لا زالت تصرخ، رغم الكوارث، تحتاج إلى النخبة المتحررة من مركب النقص، الذين يقبلون الآخر رغم سلبياته وأخطاءه، ويكافحون لتهدئة الخلافات إلى حين مهما كانت ضخمة، وتبحث عن نقاط التقاطع، والمشتركات التي من الممكن الاتفاق عليها. نحتاج إلى القناعة على أن ثروات أمتنا هائلة، في أجزاء كوردستان الأربعة المحتلة، بخلافاتنا وفي هذه المرحلة الحساسة، نخلي الساحة للأعداء بنهبها، أو تدميرها، وبعدم ثقتنا ببعضنا وبنفسنا، وبقدراتنا على أننا من الممكن الاتفاق على بعض نقاط التقاطع، والتعاضد للقيام ببعض التغيرات على الجرائم التي أقدمت عليها الأنظمة السابقة، نقزم بعضنا ونرسخ مركب النقص في ذاتنا والآخرين. وقد كان بالإمكان مع القليل من الوعي الحد من الهجرة، وترسيخ الهوية الكوردستانية على المنطقة، مع إشراك كل المكونات الأصلية في المنطقة، فيما لو كانت أطراف الحراك تثق بنفسها، وتحوم فوق الاختلافات المنهجية والإيديولوجية. من أهم أسباب عدم وضوح المشروع القومي، في المرحلة التي نمر بها، رغم الظروف المناسبة، وبقاء المنطقة في حالة عدم بلوغ أي استقرار سياسي، داخليا وخارجيا، هي: الصراع الداخلي، وعدم القيام بالخطوات التالية: 1- حل مشكلة أراضي مستعمرات الغمريين بإعادتها إلى أصحابها من الشعب الكوردي، وخاصة الفلاحين الذين كانوا قد حرموا منها، أو للمكتومين والأجانب من الكورد، دون التعرض لسكانها، وفتح كل المجالات الإدارية والاقتصادية والسياسة لهم، على خلفية الحرب الأهلية في سوريا. 2- إزالة مخلفات السلطة، من المربعات الأمنية، إلى تعيين المحافظ والمناطق من أبناء المنطقة، وإدارة المراكز المالية والمصارف والبلديات، ودوائر السجلات المدنية وغيرها، أي إلغاء الازدواجية السياسية والإدارية في المنطقة. 3- تطبيق النظام الفيدرالي الكوردستاني، مكان الإدارة الذاتية، تكون تابعة للسلطة اللامركزية في دمشق، ويجب تحديد جغرافيتها، الممتدة من منطقة غربي عفرين مارا بالباب وما بين سري كانيه وكري سبي المحتلين من قبل تركيا والمنظمات التابعة لها، إلى شرق عين ديوار وديركا حمكو، وتنتهي جنوبا عند تقاطع جغرافية محافظتي الحسكة ودير الزور. 4- التأكيد على أن أبواب الحوارات ستفتح مع أي نظام وطني قادم. وهو ما كان يتوجب علينا كحراك كوردي العمل عليها، كنقاط تقاطع تجمع الأطراف رغم الخلافات الداخلية، لكانت المعادلة السياسية في منطقتنا والكوردية غير ماهي عليه اليوم. مع ذلك ورغم التطورات الحاصلة، لا تزال نقاط مهمة، مدرجة على الساحة، ويمكن الاتفاق عليها، إلا إذا كان البعض تنقصهم الثقة بالنفس، ويعانون من مركب النقص بالذات، ولا يؤمنون بأن الشعب الكوردي صاحب حق، ويعيش على أرضه التاريخية، تحت مبررات متضاربة، كل طرف يعرض حججه. علينا أن ننتبه أن الاعتماد على الديمغرافية الكوردية الحالية حكم مطعون فيه، يتم على أساسه تغييب جرائم الأنظمة السورية السابقة، وعمليات التهجير القسري، والتغيير الديمغرافي الممنهج، وتناسي المراسيم والقرارات الاستثنائية بحق الشعب الكوردي، كثيرا ما تكون الديمقراطية فاشلة، تستخدم للتغطية على الجرائم السابقة والتي لها انعكاساتها على الحاضر، وبالتالي فالاعتماد على الانتخابات ضمن المنطقة الكوردية، ديمقراطية مطعونة فيها، وخير مثال ما قد يحصل لمنطقة عفرين اليوم فيما لو طالبت القوى المسيطرة عليها بإجراء الانتخابات، بعدما تم تهجير نصف السكان، وجلب قرابة نصف مليون إليها، وبني حتى الأن قرابة 50 ألف شقة سكنية للمهاجرين من الداخل، وهناك مشاريع لبناء 200 ألف شقة أخرى وبأموال قطرية، يتحكم بها تركيا وكأنها تدير جزء من جغرافيتها. يتبع...
د. محمود عباس الولايات المتحدة الأمريكية [email protected] 21/3/2022م
#محمود_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا يحتاج الشعب الكوردي- الجزء الأول
-
كيف يمكن تقييم فلاديمير بوتين
-
نتائج عبثية جوانن شورشگر
-
ماذا قدمت وأنا على أبواب السبعين؟
-
الطفرة التكنولوجية إلى أين ستجرنا؟
-
أوجه المقارنة بين كوردستان وأوكرانيا
-
الحرب الأوكرانية ذكرتني بغورباتشوف
-
رد على مقترح منظمة المجتمع المدني، التابع للنظام
-
لو كان غورباتشوف مكان بوتين
-
مصير القضية الكوردية خلال الصراع الأوروبي
-
هل هناك انحراف في صحة بوتين العقلية
-
لماذا لم يلتزم الناتو باتفاقية أيسلندا
-
بماذا أخطأ فلاديمير بوتين
-
ما لم يأخذه فلاديمير بوتين بالحسبان
-
هل خسر الإقليم الكوردستاني قوته أمام أدوات إيران؟
-
لماذا أصدرت المحكمة العراقية الإتحادية قرارها بحق نفط كوردست
...
-
ما الذي يحد من صوت شعبنا الكوردي
-
مخطط القوى الإقليمية ضد الصعود الكوردي
-
غربي كوردستان ومدخول النفط -4
-
غربي كوردستان ومدخول النفط - 3
المزيد.....
-
الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة
...
-
الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد
...
-
الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي
...
-
الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
-
هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست
...
-
صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي
...
-
الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
-
-الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
-
ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر
...
-
الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج
...
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|