|
سيرة و ذكريات – عام 2015م
احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 7234 - 2022 / 4 / 30 - 00:51
المحور:
سيرة ذاتية
# آية الله السيد الحسن بن الحسين الطباطبائي "المولود في كربلاء المقدسة 1913م" هو عالم فذ ٌّ،و وكيل المجتهد الأعلم في قضاء مندلي ، وقد تولى هذا العمل الجليل بعد وفاة عمه آية الله السيد محمد القمي (قدس سره) عام 1946م ، درس العلوم العربية وفروعها وما يتبعها من النقلية والعقلية في مدينة النجف الاشرف على أيدي علمائها الأفذاذ ،وبعد ما انهى دراسته واخذ اجازته العلمية جاء الى مدينة مندلي ليشارك ويساعد عمه السيد القمي في أموره العلمية اذ ان الرجل لشيخوخته وكبر سنه ترك الوعظ والارشاد الى السيد الشاب الحسن ، وقد قام بالمهمة خير قيام وتزوج كريمة عمه المذكور وسار على نفس النهج وعين الطريقة وأمسى هو المرشد والمصلح والامام والخطيب والواعظ والقائم بالامور الشرعية في الجامع الكبير الكائن في محلة السوق الصغيرالمسمى شعبياً (بازار بيوجك) ،والذي يحتوي على قاعة كبيرة مع مكتبة عامرة مرتبطة بمكتبات الامام الحكيم (قدس سره) ،وكان للسيد الحسن أبي إبراهيم الذي يجيد اللغات المحلية الثلاث"العربية ،والكردية،والفارسية" ديوان معمور في الجامع يرتاده الناس من العصر حتى الليل ، يعلم الناس بلغاتهم أمور دينهم ودنياهم وينصحهم ويرشدهم لما فيه خيرهم و صلاحهم ،وكنا أنذاك طلبة نحضر مجالسه ودروسه ،وكان حسن التعامل معنا و تظهر عليه علائم الإنشراح و الرضى بملاقاتنا معه ،و نطرح بعض مسائل النحو و الرياضيات، وكان ضليعاً في علم العروض،وانا شخصياً كنت أعرض على حضرته قصائدي الجديدة في السبعينات لا سيما أشعاري في مدح أهل البيت (ع) و يبدي عليها ملاحظات دقيقة في العروض بكل لطف ووقار بعد استحسان القصيدة ،ثم يسألني عن البحر الذي كتبت عليه القصيدة و الزحافات و الضرورات الشعرية التي استخدمتها في القصيدة ، واتذكر من تلك القصائد ،قصيدة في رثاء الامام علي (ع) و التي مطلعها : مال أرى الكونَ قد ضاقت به الشُهُبُ ومـادتِ الأرضُ و الوديانُ و الكُثُبُ والشمسُ في برجِها غضبى يُسـاورُها أنْ تُحرِقَ الكونَ لولا اللوحُ والكُتُبُ وكان (قدس سره) محبوباً من قبل الخاص والعام ، ومحترماً من قبل الجميع وله مكانته في ربوع قضاء مندلي بناحيتيه قزانية و بلدروز، وذلك بالنظر لمحاسن أخلاقه وحسن مداراته للناس تراه مسموع الكلمة ، ويشارك أهل البلدة في امورهم الدينية والاجتماعية ،و يقيم العزاء الحسيني في الجامع الكبير ويحضر جميع المجالس الحسينية بل يتقدم مواكب العزاء بنفسه مما يضفي على تلك الجموع مهابة خاصة ،و يدل ذلك بوضوح على مدى اهتمامه باحياء ذكرى استشهاد سبط الرسول "ص"، ومع هذا نراه لا يترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في كل وقت وحين ،و التف حوله عدد غفير من الشباب المؤمن في بداية الستينات،مما حدا بالعفالقة المجرمين بمحاربته علناً بعد اغتصابهم للسلطة في 1968م،واعتقلوا عدداً من مريديه و غالبيتهم من طلاب الاعدادية والجامعات،و استشهد قسم منهم تحت سياط أزلام النظام البائد و في مقدمتهم الشيخ الشاب ناظم المندلاوي، والطالبينِ الجامعيينِ صلاح احمد عارف ،ورعد خزعل خليفة و غيرهم ، واشتد أوار الضغط عليه و على مريديه مع الحرب العراقية – الايرانية ، فانكفأ سيدنا الجليل في الجامع و البيت ،ومنع من الالتقاء بمحبيه و مريديه ،وحتى منع من زيارة العتبات المقدسة و زيارة أهله وأقربائه في كربلاء و النجف ،فتوفي في ظروف غامضة أشبه بالشهادة كمداً على ما جرى و يجري من المآسي و الويلات على أبناء الطائفة الشيعية و البلاد بصورة عامة من حيف و ظلم و ذلك في عام 1993م ،وعند تشييع جثمانه الطاهر في بعقوبة انفجر الناس غضباً على النظام البائد و ممارساته اللانسانية ضد هذا العالم الرباني الجليل الحسن بن الحسين (قدس سره) فقام بضرب المشيعين و اعتقال عدد منهم ،و بذا خسره المسلمون لا سيما أهالي مندلي الذي كان لهم أباً عطوفاً،و مرشداً قديراً،و عالماً زاهداً، فرحم الله سيدنا الحسن بن الحسن الطباطبائي،وأسكنه فسيح جناته . أحمد المندلاوي هكذا ورد في المصدر: السيد حسن القمي .عالم فاضل باحث ولد في كربلاء عام 1332هـ و حضر على أعلامها منهم: والده السيد حسين و الشيخ علي أكبر سيبويه و الشيخ أبو القاسم الخوئي و السيد حسين القمي، و الشيخ علي الشارودي و السيد حسين خير الدين و الشيخ محمد علي السنقري و الشيخ محمد علي القمّي و الشيخ محمد سعيد الفارسي وغيرهم. اشتغل بالتدريس بالمدرسة الهندية و كان يقيم الجماعة في أحد مساجدها ،و قام بالوظائف الشرعية حتى طلبه المرجعية الى مندلي ،و له خدمات جليلة فيها حتى توفي عام 1395هـ و دفن في كربلاء.مصادر ترجمته :منار الهدى ص 305،أعلام من كربلاء.
م:أعلام من حوزة كربلاء – بقلم: الشيخ احمد الحائري الأسدي الناشر:العتبة الحسينية المقدسة – 1434هـ - 2013م ط4 ** مجلة التراث الفيلي-
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
.....الوطن والعصافير. ....
-
قصة الشيخ رسائل ..
-
مندلي تجتمع في مدينة السلام -عامر
-
القضاء والقانون/13
-
لمحات اجتماعية من مندلي /5
-
القصة 23 /2022م
-
زهد عمر..
-
زوان شيرين 111
-
موسوعة مندلي – الدور /1119
-
القصة 4/الصراف
-
سياحة في قضاء مندلي
-
فلسفة غراب ))
-
موسوعة مندلي /1118 كاكائي
-
رثاء عبد العزيز...
-
وه ته ن عه زيزه ..
-
موسوعة مندلي الحضارية -1133/2022م
-
مبدعونا عبر التاريخ 10 منهم
-
مبدعونا عبر التاريخ منهم هؤلاء ..
-
من الأدب العالمي..شيرازي
-
الأشباح و الأسباح ))
المزيد.....
-
-45 ساعة من الفوضى-: مصادر تكشف لـCNN كواليس إلغاء قرار ترام
...
-
مستشار ترامب: يجب على مصر والأردن أن تقترحا حلا بديلا لنقل س
...
-
-الطريق سيكون طويلا جدا- لإعادة بناء غزة من الصفر
-
إدارة ترمب تسحب 50 مليون دولار استخدمت لـ-الواقي الذكري- في
...
-
أميركا نقلت صواريخ -باتريوت- من إسرائيل إلى أوكرانيا
-
-الشيوخ- الأميركي يعرقل مشروع قانون يعاقب -الجنائية الدولية-
...
-
مقتل العشرات بتدافع في مهرجان هندوسي ضخم بالهند
-
ترمب يأمر بتقييد إجراءات عمليات التحول الجنسي للقاصرين
-
دفع أميركي باتجاه وقف هجوم حركة -أم 23- على شرق الكونغو
-
توقيف رجل يشتبه في تخطيطه لقتل مسؤولين في إدارة ترمب
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|