أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد فُتوح - أقلام تأكل على كل الموائد















المزيد.....

أقلام تأكل على كل الموائد


محمد فُتوح

الحوار المتمدن-العدد: 7232 - 2022 / 4 / 28 - 02:37
المحور: الصحافة والاعلام
    


لا أدري ، هل تلك "الظاهرة" التي لاحظتها ، في الصحافة المصرية، تشغل بال قافلة الإعلام المقروء في مصر .. أم أنها تمر مرور الكرام ، مثل أشياء كثرة في حياتنا ؟ .
من دراستي الأكاديمية ، تعلمت ، أن صفة "الظاهرة" ، لا تطلق لمجرد بعض الملاحظات في الواقع , والتي يمكن أن تتكرر بحكم ظروف سياسية ، وثقافية ، وإجتماعية ، معينة .
لكنها ، مع ذلك ، لا يصح أن نطلق عليها صفة "الظاهرة" ، حيث يكون "التعميم" هنا، خطأ علمياً ، وإجتماعياً وثقافياً ، ومنطقياً. حيث يقود إلى إستنتاجات مغلوطة أو غير دقيقة ، ولا تتسم بالحد الأدنى ، من الموضوعية المطلوبة في العلم ، وفي دراسة الواقع ، الذي نحن بصدد تشخيص مشكلاته ، وتخيل الحلول الملائمة المبدعة له.
لقد تابعت على مدى عدة أشهر ، عدداً كبيراً ، ومتنوعاً ، من المطبوعات الصحفية (مجلات وجرائد يومية أو أسبوعية ) في مصر ، الاعلام المقروء.
وبناء عليه ، فإنني أقرر بضمير علمي واثق، ومسئول عما يكتبه، أن ملاحظاتي تدخل في سياق ، ما يطلق عليه "الظاهرة".
و"الظاهرة" التي أقصدها ، هي ، "الفوضى" ، و"اختلاط الأوراق" ، و"التشوش" ، و "اللخبطة" ، التي أصابت ألأقلام التي تكتب في الصحافة المصرية، وتمتد إلى الصحافة العربية بشكل عام.
ما أعنيه ، هو أنني أجد صاحب قلم ، صحفياً أو كاتباً ، له عمود في جريدة تسمى نفسها "مستقلة" .. وأجد له عموداً أخر ، في مجلة تسمى نفسها "غير مستقلة" .. وأجد له صفحة في جريدة تسمى نفسها "معارضة" .. وأجد له، زاوية في جريدة تسمى نفسها "ليبرالية" .. وأجد له، ركناً في مطبوعة عربية (غير مصرية) تسمى نفسها "إسلامية" ..
وهذا ينطبق أيضاً ، على ، الإعلام المرئي .. حيث نشاهد بعض الصحفيين ، والكتاب، والفنانين ، يقدمون برامج إعلامية ، في قنوات أرضية ، وفضائية ، ومصرية ، وعربية ، متناقضة التوجه .. متضاربة الإنتماء .. مشوشة الهوية..
نرى هؤلاء ، يقدمون برامج "ليبرالية" .. "علمانية" التوجه .. وفي برامج أخرى ، على قنوات أخرى ، يقدمون براج "دينية" إسلامية" التوجه.
على المستوى الشخصي ، أعرف بعض الزملاء ، المعروفين بإيمانهم المستميت بالإشتراكية، وكم بفخرون بأنهم يدروكون مدى فساد واستغلال وعنف ، طبقة أصحاب رؤوس الأموال. لكنهم يكتبون أسبوعياً ، أو يومياً ، في جرائد تعلن انها "رأسمالية الجذور .. والتوجه .. والإنتماء".
أنا شخصياً ، لا أعرف ما هي الفروق الجوهرية , الجذرية , بين اليافطات التي تعلقها بعض المجلات والجرائد.
"مستقلة" .. "معارضة" .. مثلاً، ما الفرق بين ، جريدة مطبوع عليها ، بادج "مستقلة" .. وجريدة مطبوع عليها بادج "معارضة"؟!.
هل "الإستقلال" .. و"المعارضة" .. شيئان تماما مختلفان .. أم أنهما ملتحمان ؟ . هل "الليبرالية" .. و"الإسلامية" .. أو "الدينية" , ضدان , أم مترابطان ؟ .
قد تبدو هذه التساؤلات ، لدى البعض ، ساذجة ، وإجاباتها سهلة ، وحاضرة.
وأنا أوافقهم الرأي .. المفروض أقول "المفروض" ، أن الفروق الجوهرية ، والجذرية , بين الإنتماءات الأيديولوجية ، المختلفة ، تكون واضحة. وهي فروق ، موجودة في أي كتاب بسيط أولى ، في مبادئ العلوم السياسية.
لكن "المفروض" ، في أغلب الأحوال ، شئ .. و "الواقع" ، شئ آخر تماماً. خاصة في المجتمعات العربية، حيث "الضباب" ، يغلف كل الآشياء، والمعاني ، والإنتماءات.
من متابعة لعدة أشهر ، للعديد من المطبوعات في الصحافة المصرية ، أقول أيضاً ، أن هناك "قلة" ، تعد على أصابع اليدين، التي لا يشوبها هذه الفوضى واللخبطة، والتشوش ، واختلاط أوراق الإنتماء السياسي.
تقود هذه "الظاهرة"، الخطيرة في رأيي ، إلى نتيجة من اثنتين ، أو كلتاهما، وكل منهما أسوأ من الأخرى ، ولها دلالاتها الإجتماعية المرضية.
النتيجة الأولى المنطقية ، أنه في حقيقة الأمر، لا توجد فروق"جوهرية" "جذرية" من الناحية الأيديولوجية، بين اليافطات الإعلامية المتناقضة المعلقة على المجلات والجرائد.
فما يصلح أن يكتب هنا .. يصلح أيضا أن يكتب هناك ، رغم تناقض اليافطة الإعلامية ، بين هنا ، وهناك ، وبالقلم نفسه وبالإمضاء نفسه من صاحب العمود أو المقال .. أو الركن .. أو الزاوية.
وهذا يشير بالتالي ، الى أن تلك اليافطات الإعلامية ، ما هي إلا نوع خطير من أنواع "الكذب الإعلامي" ، الذي يجذب الناس من واقع ضاغط ، ويعطيهم الوهم الجميل ، أنهم أمام شئ مختلف جوهرياً وجذرياً تماماً .. لكن النتيجة الواقعية أو الحقيقة الوحيدة المستهدفة، هي زيادة أرباح توزيع المطبوعة التي تعلق ياقطات جريئة .. ثورية .. وطنية .. غير مألوفة.
النتيجة الثانية المنطقية ، هي "النفاق الإعلامي" .. من جانب الأقلام التي تأكل على كل الموائد .. وتوقع أسمها على صفحات جميع المطبوعات متضاربة اليافطات.
هذا "النفاق" الإعلامي ، المنتشر كالذباب في الصحافة ، ليس بالضرورة يمارسه الكاتب أو الصحفي ، بشكل واعي .
البعض ، بالطبع ، يمارسونه بطريقة واعية . لكن البعض يمارسونه لأنهم ببساطة ، يفتقدون البناء الداخلي للشخصية "الحقيقية" . وفي الوقت ذاته ، مغيبون وعاجزون عن التمييز بين اليافطات الإعلامية المتضاربة.
لكن هذا بالطبع، ليس مبرراً لـ ممارستهم الإعلامية "المنافقة".
ان رغبتهم في تغيير هذا السلوك ، المنافق ، غير المدرك للفروق الجوهرية ، الجذرية بين الأيدولوجيات ، كفيلة ، بإحداث التغير ، وتطهير داخلهم من التشوش ، والبدء في بناء "شخصية" ، "حقيقة" ، صادقة ، لا تحيد عن مبادئها وقناعتها ، وإيمانها بأي نوع من الإيدولوجية.
نوع الأيدولوجية ، أو اليافطة لا تهم. الذي يهم حقاً هو الصدق ، والإتساق ، وعدم الرقص على الحبال ، مثل المهرجين واللاعبين في السيرك.
تماماً .. مثل اليافطة المعلقة ، على باب الشقق من الخارج.
اليافطة مهما كان المكتوب عليها ، عظيماً ، ومنقوشاً بماء الذهب ، تصبح مزيفة .. كاذبة .. هشة ، ما لم يكن العلاقات السائدة داخل الشقة بين أفرادها ، علاقات حقيقية .. صادقة .. متسقة . وليست علاقات بهلوانية .. من الخارج تخدع وتعوض عن المفقود ، ومن الداخل تخفى المصائب ، والكذب والقمع والقنابل الموقوتة .
من كتاب " استلاب الحرية باسم الدين والأخلاق "



#محمد_فُتوح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشخصية المصرية بين السلبية والتدين
- مدام أم أم فلان ؟؟!
- مأزق الدولة المدنية ذات المرجعية الدينية
- رئيسة جمهورية فى الهند وميس حجاب فى مصر
- الذكور المتحرشون بالنساء من صناعة تفكيرنا وثقافتنا
- - التبرك - بالعقل و - ارضاع - العدل
- المناصرون لحزب الله والبحث عن بطل
- هل جماعة الاخوان - محظورة - حقا ؟؟
- الانتحار .. صرخة احتجاج ضد الحضارة العالمية
- جريمة - ختان العقل - فى الصحف الدينية ... نعيش فى عصر - الكف ...
- - شو - عمرو خالد وغضبة القرضاوى
- لا مستقبل للاخوان المسلمين على أرض مصر
- سيدة ليبيريا الحديدية والنموذج الاسلامى للمرأة
- النساء الكويتيات يحترقن ليضيئن للرجال
- تجربتى مع أحد التاكسيات الاسلامية
- الليبرالية الحنبلية لحزب الغد
- قانون نقل الأعضاء من الموتى .. لماذا لا يصدر ؟؟
- كونداليزا رايس ..... أليست امرأة ؟!
- تأملات فى مفهوم الجمال ( 5 )
- تأملات فى مفهوم الجمال ( 4 ) الجمال فى الفكر الاسلامى


المزيد.....




- روسيا تبدأ محاكمة الصحفي إيفان غيرشكوفيتش بتهمة التجسس والول ...
- نائب مصري يهاجم مدبولي: هل يعلم أن قرار إغلاق المحال سبب مزي ...
- مدفيديف: القانون الدولي يجب أن يعكس توازن مصالح كافة الدول
- أولمرت يتهم نتنياهو بالخيانة
- إردوغان يتهم نتانياهو بالتخطيط لـ -كارثة- في لبنان
- لماذا فرضت المحكمة العليا الإسرائيلية على الحريديم الخدمة ال ...
- تواصل الغارات الإسرائيلية في قطاع غزة، وكتيبة جنين في الضفة ...
- واشنطن تواصل ضغوطها على إسرائيل لتجنب حرب مع حزب الله
- زيلينسكي يصادق على استحداث -قوات المسيّرات- في جيشه
- الاستخبارات التركية تعلن تحييد قيادي في -العمال الكردستاني- ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد فُتوح - أقلام تأكل على كل الموائد