أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001 - سميه عريشه - الحادى عشر من سبتمبر وسقوط مبدأ : الغاية تبرر الوسيلة















المزيد.....

الحادى عشر من سبتمبر وسقوط مبدأ : الغاية تبرر الوسيلة


سميه عريشه

الحوار المتمدن-العدد: 1672 - 2006 / 9 / 13 - 09:27
المحور: ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001
    


الحادي عشر من سبتمبر خطأ من :
الإسلام أم المسلمين أم أمريكا و أفغانها وحكامها العرب ؟!!
(1) تداعي لا شعوري :

• منذ مشاهدتي لحادثي البرجين قبل خمس سنوات عبر شاشة التليفزيون ، لم ينمحي أبدا من مخيلتي صورة بعض ( البشر ) وهم يلوحون في هلع من نوافذ بعض الأدوار الفوق ألمائه ، يستنجدون دون علم ، بطائرات المنتحرين الذين لبوا النداء بأن اقتحموا البرجين ثانية بأجساد طائراتهم المندفعة ، لينهارا ، البرج تلو الأخر ، فوق رؤوس الجميع ، ليعلو نحو السماء النار و جحيم الانفجار ولون الغبار وفوقهم أرواح ألاف الأبرياء 0

• وقتها لم استطع استيعاب ما أراه ، ولم يخطر في خيالي أن المفجرين فعلوا ذلك وهم يتّلون الشهادة : ( أن لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله) ،فعلوا جرمهم الشنيع وهم مقتنعون بل متفاخرون بأن ذلك القتل الوحشي هو في سبيل الله وأنهم سيلقون حتما جزائهم عند الله جنات تجرى من تحتها الأنهار وثمار وغلمان وحوريات حور0


• لم تنمحي أبدا صورة ذلك الإنسان الذي كان معلقا في المبنى ملوح بيده يستغيث راجيا أن يجد الخلاص والنجاة ، ولا أدرى للآن إن كان رجلا أم امرأة كانت ترجو خلاصها لتلحق وليد لها تركته إلى عملها وكان هو لصدرها وحضنها ينتظر 0 كأنما أشاهد فيلما ، توحدت مشاعري فيه مع المستغيثين وانتظرت قوى الخير تظهر في أخر لحظة وتقوم بالإنقاذ ، لكنى فوجئت بمن دكوا المبنى عليهم وعلى من فيه، بينما امة المسلمين مهللين أنما الذي انتصر هو الدين الذي به أدين ، هو الإسلام ، ومن يومها وأنا أتسائل هل هذا الجحيم هو الدين أم المتدينين ، هل هو الإسلام أم المسلمين ؟!!0

• والآن وبعد خمسة أعوام شاهدت فيلما تسجيلي عرضته قناة الحرة عن بطولات ومأسى الضحايا و رجال الإنقاذ سواء من الذين نجوا أم لم ينجو من ذلك الجحيم الذي أقيم باسم الدين ، ليعيد تأكيد السؤال الذي فشلت في إقصائه عن رأسي كل تلك السنين ، هل هذا الحجيم : هو الدين هو الدين الذي ورثته وبه أدين ؟ أم هو علة المتدينين ، أم انه علة آخرين والجهل المبين ؟ !!0

(2) بعض من الجذور :

• في الثمانينيات من القرن الماضي :

• كان الكثير من الشباب الذين لا يجدون عملا أو تقديرا في أوطانهم العربية ، حتما يجدوا من يهمس في أذانهم أن يسافروا إلى أفغانستان ، أو إلى الشيشان ، ليعملوا بالجهاد في سبيل الله ، ولهم أجرين ، أجر الدنيا - مال وفير واحترام حيث يحملون لقب المجاهدين ، وأجر في الآخرة - ثواب وجنات وحوريات حور - ، فيخلعون القمصان والبنطلونات الأفرنجيه والتي شرت ، ويرتدون الجلباب حسب شريعة المستخدمين ، ومن كان يستطيع المقاومة ، خاصة وان تلك الدعاوى كانت مباركة من الأخوة المسلمين ومن رجال الدين الحكوميين ، وأيضا من الحكومات العربية كلها وأمنها الذي كان يستخرج ويختم جوازات السفر في لمح البصر ، والشباب العربي المحبط كان يتعامل مع الأمر بنفس طريقة تعامله مع فرص السفر إلى دول النفط والخليج ، بالمثل القائل من تزوج أمي قلت له يا عمي ، فارتموا في حضن مقاولي الأنفار يدفعهم قهرهم وفقرهم وانعدام الرؤية أو الثقافة المغايرة على مرأى ومسمع من العالم 0


• وكانت الأموال بلا حساب ، فأمريكا تغدق على المجاهدين بالأموال حتى يطردوا الشيوعيين من تلك البلاد ، لأنها تريد أن تنتصر في حربها الباردة وتجعل العالم قطبا واحدا بدلا من قطبين ، حتى لو تحالفت مع الشيطان ، فباركت العرب الأفغان ، والعرب الشيشان !!!!0

• في تلك الحقبة ايضا كان الديموقراطيون والنبت الليبرالي الوليد في مختلف البلدان العربية يتعرضون للأبادة من كل الجهات ، حيث أطلقت الحكومات عليهم أجهزة الأمن : تقطع أرزاقهم أو تعتقلهم أو تشوه سمعتهم من جهة ، ويد الجماعات الأصولية : تهدر دمهم وتهددهم ككفار من جهة أخرى ، حتى اختفوا من الجامعات والنقابات ومن مناحي الحياة البعض باليأس أو التخلي أو الهجرة والبعض بالانتهازية والاندماج في قيادة التضليل لصالح الحكومات ، والبعض الأخر بالموت أو الصبر بلا أمل 0

ماذا حدث هناك ؟

• الذي حدث مؤكد ستفرزه قصص بعدما يتحرر الأفغاني من خوفه أن تعود الطالبان بعدما تصفى بعض أجنحتها خلافاتها مع الأمريكان ، مقدمة لهم بعض القرابين من الصبيان ، مع تعهد مماثل لتعهد الحكومات بمحاربة الإرهاب 0 ولم لا ؟ ، أليس هم من خلقوها من عدم لتجبر الرجال على إطلاق اللحى والنساء على أن تكن حريم ؟!!

• الذي حدث هو سقوط منطق الأشياء ، سقوط الثقة والخوف من الأعداء بنفس القدر من الخوف من الأصدقاء ؟ فلم يعد أحد يعلم من سيتحالف مع من ؟ ومن أجل ماذا ؟ خاصة وان الأهداف كان يمكن أن تنجز في زمن وجهد أكبر دونما الحاجة إلى تحالفات مع الشيطان !! ، هذا كل ما حدث ، وأبشع ما حدث ، لم يعد هناك أي صوت أخر ، والصوت الوحيد منفعلا ومنهمكا بالانتقام وغارقا لأذنيه ولا زال في تحالفات مع أم الشياطين ، ممنيا النفس بأن تأكل القطة أولادها وتسلمه صبيانها 0 للأسف هذا ما حدث ولا زال ، انه اختلاف الحليفين السابقين ، وكل منهما يعرف عن الأخر أشياء وخبايا ونقاط قوة ونقاط ضعف ، ودائما ما تكون الحروب بين من كانوا حلفاء ، هي الحروب الأكثر قسوة وأكثر قذارة !!0

• ماذا يحدث هنا ، ونصدق من ؟!!0

• لا أحد يجرؤ أن يقول ما يريد ، فالضباب يملأ الأوطان ، في الماضي كانت الاشتراكية قطب واحد مفروض يخرس الأفكار ، واليوم من كانوا هم و هم ايضا من ظلوا ، تحميهم قوة أعداء الأمس ، بينما ما زال التلفاز و الكراس والدرس يحفظ الأطفال عن ظهر قلب لمبادئ ومزايا الاشتراكية ، ومازال في الدرس أن أمريكا وحلفاءها ذو الرؤؤس الصفراء هم الإمبريالية والكفار الاستعمار ، نشاهد كل يوم مسرحية هزلية حيث الكل بوجهين أو أكثر ، ويطل السؤال : هذه الانتهازية ثقافة من ؟!!0


• وسأطرح ثانية وبطريقة أخرى نفس السؤال : أمريكا أنت مع من ؟ ، مع الحرية والديموقراطية ، أم مع الديكتاتوريات إن كانت لك معها تحالفات ؟ !! ، ألا يذكرك ذلك الوضع بتحالفك مع المجاهدين الأفغان والعرب الأفغان ، دونما سؤال من جانبك ، أي فكر سيفرضونه على الشعوب ؟ 0

• الآن تقفين بين الحين والحين ،أمامك تسونا مي وخلفك النيران ، ألا تسألين نفسك لماذا هكذا دائما ، لماذا برغم مبادئك المشهرة عن الديموقراطية وحقوق الإنسان ، نراك دائما تضعيهم في كفة البيع والشراء ، فاشتروا منك كبادئك وبدلوها في ورشهم الشهيرة باحترافهم وحنكتهم في طمس معالم الأشياء وتشويهها بدرجة تضمن أن يكون صانعها أول من ينكرها ، وهذا التشويه لمبادئ العالم الحر تمثلت في التلاعب بالموازين وهوامش الحريات وإتاحة إمكانية الوصول للجماهير لصالح هؤلاء وتحريمها عن ذاك ، وذاك هم الليبراليون والديموقراطيون ، الذين هم خارج كل حساباتك ، لأن سلاحهم الكلمة ، والآخرون سلاحهم الإرهاب ، يمارسونه بحجة محاربة الإرهاب ، وهذا هو سر كراهية الناس لك برغم انك في الماضي لم تحتلي أوطانهم أبدا ، كما أن إسرائيل بدأت بوعد بلفور ، وهو ليس أنت !! 0


• اعتقد انه قد حان الأوان أن تتعلمين من دروس الماضي والحاضر من أجل المستقبل ، أما البعبع الموضوع عمدا أمامك لجرفك في نفس التيار ،ألا وهو أن الديموقراطية ستأتي بالإسلاميين ، فهذا أمر وقتي ومحكوم عليه بالفشل فيما لوسنت قوانين دولية بتحديد أسس عامة وعالمية للديموقراطية ، ليتخلص العالم العربي من الدجل والزيف المغطى بالحديث عن ديمقراطيتنا وديمقراطيتكم 0، لأن الديموقراطية ديموقراطية 0، وساعتها سيتمكن الليبراليون من نشر ثقافة سليمة تفرخ أناس أسوياء لديهم وطن يحبونه لأن به أمل ، وساعتها لن تكون مسألة إسرائيل معضلة لأن الثقافة المحايدة ستعيد قراءة التاريخ وت عرضة ليتعلم الكبار والصغار أن اليهود الإسرائيليون والعرب الفلسطينيون ، كلاهما له الحق في تاريخيا في أن يكون له فيها ، وطن مستقل ، بمعنى بسيط جدا هو : الحل يكمن فى تمهيد وخلق الأرض باتفاق او بضغوطات من أجل تمكين الليبراليين من وسائل اعلامية جماهيرية تصل للجماهير بمشروعية لنشر ثقافة السلم والتنمية والأمل ، فى نشر ثقافة الحب والعدل بديلا عن ثقافة الكره والتاقض المربك والغيبيات والتخلف ، ان نعلم ونتعلم ان الدين لله والوطن للجميع ، بديلا عن ثقافة الأرهاب المعتمده فى اوطاننا بجهر أو بخبث 0

الختام : سقوط لمبدأ الغاية تبرر الوسيلة

• فعلى مر العصور كانت دوما هناك الحروب ، حروب قذرة بلا أخلاق ، وحروب يحدد قانونها فرسان ، ومن هنا نشأت وتطورت القوانين التي تحمي المدنيين والأسرى ، وكذلك سنت قوانين حقوق الإنسان 0التى لا يجب عدم التهاون بشأنها تحسبا لخاطر أية تحالفات كوسيلة للوصول لغاية ما 0، وان تبدأ أمريكا بنفسها ، سواء في سلمها أو في حربها ، أن تعطى لمبادئ الديموقراطية وحقوق الإنسان حقها سواء كان حرا أم أسير أم سجين ، وبالطبع الكلام ايضا لإسرائيل ، حيث اسألها سؤال ما حاجتك لأكثر من ثمانمائة ألف أسير فلسطيني ، ما حاجتك لأن يدخل أكثر من ربع الشعب الفلسطيني سجونك أو معتقلاتك في الربع قرن الأخير ،مؤكد لا حاجة لك بهم، ومؤكد أن المغالاة في الظلم تولد العند والكراهية إلى حد اليأس الذي يجعل الشاب أو الشابة أو حتى الطفل أن يندفع للموت هربا من سواد الحياة معدومة الأمل !!!0



#سميه_عريشه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس مأزق أمريكا و فقط ، بل جميع الأطراف !!0
- هل الشعوب العربية أصبحت معاقة ؟
- طائفية المستأثرون بالحكم والثروة دوما 0
- قصة : جذور متناثرة
- قصة : الكفيف وألوان العشق
- اريد أن اصبح لا شيئ 00 و أولى شمعات العنف
- كراهية أم انعدام الثقة؟
- الفساد والأحتكار سر فساد الدراما المصرية
- العودة
- غموض ساحر
- مفتــرق طــــرق
- عن التوافق الجنسي وأشياء أخر
- جـــذور التربيـــــــة
- أدب الحـــــرب
- هل سنتغير طواعية أم ؟!!
- الأمن القومي المصري


المزيد.....




- -قريب للغاية-.. مصدر يوضح لـCNN عن المفاوضات حول اتفاق وقف إ ...
- سفارة إيران في أبوظبي تفند مزاعم ضلوع إيران في مقتل الحاخام ...
- الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لــ6 مسيرات أوكرانية في أجواء ...
- -سقوط صاروخ بشكل مباشر وتصاعد الدخان-..-حزب الله- يعرض مشاهد ...
- برلماني روسي: فرنسا تحتاج إلى الحرب في أوكرانيا لتسويق أسلحت ...
- إعلام أوكراني: دوي صفارات الإنذار في 8 مقاطعات وسط انفجارات ...
- بوليتيكو: إيلون ماسك يستطيع إقناع ترامب بتخصيص مليارات الدول ...
- مصر.. غرق جزئي لسفينة بعد جنوحها في البحر الأحمر
- بريطانيا.. عريضة تطالب باستقالة رئيس الوزراء
- -ذا إيكونوميست-: كييف أكملت خطة التعبئة بنسبة الثلثين فقط


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001 - سميه عريشه - الحادى عشر من سبتمبر وسقوط مبدأ : الغاية تبرر الوسيلة